حظيت القضية الفلسطينية بالنصيب الأكبر في كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي اليوم الخميس، باعتبارها قضية تستحق الوقوف معها وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لمقاومة عدو محتل وغاصب اتخذ من القتل والإبادة منهجا ووسيلة في التعامل مع أبناء الشعب الفلسطيني.
ثمة أمور يجب الوقوف أمامها والتطرق إليها في كلمة السيد القائد لعل أبرزها أن الموقف اليمني المبدئي والثابت من القضية الفلسطينية بشكل عام ومن اجتياح العصابات الصهيونية لقطاع غزة بوجه خاص يأتي منطلقه من الثوابت الإيمانية والأخلاقية والإنسانية، سجل حضورة المشرف بارتياح عربيا وإقليميا ودوليا.
الموقف اليمني المبدئي ليس تكتيكا مرحليا وإنما استراتيجية ثابتة ودائمة صمدت أمام أعتى الظروف والأحداث والمتغيرات الدولية المتسارعة.
وباستقراء سريع يمكن القول أن النظام العربي يمر حاليا في أسوأ حالاته، يبرز ذلك في الانهيار القيمي والمبدئي والأخلاقي في المنظومة السياسية العربية وزوال ماكان يسمي بالعمل العربي المشترك بفعل جملة من الأسباب تمت معظمها بأيد استخبارات أجنبية خططت جيدا لذلك وأفلحت في تدمير النظام السياسي العربي وإفراغ الأنظمة العربية من محتواها.
وعلى ضوء ذلك يمكن القول أن الغرب خاصة وأمريكا وبريطانيا كانا يمتلكان أفقا واسعا وبعيد المدى بزرع كيان يهودي في منطقة الشرق الأوسط حدد لهذا الكيان وظيفة تمثلت في الحفاظ على المصالح الغربية الاستعمارية في المنطقة وتأمين ضمان تدفق الامدادات النفطية للمصانع الغربية والتحكم في الموقع الجيو سياسي المهم والمتميز الذي تتمتع به المنطقة العربية.
لم يتوقف الغرب الاستعماري عند زرع الكيان الصهيوني في أرض فلسطين، بل سعى جاهدا بما يملكة من قوة عسكرية واقتصادية واستخباراتية للدخول إلى عمق كل دولة عربية وإفراغها من محتواها وإخضاعها عسكريا واقتصاديا لضمان تفوق كيان الاحتلال على كل دول المنطقة.
وفي المجمل، كانت قضية فلسطين وستظل القاسم المشترك للعمل الجماعي الذي لابد من أن يعود علي أيدي الرجال المؤمنين الصادقين والمخلصين بعدالة هذه القضية ورفع ما يعانية أبناء فلسطين من مظلومية يندي لها جبين الإنسانية، وسط صمت دولي وتخاذل عربي وإسلامي وجبروت وطغيان أمريكي وأوروبي.