صنعاء- سبأ : استطلاع مروان السياغي
أصبح الزامل رفيق الحرب والسلام , وسلاح ذو قوة في نفسية متلقيه ونفوس العدو المغتصب , وخير محفز بين أوساط المجاهدين في ميادين العزة والكرامة.
ولمزيد من المعرفة عن الزامل وتاثيره كان “لسبأ ” هذا الاستطلاع والذي يبدأ به المنشد والمجاهد محمد المروني بقوله أن الزامل هو قصيد والحانه سهلة بأستطاعة العامة ترديده وبحورة متنوعة ويرددها الناس في مناسبات شتى مثل الأعراس والنكف والمواقف القبلية ومنها ماهو ترحيبي ومنها ما يرددة الضيوف الواصلين للمحافل ومنها ماهو تهديد للعدو أو زجر المعتدي.
واضاف “جاء في وقتنا الحاضر من جدد الزامل الشعبي فاصبح ثراث مطور , وأول من برز في ذلك المنشد الشهيد لطف القحوم حيث أنة أعطى بصمة فنية ورونقا إبداعياً للزامل في المسيرة القرآنية ولليمن أجمع فأصبحت زوامله تنشد ويزج بها في المناسبات وتسمعها في الجبهات صداحة”.
واوضح المروني ان الزامل” يرفع المعنويات للمجاهدين ويرهب تحالف الشر و يسلبهم النوم في لياليهم إن سمعوا الزوامل في مكبرات الصوت وترجف قلوبهم خوفا من اقتحامات المجاهدين عليهم “.
وقال المنشد المروني”من النوادر التي تذكر عن الزوامل في ميادين القتال , أن أحد المرتزقة قال لأحد المجاهدين في أحدى الجبهات مناديأً بقولة لوكان معنا المزومل عيسى الليث اننا اليوم في صنعاء , فرد عليه المجاهد إذا كان معنا نصف إمكانياتكم أننا في بيت المقدس” .
واستطرد “الزوامل والأشعار والإنشاد هي المنتصرة على العدوان في هذا المجال كما أن الجميع يشهد بذلك وهو ما قاله السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله في رسالة للمنشدين والشعراء”.
أصوات قوية و مؤثرة
كما يضيف المروني أن هناك أصوات قوية ومؤثرة مثل المنشد عيسى الليث وآخرين من الأصوات التي تضيف للزامل الشعبي القوة و تميز الأداء المرافقة للموسيقى وآلالآت التراثية مثل طاسة البرع الذي يضيف لها مذاق خاص , كما ان هناك أصوات ناشئة في هذا المجال والتي تعشق الأناشيد وأداء الزوامل وتحتاج إلى الدعم من جهات الاختصاص , مثل صاحب الصوت الجوهري المنشد والمزومل الصاعد أحمد عبد الكريم اليعري أحد أبناء أمانة العاصمة .
ماهو الزامل
وقد عرف الأديب اليمني أحمد محمد الشامي الزامل في كتابه “قصة الأدب في اليمن” بقوله:
الزامل وجمعه زوامل وهو نوع من الرجز يلجأ إليه أبناء اليمن عندما يكونون في حالة خصام أو حرب فيقف قائدهم وهو في الغالب يجيد نظم الزوامل، أو أي واحد منهم فيرتجز بضعة أبيات بلهجته العامية، فيلتقفها القوم وينغمونها بأصواتهم، ثم ينشدونها جميعاً لإثارة الحماس وتحفيز الهمم.
وكذلك إذا أرادت جماعة من الناس أو قبيلة من القبائل أن تحقق لها مطلباً من مسؤول أو حاكم أو قبيلة أخرى، فإنها توفد زمرة منها تمثلها وهم ينشدون الزامل الذي قد وضعوا فيه مطلبهم وأوجزوا فيه غرضهم، ويكون الزامل عادة باللغة العامية وتتفاوت القطعة منه ما بين اثنين وثمانية أبيات وهو موجود بصورته هذه في المناطق الشمالية.
بدورة يقول المنشد والمزومل رضوان السراجي” كان الزامل في السابق متصل مع المجتمع اليمني في السلم والحرب وفي جميع مناسبات أفراحهم وغيرها من المواقف القبلية , وقد كادت أن تندثر بعد مغادرة أغلب المواطنين قراهم والعيش في المدن وعيشهم عيشتهم المدنية والتفرغ للعمل الوظيفي في الوزارت والمؤسسات في الفترة الماضية “.
ويضيف” لكن الحمد لله أن هذا التراث بدأ يتجدد منذ بداية العدوان الأمريكي السعودي الغاشم على اليمن , فقد أنتشر وذاع صيت الزوامل بين أفراد المجتمع من جديد وصار الزامل الفارس المغوار الذي يواجة هذا العدوان ويخافونه , كما توسع في جميع مجالس المواطنين وأفراحهم وأعراسهم حتى في أقامة المأتم والعزاء كما أن الأطفال صاروا يرددونها ويحفظونها بدلا من الأغاني” .
في ميادين الجهاد
يذكر المجاهد محمد فرج أحد مقاتلي الجيش واللجان الشعبية في الجبهات ضد العدوان , في ميادين الجهاد نلتزم بذكر الله وكثرة الاستغفار والتسبيح وملازمة البرامج اليومية في أوقاتها وخاصة أوقات الفجر ألأمر الذي يعطينا الوثوق بالله والصبر وثباتنا في مواجة العدو ومرتزقته , أما الزوامل فلها التأثير الكبير في تحميسنا في ميادين القتال”.
ويضيف” صار الزامل رفيق الحرب , فنحن نسمع الزوامل في اوقات عدة منها ما قبل المواجهات كما ترتفع أصوات الزوامل ويرافقها الرقص في لحظات الانتصارات التي حققناها في الجبهات المختلفة ومنها العملية الأخيرة إحدى أوسع العمليات لرجال الجيش واللجان الشعبية بمحور جيزان , والتي أسفرت عن وقوع خسائر في المدرعات والآليات التابعة للجيش السعودي , وسقوط عدد من المواقع و مقتل وأسر بعض من الجنود السعوديين والمرتزقة منهم السودانيين “.
ويختتم المجاهد فرج”نحرص على سماع الزوامل أيام الأعياد في الجبهات وخلال السفر”.