يتواصل في العاصمة صنعاء، وتحديدا في الجامع الكبير بصنعاء ودار المخطوطات، المعرض الأول لمخطوطات القرآن الكريم، الذي تنظمه مؤسسة كفل التنموية بالتعاون مع مكتبة الجامع الكبير ودار المخطوطات التابع لوزارة الثقافة بدعم من الهيئة العامة للأوقاف والجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم.
شهد المعرض ومازال إقبالا كبيرا ومتميزا للاطلاع على ما يحتويه من مخطوطات موزعة حسب القرون الهجرية، والتي تعكس مدى اهتمام اليمنيين بالقرآن.
وكانت اللجنة المنظمة للمعرض حددت خمسة أيام لإقامته، لكن نظرا للإقبال الكبير الذي شهده قررت تمديده حتى نهاية شهر رمضان المبارك.
أجرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استطلاعا مع عدد من القائمين على معرض القرآن الكريم وزواره الذين أبدوا إعجابهم بهذا المعرض وتميزه.
مدير عام دار المخطوطات، خالد الروحاني، أشار إلى أن المعرض يهدف لنشر الوعي بأهمية المخطوطات ورسالة مهمة للحفاظ عليها باعتبارها كنوزاً معرفية قيّمة ومنارة ثقافية وفكرية للأجيال القادمة وردًا على الإساءات الغربية للمصحف الشريف.
وقال ” إن فكرة إقامة المعرض جاءت أيضاً لتسليط الأضواء على تطورات الرسم القرآني للمصحف الشريف على امتداد تاريخ اليمن وكذا على الدور المشرق لأهل اليمن في العناية بالقران الكريم ونسخه بأشكال جمالية وقوالب جذابة ” .
مدير المعرض، ياسر أبو هميلة، أكد، من جهته، أن تنظيم المعرض يأتي تجسيدًا للهوية الإيمانية واحتفاء بشهر رمضان، وردًا على الإساءات الغربية للمصحف الشريف..
وقال:” هذا أقل رد عملي على تلك الإساءات وتكريس الهيبة وتعزيز المكانة للمقدسات الإسلامية”، مشيرا إلى أن المعرض يجسّد هوية اليمنيين، وعلاقتهم الوطيدة بالقرآن الكريم على امتداد التاريخ الإسلامي.
مدير المكتبات والمخطوطات الوقفية بالهيئة العامة للأوقاف، علي الدولة قال: “في هذا المعرض عرض لأبرز وأهم مخطوطات القرآن الكريم عبر القرون من تاريخ الإسلام الأول ودخول الإسلام إلى اليمن بدءاً بمصحف الإمام علي في القرن الهجري الأول، وانتهاء بالمصحف الذي خطه العلامة حمود المؤيد في القرن الرابع عشر للهجرة”.
كما التقينا بعدد من زوار المعرض الذين أبدوا إعجابهم بما شاهدوه، وكانت البداية مع محمد محمد الكبسي الذي قال “المعرض رائع من حيث أنه يبرز الحرص الكبير للآباء والأجداد على نقل العلوم والمعارف والاهتمام بكتاب الله”، مشيدا بالجهات المنظمة التي بذلت جهودا كبيرة في الإعداد والتنظيم لإخراجه بهذا الشكل المتميز.
من جهته دعا يحيى عبد الله المنصور، إلى تنظيم المزيد من هذه المعارض لما لها من أهمية في إظهار الاهتمام من قبل اليمنيين بكتاب الله وجماليات الخطوط والزخارف القرآنية التي توضح مراحل تطور كتابة المصحف الشريف على مر الزمن.
فيما أكد حمزة المروني، أن المعرض يشد اليمنيين إلى عظمة انتمائهم الديني والحضاري وارتباطهم بالإسلام وإبراز جوانب عظمة كتاب الله عز وجل وأهمية تعظيمه، لافتا إلى أن هذه المخطوطات والوثائق جزءا لا يتجزأ من تراث وحضارة اليمن وتاريخه.
القاضي علي أحمد السنحاني، عبّر عن الإعجاب بما شاهده في المعرض من مخطوطات نادرة ونفيسة من كتاب الله الكريم، مؤكدا ضرورة الاستمرار في إقامة مثل هذه المعارض.
فيما اعتبر عبد الرحمن الكبسي، هذا المعرض من أهم المعارض؛ لأنه يتعلق بمخطوطات القرآن الكريم، داعيًا إلى إتاحة الفرصة للباحثين والمهتمين لدراسة هذه المخطوطات ونشرها على أوسع نطاق وإخراجها في كتيبات.
وحث وسائل الإعلام على الاهتمام بهذا الأمر وإفراد مساحة واسعة فيها للتعريف بموروث اليمن التاريخي والإسلامي من أجل الوصول إلى أبعد مدى .
أسامه زيد المحطوري، أشار إلى أن هذا المعرض يعزز الانتماء الايماني ويعبر عن الارتباط الوثيق لليمنيين برسالة الله عز وجل ممثلاً بكتابه الكريم ورسوله الأعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم، مثمنًا هذه الخطوة من قبل منظمي المعرض.
فيما أكد ابراهيم محمد الشرفي، أن المعرض وسيلة من وسائل اهتمام اليمنيين بالقرآن الكريم وارتباطهم الوثيق بالإسلام، مقدرا جهود المنظمين في جمع هذه النفائس والمخطوطات وعرضها للجميع.
أما عبد الغني الحضرمي فدعا إلى نشر مخطوطات القرآن الكريم الموجودة في اليمن، وشدد على ضرورة مواكبة الاعلام لهذا المعرض وإظهار أهميته وما يحتويه اليمن من مخطوطات نفيسة لكتاب الله الكريم.
وتضمن المعرض 39 مخطوطا على ورق و26 مخطوطا على رق، موزعة حسب القرون الهجرية، والتي تعكس مدى اهتمام اليمنيين بالقرآن، وفي وذات الوقت التطور الذي رافق مخطوطات القرآن في كل قرن هجري؛ سواءً على مستوى النسخ القرآني أو على مستوى الرسم والزخرفة الجمالية التي تُحيط بالآيات، والتي تجسد في مجملها مدى التطور الثقافي الذي ابتدعه و واكبه وتميز به اليمنيون منذ صدر الإسلام.