[01/ اكتوبر/2020]
صنعاء- سبأ: كتب/ المحرر السياسي
لم يحظ رئيس دولة بحب واحترام كبيرين على المستوى الدولي كما حظي به أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي انتقل إلى جوار ربه مساء الثلاثاء عن عمر ناهز 91 عاماً، قضاها في خدمة شعبه ووطنه وأمته.
وفي الحقيقة فإن الاحترام الكبير للفقيد لم يأت من فراغ، فالرجل كان أهلاً لذلك لما عُرف عنه من رجاحة عقل وسعة أُفق ومميزات قيادية قلما تجدها في غيره، لتبنيه العمل الخيري والإنساني، ما مكنّه من الحصول على أعلى لقب في الأمم المتحدة ” قائد للعمل الإنساني عام 2014وهو منصب لم يسبقه إليه أحد تقديراً لجهوده الإنسانية على جميع الأصعدة”.
تتضح مميزات الفقيد الشيخ صباح الأحمد القيادية في إدارته للبلاد بعقلانية واتزان يٌبرز ذلك من سياسة دولة الكويت على كافة المستويات والمسارات وما اتسمت به من حكمة أصبحت محل تقدير جميع دول العالم .. خطّ لبلاده مساراً سلمياً بطابع إنساني بعيداً عن التكتلات والتجاذبات وسعى إلى عمل الخير والإصلاح في وساطات عقلانية بين فرقاء العمل السياسي على المستويين العربي والإسلامي.
دولة الكويت وقفت مواقف مشرفة من قضايا الأمة العربية والإسلامية، لم تساوم أو تتراجع عن مواقفها الثابتة، خاصة قضايا الأمة المصيرية.
حيث كانت دولة الكويت وما تزال محل تقدير أبناء اليمن على المستويين الشعبي والرسمي، مواقف خلّدها التاريخ للعلاقات بين البلدين الشقيقين .. قدّمت الكويت الدعم لليمن منذ أمد بعيد، واتسم عونها للشعب اليمني بالنزاهة والعمل الإنساني الخلاق، بعيداً عن تسجيل مواقف ودون ضجيج إعلامي، موّلت بناء المدارس والمستشفيات والوحدات الصحية وجامعة صنعاء .. طابور طويل من مساعدات الخير الكويتية لليمن، وكانت في المحن والمنعطفات الصعبة التي يمر بها اليمن سباقة إلى تقديم الدعم والمساندة والوقوف إلى جانبه.
تاريخ ناصع البياض لدولة الكويت في اليمن قابله أبناء الشعب اليمني بحب جارف لهذه الدولة وقيادتها الحكيمة والرشيدة.
لقد تألم أبناء الشعب اليمني لرحيل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر وحملت تعزية المجلس السياسي الأعلى مشاعر المواساة باسم الشعب اليمني، لما عٌرف عنه من حب لليمن، وهو ما أشار إليه رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام عندما قال” لا ننسى موقفه الداعم لمشاورات السلام والذي كان في كل لقاء يفصح عن حبه لليمن، مبدياً حرصه على إضفاء نار الحرب “.
رحم الله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأسكنه فسيح جناته.