يتوج اليمنيون موقفهم التاريخي المشرف في التضامن العملي مع الشعب والمقاومة الفلسطينية بزخم شعبي كبير يتصاعد في مختلف المحافظات الحرة التي تشهد جهودا واسعة لأنشطة التعبئة العامة لنصرة القضية المركزية للأمة.
لم يتناس اليمانيون جراحهم وما تركته تداعيات تسعة أعوام من العدوان السعودي الامريكي على واقعهم المعيشي والإنساني، بل أدركوا أن المعركة هي ذاتها معركة الدفاع عن قضية أمة بأكملها، فكانوا في طليعة الثائرين المناصرين لإخوانهم الفلسطينيين معلنين الالتحام الجماهيري بمسيرات مليونية تواقة لتحرير الأرض من الاحتلال.
الموقف اليمني الاستثنائي، النابع من عمق القضية ومن قلب الهوية وواحدية المصير، لم يعد محصورا على بيانات التنديد والشجب، بل بدا أعمق وأشمل، ويتسع مداه يوما عن آخر، ويتجلى عمليا بخيار خوض معركة الاسناد وتوجيه الضربات لعمق كيان العدو والتصدي للسفن المتجهة للموانئ الاسرائيلية.
طوفان شعبي عارم تشهده جميع المحافظات بأكبر مسيرات التضامن منذ بدء العدوان الاسرائيلي الارهابي على قطاع غزة، يهتف بالنصرة والتأييد والدعوة لفتح الحدود إلى غزة، وإلى القدس، ليس لخوض معركة دفاع ومواجهة، بل لتحرير كامل الأراضي المحتلة في فلسطين.
حشود من كل المدن وريفها، واستنفار شعبي متواصل من يمن الإيمان والعقيدة والمبدأ الصادق، ليس لرفع الشعارات والاكتفاء بالهتافات، بل إن فلسطين ليمن النصرة والمدد قضية وموقف.
لم تقتصر خيارات الدعم والتضامن الشعبي على شكل معين في تحريك ثقافة الجهاد لنصرة شعب فلسطين، بل اتجهت الجهود نحو تنظيم حملات توعية واسعة لترسيخ ثقافة مقاطعة السلع والمنتجات الأمريكية الإسرائيلية كسلاح فعال إلى جانب التهيئة للحشد المجتمعي الشعبي، والانخراط في دورات عسكرية مفتوحة ومشاركة الآلاف فيها، استعدادا للحظة المشاركة والظفر بإحدى الحسنيين.
شكلت الخيارات الاستراتيجية العسكرية والمواقف اليمنية القوية ضربة قاصمة للجانب الأمريكي وحضوره في البحرين الأحمر والعربي، ومحاولاته تدويل الممرات البحرية وإنشاء قوة عالمية لحمايتها ردا على الموقف اليمني الذي أربك كل أوراق تحالف حماية السفن الإسرائيلية الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة.
كان لخطاب قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الاسبوع الماضي تأثيره البالغ على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، بحضوره اللافت وموقفه الشجاع الذي عرى قوى الخيانة والعمالة.
موقف اليمن الثابت تجاه نصرة الشعب الفلسطيني والانحياز لأكبر قضية في تاريخ الأمة، أعاد التأكيد عليه قائد الثورة، بطريقة واضحة وصريحة لا تقبل المداهنة ولا يشوبها الشك حول عدالتها وانتصارها مهما شكل الأعداء من تحالفات عالمية وأطلقوا ألسنتهم بتهديدات فارغة ورنانة.
وبهذا الموقف أصبح اليمنيون اليوم بمختلف أشكالهم يقفون صفا واحدا خلف القيادة الحكيمة والصادقة في المعركة البطولية التي يخوضها المجاهدون لدعم معركة طوفان الاقصى.
إن اليمانيين بهذه المسيرات المليونية وهذه الحملات التحشيدية والتعبوية والعروض العسكرية لخريجي دورات طوفان الأقصى، يمهدون للدور الأكبر، وينتظرون بكل لهفة وشوق، لحظة المشاركة والنزول للميدان، والظفر بمشاركة أخوانهم في فصائل المقاومة في المعركة الكبرى لتحرير فلسطين.