صنعاء – سبأ :
تعدّدت وسائل وأساليب تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في حربه على اليمن منذ سبع سنوات، باستخدام أسلحة محرّمة دولياً، لنشر الأوبئة والأمراض، فمَنْ لم يمت بالقصف مات مرضاً في جريمة هي الأكثر بشاعة في التاريخ.
تتفاقم معاناة المرضى في اليمن خاصة مرضى السرطان، الذي يصادف الرابع من فبراير من كل عام اليوم العالمي للسرطان، نتيجة استمرار الحصار ومنع دخول الأدوية المنقذة للحياة، والأجهزة والمستلزمات التشخيصية والعلاجية الخاصة بالأورام السرطانية.
حيث يحتفل اليمن غداً السبت باليوم العالمي للسرطان في ظل ارتفاع مخيف في أعداد المصابين، نتيجة استمرار العدوان، واستخدامه الأسلحة المحرّمة دولياً.
وحسب وزارة الصحة العامة والسكان، وصل عدد مرضى السرطان إلى 71 ألفا خلال سنوات العدوان، نتيجة استخدامه أسلحة محرّمة دولياً.. مبيّناً أن هناك تسعة آلاف حالة مصابة بمرض السرطان تضاف سنوياً، وما نسبته 15 بالمائة بين الأطفال، ووفاة 12 ألف حالة جراء المرض.
معاناة مرضى السرطان تضاعفت جراء استمرار الحصار والحظر على مطار صنعاء الدولي، حيث يعتبر العلاج في الخارج أحد أبرز أغراض سفر أبناء اليمن جواً، ما يُعد مطار صنعاء الدولي الشريان الحيوي لسكان غالبية المحافظات الشمالية والغربية والوسطى، واستمرار إغلاقه أدى ويؤدي إلى وفاة أعداد كبيرة من اليمنيين.
تقدّر وزارة الصحة أن هناك أكثر 43 ألف مريض بحاجة للعلاج في الخارج، جراء حالاتهم الحرجة، واحتياجهم إلى مساعدات طبية دولية، إلا أن تحالف العدوان أحرمهم من السفر أو العودة إلى اليمن، ليضيف معاناة على ملايين من سكان المحافظات اليمنية.
ووفقاً لوزارة الصحة، توفي أكثر من 28 ألفا من مرضى السرطان، نتيجة إغلاق المطار، وانعدام المستلزمات الطبية بالشكل المطلوب، في حين كان من الممكن علاج الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة والأورام والتشوّهات الخلقية، خاصة بين الأطفال، وتدارك حالاتهم، في حال تمكّنوا من السفر للعلاج في الخارج.
وأجبر تحالف العدوان آلاف المرضى على تكّبد مشقة السفر الطويل للوصول إلى مطاري عدن وسيئون، بعد رحلة محفوفة بالمخاطر والإجراءات المعقّدة والتأخير والابتزاز والخسائر المرتفعة وغيرها من الممارسات، توفي معظمهم في الطريق نتيجة تعسف نقاط التفتيش المنتشرة على امتداد الطريق، ونهب المسافرين من قِبل مليشيات تلك النقاط.
ودفعت تلك التعقيدات الكثير من المرضى للبقاء في منازلهم بانتظار الموت، نظراً لحالتهم الصحية، وعدم قدرتهم على تحمل مشقة السفر إلى مطاري عدن وسيئون، أو خوفهم من المجازفة بحياتهم، وعجزهم عن دفع تكاليفها المرتفعة.
وأكد تقرير صادر عن وزارة الصحة ارتفاع حالات مرضى سرطان الدم بين الأطفال من 300 إلى 700 حالة، نتيجة استخدام العدوان أسلحة محرّمة دولياً في عطان ونقم، بالإضافة إلى إصابة ألف طفل في بقية المحافظات.
وأشار إلى أن أكثر من 300 طفل من المصابين بسرطان الدم بحاجة إلى السفر بصورة عاجلة لتلقي العلاج في الخارج .. محمّلاً تحالف العدوان مسؤولية وفيات الأطفال المصابين، نتيجة منع دخول الأدوية الخاصة بهم.
وذكر التقرير أن نسبة الشفاء عالية بالنسبة لسرطان الدم، لكن انقطاع الأدوية ومنع دخولها يؤدي إلى وفاة الكثير من الأطفال المرضى.
وأكد التقرير أن استمرار إغلاق مطار صنعاء ومنع إدخال جهاز الإشعاع الخاص بعلاج الأورام السرطانية يهددان حياة أكثر من 40 ألف مريض مصاب بالأورام السرطانية المختلفة .. لافتاً إلى وفاة 50 بالمائة من مرضى الأورام، نتيجة عدم توفر الأدوية بسبب الحصار.
وتطّرق إلى أن عدد المصابين بمرضى السرطان المسجّلين لدى المركز الوطني لمعالجة للأورام، منذ افتتاحه حتى اليوم، 72 ألف مريض .. مبيناً أن المركز يستقبل ما يقارب 160 حالة يومياً من مختلف المحافظات، ويسجّل سنوياً حوالي ستة آلاف مريض جديد.
وأوضح التقرير أنه يتردد على المركز حوالي 40 ألف مريض سنوياً لتلقي الخدمات التشخيصية والعلاجية.
ووفقاً لتقرير وزارة الصحة، بُذلت جهود حثيثة لتخفيف معاناة مرضى السرطان من خلال توفير الأدوية والأجهزة والمعدات وغيرها، وإخراج قانون صندوق مكافحة السرطان، وصدور قانون إنشاء الصندوق في أغسطس 2018م، وزيادة السعة السريرية في المركز الوطني لمعالجة الأورام بنسبة 50 بالمائة، وزيادة السعة السريرية بقسم الإعطاء الخارجي للعلاج الكيماوي بنسبة 100 في المائة، وفتح قسم الطوارئ بالمركز بسعة 20 سريرا.
وكان صندوق مكافحة السرطان نفّذ أنشطة ومشاريع لتخفيف معاناة المرضى، وتجهيز وتأثيث وافتتاح ثلاث وحدات لعلاج الأورام في صعدة وعمران وحجة، وتنفيذ توسعة لوحدة لوكيميا الأطفال في مستشفى الكويت الجامعي، وتغطية العجز في جانب الأدوية الضرورية والكيماوية.
في حين اختتم، أمس، ملتقى الرعاية الاجتماعية لمرضى السرطان، في إطار فعاليات اليوم العالمي للسرطان، نظمته المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان ورابطة مرضى السرطان ومؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان، ناقش الملتقى، في ثلاثة أيام، حجم معاناة مرضى السرطان، وضرورة تضافر جهود الجميع لتخفيف معاناة المرضى وأسرهم، والعمل على توفير احتياجاتهم.
وهدف الملتقى، بمشارك عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية العاملة في اليمن ورجال مال وأعمال، إلى التشبيك مع منظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية والدولية لرعاية مرضى السرطان في الجانب الاجتماعي، الذي يشمل عدة مجالات وبرامج، أهمها برامج الأمن الغذائي، والحماية، والمأموى، والتعليم، والتأهيل، والدعم النفسي، والتمكين الاقتصادي، والأعضاء التعويضية.
ورغم تفاقم معاناة مرضى السرطان، بفعل تداعيات المرض نفسه الذي أنهك أجسادهم، إلا أن المعاناة تتضاعف يوماً إثر آخر، نتيجة استمرار العدوان والحصار، واحتجاز العدوان الأمريكي السعودي الإمارات لسفن المشتقات النفطية والغذائية والدوائية، وفرض الحظر على مطار صنعاء الدولي، لمنع سفر المرضى لتلقي العلاج بالخارج.