نص كلمة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حول آخر تطورات العدوان الصهيوني على عزة والمستجدات الإقليمية، الخميس 21 ذو الحجة 1445هـ 27 يونيو 2024م:
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
في كلمتنا عن المستجدات خلال هذا الأسبوع، في ما يتعلق بالعدوان الهمجي الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، نستمر في الكلمات، ونستمر في العمليات، يستمر شعبنا العزيز فيما يتعلق أيضاً بالمظاهرات، وكل الأنشطة الشعبية على مستوى التعبئة وفي غيرها؛ لأن العدو الإسرائيلي مستمرٌ في عدوانه، مواصلٌ لجريمة القرن التي لا مثيل لها، فلمائتين وخمسةٍ وستين يوماً، وللأسبوع الثامن والثلاثين، وبعد انتصاف الشهر التاسع، والمجازر مستمرةٌ، والعدو الإسرائيلي يرتكب يومياً جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم.
بلغ عدد المجازر: أكثر من (ثلاثة آلاف وثلاثمائة وثمانين مجزرة)، عدد هائل جداً، كان يكفي أن يستفيق الضمير العالمي بكله لمجزرةٍ واحدة، من تلك المجازر التي بشعةٌ جداً ومهولة، يستهدف بها العدو الإسرائيلي الأطفال، والنساء، والكبار، والصغار، يُبيد الناس في مدنهم، ويعمل على تدمير مربعات سكنية بأكملها على رؤوس كل الساكنين فيها.
في هذا الأسبوع أكثر من عشرين مجزرة، أوقعت ما يزيد على (الألف ومائتين شهيد وجريح):
– ومنها: تدمير مربعٍ سكنيٍ بأكمله في مخيم الشاطئ، أسفر ذلك عن استشهاد: أكثر من (خمسين شهيداً وعشرات الجرحى):
– ومنها: مجزرة الثلاثاء، التي استشهدت فيها شقيقة الأخ المجاهد رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية حماس مع أطفالها. وفي هذا المقام نتوجَّه بخالص العزاء والمواساة لأخينا المجاهد العزيز إسماعيل هنية، ولكل أسرتهم الكريمة.
– ومنها: المجازر التي استهدفت مدارس الإيواء للنازحين.
– ومن الجرائم البشعة، التي هي من آلاف الجرائم من ضمن الآلاف من الجرائم، التي تكشف مستوى التوحش، والعدوانية، والإجرام، والدناءة، والحقد لدى العدو الإسرائيلي: الجريمة التي ارتكبها جنودٌ صهاينة في مخيم جباليا، أثناء مداهمتهم لمنزل وفي داخله امرأةٌ مُسِنةٌ فلسطينية، عمرها سبعين عاماً، أو ثمانية وستين عاماً، حسب اختلاف التقارير، فأرسلوا عليها كلباً من كلابهم البوليسية لينهش لحمها وهي على قيد الحياة، وكانوا يتلذذون بذلك المشهد الإجرامي، الوحشي، الدموي، الدنيء جداً، يرتكبون جرائم بدناءة، وحقدٍ بالغٍ وسيء، وخروج عن الفطرة الإنسانية.
الإجرام الفظيع مستمرٌ من قبل العدو الإسرائيلي، وعدوانه هو عدوان على كل أهالي غزة، على الأطفال والنساء، على السكان، ووصل إجمالي عدد الشهداء، والجرحى، والمفقودين، والأسرى، في القطاع، وفي الضفة أيضاً، التي يرتكب فيها العدو الإسرائيلي جرائم يومية متنوعة، ما بين قتل، ما بين اختطاف، ما بين تدمير وتجريف… إلى غير ذلك، بلغ العدد الإجمالي: ما يزيد على (مائة وتسعة وأربعين ألفاً وخمسمائة فلسطيني)، معظمهم من الأطفال والنساء.
وآلاف الجرائم البشعة، الدنيئة، السيئة، التي يتفنن فيها العدو الإسرائيلي، وهي مخزية، مخزية للعدو الإسرائيلي، مخزية لداعميه وشركاءه من الأمريكيين والبريطانيين، وبعض الدول الغربية، التي تزوِّده بالسلاح، والدعم السياسي، والدعم الإعلامي، وأيضاً مخزية لكل المتخاذلين في العالم، الذين يسكتون ويستمرون في علاقتهم مع العدو الإسرائيلي، ويقدمون له في إطار علاقاتهم دعماً متنوعاً، مخزية لجميعهم؛ لأنها جرائم بشعة للغاية، من مثل: قتل المرضى في المستشفيات، حتى الأطفال الخُدَّج في الحضانات في داخل المستشفيات، وجرائم إبادة جماعية، من مثل: ما حصل في مستشفى الشفاء وفي غيره، القتل للمرضى وهم على أَسِرَّة المستشفيات، والإعدام لهم بدمٍ بارد، والسحق لبعضهم بمجنزرات الدبابات… وغير ذلك، أنواع الجرائم البشعة: قتل الأطفال بما فيهم الأطفال الرُّضَّع، وفي مختلف الأعمار في مرحلة الطفولة، استهداف العجائز بالكلاب البوليسية… غير ذلك من الجرائم الفظيعة جداً، والتي توثَّق، ويُنشر البعض منها، ونماذج منها- نماذج رهيبة وشنيعة جداً- في وسائل العلام؛ ليشاهدها الناس بأعينهم.
كل ذلك يشهد بوضوح على أن العدو الإسرائيلي عدوٌ بكل ما تعنيه الكلمة، وسيءٌ، وإجراميٌ، ومتوحشٌ، يستحيل التعايش معه، ولا يمكن أبداً أن يكون هناك لشعوبنا، أو للدول العربية والإسلامية، ولا حتى أي دول تتمسك بالقيم الإنسانية، علاقة طبيعية معه، هو عدوٌ مجرمٌ، ويشهد على صوابية الجهاد والمقاومة والمواجهة لذلك العدو، وأن ذلك هو الخيار الصحيح، بقدر ما هو مجرمٌ، بقدر ما العدو الإسرائيلي مجرمٌ ومتوحشٌ، وظالم وسيءٌ للغاية، ودنيءٌ في طبيعة الجرائم، التي يمارسها، وفي نظرته ومعتقده تجاه بقية البشر؛ بقدر ما يتحتم الجهاد في سبيل الله تعالى ضد ذلك العدو، كخيارٍ حكيمٍ، وصائبٍ، وصحيحٍ، وسليمٍ، ووحيد، ليس هناك خيار آخر يمكن الاعتماد عليه.
العدو الإسرائيلي فيما هو يقتل أبناء الشعب الفلسطيني بكل أنواع السلاح، هو أيضاً يسعى لإبادتهم بالتجويع، والحصار، وبشكلٍ أيضاً لا مثيل له في بقية العالم، الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتضور جوعاً، يُمنع عليه دخول ما يحتاجه من الغذاء الضروري من كل المنافذ، كلها أُغلقت، ومُنع دخول الغذاء والدواء إلى الشعب الفلسطيني، والمأساة كبيرةً جداً، وهناك وفيات يومية للأطفال؛ نتيجةً للجوع والحصار وسوء التغذية.
في المقابل لازالت شركات من دول عربية، ومن دول مسلمة تنتمي للإسلام، تُقدِّم منتجاتها من المواد الغذائية إلى العدو الإسرائيلي، في مقابل خذلان، ومقابل إهمال وتجاهل لما يجري ضد الشعب الفلسطيني، ولمعاناة الشعب الفلسطيني، حتى الفواكه، البعض من الدول العربية تُصدِّر الفواكه إلى العدو الإسرائيلي، والمواد الغذائية، والبقوليات، هذا شيءٌ مؤسفٌ جداً، وجريمة بكل ما تعنيه الكلمة! في مقابل المسئولية الإنسانية، والدينية، والقومية… وبكل الاعتبارات، على العربي جميعاً، وعلى بقية المسلمين معهم، في السعي الجاد والصادق لتقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني، في كل ما يحتاجه: على مستوى الغذاء، على مستوى الدواء، على مستوى الدعم العسكري… في كل ما يحتاجه، يتخاذلون، ثم لا يكتفون بالتخاذل، بل يقدِّمون المنتجات الغذائية للعدو الإسرائيلي، هذه خيانة وجريمة كبيرة جداً، بدلاً من مساعدة الشعب الفلسطيني.
هناك أيضاً فيما يتعلق بالمجاعة، وهي متفاقمة في قطاع غزة، هناك تقصير إعلامي، فيما يتعلق بتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في هذا الجانب، وفضح العدو الإسرائيلي، وفضح شركائه من: الأمريكيين، والبريطانيين، والدول الأوروبية التي تسانده، مثل: ألمانيا، وفرنسا، والمفترض أن تقوم الدول العربية بحملة إعلامية، وحملة دبلوماسية، وحملة سياسية، وأن يتحركوا في تلك المجالات، التي لا مبرر لهم أبداً بالتواني والتخاذل عن التحرك فيها؛ لأنهم يجمِّدون نشاطهم واهتمامهم حتى في مثل هذه المجالات: على المستوى السياسي، على المستوى الإعلامي، على المستوى الدبلوماسي، يتوقَّفون بشكلٍ كامل، باستثناء أشياء بسيطة جداً، بعض التصريحات النادرة من بعض المسؤولين، كحالة نادرة، فالمفروض أن يكون هناك مساندة إعلامية للشعب الفلسطيني، وفضح للأمريكي، ورصيفه العائم، الذي قد فككه، وأراد به في مرحلة معينة المخادعة، وأن يجعل منه غطاءً من أجل أن يعمل له قاعدةً عسكريةً يحتل بها، ويشترك مع العدو الإسرائيلي في الاحتلال لفلسطين.
هناك أيضاً المعاناة المتزايدة للأسرى الفلسطينيين، والمخطوفين من أبناء الشعب الفلسطيني في سجون العدو الإسرائيلي، وأُعلن عن استشهاد العشرات منهم تحت التعذيب، وكذلك التعذيب الذي يمارسه العدو الإسرائيلي من أبشع الجرائم، من أبشع الجرائم، التفاصيل لا نستسيغ أن نتحدث عن بعضها؛ لهولها، وفظاعتها، وبشاعتها، وسوئها؛ ولذلك هناك أيضاً تقصير من المسلمين، ومن بقية العرب في الإطار الإسلامي نفسه، من التحرك الجاد في هذا الملف، وهذا الموضوع حتى إعلامياً.
هناك معاناة مستمرة للجرحى في قطاع غزة، إذ أنَّ هناك (خمسة وعشرين ألف جريح) يحتاجون للتدخل العلاجي حسب الإحصائيات في قطاع غزة، وسبق أيضاً أن استشهد ما يقارب الـ(خمسة عشر ألف شهيد من الجرحى)؛ لانعدام الرعاية الطبية، فهم بحاجة إلى الخروج، (خمسة وعشرين ألف جريح) بحاجة إلى الخروج للعلاج في خارج فلسطين، ولكن العدو الإسرائيلي مع حصاره يمنعهم، ويقفل كل المنافذ، ويحول دون خروجهم للعلاج.
حالة القتل والاختطاف للفلسطينيين في الضفة الغربية مستمرة من قبل العدو الإسرائيلي بشكلٍ يومي، ممارسة إجرامية يومية، في كل يوم اقتحامات إلى المنازل، إلى الأحياء، إلى المدن، إلى القرى، وقتل بشكلٍ يومي، واختطاف بشكلٍ يومي، وتدمير لمنازل، وتجريف وتهجير من بعض القرى، وهكذا كسلوك إجرامي يومي يمارسه العدو الإسرائيلي، إضافةً- كذلك- إلى الاستمرار في اقتحامات الصهاينة لباحات المسجد الأقصى، والإساءة إلى الإسلام والمسلمين، والتدنيس لباحات المسجد الأقصى الشريف.
في كل ذلك الأمريكي هو داعم، وهو شريك للعدو الإسرائيلي، وهو مستمرٌ في تزويد العدو الإسرائيلي بشحنات الأسلحة، من القنابل المدمِّرة الفتَّاكة، التي تُلحق الدمار الشامل، والقتل الشامل للشعب الفلسطيني، للأطفال، والنساء، والمدنيين بشكلٍ كامل، وتحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن وصول أكثر من أربعمائة شحنة سلاح أمريكية لدعم العدو الإسرائيلي، منذ بداية العدوان على غزة، وكل شحنة تتضمن عدداً هائلاً من تلك الأسلحة المتنوعة، معظمها من القنابل والصواريخ التي تلحق الدمار الكبير، وتقتل الشعب الفلسطيني بالمئات، وهذا شيءٌ واضح بالنسبة للأمريكيين، مع دعمهم بالسلاح للعدو الإسرائيلي، هناك أيضاً- حتى في أمريكا نفسها- عملية تعبئة عدائية ضد الشعب الفلسطيني، وضد العربي بشكلٍ عام، وضد المسلمين جميعاً، وحملات تحريض عدائية، تعتمد على الأكاذيب والافتراءات؛ ولذلك كان من الحوادث الناتجة عمَّا هناك من تحريض، وحملات عدائية، حملات تعبئة عدائية، حملات كراهية للشعب الفلسطيني المظلوم، أن قامت امرأة أمريكية في هذا الأسبوع، بمحاولة لإغراق طفلة فلسطينية عمرها ثلاث سنوات! طفلة صغيرة، وبكل حقد، نتيجةً لتلك الحملات من التحريض على الكراهية والبغض للشعب الفلسطيني.
هناك أيضاً دعم أوروبي، وهناك حديث عن أنَّ مؤسسات أوروبية قدَّمت (ستة وثلاثين ملياراً) على شكل قروض، وعادةً ما يأتي فيما بعد الإعفاء عنها؛ لدعم العدو الإسرائيلي في قتل الشعب الفلسطيني، وفي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، وكل هذا ومنذ بداية العدوان على غزة، ومن قبل ذلك، من قبل ذلك، حتى تاريخياً، الدول التي تدعم العدو الإسرائيلي لها رصيدٌ رهيبٌ من الجرائم بحق الشعوب، على مستوى الوطن العربي، وفي أفريقيا، وفي أمريكا اللاتينية… وفي دول كثيرة في العالم؛ ولذلك هي تستمر في السلوك الإجرامي، والتوجه العدائي ضد الشعوب المستضعفة والمظلومة.
في مقابل كل ذلك، فهناك صمودٌ عظيمٌ للإخوة المجاهدين في قطاع غزة، وللشعب الفلسطيني المضحي، والصابر، والمظلوم، والمجاهد، صمودٌ عظيم بكل ما تعنيه الكلمة، فالإخوة المجاهدون في قطاع غزة من مختلف الفصائل الفلسطينية، وفي مقدِّمتها: كتائب القسام، وكذلك بقية الفصائل، سرايا القدس… وغيرها، يستمرون في عملياتهم البطولية الجهادية، التي تُنكِّل بالعدو، والتي تسببت بيأسه، وإخفاقه، وفشله الذريع، فهم:
– مستمرون في الكمائن النوعية، التي تكبِّد العدو الإسرائيلي بالقتلى، والجرحى، والخسائر المفجعة له، والمؤثِّرة عليه.
– يستمرون في استهداف الآليات، ومنها في إحدى العمليات بصاروخٍ موجَّه، الآليات الإسرائيلية.
– يستمرون أيضاً بقصف تجمعات العدو بقذائف الهاون.
– ويستمرون بالقصف بالصواريخ إلى المغتصبات- التي يسميها العدو بالمستوطنات- فيما يسمى بغلاف غزة.
وهذا كله يشهد بأنهم لا يزالون في موقف المتماسك، الثابت، المنتصر، وكذلك يشهد على فشل العدو الإسرائيلي وإخفاقه الكبير، وأنَّ مآله- بإذن الله تعالى- في هذه الحرب، في هذا العدوان الإجرامي الذي يشنه على قطاع غزة، إلى الهزيمة الحتمية بإذن الله تعال.
– أيضاً هناك استيلاء على طائرات مسيَّرة للعدو من قِبَل الإخوة المجاهدين في قطاع غزة.
والحالة التي يعاني منها العدو الإسرائيلي بالرغم من إجرامه، وهو يعتمد على جرائم الإبادة الجماعية، والقتل للأطفال وللنساء، لكنه فيما يتعلَّق بالمواجهة المباشرة مع الإخوة المجاهدين في القطاع، هو في حالة استنزاف مؤثِّر عليه، وتأثيره الكبير عليه قد ظهر جلياً في:
– خسائره المستمرة بدون توقف.
– وفي التأثير النفسي على جنوده، الذين يتهرَّبون من الذهاب إلى قطاع غزة للمشاركة في القتال.
– وكذلك في كيانه الذي يتهرَّب من التجنيد.
– ثم الأثر على المستوى النفسي الواسع في كيان العدو.
العدو قد وصل إلى الحد الأقصى في عملياته ضد الشعب الفلسطيني، في الإجرام، في الضغط، في تحريك ألويته القتالية، في عملياته المتتابعة والمكثفة، مع ذلك لم يحقق النتائج التي أعلنها، وأعلن أنه يريد تحقيقها، وهذا إخفاق كبير له، بل كلما حاول التوغل؛ كلما تكبَّد الخسائر البشرية، وأثَّر عليه ذلك كما حصل في هذا الأسبوع في أطراف حيِّ الزيتون.
فالعدو في حالة تخبط، وفشل، وإخفاء، وأصبحت هناك في كيانه الكثير من الأصوات التي تؤكِّد على هذه الحقيقة وتعترف بها، بالرغم من مكابرة [نتنياهو]، هذا فيما يتعلق بصمود الإخوة المجاهدين في قطاع غزة، ومعهم صمود الحاضنة في القطاع الفلسطيني، صمود الأهالي في قطاع غزة، وفشل العدو في أن يصنع أي بؤر في داخل قطاع غزة، يحاول أن يستغلها وأن يبتزها فيما يتعلق بالجانب الغذائي والاحتياجات الضرورية، ليفرض عليها إدارةً عميلةً له، وهذا يُحسَب للأهالي في قطاع غزة، أنهم صمدوا، وأفشلوا كل محاولات العدو، وكان هذا هدفاً أساسياً من أهداف العدو: أن يصنع له إدارةً عميلة، وأن يفرضها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لكن الشعب الفلسطيني العزيز بوعيه وبصيرته أفشل مساعي العدو.
فيما يتعلَّق بالحراك الطلابي والمظاهرات في دولٍ كثيرة من العالم، فالاحتجاجات مستمرة فيما يتعلق بالجامعات، في أمريكا هناك العديد من الجامعات لا تزال الاحتجاجات فيها مستمرة، بالرغم من القمع الذي يعاني منه الطلاب، والضغوط التي تمارسها السلطات الأمريكية ضد الجامعات نفسها، في محاولة للضغط عليها لتقف ضد طلابها، وأصبحت هذه سياسة يعتمد عليها الأمريكي، يحاول أن يضغط على الجامعات لتقف هي ضد الطلاب، الذين يخرجون في احتجاجات ومظاهرات مساندة للشعب الفلسطيني المظلوم.
هناك أيضاً احتجاجات مستمرة للطلاب في الجامعات: في ألمانيا، في السويد، في سويسرا، في بلجيكا… وفي دول أخرى، أيضاً في كثيرٍ من تلك البلدان- بالذات الأوروبية- هناك بلطجة بكل ما تعنيه الكلمة، في الممارسات من قِبَل الشرطة والسلطات في تلك الدول ضد المتظاهرين من الطلاب والمحتجين، ومعاملات قاسية، وهناك أيضاً عمل على عنوان (معادات السامية)، مع أنَّه عنوان فارغ، لا محتوى له، لكنهم يعتبرون كل من يحتج ضد جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، بأنَّه معادٍ للسامية.
فيما يتعلق بالمظاهرات الشعبية من غير الحراك الطلابي، لا تزال أيضاً المظاهرات مستمرة في بلدان عديدة، ومنها في هذا الأسبوع: في ألمانيا، وفي إيطاليا، وفي النمسا، وفي فرنسا، وفي السويد، وهولندا، وماليزيا.
وكذلك هناك في بعض الدول العربية، مثل: ما هو الحال بالنسبة للأردن، والشعب الأردني هو من أنشط الدول العربية في الخروج في المظاهرات، وله صوتٌ واضح مقارنةً بكثيرٍ من الشعوب العربية.
في المغرب أيضاً هناك مظاهرات، ويظهر تنامي السخط الشعبي من السياسات الرسمية الداعمة للعدو الإسرائيلي في المغرب، ونحن نعوِّل على الشعب المغربي أن يزداد وعيه، وأن يتوسَّع احتجاجه، ويزداد ضغطه ضد النظام هناك؛ لأن النظام يتصرَّف فيما يتعلَّق بسياساته الداعمة للعدو الإسرائيلي بشكل مبتذل ومسيء جداً، يسيء إلى الشعب المغربي بكل ما تعنيه الكلمة.
فيما يتعلَّق بجبهات الإسناد:
وأولها: جبهة لبنان، جبهة حزب الله في لبنان، ضد العدو الإسرائيلي في شمال فلسطين: وكما قلنا في كل الكلمات الماضية: موقف حزب الله مؤثرٌ جداً على العدو الإسرائيلي، تأثيراً عاماً، وتأثيراً كبيراً جداً أيضاً فيما يتعلَّق بشمال فلسطين، والعدو الإسرائيلي في مأزق حقيقي؛ لأن عمليات حزب الله مكثَّفة، أثَّرت على العدو الإسرائيلي في شمال فلسطين، على معسكراته، على ثكناته، على المستوطنات، عمليات قوية ومكثَّفة بالطائرات المسيّرة الانقضاضية، بصواريخ البركان، بمختلف القذائف والأسلحة، فهي بشكلٍ يوميٍ متصاعد، ومكثّف، ومؤثِّر على العدو الإسرائيلي، أثَّر على جنوده، وأثَّر أيضاً على مستوطنيه المغتصبين، فالتأثير كبير، وعلى اقتصاده أيضاً.
العدو الإسرائيلي حاول في هذا الأسبوع، مع الأمريكي، بالتنسيق مع الأمريكي، أن يتحرك في حملة، حملة للحرب النفسية، يُكثر من الحديث عن احتمال الحرب الشاملة، وتفاعلت معه بعض الدول الخليجية، التي وجَّهت رعاياها بمغادرة لبنان، في من كان في لبنان، وبعدم السفر إلى لبنان، لمن يريد أن يسافر إلى لبنان، ومن الواضح أنَّ العدو الإسرائيلي يستخدم هذا الأسلوب في الحرب النفسية، مع أنه في مأزقٍ حقيقي، إن هو ذهب إلى الحرب الشاملة، فنتائجها عليه خطيرة للغاية، ومدمرة جداً، وهم يعون ذلك، قادة العدو الإسرائيلي يعون هذه الحقيقة، ويتحدثون هم عنها بأكثر من غيرهم، وتعبيرهم عن هذا الموضوع، وعن المخاطر الكبرى عليهم هم، حديثهم واضحٌ جداً، عبارات تدل على خوف كبير جداً، من النتائج التي يمكن أن تحدث فيما لو تورَّطوا في حرب شاملة ضد حزب الله في لبنان، ولخَّص ما يسمى بوزير من وزراء العدو الإسرائيلي- يسمُّون أنفسهم بوزراء، وهم كيان إجرامي وحشي، وليسوا دولة- لخَّص هذه الحقيقة بقوله: [أنهم يعدون أنفسهم لدفنٍ جماعي، استعداداً لحربٍ في الشمال]، هكذا بمثل هذه العبارات التي يعبِّرون بها عن هزيمة مؤكدة، وحقيقية، وعن أضرار كبيرة جداً، وعن مخاطر عالية يمكن أن تحصل عليهم فيما لو تورَّطوا في حربٍ شاملة ضد حزب الله، بالنسبة لحزب الله هو مستعدٌ بكل وضوح، وأعلن ذلك، لكل الاحتمالات، وفعلاً جهوزية حزب الله هي جهوزية حقيقية، والعدو الإسرائيلي قد جرَّب كيف هي المعركة مع حزب الله؛ فلذلك ما يمكن أن يحصل على العدو الإسرائيلي إذا تورَّط فهو فوق ما يمكن تصوره.
فيما يتعلق بالمقاومة الإسلامية في العراق: أعلنت عن تنفيذ أربع عمليات في هذا الأسبوع باتجاه حيفا، وأم الرشراش، وهدف حيوي على ساحل البحر الميت.
فيما يتعلق بالمسار المهم في العمليات المشتركة بين الجيش اليمني، والمقاومة الإسلامية في العراق: فقد تم تنفيذ أربع عمليات مشتركة، منها: عملية في هذا اليوم، لم يسبق الإعلان عنها، تحدثنا عنها الآن، العمليات منها: باتجاه ميناء حيفا، وأهداف حيوية في حيفا، وهي بالطائرات المسيَّرة، وهذا المسار مسارٌ مهمٌ جداً، هو يجسِّد آمال شعبنا العربي بكله، في الوحدة العربية، في التعاون، في تجسيد الأخوَّة في درب الجهاد في سبيل الله تعالى، وفي مواجهة أعداء هذه الأمة، العدو الإسرائيلي الذي هو عدوٌ للمسلمين جميعاً، وفي المقدِّمة: العرب، فالعمليات المشتركة بين الجيش اليمني، والمقاومة الإسلامية في العراق، هي تجسِّد التعامل، والأخوَّة، والوحدة، وكذلك التحرك سوياً في مواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بأمتنا، والتي تستهدف أمتنا الإسلامية، وأنا هنا أوجِّه التحية للإخوة المجاهدين في العراق، وأوجِّه التحية للشعب العراقي العزيز.
فيما يتعلق بجبهة يمن الإيمان والحكمة والجهاد، فالعمليات مستمرة، وفاعلة، ومؤثِّرة على العدو جداً، وقد ازداد تأثيرها كثيراً، في هذا الأسبوع نُفِّذت أربع عمليات قوية، نفِّذت بسبعة صواريخ بالِسْتِيَّة، ومجنَّحة، وبزورق (طوفان المدمِّر)، زورق (طوفان المدمِّر) دخل في خط العمليات، والاستهداف للسفن التي ترتبط بالعدو الإسرائيلي، وبالأمريكي والبريطاني، ويتَّضح حتى للمشاهدين الذين شاهدوا بعضاً من تلك العمليات في استهداف هذا الزورق للسفن التي يستهدفها، في قوة الانفجار الهائل، حيث يمكنه أن يحمل إلى قرابة الطن ونصف طن من المتفجرات، ويُحدث انفجاراً كبيراً جداً يُلحِق أضراراً بالغة بالسفينة التي ينفجر فيها، يستهدفها بشكلٍ مباشر؛ ولذلك أصبح هناك خوف، وتحدثت بعض الوسائل الإعلامية، وهناك بعض التعليقات المتعلِّقة بهذا الزورق الموجَّه، الذي له هذه القوة في التفجير، وتلك القوة في التدمير، وأيضاً يدخل بعده الماء بشكل مباشر إلى السفن التي يستهدفها، حيث يغمرها الماء إلى داخلها على الفور، وأصبح هناك خوف، خوفٌ من هذا الزورق المدمِّر، وهو طوفان بالاسم وبالفعل.
في هذا الأسبوع أيضاً نفَّذت القوات الصاروخية بالجيش اليمني القصف بصاروخ (حاطم)، وهو صاروخ مهم، وهو- كذلك- بالاسم وبالفعل حاطم بكل ما تعنيه الكلمة، ومحطِّم، ومدمِّر، قوي التدمير جداً، واستهدفت به سفينةٌ إسرائيليةٌ في البحر العربي، في بحر العرب، على مسافة بعيدة، على مسافة بعيدة، وهو كذلك دخل في خط العمليات، ودخوله- إن شاء الله- سيكون له تأثيراته كذلك في فعالية هذه العمليات، وفي ازدياد تأثيرها الكبير بإذن الله.
لا زالت أيضاً تأثيرات غرق السفينة [توتور- TOTUR] واضحة، على الأمريكي، على البريطاني، على الذين لا يلتزمون بالتحذيرات التي أطلقها الجيش اليمني.
أيضاً من التطورات المهمة: مغادرة حاملة الطائرات [آيزنهاور]، المهزومة، الهاربة، بعد أن تلقت عدة عمليات وضربات بالصواريخ وكانت تهرب، أثناء استهدافها كانت تتجه للهروب في عمق شمال البحر، أو في أبعد ساحة من شمال البحر الأحمر، حتى ما قبل المغادرة النهائية للبحر الأحمر، عندما نفذت عملية لاستهدافها؛ انعطفت بشكل كبير جداً، واتجهت هاربة نحو قناة السويس.
هناك أخبار عن حاملة طائرات أخرى قادمة، ولكننا نقول من الآن: تلك حاملة الطائرات القادمة إلى البحر الأحمر، من الآن هي هدفٌ أساسيٌ للقوات الصاروخية، للجيش اليمني، وستكون معرَّضةً للاستهداف من بعد دخولها إلى البحر الأحمر، فإذا أرادوا أن يغامروا، وأن يورِّطوا أنفسهم، وأن يدخلوا أنفسهم في المأزق الذي كانت فيه [آيزنهاور]، فليأتوا، الخسارة عليهم، والخطر عليهم، وبإمكانات تتطور باستمرار في القصف الصاروخي، لا يتمكنون- بإذن الله تعالى- من تفاديها، ولا من منعها إن شاء الله، فهي قيد الاستهداف من حين وصولها.
فيما يتعلق بتأثير العمليات: من الواضح تأثيرها المستمر على الجميع: على الأمريكي، والإسرائيلي، والبريطاني، وهذا شيء واضح، ولكثرة التفاصيل المتعلِّقة بهذا الموضوع، تركنا الحديث عنها لوسائل الإعلام، لتتحدث هي بالتفصيل، وتستند إلى وثائق من وسائل الإعلام الغربية، من- كذلك- من بيانات الشركات، والمؤسسات، والجهات الاقتصادية في أمريكا، في بريطانيا، ولدى العدو الإسرائيلي، يعني: هناك إحصائيات، هناك بيانات، هناك معلومات، هناك تفاصيل كثيرة يعلنون عنها من جهات ليس فقط الجهات الإعلامية، الجهات الإعلامية هي تُقدِّم أحياناً ما يصل إليها من الجهات الاقتصادية نفسها؛ فلذلك نأمل- إن شاء الله- أن تغطي وسائل الإعلام عندنا هذا الجانب؛ لأهميته الكبرى؛ لأنه يقدِّم الشاهد الواضح، والدليل القاطع على فاعلية وتأثير عمليات الجيش اليمني في البحار، وتأثيرها في الجانب الاقتصادي هو تأثير مهم جداً؛ لأن الأمريكي والبريطاني كلاهما متعوِّدان على أن يفرضا حالة الحضر الاقتصادي، وأن يتسببا في المعاناة الاقتصادية للشعوب الأخرى، فهو كان سلاح، الحرب الاقتصادية، والحضر الاقتصادي، والمحاربة في المجال الاقتصادي، كان ولا يزال سلاحاً أساسياً يعتمد عليه الأمريكي، ويعتمد عليه البريطاني، وتستخدمه الدول الأوروبية ضد الشعوب المستضعفة، وأكثر ما يستخدم ضد بلداننا في العالم الإسلامي، في المنطقة العربية وغيرها، وهو مستخدم حالياً ضد اليمن، ونحن نرى يعني معاناة الشعب الفلسطيني؛ نتيجةً لمحاربته بأشد المحاربة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والإنساني.
على كلٍّ، نحن لا نحاربهم في المجال الإنساني، لكن في المجال الاقتصادي لا نفعل كفعلهم، وواضح أنهم في مأزق بسبب هذا، فهناك بشكلٍ مستمر ارتفاع لتكاليف تأمين السفن، السفن التي تتحرك لصالح العدو الإسرائيلي، تحمل بضائع للإسرائيلي، أو لصالح الأمريكي، أو لصالح البريطاني، هي تحتاج إلى تأمين مقابل تحرُّكها؛ لأنها في حالة خطر، وخوف من الاستهداف، وتحتاج إلى مبالغ لتأمينها، وارتفعت تكاليف تأمين السفن- بحسب ما تحدث عنه وسائل إعلام أمريكية- بأكثر من ألف بالمائة، بعد غرق السفينة [توتور- TOTUR]، وقفزت أسعار شحن الحاويات إلى أمريكا بنسبة 7%، وهناك حسب وسائل الإعلام، والبيانات، والإعلانات من الجهات الاقتصادية في أمريكا، عن تأثيرات متصاعدة على المنتجين وتجار التجزئة، ومخاوف من التضخم الاقتصادي، الحال هو نفسه بالنسبة للبريطاني، بل وأسوأ من الأمريكي.
في المقابل، الأمريكي يحاول- ومنذ أعلن عدوانه على بلدنا، هو والبريطاني، إسناداً منهما للعدو الإسرائيلي- يحاول أن يوقف عمليات الجيش اليمني، يستمر في الغارات، في هذا الأسبوع كان هناك (ثمان غارات) في محافظة الحديدة، ويواصل مساعيه، الأمريكي يواصل مساعيه في توريط الآخرين؛ لأنه اتَّضح أنه في موقف ضعـف الأمريكي، كُسِرَت وحُطِّمَت هيبته، نفوذه أمام كل العالم، أمام حتى كل الدول التي تنافسه، مثل ما هو الحال مع الصين، مع روسيا، شاهد العالم بكله كيف أنَّ الأمريكي يُضرَب في البحر الأحمر ويُطرد، تطارد بوارجه، تطارد حاملة طائراته، تطارد سفنه، تستهدف، في موقف وفي وضعية عبَّر عنها ضباط أمريكيون بأنها: [إذلال، إذلال لم يسبق لهم منذ القرن التاسع عشر]، فالأمريكي أمام ما هو فيه من ضعف واضح، وتكاليف باهظة، ومأزق حقيقي، هو يسعى لتوريط الآخرين: دول عربية يحاول أن يورِّطها، دول الأوروبية حاول بكل جهده أن يورِّطها، وكانت حذرةً إلى حدٍ جيد، ومستوى جيد، وأحياناً يحاول كذلك أن يقلق الصيني، أو يقلق الروس على سفنهم، يحاول أن يثير القلق لدى الآخرين؛ ليدفع بهم إلى أن يكونوا معه في إطار تبنِّي مواقفه العدائية ضد شعبنا اليمني، والسعي لمنع هذه العمليات.
نحن نؤكِّد على موقفنا الواضح جداً، وأعلناه مراراً وتكراراً، وهو حاضر في كل البيانات، وفي كل الكلمات: موقفنا هو مساندٌ للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء في قطاع غزة، وعملياتنا مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على قطاع غزة، وما لم يوقف العدو الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، وفق ما تعلنه فصائل المقاومة الفلسطينية، يوقف عدوانه، ينسحب، ينهي حصاره، ويُوقِف ما هو فيه من التجويع ضد الشعب الفلسطيني، وتدخل المواد الغذائية، والأدوية، والاحتياجات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني، ما لم يتحقق ذلك؛ فنحن مستمرون في هذه العمليات، وهي لهذا الهدف، وهي حصرياً ضد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وضد الأمريكي والبريطاني؛ لأنهما ارتبطا بالعدو الإسرائيلي، واشتركا معه في العدوان على قطاع غزة، ويقومان بالعدوان على بلدنا، من يتورَّط بمثل ما تورَّطا به؛ فسيكون حاله حالهما، هما في مأزق واضح، الأمريكي في مأزق واضح، والبريطاني في مأزق واضح، والإسرائيلي في مأزق بكل ما تعنيه الكلمة، من يريد أن يورِّط نفسه معهم، فهو الخاسر والخائب.
الأمريكي أيضاً يحاول ضمن مساعيه العدائية ضد بلدنا، أن يشوِّه شعبنا العزيز، وقواته المسلحة، والعمليات التي تُنفَّذ لإسناد قطاع غزة، والشعب الفلسطيني العزيز، ومجاهديه الأعزاء، من ضمن التقارير التي أصدرها الأمريكيون في هذا الأسبوع: تقارير تتحدث عن تهريب المخدرات، وأنها مصدر تمويل للعمليات في الجيش اليمني، وهي اقتراء سخيف للغاية؛ لأن من أكبر من يحارب نشر المخدرات، والمتاجرة بالمخدرات، هو بلدنا رسمياً، وأجهزته الأمنية هي من أكثر الأجهزة في العالم محاربةً لانتشار المخدرات، وعبور المخدرات من البلد، وهناك جهد كبير جداً لمحاربة المخدرات، لكن أكبر من يتعاطى المخدرات، وينشر المخدرات، ويعتمد سياسة نشر المخدرات، وإفساد الناس بالمخدرات، ولا سيما فئة الشباب والشابات، ويسعى لأن تتحول هي وسيلة للاعتماد عليها كنشاط تجاري في البلدان المستضعفة، والمستهدفة، هو الأمريكي، إلى درجة أن [ترامب] اتَّهم [بايدن] بنفسه بتعاطي المخدرات، وهناك من يتهم ابن بايدن نفسه بأنه يتعاطى المخدرات، فأكبر نسبة لتعاطي المخدرات هي لدى الأمريكيين، وأكبر نشر وتوزيع للمخدرات هو من جانب الأمريكيين، وأكبر متاجرة بالمخدرات من جانب الأمريكيين، وأكبر استهداف للشعوب الأخرى بالمخدرات هو من جانب الأمريكيين؛ أمَّا جيشنا اليمني، قواتنا المسلحة، شعبنا العزيز، فهو بانتمائه الإيماني والإسلامي، وأخلاقه، وقيمه، يحارب بشدة تعاطي المخدرات، ويحارب المتاجرة بالمخدرات، والأجهزة الأمنية هي في عمل وجهد دائم لمكافحات المخدرات، لكن الأسلوب الأمريكي هو أسلوب يعتمد على الأكاذيب، يعتمد على الافتراءات، وهدفه التشويه، وهو مفضوحٌ بذلك.
المحصلة الواضحة في الوضع الراهن، بعد كل الذي قد مضى، وبعد أن تجاوز العدوان على قطاع غزة منتصف الشهر التاسع، المحصلة الواضحة الجليِّة، التي يراها الناس جميعاً، هي: الفشل والإخفاق الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، وذلك واضح، ليس لديهم أُفق لا للنجاح في عدوانهم على قطاع غزة، وهم يعتمدون فقط على الإجرام، على الإبادة الجماعية، على قتل الأطفال والنساء، على التجويع للشعب الفلسطيني، والاستهداف للمدنيين بشكلٍ جماعي، وهذه مسألة واضحة، مسألة وضاحة حالياً، يقول أحد الضباط الإسرائيليين، يقول: [إسرائيل في وضعٍ موحلٍ عميقٍ للغاية، إسرائيل عالقة، ليس لديها خطة، وليس لديها أهداف، هذه أطول حربٍ في تاريخنا]، يقول: أطول حرب في تاريخهم، [ليس النصر يبتعد أكثر فأكثر فحسب، بل إنَّ وضع إسرائيل يزداد سوءاً]، يعني: فهو يقول: النصر هو ذلك الذي قد ابتعد كثيراً، لكن ما هو أخطر من ذلك، أنَّ الوضع يزداد سوءاً، يعني: مخاطر الهزيمة واضحة جداً، وهم بمثل ما ذكر فعلاً، هذا توصيف جيد، ليس لديهم أفق للنجاح نهائياً.
أيضاً ذكرت الصحيفة بريطانية ستة مؤشرات على زوال الصهيونية، ونهاية الكيان الإسرائيلي، وهناك عجز واضح بالنسبة للأمريكي في إيقاف جبهات الإسناد، يعني: هناك فشل واضح في عدوان العدو الإسرائيلي على قطاع غزة، ما عدا الإجرام والتجويع، لكن ذلك لا يحرز له ولا يحقق له صورة نصرٍ عسكري؛ إنما هو يعزز رصيده الإجرام البشع والفظيع جداً، جبهات الإسناد كذلك عجز الأمريكي عن إيقافها، عجز عن إيقاف الجبهة الساخنة القوية الفاعلة المؤثرة لحزب الله، عجز تماماً عن إيقاف جبهة اليمن، وعن الحد من الهجمات ومن تأثيرها، بل أسهم العدو الأمريكي والبريطاني بعدوانهم على بلدنا، بالدفع ببلدنا إلى تطوير قدراته العسكرية أكثر وأكثر، فالحل الوحيد هو:
– وقف العدوان على قطاع غزة، إنهاء العدوان.
– وإنهاء الحصار.
هذا هو الحل، ليس هناك أي حل آخر أبداً.
– والانسحاب الكامل.
– وإنجاز صفقة تبادل أسرى وفق ما يقوله الإخوة الفلسطينيون، هم يحددون هذه العناوين.
هذا هو الحل المتاح الممكن، والذي يمكن لأي مسار سياسي دبلوماسي يتفهَّم منطقية هذه العناوين، وهي منطقية بكل ما تعنيه الكلمة، فيمكن له أن يصل إلى النجاح؛ أمَّا تَعَنُّت الأمريكي تبعاً للموقف الإسرائيلي المتعنت والمجنون، والذي فَقَد أي منطقية، ويريد أن يستمر في العدوان، وأن يستمر في الحصار، وأن يحقق مكاسب، هذا يستحيل، ولن يوصلهم إلى نتيجة.
فيما يتعلَّق بشعبنا العزيز، فالأنشطة الشعبية- بإذن الله- سوف تستمر وبتوفيق الله تعالى، نحن نشاهد أنَّ المظاهرات والاحتجاجات مستمرة في مناصرة الشعب الفلسطيني ومظلوميته، حتى في دول أوروبية: في بلجيكا، في هولندا، في النمسا، حتى في أمريكا، تخرج مظاهرات مساندة للشعب الفلسطيني في دول بعيدة هناك، فكيف لا يستمر شعبنا العزيز في مساندته بالمسيرات، بالمظاهرات، بالوقفات… بكل الأنشطة التي تحرَّك فيها منذ البداية.
شعبنا العزيز هو الأَولَى أن يستمر، وهو المتصدِّر أساساً لكل الشعوب، ولكل البلدان، في تفاعله، في نشاطه، في خروجه المليوني الكبير جداً، وسيحافظ على الصدارة في إطار هذا الموقف العظيم، والمشرِّف، والمسؤول، والإيماني، والأخلاقي، والقيمي، كيف يمكن الملل، أو الفتور، أو التواني، والإجرام الإسرائيلي الصهيوني مستمر بكل تلك الوحشية الفظيعة والشنيعة ضد الشعب الفلسطيني؟! كيف يمكن الفتور، أو التواني، وشعبنا العزيز، وبلدنا على المستوى الرسمي والشعبي في موقفٍ عظيم، ومشرِّف، ومقدَّس، حمل راية الجهاد في سبيل الله، وتحرَّك على مستوى كل المجالات: على المستوى العسكري، وعلى المستوى السياسي، والإعلامي، والتبرعات… وغير ذلك، في موقفٍ عظيمٍ متكامل، ينسجم مع انتمائه الإيماني، وهويته الإيمانية، ويؤدِّي مسؤوليةً دينيةً، وواجباً دينياً، هو: الجهاد في سبيل الله بكل ما تعنيه الكلمة، فلا يمكن أبداً أن يؤثر على هذا الموقف حالة فتور، أو أن تدخل حالة التواني لتؤثِّر فيه، موقف عظيم ومشرِّف، مشرِّف بكل ما تعنيه الكلمة.
وكذلك نحن أيضاً في مقام الانتصار، شعبنا العزيز في موقفه يحقق انتصارات عظيمة، شعبنا العزيز ضرب هيبة أمريكا، التي تتهيب كل البلدان الأخرى من أن تجرؤ على أن تستهدف بارجاتها في البحار، أو قواعدها، أو سفنها، فشعبنا العزيز وهو ينفِّذ هذه العمليات، وهو يتحرك بهذا المستوى، ويتبنى هذا الموقف بجرأة، وإيمان، وشجاعة، هو في مقام الانتصار، كيف يفتر الإنسان وهو في مقام انتصار، وَعِزِّة بكل ما تعنيه الكلمة، هذه نعمة عظيمة من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
فالخروج المليوني، والأنشطة بكل أنواعها: في التعبئة، في التدريب، والأنشطة في الوقفات والفعاليات، هي تعبِّر عن إيمان هذا الشعب، عن حيويته، عن فاعليته، عن قوته، عن شجاعته، وهو مستمر في مقام انتصار وشرف وعزة.
ولذلك أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني يوم غد الجمعة- إن شاء الله- في العاصمة في ميدان السبعين، وفي بقية المحافظات والمديريات، خروجاً مشرِّفاً، يؤكِّد على ثباته، واستمراريته، ووفائه، وصدقه مع الله تعالى، ونصرته المستمرة للشعب الفلسطيني المظلوم.
نَسْألُ اللهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يَمُنَّ بِعَاجِلِ الفَرَجِ وَالنَّصر لِلشَّعبِ الفِلَسْطِينِي وَمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَاء، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِهِ، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛