دعا قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أبناء الشعب اليمني للخروج الواسع غداً الجمعة في مسيرات ومظاهرات حاشدة للوفاء للرئيس الشهيد صالح الصماد والتضامن مع الشعب الفلسطيني وتوجيه رسالة التحذير لتحالف العدوان والتأكيد على تمسك اليمنيين بالقضية العادلة.
واعتبر قائد الثورة في كلمة بالذكرى السنوية للرئيس الشهيد، اليوم، إحياء سنوية الشهيد الصماد، محطة لاستذكاره كنموذج إيماني يجسد الهوية والانتماء الإيماني للشعب اليمني.
وأشار إلى أن الشهيد الصماد حاضر في وجدان اليمنيين باعتباره أنموذجا في الصدق والوفاء والصبر والتضحية والعطاء، وسعيه الدؤوب لما فيه مرضاة الله وخدمة شعبه ومناصرة قضايا أمته.
وقال “الشهيد الصماد ما قبل موقعه ومسؤوليته في الرئاسة وأثناء تحمله للمسؤولية، كان منطلقه إيمانياً، ولذلك بعد وصوله إلى موقع المسؤولية، ظل هو ذلك الشخص الذي يحمل روحية الجندي مع الله، وشعبه وأمته”.
وأضاف السيد عبدالملك الحوثي “الشهيد الصماد، كان يرى في ذلك الموقع موقعاً لتحمل المسؤولية بينه وبين الله أولاً وبينه وبين شعبه وأمته وكان منطلقه وهو يستشعر في موقع المسؤولية، خدمة شعبه وليس في مقام معنوي يستغله لمكاسب وأهداف وتوجهات شخصية، ولذلك كانت وتيرته في العمل لخدمة شعبه وقضايا أمته وكان أسلوبه في أداء المسؤولية مميزاً وراقياً”.
وأشاد بما تحلى به الشهيد الصماد من ثبات وصبر وعمل دؤوب واستعداد عالٍ وجهوزية دائمة في التضحية، وهذا النموذج لا يعبر عن شكليات أخرى، فيما آخرين كانوا في موقع المسؤولية، للتسلط والحصول على المكاسب المادية والمالية.
وتابع “إن أولئك الذين تسلطوا على الشعب اليمني، خرجوا من ذلك الموقع وهم يحملون أوزاراً كبيرة كان استغلالهم لموقع المسؤولية على حساب معاناة وظلم شعبهم ونهب ثرواته والتفريط في قضايا الوطن وانكشفوا في خيانتهم ومؤامراتهم على الشعب لمصلحة أعدائه في وقت كانوا يقدمون أنفسهم رموزاً وطنية وحماة للوطن ومدافعين عن مصالح الشعب”.
وأردف قائلاً “وشعبنا وهو يواجه التحديات والمخاطر الكبيرة ويتصدى لأعدائه، وللسيطرة عليه واحتلاله، كان أولئك يتآمرون مع الأعداء ويفتحون جبهات حرب من وسط العاصمة ويثيرون الفتن ويعملون على شق الصف الوطني، وأصبح لهم فيما بعد جبهات، يتجندون علناً من خلالها مع تحالف العدوان ويجيشون لصالحه ضد شعبهم ووطنهم”.
وأثنى قائد الثورة، على وفاء الشهيد الصماد وثباته في ظل مرحلة صعبة وتحديات جمّة، يمر بها اليمن، حيث كان حاضراً بشكل أكبر ومتفانياً وباذلاً لجهده في تنفيذ الأولويات المهمة وأولاها مواجهة العدوان والتصدي له.
وبين أن الشهيد الصماد كان يواجه تصعيد العدوان في مرحلة من أكبر وأخطر المراحل وحملاته الهادفة للسيطرة على محافظة الحديدة، بحضوره في التحشيد للجبهات وتفعيل كافة القدرات الرسمية والشعبية والدفع بها نحو مواجهة العدو وحملاته التضليلة.
وحدد قائد الثورة، ثلاث نقاط مهمة، لاستهداف تحالف العدوان للشهيد الصماد، أولها سعيه لتفعيل القدرات والإمكانات الرسمية في التصدي للعدوان وخدمة الشعب وثانيها علاقته القوية بوسط الشعب بتفعيل التعبئة الشعبية، وثالثها قدرة الشهيد الصماد الفائقة على توحيد الصف الداخلي الوطني وجمع المكونات بمختلف التيارات في إطار الاهتمام بالأولوية الأساسية.
وقال “كان العدو يقلق من الدور الفاعل للشهيد الصماد والاتجاهات الثلاثة والتأثير الإيجابي للشهيد في ذلك، وسعى لاستهداف الشهيد ودوره المهم الذي يمثل إسهاماً كبيراً في التصدي ودعم القضية العادلة للشعب اليمني”.
واستطرد “الحملات التي كان ينفذها تحالف العدوان ومنها استهداف محافظة الحديدة، كانت تتم بإشراف أمريكي، كما أن استهداف الشهيد الصماد كان بدافع وتوجيه أمريكي، تم التأكد منها من خلال تحريات وتحقيق، ووصلنا إلى نتيجة مؤكدة أن الأمريكي الذي أعلن مراراً أن واحداً من أهم الأدوار التي يقوم بها بشكل مباشر في عدوانه على بلدنا، تحديد الأهداف التي تقصف وتستهدف وكذا الأهداف التي يتم التركيز عليها عملياتياً على مستوى الجغرافيا في احتلال محافظة والسعي لاستهداف جبهة أو القصف، هو دور أمريكي”.
وأفاد بأن الدور الأمريكي، هو إشرافي في العدوان على اليمن، دور أعلى في التخطيط ورسم السياسات والتوجيه وإعطاء الأوامر، في حين يقتصر الدور السعودي والإماراتي على تنفيذ ما يمليه عليهما الأمريكي ويرسمه لهم، كأدوات تنفيذ.
كما أكد السيد عبدالملك الحوثي، أن الأمريكي هو الذي حدد للسعودي استهداف الشهيد الصماد كهدف أساسي، نظير ما يقوم به الشهيد الصماد من تحركات ونشاط في طاقاته وإمكاناته وتأثيره الإيجابي في الوسط الشعبي والرسمي والجبهة الداخلية لخدمة شعبه والدفاع عن بلده.
ولفت إلى أن الأمريكي كان يُؤمل وأدواته الإقليمية وعملائه من أبناء اليمن، أن استهداف الشهيد الصماد سيكون له التأثير في كسر إرادة الشعب ويوهن من عزمه ويضعفه ويهيئ لتنفيذ عمليات على مستوى أوسع في الاحتلال للبلاد، في حين كانت النتيجة معاكسة تماماً.
وذكر أن وقاحة تحالف العدوان وإفلاسه الأخلاقي والإنساني والقيمي ووحشيته وإجرامه وطغيانه وغطرسته وقبح تصرفاته، بلغت حد استهداف مراسم التشييع باستعراض جوي في أجواء العاصمة صنعاء، وما نفذته من غارات لمنع المراسم، في حين كان الزخم الشعبي والحضور الشعبي واسع ومتفاعل.
وأشاد قائد الثورة بالموقف الشعبي الصامد والمتماسك في تلك المرحلة الحرجة والظرف العصيب .. وقال “نشكر الله تعالى الذي منه كل العون والتوفيق والتثبيت وهي في مرحلة من أخطر المراحل التي مر بها الشعب اليمني”.
واعتبر ذكرى الشهيد الصماد، عنواناً للصمود والتضحية والثبات الذي كان عليه وكذلك مضى عليه شهداء اليمن الذين انطلقوا من المنطلق الإيماني وهم يتحلون بالمصداقية والوفاء، وجماهير وأبناء الشعب وأسر الشهداء والجرحى والمرابطين في الجبهات، ونستذكر بمظلوميته وشهادته، مظلومية الشعب اليمني.
وأضاف “عندما بدأ العدوان في مراحله الأولى وفي ظل استمراره، اتصف بالوحشية والإجرام والتغطرس والكبرياء والجبروت وكانت الممارسات من قبل تحالف العدوان منذ بدايته إلى اليوم إجرامية ووحشية وبشعة ومتجردة من المشاعر الإنسانية وهذا أمر معترف به دولياً”.
وتابع “أسوأ سمعة في الإجرام والوحشية هي لتحالف العدوان، أصبح هذا شيئاً معروفاً في الوسط العالمي كله، وحجم الجرائم بحق شعبنا رهيبة في مختلف المدن، بقصف وإبادة جماعية، وقتل بطريقة وحشية في المساكن والمنازل والأسواق والمساجد والمدارس والطرق، وبشكل جريء نتيجة للغطاء والدفع الأمريكي والبريطاني وبالنزعة الوحشية والإجرامية لهم وقبح الأدوات المنفذة والنزعة الإجرامية لديها”.
وأوضح أن حجم المظلومية والجرائم كبيرة للشعب اليمني، لافتاً إلى أن تفاصيل تلك الجرائم من أهم الأمور التي يجب التذكير بها والحديث عنها وإبرازها.
وقال “إن الشعب اليمني مر بمظلومية، فما حصل ليس شيئاً بسيطاً وما عمله تحالف العدوان ليس هيناً، جرائم رهيبة، قتل لعشرات الآلاف من أبناء اليمن والأطفال والنساء واستهداف للمدنيين والناس في بيوتهم وقراهم ومدنهم ومساجدهم والطرق والتدمير الممنهج، بهدف إضرار الشعب وإلحاق الأذى والضرر باليمنيين”.
ونوه قائد الثورة إلى التدمير المتعمد لتحالف العدوان للخدمات والمصالح العامة والجسور والطرق، وحتى لخزانات المياه، استهداف لكل معالم الحياة باليمن، بما فيها الآثار والمقابر .. مبيناً أن المظلومية كبيرة واستذكارها وتفاصيلها وإبرازها والتذكير المستمر لها، وهي مسؤولية تقع على عاتق الجميع في الأنشطة الإعلامية والتوعوية والتعبئة في الوسط الشعبي والرسمي والأنشطة التثقيفية والتعليمية.
وتطرق إلى ممارسات تحالف العدوان منذ البداية التي كانت بشعة على مستوى القتل والتدمير والحصار الذي ألحق معاناة كبيرة في الواقع المعيشي وصولاً إلى التجويع لملايين من أبناء الشعب وإلحاق الضائقة الصعبة بهم.
وتوقف السيد عبدالملك الحوثي، عند الجانب الصحي الذي ألحق تحالف العدوان به الأذى من خلال الحصار والمعاناة والتي أودت بحياة الآلاف من اليمنيين من الأطفال والنساء، نتيجة لانعدام الخدمات والرعاية الصحية، ما دفع الشهيد الصماد وشهداء الوطن للتحرك الجاد والاستعداد التام في التضحية لمواجهة العدوان والتصدي لأدواته.
كما اعتبر الشهيد الصماد أنموذجاً في الصدق والوفاء لشعبه والتحرك الجاد ضمن أولوية التصدي للعدوان، كما كان أنموذجاً راقياً في أداء المسؤولية كما كان في التضحية من أجل شعبه والمصداقية مع الله تعالى.
وأشار إلى أن الشهيد الصماد انطلق في أداء المسؤولية من منطلق إيماني، لم يكن لديه رغبة في أن يصل لموقع الرئاسة كمنصب كبير وموقع مهم على المستوى السياسي والاعتباري، والاستغلال الشخصي وتحقيق مكاسب ذاتيه كما هو هم الكثير من الناس في الوصول إلى أي منصب أو موقع في المسؤولية لتحقيق مكاسب شخصية ومادية ومعنوية.
وقال “إن الشهيد الصماد قبِل تحمل المسؤولية من منطلق إيماني ولم يكن طالباً ولا ساعياً لهذه المسؤولية والدور وكان تقبله بإلحاح ودافع إيماني والشعور بالمسؤولية، ولذلك لم تتغير روحيته ونفسيته بعد وصوله إلى موقع المسؤولية، كبعض الناس عندما يصل لموقع المسؤولية، تتغير نفسيته تماماً عما كان عليه سابقاً يصبح متكبراً ومتغطرسا وسلوكياته سلبية وتحدث عنه ممارسات في إطار توجهاته التي تختلف سابقاً”.
وبين أن الشهيد الصماد، “حمل روحية الجندي والمواطن البسيط وكذا روحية من يشعر بأن مسؤوليته هي خدمة شعبه ويكون خادماً لأبناء وطنه، لم تتغير روحيته، واتجه بكل جد واهتمام لأداء المسؤولية وهو لا يتغير، متواضعاً ومهتماً بالتحرك في إطار عمله ونشاطه ليلاً ونهاراً ولا يوجد دوام محدد له، إنما يهب كل وقته في هذا الجانب”.
ونوه قائد الثورة بما تميز به الشهيد الصماد من نشاط دؤوب في خدمة شعبه والتصدي للعدوان وتكثيف اللقاءات بالناس، معتبراً الشهيد الصماد أنموذجاً في سعة صدره وتحمله للكثير من الضغوط رغم ما يواجهه من لوم وإساءات وانتقادات، وهو كان معروفاً بسعة صدره وحُسن خلقه وجميل أسلوبه في التعامل مع الناس واحترامهم والقرب منهم وعلاقته الواسعة والإيجابية بالمسؤولين ولقاءاته وأنشطته المكثفة والواسعة بهم.
ولفت إلى أن الشهيد الصماد كان يتميز بالنزاهة والعفة، والحرص على المال العام، حتى في أموره الشخصية التي حرص ألا يتم تمويلها من الميزانية العامة ويقتطع لنفسه أي شيء .. مؤكداً أن الصماد كان نزيهاً في الجانب المالي بشكل تام.
واستعرض نماذج ممن كانوا يقدّمون أنفسهم رموزاً وطنية فيما سبق ما تزال أرصدتهم في البنوك الخارجية إلى اليوم، وهي من حقوق وأموال الشعب اليمني وجزء من تلك الأموال عليها حظر .. مطالباً بإعادة الأموال للشعب الذي هو في أمس الحاجة إليها خلال المرحلة الراهنة، باعتبارها ليست حقوقاً شخصية لهم.
وعدّ الشهيد الصماد، مثالاً رائعاً في النزاهة المالية والعفة وصون نفسه من الفساد المالي واعتماده وأسرته على إمكاناته الشخصية .. لافتاً إلى ما تحلى به الشهيد الصماد من صفات في الاهتمام بشكل مستمر بالتصدي للعدوان وتفعيل دور الجهات الرسمية والتعبئة الشعبية الواسعة والنشطة، ومساندة الجيش واللجان الشعبية آنذاك والدعم المعنوي للجبهات.
وقال “إن تحالف العدوان اعتقد أن استهداف الشهيد الصماد، سيمكنهم من تحقيق أهدافهم وآمالهم، لكنهم فشلوا على كل المستويات، على مستوى الوضع الرسمي بعد استشهاده بقي متماسكاً وكذا على المستوى الشعبي والجبهات، تحول استشهاده إلى حافز ودافع مؤثر وبشكل إيجابي في الدفع بالجميع للمضي على نهجه والحفاظ على إرثه الأخلاقي والقيمي ومواصلة مشواره في مواجهة العدوان والدفاع عن القضية العادلة للشعب وتحقيق الانتصارات”.
وأوضح أن الإرث المهم الذي يبقى مستمراً لدينا جميعاً، هو أولوية التصدي للعدوان والعمل المستمر والدؤوب في مقابل التحديات الكبيرة .. مشيراً إلى ما تم الحفاظ عليه في المراحل الماضية، وتلك الجهود التي بذلها الشهيد الصماد وكافة الشهداء في مختلف الجبهات وهم يتحملون ويحملون روحية واهتماماً كبيراً وما تم إنجازه رغم حجم العدوان وإمكانياته والهجمة المعادية على اليمن على المستويات السياسية والإعلامية والعسكرية والحرب الاقتصادية وكافة المجالات.
وأكد أن ثمرة التضحيات والصمود والثبات والصبر، كانت إيجابية في تماسك الدولة والشعب على المستوى الداخلي وبناء القدرات العسكرية التي اتجهت نحو الأفضل والأكبر على مسار الزمن والمراحل منذ بداية العدوان إلى اليوم.
وجدد السيد عبدالملك الحوثي التأكيد على أن تحالف العدوان كلما سعى لإضعاف اليمنيين أكثر ليتمكن من السيطرة عليهم وينهي القدرات العسكرية، كلما كانت القدرات العسكرية تزداد ويقوى الشعب اليمني وكانت القوة العسكرية تتشكل وتنتظم بشكل أفضل .. مبيناً أن الوضع اليوم مقارنة بالسنوات الماضية، واضح وهناك فارق منذ بداية العدوان في القدرات العسكرية والمرحلة الراهنة، وهذه علامة مضيئة لثمرة التضحيات والجهود والعطاء والصبر.
وحث على تعزيز التماسك الشعبي .. وقال” التماسك الشعبي، ركيزة أساسية، لتحقيق ثمرة ما تم إنجازه لليوم، ونحن معنيون خلال المرحلة وفي المستقبل بمواصلة جهود التعبئة والحفاظ على الإرادة الشعبية لتبقى قوية ومواصلة التوجه في التصدي للأعداء والسعي لتحرير بلدنا ومواجهة التحديات والعناية بالجبهات والاهتمام بالقدرات العسكرية وصد محاولات الأعداء المستمرة بكل الوسائل لكسر إرادة شعبنا ومعنوياته وصرف الاهتمام عن أولوياته”.
كما أكد قائد الثورة أن المعركة مستمرة والتحديات كبيرة والأعداء مستمرون في احتلال البلاد وظلم الشعب وحصاره واستهداف وتنفيذ مؤامرات تمزيق النسيج المجتمعي اليمني وتقطيع أوصاله إلى جانب احتلال الجزر والمياه الإقليمية ومنابع الثروات والسيطرة على المنشآت المهمة وأماكن حيوية في البلاد، ما يتطلب مواصلة المشوار، واستمرار تحمل المسؤولية.
وفيما يتعلق بالوضع الرسمي، شدد السيد القائد على ضرورة تحمل الجميع للمسؤولية في إصلاح الوضع في مختلف المجالات، بما فيها إصلاح القضاء وما يتعلق به وفيه اختلالات كثيرة من خلال الخطط التي يتطلب تنفيذها بفاعلية واهتمام لتكون النتيجة ملموسة.
ووجه قائد الثورة بإصلاح وضع السلطة التنفيذية وما يتعلق بها من خطط للارتقاء بالأداء ومن ثم بقية المجالات، وعلى مستوى تصويب الأداء للكادر الرسمي ومعالجة الاختلالات، وتنفيذ الأولويات المرسومة لها، وكذا في الأولوية الثالثة المتصلة بالوضع الداخلي، على المستوى الاجتماعي والحفاظ على حالة استقرار الواقع الداخلي وإطفاء نار الفتن وحلها بطريقة أخوية وودية وقانونية وصحيحة وسليمة، والدفع إلى أن تبقى حالة الوئام والأخوة والتعاون هي السائدة في الوسط الشعبي.
وقال “على مستوى المكونات المجتمعية، يتطلب التقارب والاهتمام بالأولويات والقضايا الأساسية وأن تبقى هي السائدة، بعيداً عن الاهتمامات الفئوية والحزبية والشخصية والسعي جميعاً لترسيخ الهوية الإيمانية باعتبارها الهوية الجامعة للشعب اليمني”.
وتناول السيد عبدالملك الحوثي، معطيات المرحلة الراهنة التي فيها خفض للتصعيد وانفراجة محدودة على مستوى حركة الميناء والمطار والعمل على منع تهريب الثروة النفطية ونهب قيمتها وأثمانها، مرحلة فيها حوار بوساطة عمانية.
وأكد مجدداً أن تحالف العدوان يسعى للمماطلة تجاه الاستحقاقات والالتزامات للشعب اليمني والتي لابد منها باعتبارها استحقاقاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كما هي بالنسبة لتحالف العدوان وزر عليه، يتحمل المسؤولية تجاهها بواقع اعتدائه على اليمن ومحاصرته وارتكابه للجرائم واحتلاله لأجزاء كبيرة من البلد.
وقال “نلحظ خلال هذه المرحلة من الحوارات أن للأمريكي دور سلبي مؤثر على الحوار من خلال مماطلة تحالف العدوان، باعتبار أن الأمريكي هو المشرف على العدوان ويسعى ليكون مستفيداً، إما باستمرار الحرب ليستفيد منها وقد استفاد منها في السنوات الماضية، نسبة كبيرة من المبالغ المالية التي حظي بها ومن بعده البريطاني والمرحلة الثالثة بعض الدول الأوروبية مقابل قيمة السلاح والقنابل التي قتل بها أبناء اليمن في القرى والمدن”.
وبين أن الأمريكي استفاد من الحرب على مستوى الصفقات وتحقيق أهدافه وأجندته في تدمير الشعوب والسعي لاحتلال البلدان عبر أدواته، مستشهداً بدور السعودي والإماراتي ومعهما عملائهم من المرتزقة والخونة، الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية، على أن يأتي الدور الأمريكي والبريطاني ليضعا لهم قواعد عسكرية وتعزيز الحضور العسكري بالتدريج كما حصل في حضرموت والمهرة وعدن والتركيز على الجزر، خاصة في الأماكن الاستراتيجية.
وأكد أن الأمريكي يحاول عرقلة مساعي الوساطة العمانية، ومسار التفاوض، وقال “أدواته طيعة لا تحمل النوايا الحسنة، اتجاه السعودية والإمارات عدواني ويأتي الأمريكي لتوجيههم وهم مطيعون ومنفذون ولا يترددون في ذلك”.
ولخص قائد الثورة محاولة عرقلة الأمريكي لمسار التفاوض في ثلاث نقاط أساسية، أولها يحاول إبعاد التحالف عن أي التزامات تترتب على أي اتفاق أو تفاهم ويحوّل المسألة وكأنها داخلية بحتة وهذا ما لا يمكن القبول به، مبيناً أن النظام السعودي قدم نفسه بصفته القائد للتحالف وهو على المستوى التنفيذي القائد والمباشر والصفة التي أعلنها لنفسه هي القائد وبرعاية أمريكية وصهيونية وبريطانية.
وأضاف “الذي شن العدوان وبدأ الحرب على اليمن وأعلن الحرب هو السعودي والإماراتي ومرتزقتهما الذين لحقوا بعدهما بإشراف أمريكي وبريطاني ودور إسرائيلي، لا يمكن تنصل التحالف بقيادته المعروفة الرسمية عن أي التزامات تتعلق بأي اتفاقات أو تفاهمات لأنه الطرف المعتدي الذي يقود الموقف والحرب والعدوان على اليمن ويحاصره، وهو الطرف الذي دفع المال وحارب اليمن وعليه تحمل كامل الالتزامات ولا يمكن القبول بغير ذلك”.
وفيما يخص النقطة الثانية التي يحاول الأمريكي عرقلة أي تفاهمات أو حوارات، ذكر قائد الثورة مسألة مرتبات واستحقاقات الشعب اليمني من ثرواته الوطنية، مؤكداً أن مواقع الثروات النفطية محتلة من التحالف في مأرب وشبوة وحضرموت.
وأفاد بأن تحالف العدوان يتحمل مسؤولية حرمان الشعب اليمني على مدى السنوات الثمان الماضية، من ثرواته النفطية والغازية، ولا يمكن أن يتحول دور من قدم نفسه بصفة قائد للتحالف والحرب ومنفذ للعمليات الهجومية على بلدنا.
وبشأن النقطة الثالثة التي يحاول الأمريكي عرقلة مسار المفاوضات والوساطة العمانية، أشار السيد عبدالملك الحوثي إلى دور الأمريكي في مسألة انسحاب القوات الأجنبية من اليمن، من خلال محاولته تأجيل هذه الخطوة ليبقى التواجد العسكري في البلاد .. مؤكداً أن ذلك بالنسبة لنا مسألة جوهرية لا يمكن القبول باستمرار احتلال اليمن، ولا يمكن أن يكون هناك حل للمشاكل الداخلية في ظل وجود حالة الحرب والاحتلال.
وتابع “من القضايا التي نؤكد عليها في أي حوارات، هي أولوية الملف الإنساني والمعيشي لشعبنا، باعتبارها ذات استحقاق إنساني وقانوني حتى بحسب القانون الدولي، وذلك من خلال إصرارنا على انسحاب المحتلين والقوات البريطانية والأمريكية من اليمن، والتمسك بالحقوق المشروعة لبلدنا وقضيتنا العادلة ولا نقبل باستمرار الحصار والاحتلال، وما ينتهك سيادتنا وبذلك جهودنا وأعمالنا وكل الخيارات السعي لدحر العدوان وتحقيق الحرية واستقلال وسيادة الوطن”.
وفيما يتعلق بتطورات الأحداث في فلسطين، ندد قائد الثورة بما يحدث من عدوان صهيوني إجرامي على الشعب الفلسطيني، نتج عنه استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين .. وقال “مؤلم حدوث ذلك لنا ولأحرار وشعوب الأمة، الشعب الفلسطيني جزء من أمتنا ونعيش معه آلامه ومعاناته مهما كانت معاناتنا وظروفنا وأوضاعنا”.
وبين أن قضية الشعب الفلسطيني قضية العرب والمسلمين وما يحصل للشعب الفلسطيني في كل المراحل، هو فضيحة للغرب وشاهد على حقيقة الدور الأمريكي والبريطاني والغربي ومن يسمون أنفسهم بالمجتمع الدولي، لافتاً إلى أن مظلومية الشعب الفلسطيني كبيرة، كونه يعاني من ظلم وقتل واعتقال وأسر بشكل يومي يتشارك فيها الأمريكي والصهيوني.
وجدد التضامن مع الشعب الفلسطيني والوقوف معه والثبات على الموقف المبدئي مهما كانت الظروف والأوضاع التي يعيشها الشعب اليمني وحجم العدوان .. لافتاً إلى الإدراك بأن جزءاً من استهداف اليمن هو تبني هذا الموقف.
وشدد على ضرورة الأخذ بأسباب النصر ومعونة الله وعناصر وعوامل القوة بدءً بالحفاظ على التماسك الداخلي والتعاون وتضافر الجهود باتجاه الأولويات المهمة ومنها مواصلة الاهتمام بالتعبئة والجهوزية والاستعداد على المستوى العسكري.
ودعا إلى إدراك حجم المخاطر على الشعب اليمني خلال المرحلة الراهنة .. مؤكداً على عدم التفريط والتهاون وألا يغفل الجميع عن ذلك.
وعلى المستوى الاقتصادي، وجه قائد الثورة بالاهتمام بالزراعة باعتبارها العمود الفقري الذي يمكن الاستفادة منه في دعم الوضع والتماسك في الجانب الاقتصادي، خاصة في ظل المعاناة الكبيرة من خلال دخول الأشياء الضرورية.
وقال السيد عبدالملك الحوثي “كلما كان هناك اهتمام أكثر بالزراعة كلما كان لذلك أهمية في تماسكنا اقتصادياً وتوفر الاحتياجات الأساسية والضرورية والغذاء من خلال المحاصيل والإنتاج الزراعي”.
وحث على الاهتمام بموسم التشجير وتكثيف النشاط وتنظيمه وتوسيع دائرته بالصورة المطلوبة والعمل على تفعيل دور المبادرات المجتمعية في المجالات الخدمية والتعاون بين الجانبين الرسمي والشعبي وتطويره وتحسين آلياته وتوسيع دائرته