رغم البعد الجغرافي بين اليمن وفلسطين، إلا أن اليمنيين أثبتوا منذ فجر الإسلام أنهم أهل النخوة والشهامة والمروءة في إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم والوقوف مع الحق والدفاع عن قضايا الأمة المصيرية ومقدساتها في مشارق الأرض ومغاربها.
كان موقف اليمن ولا يزال إزاء قضية فلسطين هو الأقوى عربياً وإسلامياً، وقد ازداد قوة وصلابة حينما حمل ثقافة القرآن الكريم الجهادية التي بدأت منذ أول يوم أعلن فيه الشهيد القائد مشروعه المقاوم في 2001م، الذي جعل اليهود الصهاينة يدركون خطورة المشروع القرآني وجندوا لمواجهته أدوات أخرى حولت مسار المعركة واستنزفت طاقات الأمة ردحاً من الزمن.
وأكد مجموعة من الباحثين والأكاديميين اليمنيين والعرب المشاركين في مؤتمر فلسطين الثاني “قضية الأمة المركزية” الذي عقد نهاية شهر رمضان الماضي، أن من مكاسب معركة طوفان الأقصى في الـ7 من أكتوبر 2023م أنها أعادت الأمور إلى نصابها وجعلت اليمن الجهادي الثوري في مواجهة مباشرة مع الأعداء الحقيقيين للأمة.
وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) تستعرض هنا، أبرز الأبحاث والمشاركات الداخلية والخارجية التي تبين جهاد أهل اليمن في فلسطين عبر التاريخ وأطماع العدو الصهيوني في اليمن وتبرز دور معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس في مواجهة ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، دعماً ونصرةً للقضية الفلسطينية.
قدم الباحث الدكتور عبد الودود قاسم مقشر من جامعة الحديدة، إلى المؤتمر، بحثاً علمياً بعنوان “الدور اليمني في جهاد الأمة الإسلامية ضد العدو الصهيوني بفلسطين منذ 1917 حتى عملية طوفان الأقصى 2023م” تناول مراحل اعتناق اليمنيين الإسلام في السنوات الأولى من الدعوة الإسلامية ودورهم في حمل راية الجهاد في أصقاع الأرض، ونشر الدين وتأسيس المدن والبلدات وتحملوا في سبيل ذلك العناء والجهد فخلد التاريخ ذلك الدور.
وأشار إلى أن اليمنيين فتحوا بلاد الشام ومنها فلسطين واستيطانهم بها، وتعرض أبناء الإسلام والعروبة إلى نكبات وأهوال ومصائب حتى وجدوا بلاد اليمن الملجأ والموطن، والغوث والنصرة، فعرف اليمني بأخلاق قلّما تجدها في غيره من الشعوب ومن أبرزها الحمية والغيرة والأنفة والعزة والشموخ وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم .
وأكد مقشر أن الإنسان اليمني ارتبط بقضايا أمته ومنها القضية المركزية قضية فلسطين، وتمسك بها من خلال أربع مراحل مرت بها تجسيداً للهوية الإيمانية والمبادئ والقيم والأخلاقيات العربية .
فيما تناول الدكتور فتح الشعيبي من جامعة الحديدة، “الأبعاد الجيوستراتيجية للأطماع الصهيونية في الجزر اليمنية “سقطرى، ميون، وحنيش ” عبر دراسة تحليلية لتلك الأبعاد، سواءً كانت أمنية أو جيوسياسية أو اقتصادية وكذا مناقشة العوامل المحفزة لها وانعكاساتها على أمن اليمن والإقليم .
وأوضح الأبعاد الجيوستراتيجية للأطماع الصهيونية في الجزر اليمنية وتحليل العوامل الاستراتيجية ومناقشة التداعيات الإقليمية والدولية للأطماع الصهيونية في الجزر، وذلك من خلال اعتماد الباحث ومراجعته للأدبيات ذات العلاقة بموضوع الدراسة التحليلية العميقة للمعلومات والأحداث الجارية وتسليط الضوء على تلك الأطماع وتوضيحها لصناع القرار والجهات المعنية .
واستعرض الدكتور حفظ الله نصاري من جامعة البيضاء العلاقات التاريخية بين اليمن وفلسطين، ودور أهل اليمن الحضاري في فلسطين قبل وبعد الفتح الإسلامي وأثرها في حركة الفتح الإسلامي لبلاد الشام وفلسطين، والصورة المضيئة التي شغلها أهل اليمن من خلال الاستدلال بكثير من القرائن والدراسات التاريخية الدالة على عمق الصلات التاريخية المشتركة والروابط الإيمانية بين الشعبين اليمني والفلسطيني.
وأكد أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والمصادر التاريخية أشارت إلى وجود قبائل عربية يمنية كانت تقيم في بلاد الشام ومنها فلسطين منذ الألف الأول قبل الميلاد وحتى الفتح الإسلامي .
واعتبر الباحث نصاري أن جود القبائل العربية اليمنية في القدس وما حولها وفي الشام كله يسر مهمة الفتح الإسلامي لهذه البلاد في القرن الأول الهجري ـ السابع الميلادي وأثره الكبير في حياة المجتمع الثقافية والعلمية وتعزيز الروابط الإيمانية بين الشعبين اليمني والفلسطيني .
وتناول الباحثان الدكتور حمود المليكي والدكتور فايز الهروجي الأبعاد الدينية والثقافية لمواقف أهل اليمن تجاه القضية الفلسطينية في دراسة تحليلية، من خلال التعرف على ماهية الأبعاد الدينية والثقافية والاجتماعية والتاريخية التي تؤثر في مواقف أهل اليمن تجاه القضية الفلسطينية.
وتطرقا إلى الآثار والتداعيات المترتبة على هذه المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال المصادر الثانوية “الكتب الدينية، والمقالات، التقارير، والوثائق” وتحليلها وتقييمها ومقارنتها واستنباط النتائج .
وأكد المليكي والهروجي أن الأبعاد الدينية التي تؤثر في مواقف أهل اليمن تجاه القضية الفلسطينية هي: البعد الشرعي القرآني الذي يعتبر الجهاد في سبيل الله أعلى مراتب الإيمان، والبعد النبوي “الإيماني” المتمثل في الهوية الإيمانية التي يحملها اليمنيون والتي شهد لهم بها الرسول الكريم وخصهم بها.
وأشارا إلى أن من الأبعاد الثقافية البعد القومي والتاريخي والجغرافي حيث يربط اليمنيين تاريخ وتراث عريق مع الفلسطينيين وهم يرون وقوفهم مع أهلهم في غزة جزءا لا يتجزأ من هويتهم العربية ويشعرون بالمسئولية الكبيرة تجاههم في مواجهة الظلم والاحتلال .
فيما عرض أمين الفروع الخارجية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعضو مكتبها السياسي إبراهيم أبو بشار، بحثاً بعنوان “7 أكتوبر 2023- الاستراتيجية المتكاملة بين فلسطين واليمن “، مؤكدا أن من لا يقرأ التاريخ لا يستفيد من تجاربه، وهذا ما حصل مع الجيل الجديد الذي تفاجأ بدور اليمن وموقعه الاستراتيجي والجيوبوليتيكي بالنسبة لفلسطين.
وأشار إلى دور اليمن وإمكانيته في تحقيق ضربات موجعة لإسرائيل سواءً كانت اقتصادية أو عسكرية، إذ أن اليمن دائماً ما يلبي النداء عندما تتهدد أو تتعرض المصالح العربية المشتركة للخطر سيما القضية الفلسطينية.
وأكد أن الدراسة توضح أن اليمن لا يدافع فقط عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإنما يدافع عن القضايا العربية المشتركة، إذ تريد الإدارة الأمريكية والإسرائيلية محاصرة العالم العربي وتطويقه من خلال مشاريع وممرات مائية وسعيها لرهن استقلاليته وقراره للإمبريالية العالمية بهدف استغلال ثرواته الطبيعية وابتزازه.
ولفت أبو بشار إلى أن اليمن قام بحرب دفاعية استباقية للمشاريع الإسرائيلية التي وافقت عليها بعض الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني أو التي تنوي التطبيع معه.. مبيناً أن الدراسة تظهر الأهداف الإسرائيلية التكتيكية والاستراتيجية التي وضعتها “إسرائيل” عندما أعلنت معركة السيوف الحديدة المتعلقة بالتهجير، وتصفية القضية الفلسطينية والتي أفشلتها المقاومة بالمواجهة والثبات .
وكشفت الدراسة أيضاً عن مدى تأثير ما قام به اليمن دعماً للقضية الفلسطينية وأبعادها الاستراتيجية التي فيها مصلحة مشتركة عربية ويمنية وفلسطينية على الاقتصاد الإسرائيلي من خلال موقعه على البحر الأحمر وأبعاد تشكيل حلف أمريكي يضم عشرات الدول من أجل قصف اليمن تحت ذريعة حماية الملاحة والتجارة الدولية .
الدكتورة أمل الحميري من جامعة صنعاء تناولت “القضية الفلسطينية في مناهج التعليم اليمنية-دراسة تاريخية تحليلية لنماذج مختارة”، أظهرت آلية تناول المنهج المدرسي للقضية الفلسطينية في المراحل الأساسية والثانوية ومدى حضور القضية في البرامج التعليمية، وأسباب اختفاء بعض النصوص التاريخية وتغير المفردات والمصطلحات من بعض المناهج المقررة.
وأشارت إلى مدى احتواء المناهج الدراسية اليمنية على المعارف والمعلومات الكافية التي تبرز من خلالها مكانة القدس والقضية الفلسطينية في فكر التلاميذ ومدى تضمن مناهج اللغة العربية والأدب، نصوصاً لأدباء المقاومة وشعراء فلسطين تحت مسمى أدب المقاومة، وكذا حجم الدور السياسي لليمن في مناصرة القضية الفلسطينية وانعكاساتها على مناهج التعليم والمقررات المدرسية .
وركزت الباحثة على عدد من المناهج المختارة لسنوات وتحليلها والتعرف على بعض المعوقات التي تواجه تضمين القضية الفلسطينية في المناهج الدراسية اليمنية ووضع المقترحات والتوصيات لتضمين المنهج نصوصاً وأدبيات تعمل على توعية التلاميذ بأهمية القضية الفلسطينية وضرورة الدفاع عنها والتضامن معها بوسائل تعليمية حديثة ومؤثرة .
وأكدت أن المناهج الدراسية غيبت دور اليمنيين في دعم القضية الفلسطينية منذ حرب 1948م وخروج العديد من المقاتلين المتطوعين باعتبارها القضية الأم المركزية، ولم تذكر الجهود الرسمية والشعبية في كافة المناهج من الابتدائية وحتى الثانوية وإنما اقتصرت على المناهج السابقة التي تعتمد الأسلوب السردي التاريخي للقضية الفلسطينية .
وعرض الدكتور صلاح القوسي من جامعة ذمار “دور المقاومة الفلسطينية في تحريك الفكر العسكري اليمني لضرب الاستراتيجيات الإسرائيلية في جنوب البحر الأحمر 1971- 1973م”، وسلط الضوء على دور اليمن في مساندة المقاومة الفلسطينية لتهديد وإضعاف الاستراتيجيات الإسرائيلية في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر وكذا تهديد ملاحتها من خلال ضرب السفن الإسرائيلية .
واعتبر حادثة الناقلة الليبيرية كورال سي التي تعرضت للقصف من أحد قوارب المقاومة الفلسطينية في يونيو 1971م من أهم المتغيرات في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي كونها حركت الفكر العسكري اليمني للوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية لمواجهة العدو الإسرائيلي وفرض أكبر حصار بحري شهده الصراع .
وتطرق إلى، دور المقاومة الفلسطينية في تحريك الفكر العسكري اليمني من خلال ضربها للناقلة الإسرائيلية، وتأثيرات حادثة كورال سي على المنطقة ودور اليمن في ضرب الاستراتيجيات الإسرائيلية والقضاء على المخططات الجاسوسية في المنطقة ومشاركة اليمن في الحصار البحري على اسرائيل في أكتوبر 1973م .
وتناولت الدكتورة لمياء أنور يعقوب من جامعة 21 سبتمبر “اختلال توازن الخارطة الديمغرافية السياسية الفلسطينية ـ الوكالة اليهودية ونشاطها في اليمن عام 1908 -1967م “، وأوضحت مدى خطورة تلك الوكالة وكيف ساهمت في تكريس الاستيطان والتوطين الصهيوني في فلسطين مع تدفقات يهود اليمن إليها ما أدى إلى اختلال التوازن الديمغرافي السياسي للخارطة الفلسطينية .
واستعرضت نتائج المشهد السياسي من زيارة رئيس الوكالة اليهودية دافيد بن غوريون لمكتب الهجرة في عدن، وعلاقة الوكالة برفض حاكم عدن توطين يهود أوروبا في بعض المناطق التابعة لليمن، مشيرة إلى مشكلة اختفاء أطفال اليهود اليمنيين عام 1950 التي أثيرت مؤخراً، ولها جذور وتطلعات سياسية تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي .
وذكرت الباحثة أن الدراسة هدفت إلى محاولة فهم الدور الذي لعبته الوكالة اليهودية في اختلال التوازن الديمغرافي السياسي الذي شهدته فلسطين وغيرت ملامحها في القرن العشرين من خلال عملية تهجير يهود العالم وتمكينهم من الاستيطان في فلسطين والسيطرة على معظم أراضيها وتحجيم ملكية شعبها للأرض والعمل على ترحيلهم منها.
وأفادت بأن الوكالة اليهودية مارست ممثلة باللجنة التنفيذية الصهيونية لفلسطين نشاطها بموافقة بريطانيا وحكومة الانتداب، وعلم عصبة الأمم والولايات المتحدة الأمريكية وتخاذل محلي عربي ، غير رقابي ومسؤول فهذا الارتهان جعل الوكالة تندفع نحو تكريس الاستيطان والسيطرة على الأرض .
وأوضحت أنه على الرغم من أن يهود اليمن لم يشكلوا النسبة الأكبر إلا أن لغة الرقم كانت الفيصل والتي تم تتويجها كسياسة استحواذية والغائية يجمعها خطوة إخلال التوازن الديمغرافي السياسي للخارطة الفلسطينية.
أما الباحث جعفر فضل الله من لبنان ، فأكد أن طوفان الأقصى طرح مجموعة من الظواهر والمتغيرات التي ترتبط بقضيتي الصراع والتطبيع مع العدو الصهيوني، من خلال إعادة البوصلة على القضية المركزية عربياً ودولياً ما أدى إلى تحول في المزاج العالمي، عبر بروز حركات تظاهرات غربية وبحاجة إلى دراسة ميدانية تقويمية حول إعادة التداول المهدور للشعب الفلسطيني وارتفاع نسبة الوعي المستجد عربياً وغربياً.
وأشار إلى أن معركة طوفان الأقصى كشفت عن تعقيدات المشهد العربي، من خلال وجود قوى مقاومة تبذل الدماء ومستعدة للذهاب بعيداً، وأنظمة خاضعة للسياسات الاستكبارية، وشعوب مقموعة من أنظمتها، أو خائفة من الانخراط مجدداً في التظاهر والتعبير بعد الأزمات التي حصلت في السنوات الماضية في ما سمي ” الربيع العربي “.
ورأى فضل الله أن معركة طوفان الأقصى أدت إلى بروز الدور والمصير المشترك لحركات المقاومة المتنوعة في انتمائها المذهبي والمشتركة في الجذر الإسلامي، وهذا الدور برز عملياً لا نظرياً، ما يحتاج إلى تحديد المتطلبات التي يفرضها الواقع المعقد، حاضراً ومستقبلاً من تلك الحركات لكونها الحامل الرئيس للمشروع التحريري لفلسطين .
ولفت إلى الحراك الذي فرضته حركات المقاومة تجاه المواجهة للمنظومة الدولية التي تقف خلف الكيان الصهيوني سواءً على المستوى الإعلامي والثقافي والسياسي أو الحقوقي والتي يجب ملاحظتها في المرحلة القادمة.
بدوره تناول الدكتور محمد السويدي من جامعة المعرفة “مخاطر التطبيع على الأمة وقضاياها المصيرية، القضية الفلسطينية نموجاً”، والآثار السلبية للتطبيع ومخاطره على الأمة الإسلامية والقضية الفلسطينية كونها المتضرر الأساسي من هذه العملية .
وأوصى القوى الحية باتباع عدة نقاط لتمكينها من مواجهة عمليات التطبيع وطرق إدارة الصراع مع العدو والاستفادة من الموقف اليمني والخطوات المتخذة لترجمة ذلك الموقف في الدخول عملياً في المواجهة من خلال الحصار المفروض على السفن المتجهة موانئ فلسطين المحتلة حتى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والسماح بإدخال الغذاء والدواء وانهاء العدوان على غزة.
وركز الباحث الدكتور أحمد صلاح من جامعة البيضاء في ورقته على “العلاقة بين نشوء الكيان الصهيوني وحركة الاحتلال الأوروبي .. دراسة تحليلية”، وخطورة العلاقة التي كان لها دور كبير ومصلحة ظاهرة من وراء قيام ونشوء هذا الكيان الغريب في قلب الأمة.
وتوصل إلى أن الاحتلال الأوروبي كان حريصاً على نشوء الكيان الصهيوني لكي يتخلص الغرب من اليهود وفي الوقت نفسه لكي ينشئ دولة صهيونية وظيفية للغرب في قلب الأمة وذلك بدعمه ورعايته لها، وتنفيذ ذلك المخطط على مرحلتين تولت قيادة المرحلة الأولى بريطانيا وتزعمت أمريكا المرحلة الثانية.
الباحث الدكتور فيصل النهمي بحث المخلفات الكيميائية والإشعاعية للقصف الإسرائيلي على غزة ومستقبل المياه والتربة، والآثار البيئية والصحية للقصف على قطاع غزة وخاصة المخلفات الكيميائية والإشعاعية التي تنتج عن استخدام أسلحة محرمة دولياً مثل القنابل الفوسفورية والمتفجرة .
وأكد أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى تدهور كبير في الوضع البيئي والصحي للسكان حيث تسبب في تلوث المياه الجوفية والسطحية والتربة بمواد كيميائية أو إشعاعية سامة ومسرطنة مما يهدد حياة وصحة الملايين من الناس فضلاً عن التأثير السلبي على البنية التحتية والمصادر الطبيعية و الزراعية والحيوانية والنباتية في قطاع غزة ما يزيد من معاناة السكان .
وعرض الباحث في وزارة الزراعة والري بصنعاء الدكتور أيوب المهاب ورقة بعنوان “الأرض والماء صراع من أجل البقاء في فلسطين” باستخدام صور الأقمار الصناعية وخرائط نظم المعلومات الجغرافي جي أي أس، ركز فيها على التحديات الحاسمة المرتبطة بحقوق وإدارة واستخدام موارد الأراضي والمياه في فلسطين.
واستعرض الباحثان علي الأقهومي ، والدكتور مجاهد الشعبي دور اليمن السياسي والعسكري والشعبي في نصرة القضية الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى، وبيان التأثير الاستراتيجي للموقف اليمني على تغيير المعادلة الإقليمية والدولية بمناصرة الأخوة في غزة.
وأكدا أن الموقف اليمني أعاد للأمة العربية والإسلامية تاريخها المشرق بعث فيها الأمل للنهوض لاستعادة مجدها، وكشف حقيقة دول الاستكبار الداعمة للمحتل الغاصب وكذب شعاراتها الإنسانية والحقوقية المزيفة، وصوابية الموقف اليمني ونجاح خطواته وواجبية القيام به دعماً واسناداً للشعب الفلسطيني في غزة.
وتطرق الأقهومي والشعبي، إلى أبعاد ودلالات الجغرافيا السياسية وعملية طوفان الأقصى، ودورها في لعب دور محوري ومساعد للمقاومة الفلسطينية في تنفيذ ونجاح عملية الطوفان، وكذا دورها في تحديد مسار المعركة بين المقاومة وجيش الاحتلال، وتغيير قواعد اللعبة السياسية والعسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لصالح المقاومة الفلسطينية الصامدة لأكثر من ستة أشهر على التوالي.
واستعرض الدكتور عبده غيلان من جامعة ذمار، دور الإعلام المقاوم في نصرة القضية الفلسطينية، وأثره في إبراز الدلالات النفسية لدى الشعوب العربية في نصرة القضية الفلسطينية، ومعرفة البعد النفسي لدى الشعوب العربية وإظهار دور الإعلام وأثره في ذلك البعد من خلال الخروج في المظاهرات والمسيرات المناصرة للقضية الفلسطينية، وكشف تأثير التضليل الإعلامي على القضية الفلسطينية.