أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ثبات اليمن رسمياً وشعبياً على موقفه الإيماني الديني المبدئي الإنساني الأخلاقي في نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه عسكرياً وبكل ما يُمكن وفي مختلف المجالات.
ودعا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له مساء اليوم بمناسبة يوم القدس العالمي، وآخر التطورات والمستجدات، أبناء الأمة في البلدان العربية والإسلامية إلى الشعور بالمسؤولية والاهتمام بالقضية الفلسطينية والإسهام الفعلي في نصرة الشعب الفلسطيني والسعي العملي للتصدي للأعداء من واقع الوعي بطبيعة الصراع وميادين المواجهة.
وحث على التحرك في نشر الوعي والمقاطعة للبضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية وترسيخ العداء وفضح مؤامرات الأعداء والحذر منها.
وجدد قائد الثورة الدعوة لأبناء الشعب اليمني للخروج المليوني الواسع يوم غدٍ الجمعة في ساحات العاصمة صنعاء والمحافظات والذي يجمع بين خروجه المليوني الأسبوعي الذي هو جزء من جهاده وموقفه في نصرة الشعب الفلسطيني وبين مناسبة يوم القدس العالمي التي تعود أهميتها إلى أهمية القضية والموقف الذي هو يُعد جزءاً من التزاماتنا الدينية والإيمانية.
وقال “الخروج إزاء ما يجري على الشعب الفلسطيني والتعبير عن الموقف، ينبغي أن يكون ثمرة من ثمار صيام شهر رمضان المبارك ومن نتائج ما تزودناه منه من التقوى ومن الاستجابة لله تعالى”.
وأشار السيد القائد إلى أن مناسبة يوم القدس العالمي للعام 1445هـ تأتي في وضع استثنائي يختلف عن الظروف التي جاءت فيها المناسبة خلال الأعوام الماضية.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي وعلى مدى نصف عام يرتكب جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي المحتلة، ويسعى كيان العدو الصهيوني لتحويل قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة عبر التدمير الشامل وإهلاك الحرث والنسل.
وقال “ما فعله العدو الصهيوني في مجمع الشفاء الطبي هو من أفظع جرائم الإبادة الجماعية ومن أبشعها”، مبيناً أن العدو يستخدم أسلوب تقديم المساعدات القليلة النادرة وسيلة لقتل الفلسطينيين.
وأضاف “ما تقوم أمريكا والبعض من أعوانها بإسقاطه باسم المساعدات على الشعب الفلسطيني يقتل البعض منهم، وموقف حكومات عمال الإغاثة الأجانب كان متسامحا مع العدو الإسرائيلي”.
وأكد قائد الثورة أن الأمريكي تورط في جرائم الإبادة بأشكال متعددة بالسلاح والخبراء والمعلومات، في حين أن الأمريكيين مستمرون في دعم العدو الإسرائيلي ومشتركون معه في النزعة الإجرامية لإبادة الشعب الفلسطيني.
وتابع “في هذا الأسبوع أعلن الأمريكي عن شحنات أسلحة ومعدات أمريكية جديدة لدعم العدو الإسرائيلي بمليارات الدولارات، ويتم مسح مربعات سكنية بأكملها وفتك بالسكان المدنيين بأحدث ما في مخزون أمريكا من أسلحة”.
ولفت إلى أن الإعلام الأمريكي، يؤكد أن إسرائيل تلقت مساعدات عسكرية أمريكية هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن الصفقات المعلنة لا تمثل سوى جزء صغير من إجمالي ما تقدمه أمريكا للعدو الإسرائيلي المجرم.
وقال “النفاق الأمريكي يفتضح، وسيناتور أمريكي قال إنه لا يمكن استجداء نتنياهو للتوقف عن قصف المدنيين وفي اليوم التالي نرسل له آلاف القنابل”.
وجدد قائد الثورة التأكيد على أن كتائب القسام ومعها بقية الفصائل تكبّد العدو الإسرائيلي في كافة محاور القتال الخسائر الباهظة، بينما تتواصل رشقات صاروخية نفذتها سرايا القدس فاجأت العدو الإسرائيلي وعززّت من خيبة الأمل لدى ما يسمى بجيشه.
واعتبر صمود وثبات المجاهدين في غزة في ظل ظروف صعبة جداً صموداً وثباتاً عظيماً وفشلاً وإخفاقاً للعدو الصهيوني، موضحاً أن الصمود في نطاق جغرافي محدود في غزة صبّ عليه العدو عشرات آلاف الأطنان غير مسبوق في تاريخ الشعب الفلسطيني، وهناك قلق كبير لدى العدو الإسرائيلي من صمود وثبات الشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة.
وأوضح قائد الثورة، أن الثبات والتماسك في غزة يُبشر بمرحلة جديدة يتجه فيها العدو الإسرائيلي إلى الزوال بإذن الله تعالى.
كما أكد أن جبهات المساندة التي تناصر الشعب الفلسطيني ومجاهديه تواصل عملياتها على أساس الترتيب للتصعيد.. لافتاً إلى أن حزب الله يواصل في جبهة لبنان عملياته الفاعلة والمؤثرة في جبهته المباشرة مع العدو الإسرائيلي، فيما عاد العراق في تصعيد عملياته من جديد لاستهداف العدو الإسرائيلي إلى فلسطين المحتلة.
ومضى قائلاً “جبهتنا في اليمن مستمرة في العمليات العسكرية في البحرين الأحمر والعربي وصولا إلى المحيط الهندي، كما أن عمليات القصف لأهداف تابعة للعدو الإسرائيلي إلى أم الرشراش جنوب فلسطين المحتلة مستمرة”.
وذكر أن العمليات اليمنية خلال شهر فقط بلغت 34 عملية نفذت بـ 125 صاروخا باليستياً ومجنحا وطائرة مسيرة، وبلغ إجمالي السفن المستهدفة 90 سفينة وسط اعتراف أمريكي وبريطاني بعجزهم التام عن وقف الهجمات، مع الاعتراف الأمريكي والبريطاني بالعجز عن وقف الهجمات اليمنية وعبروا عن إعجابهم بالقدرات العسكرية المتطورة.
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن العدوان الأمريكي – البريطاني استمر على اليمن إسناداً للعدو الإسرائيلي وحماية لإجرامه في قطاع غزة، ونفذ العدوان وهو يقترب من اكتمال ثلاثة أشهر 424 غارة وقصفا بحرياً، ارتقى خلاله 37 شهيداً و30 جريحاً.. وقال” نحتسب الشهداء في سبيل الله تعالى وفي موقف مشرف عظيم في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
وجدد التأكيد على فشل الأعداء وإخفاقهم في منع العمليات أو الحد منها، والنتائج التي حققتها القوات المسلحة اليمنية مهمة وبالرغم من محاولات الأعداء التمويه والاستهداف، إلا أنهم فشلوا.
ووصف المظاهرات والمسيرات والفعاليات ومختلف الأنشطة بالمتميزة عن جميع البلدان والشعوب العربية والإسلامية والمسيرات كانت في الأسبوع الماضي بأكثر من الأسابيع الماضية وتوسعت إلى مناطق إضافية.
ولفت قائد الثورة إلى أن يوم القدس العالمي يتضح أهميته أكثر مع التطورات الراهنة والعدوان الإسرائيلي بهمجيته ووحشيته، وإجرامه الفظيع ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، معتبراً يوم القدس العالمي، مناسبة تهدف إلى رفع الوعي في صفوف الأمة وإحياء الشعور بالمسؤولية تجاه قضية فلسطين.
وأكد أن القضية الفلسطينية لا تقبل المساومة لأن على رأسها المسجد الأقصى الشريف والشعب الفلسطيني المسلم المظلوم الذي هو جزء من الأمة، يعاني من الإجرام الإسرائيلي منذ عقود .. مؤكداً أن العدو الصهيوني اليهودي هو عدو للأمة بكلها.
وقال “لولا جهاد الشعب الفلسطيني والمقاومة في لبنان لكان وضع الدول العربية الأخرى، وبالذات المجاورة لفلسطين مختلفا عما هو عليه”.. مؤكداً حاجة الأمة لتذكيرها بمسؤوليتها الدينية تجاه القضية الفلسطينية مقابل مساعي التغييب والإلهاء عنها.
وأعاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التذكير بما حصل من تغييب للقضية الفلسطينية في المناهج الدراسية والخطاب الديني والأنشطة التثقيفية والتوعوية، مؤكداً أن هذه القضية فرضت نفسها من جديد بجهود وتضحية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وبالمقابل هناك محاولات حثيثة من جانب الأعداء لتقديم صورة مزيفة تغطي على الوجه القبيح للعدو الإسرائيلي، وأنه يمكن الدخول مع هذا العدو في سلام وعلاقات طبيعية.
وعبر عن الأسف من محاولة بعض الأنظمة العربية تشويه الموقف الفلسطيني وكذا موقف المجاهدين، وتصوير الموقف الفلسطيني وكأنه عبارة عن افتعال مشاكل من أجل إيران.
وتحدث عن محاولات الأعداء تشويه أي موقف مساند لفلسطين، بما في ذلك الموقف الإيراني الذي تعرض للتشويه مع أنه موقف إسلامي مشكور في إطار مسؤولية إيمانية ودينية، فضلاً عن حملات مكثفة جداً لتحويل بوصلة العداء عن العدو الحقيقي للأمة العدو الإسرائيلي تحت عناوين فتنوية طائفية.
ولفت قائد الثورة إلى أن التشكيلات التكفيرية اتجهت بكل حقد وإجرام لمحاولة جر الخصومة بين شعوب المسلمين وتدمير الأمة من الداخل وتشويه الإسلام وإبادة من يعادي العدو الإسرائيلي.. لافتاً إلى أنه ينبغي المقارنة بين اهتمام الأعداء بمساندة ودعم العدو الإسرائيلي ومدى اهتمام الدول العربية والإسلامية في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني.
وأفاد بأن أمريكا بكل إمكاناتها تحركت سياسياً وإعلامياً وعسكرياً وعلى كل المستويات وبدعم مفتوح ونظمت جسراً جوياً وبحرياً .. موضحاً أن التحرك الأمريكي – البريطاني والغربي كان في مقابل عملية في يوم واحد شعروا بخطورتها على العدو الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني لأكثر من 75 سنة وهو يتعرض لجرائم الإبادة، وتجاهل الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية وعدم تحركها بمثل تحرك الأعداء في مقابل يوم واحد من شعورهم بالخطر على العدو الإسرائيلي.
واعتبر تجويع مليوني فلسطيني من الجرائم الرهيبة التي يفترض أن تدفع بشكل كبير البلدان العربية والإسلامية للتحرك، متسائلاً “أين هي الدول العربية الكبرى في مقابل تحرك أولئك مع العدو الإسرائيلي؟، والحضن العربي الذي سمعنا عنه في بداية العدوان على اليمن قبل تسع سنوات أين هو؟”.
وبين أن التفريط وصل إلى درجة التفرج على تجويع الشعب الفلسطيني وعدم تقديم الغذاء فيما أولئك يقدمون للعدو الإسرائيلي السلاح.. مضيفاً “ما يؤسف أكثر هناك معلومات عن تواطؤ بعض الدول العربية وتشجيعها للعدو الإسرائيلي، وتقديمها بشكل أو بآخر لمساعدات أو بضائع للعدو الإسرائيلي”.
وأشار قائد الثورة إلى أن تخاذل معظم الدول والبلدان الإسلامية، يدل على الحاجة الملحة فعلا إلى الوعي والشعور بالمسؤولية، وحاجة الأمة إلى حركة وعي في أوساطها لأن الأنظمة بكل بساطة تكبل شعوباً كبرى عن التحرك.
وتساءل “متى سيكون الجهاد في سبيل الله إن لم تتحرك في مواجهة الطغيان والإجرام الصهيوني الإسرائيلي؟” .. مشيراً إلى أنه من المهم أن تقف الأمة موقف القرآن الكريم وإلا فلا نجاة لها.
وحذر من التفريط في القضية الفلسطينية، باعتبار ذلك تفريطاً في مبادئ وأخلاق وقيم تجاه تعليمات الله سبحانه وأوامره، مؤكداً أن ترسيخ النظرة القرآنية هو الذي يرفع مستوى الوعي في أوساط الأمة ويحميها من مؤامرات أعدائها.
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الأشد عداء للأمة والأكثر خطورة عليها هم اليهود، وهو ما يحاول الآخرون أن يغيبوه من ذهنية الأمة، في حين هناك من يريد تحويل علاقة الأمة مع عدوها إلى أنه صديق وأنه يمكن التحالف معه.
وتناول مؤامرات الأعداء في تحريك فتنة التكفيريين ضمن مساعيهم لتحويل بوصلة العداء لغير اليهود، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي من خلفه اللوبي اليهودي يتحرك في أمريكا وبريطانيا وأوروبا لاستهداف الأمة الإسلامية.
وقال “الحركة الصهيونية مرتبطة باللوبي اليهودي الذي يتزعم التحرك المعادي للمسلمين في المقدمة والمعادي للبشرية، وأهم ما ينبغي أن يعيه المسلمون ويترسخ لديهم الوعي عنه هو طبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي الذي يشتغل لاستهداف الأمة استهدافاً شاملاً”.
وأكد أن عدو الأمة يسعى لاختراقها من الداخل لتكون مطيعة له بما يسهل عملية السيطرة عليها، كما يسعى لتزييف وتحريف المفاهيم الدينية بما يخدمه ويخضع الأمة له .. مبيناً أن العدو يسعى أيضاً لنشر الفساد في كل شيء لنشر الفواحش والرذائل بما يسهل له استهداف كل قيم العفة التي تصون الأمة، وكذا تجريد أبناء الأمة من عناصر القوة المعنوية في إيمانهم.
وأضاف “العدو يسعى لضرب اقتصاد الأمة لتكون إما سوقاً استهلاكية أو تعاني من أزمات اقتصادية، وكذا يسعى لضرب الاستقرار السياسي والأمني لها وتغذية الفتن والنزاعات وإثارة الصراعات لتمزيق الأمة وبعثرتها، والخطر على الأمة هو في غفلتها وجمودها وتجاهلها لما يعمله ويخطط له العدو”.
كما أكد قائد الثورة أن الأمة بحاجة إلى أن تكون في حالة يقظة كاملة تجاه مؤامرات العدو وأهدافه وأن تكون واعية بمؤامراته ومخططاته، وتكون في موقف الفعل والعمل للتصدي للعدو ومؤامراته في كل المجالات، وأن تسعى لتكون أمة قوية.
وأردف قائلاً “الأمة موعودة بالنصر متى اعتصمت بالله واستجابت له وانطلقت في مهامها ومسؤولياتها المقدسة والعظيمة”، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي يستفيد من المال من عائدات بضائعه في أسواق العرب والمسلمين.
وشدد على ضرورة تحرك الأمة في إطار مشروع عملي مستمر يصحح وضعيتها ويبنيها لتكون في مستوى مواجهة العدو، مبيناً أن الصراع مع الأعداء يتحول إلى حافز لبناء الأمة حضارة إسلامية مميزة.
واستطرد ” إذا تحركت الأمة بوعي تجاه مسؤوليتها ومؤامرات العدو فعواقب الصراع محسوم لصالحها” .. لافتاً إلى أن الإسرائيليين يعرفون حتمية زوالهم ووعدوا به حتى في كتب الله السابقة وفي القرآن الكريم.
ونبه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي من مآلات وعواقب موقف الذين يسارعون في الولاء لأعداء الإسلام والمسلمين والأمة وما توّعدهم الله به من خسران وندم.. مؤكداً أن ثمرة تحرك المجاهدين في فلسطين والجبهات المساندة له نتيجة ملموسة بالرغم من أن هذا التحرك في مستوى محدود، لكنه في مقابل الحالة الواسعة من التخاذل.
وبين أن ثمرة التخاذل والجمود والتنصل عن المسؤولية من قبل الأمة، تشجيع العدو على الأمة ليفعل بها ما فعله بالشعب الفلسطيني.