[12/ يناير/2021]
واشنطن – سبأ :
حتى في الأيام الأخيرة من عمرها السياسي، تقدم الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب المهزوم والمأزوم سياسيا على خطوة عدوانية ببصمة صهيونية واضحة للانتقام من محور المقاومة عبر تصنيفها حركة أنصار الله جماعة إرهابية.
هذه الخطوة الشائنة ليست بجديدة، ولن تكون الأخيرة حيث كانت الإدارة الأمريكية قد اتخذت خطوات سابقة بوضع شخصيات في محور المقاومة ظلماً وعدواناً على قائمة الإرهاب وكان آخرهم رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق فالح الفياض.
وفي السياق بهذا الصدد، أدان عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، تصنيف أنصار الله بالإرهاب من قبل إدارة ترامب.
وقال عضو السياسي الأعلى في تغريدة على “تويتر”: أمريكا مصدر الإرهاب وسياسة إدارة ترامب وتصرفاتها إرهابية وما تقدم عليه من سياسات تعبر عن أزمة في التفكير، وهو تصرف مدان”.
وأضاف “نحتفظ بحق الرد أمام أي تصنيف من إدارة ترامب أو أي إدارة ولا يهم الشعب اليمني كون أمريكا شريكاً فعلياً في قتله وتجويعه”.
كما أدان المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، قرار خارجية الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف أنصار الله، منظمة إرهابية.
وأكد المؤتمر وحلفاؤه في بيان أن قرار إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب سيكون له انعكاسات سلبية على السلام والتسوية السياسية في اليمن وسيعقد من الجهود الأممية الرامية إيجاد حلول تفضي إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني.
وجدد المؤتمر وحلفاؤه موقفهم الرافض لأي استهداف يطال أي يمني.
وأشار البيان إلى أن هذا القرار لا يمكن القبول به وكان الأحرى بالخارجية الأمريكية الضغط باتجاه إيقاف العدوان وإنهاء الحصار ودعم جهود تحقيق السلام بدلاً من تعقيد الوضع بمثل هذا القرار الذي لا قيمة له سوى زيادة المعاناة الإنسانية لأبناء اليمن الذين يواجهون أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ودعا المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، الهيئات والمنظمات الدولية إلى عدم التعامل مع القرار الأمريكي الأحادي الذي يعكس رغبة إدارة الرئيس ترامب، تعقيد المشهد السياسي في اليمن وإطالة أمد العدوان والحصار المفروض على الشعب اليمني.
بدورها، أكدت أحزاب اللقاء المشترك، أن قرار وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية مرفوض ومدان.
واعتبرت أحزاب المشترك في بيان لها القرار الأمريكي المتزامن مع نهاية فترة الرئيس ترامب، قراراً متهوراً يدل على التخبط الكبير الذي تعاني منه الإدارة الأمريكية في وضعها الحالي.
وقال البيان” إن الإدارة الأمريكية أثبتت خلال السنوات الماضية أنها إدارة فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة، عبثت في المنطقة وعاثت فسادا وهذا هو إنجازها الذي يُحسب لها وستحاسب عليه، وقرارها اليوم ليس بجديد لإدارة أُعلن العدوان على اليمن من عاصمتها واشنطن”.
وأكد أن العدوان على اليمن ما كان ليستمر لستة أعوام لولا الإرادة الأمريكية والدعم الأمريكي اللوجستي والمعلوماتي والإشراف في غرفة العمليات، وأن الجرائم ارتكبت بسلاح أمريكي.. مشيرا إلى أن قرار الإدارة الأمريكية أمر يبعث على السخرية ولن يجني المرحبون به من قوى العدوان ومرتزقتهم إلا المزيد من الهزائم والفشل.
وأدانت عدة أحزاب يمنية بشدة القرار الأمريكي تصنيف حركة أنصار الله منظمة إرهابية.
ومن بين الأحزاب اليمنية التي أدانت القرار الأمريكي، حزب شباب العدالة والتنمية وحزب جبهة التحرير والبعث العربي الاشتراكي قطر اليمن وتكتل الأحزاب المناهضة للعدوان والحزب القومي الاجتماعي وغيرها من المنظمات والهيئات المحلية.
ويعتقد النقاد والمراقبون أن القرار الأمريكي الذي أعلن عنه وزير الخارجية مايك بومبيو، يأتي في إطار التوجه الأمريكي العام، المعادي لمحور المقاومة الرافض لسياسة الهيمنة الأمريكية والوجود الصهيوني في المنطقة.
كما أن هذا القرار -وبحسب المراقبين- هدفه الإبقاء على الشرق الأوسط في فوضى عارمة وصراع مستمر تتحكم به واشنطن وتديره وتغذية وتحقق مصالحها المجانية.
وتتخذ واشنطن استراتيجيتها بصورة دائمة تجاه محور المقاومة الرافض للهيمنة الأمريكية والتطبيع مع العدو الصهيوني، وما ترفعه باسم الإرهاب أصبحت اليوم سياسة مكشوفة ومستهلكة وغير مجدية لاسيما والمستهدف منها هي الدول والشعوب والقيادات الرافضة لمشاريعها في المنطقة .
خارجيا، نددت الخارجية الإيرانية بالإجراء الأمريكي ضد أنصار الله والفياض واعتبرته مُدان وممل.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده، الاثنين، أن فرض الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها عقوبات على أنصار الله في اليمن وفالح الفياض (رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق)، إجراء مُدان وممل.
ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء عن زادة في مؤتمر صحفي، قوله: “من غير المرجح أن تترك الإدارة الأمريكية المفلسة إرثا آخر في الأيام الأخيرة.. هذه الإجراءات مدانة.. الإجراء الأمريكي ضد أنصار الله وفالح الفياض مدان وممل.. واستهداف رئيس مؤسسة حكومية بهذه الطريقة من قبل الولايات المتحدة ليس مدان فحسب، بل إنه محكوم عليه بالفشل ايضاً”.
وأضاف: “الأمريكيون في العراق قلقون من الإخراج.. وفي اليمن أيضاً دعموا لسنوات حرباً غير متكافئة ومخزية حوصر فيها 20 مليون يمني.. لم يكن هذا الحصار ممكناً لولا الدعم الأمريكي.. لا يمكن لأي دولة متمردة في هذه المنطقة أن تتخذ اي إجراء ما لم تحترم حقائق المنطقة”.
بدوره، أكد حزب الله اللبناني في بيان له مساء أمس من أن هذه الإجراءات الأميركية وما سبقها من خطوات عدوانية مماثلة استهدفت حركات المقاومة في المنطقة، تهدف الى معاقبة كل من يرفض الهيمنة والتسلط الأمريكي على مقدرات المنطقة وثرواتها وخيارات شعوبها الحرة ويرفض الاحتلال الصهيوني لفلسطين والانخراط في حركة التطبيع المشؤومة والمرفوضة.
ودان حزب الله واستنكر بشدة هذه الخطوة العدوانية الظالمة مؤكدا تضامنه مع حركة أنصار الله وقيادتها الشريفة والشجاعة.
وشدد حزب الله اللبناني على أن حركة أنصار الله التي حملت لواء الدفاع عن الشعب اليمني المظلوم طيلة سنوات طوال وصمدت بوجه آلة العدوان والدمار الأمريكي – السعودي، لن تزيدها هذه الخطوة إلا ثباتاً وتمسكا بحقها المشروع والمقدس في الدفاع عن الشعب اليمني وأرضه الغالية وموارده وخياراته الوطنية.
بدورها، أصدرت حركة الحريات والديمقراطية (حق) من قوى المعارضة البحرانية، بياناً أكدت فيه بأن “خطوات الولايات المتحدة الأمريكية خطوات اجرامية تستهدف كل قوى المقاومة في المنطقة حماية للكيان الصهيوني الغاصب”.
وقالت حق: “ها هي الولايات المتحدة تسعى لتصنيف حركة أنصار الله اليمنية كجماعة إرهابية، ويأتي هذا التصنيف بعد ايام من استهداف قيادة الحشد الشعبي في العراق مما يعد مواصلة للدور الخبيث للولايات المتحدة في المنطقة وهو دور يقوم على نشر الحروب والدمار وتجويع الشعوب كما يحصل في اليمن”.
ونوهت حق بأنه “ألا يكفي الولايات المتحدة الأمريكية كل الجرائم التي يرتكبها العدوان على اليمن بمشاركتها ودعمها حتى تبادر لخطوات اضافية لها تداعيات انسانية كارثية”.
وختمت حق بيانها بتأكيد تضامنها مع الشعبين اليمني والعراقي، مؤكدة على حتمية فشل الخطوات الأمريكية ومؤامراتها وأنها خطوات تأتي في ظل سقوط الرئيس الأمريكي على مستوى الداخل الأمريكي وانكشاف الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً .
أمميا، قال المتحدث باسم مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان ديوجاريك، في تصريح له، بهذا الصدد، مساء الاثنين، وفق وكالة رويترز: إن تنفيذ خطة الولايات المتحدة لإدراج “أنصار الله” وزعماءها في قائمة الإرهاب الأمريكية “سيؤدي على الأرجح إلى تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة”.
وأعرب المتحدث عن قلق الأمم المتحدة من “أن هذا التصنيف قد يؤثر سلبا على الجهود الرامية إلى استئناف العملية السياسية في اليمن، ويؤدي إلى مزيد من الاستقطاب في مواقف أطراف النزاع”.
ويرى المراقبون أن مسلسل العقوبات الأمريكية المفروضة على محور المقاومة يعتبر جزء من المعركة الخاسرة التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية الساعية إلى القضاء على المقاومة في ظل موجة التطبيع المتصاعدة مع الكيان الصهيوني، ولكنها لن تفلح وسيكون مصيرها الفشل كما فشل تدخلها المباشر في الحرب الإرهابية المفروضة على اليمن .
ومن جانب آخر، نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” تقريرا لها بخصوص فشل المشروع الأمريكي الصهيوني في اليمن قالت فيه: “الدول التي هرولت للتطبيع مع الكيان الصهيوني والمشاركة في العدوان على اليمن سعت لتمهيد السبيل لبسط النفوذ الأمريكي الصهيوني عليه إلا أن مساعيها آلت الى الفشل لغاية الآن”.
وأضاف التقرير: “أمريكا ودول العدوان هاجمت اليمن بهدف تطويعه وتركيعه أمام النفوذ الأمريكي الصهيوني إلا أن أطماعها لم تتحقق وفشلت أمام صمود وإرادة ونضالات وتضحيات شعب اليمن”.
وأكدت “إرنا” في تقريرها: “ان التحالف الذي تقوده السعودية بمواكبة من أمريكا والكيان الصهيوني لم يحصد من عدوانه المستمر على اليمن والحصار الخانق الذي يفرضه عليه منذ 5 أعوام جوا وبرا وبحرا، سوى الفشل، الى جانب الدمار الذي ألحقه باليمن وبنيته التحتية وقتل عشرات الآلاف من مواطنيه الأبرياء”.