[12/ يناير/2021]
غزة – سبأ :
دلالات مهمة حملها توقيت مناورة “الركن الشديد” التي اجرتها قبل ايام فصائل المقاومة
الفلسطينية مفادها أنه في الوقت الذي ظن البعض ان ينعكس سلبا انحدار عواصم عربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني على حاضر محور المقاومة جاء الرد الفلسطيني موحدا خلف خيار المقاومة و أنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن ثوابت قوى المقاومة التي تعتبر فلسطين قضيتها المركزية والأقصى قبلتها الأولى .
فلا يمكن فصل توقيت ودلالة مناورة المقاومة بغزة وموجة التطبيع الأخيرة وهنا تأتي الرسالة المهمة التي أرسلها محور المقاومة للعابثين بالقضية الفلسطينية المهرولين لحضن الصهاينة , بأن القضية لها رجالها الذين لن يتوانوا في معركة الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني , وأن هجوم التطبيع لن يخترق حصون المقاومين المؤمنين بالقضية وعدالتها وحتمية إنتصارها .
كما شكلت هذه المناورة دلائل مهمة أبرزها التعاون والتنسيق بين أذرع دول محور المقاومة و أن المقاومة في قطاع غزة جزء لا يتجزأ منها خاصة بعد الكشف عن جملة من الأسرار العسكرية على هامش الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد كل من الجنرال قاسم سليماني ورئيس أركان الحشد الشعبي “أبو مهدي المهندس”، ومن ضمنها وصول أكثر من عشر بواخر محملة بمختلف الأسلحة من إيران للمقاومة في قطاع غزة .
بالإضافة الى وصول كميات كبيرة من صواريخ “كورنيت” التي حصل عليها حزب الله من سورية إلى قطاع غزة، بعد موافقة الرئيس السوري بشار الأسد على إرسالها للقطاع، ناهيك أن سورية وفرت برامج تطوير للصواريخ في غزة، تم إيصالها للفصائل من قبل الجنرال سليماني بطرق مختلفة.
وهنا أقل ما يمكن ذكره أن التنسيق داخل محور المقاومة أصبح واضحاً، وقد يرتقي إلى التكامل في إطار المواجهة الشاملة في حال التعرض لاعتداء، بعدما فرض المحور معادلة الرد المدروس والاستراتيجي وهو ما كشف عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على قناة الميادين في “حوار العام” أن الشهيد القائد قاسم سليماني الذي اغتالته واشنطن قبل نحو عام هو ما أوصل صواريخ “كورنيت” إلى قطاع غزة.
وكورنيت هو صاروخ موجه مضاد للدبابات مصمم للاستخدام ضد دبابات القتال الرئيسية، تم تقديمه لأول مرة للخدمة مع الجيش الروسي في عام 1998.
وقال السيد نصر الله: “الحاج قاسم سليماني وفريقه لم يقصروا في كل ما يمكن تقديمه لفلسطين على كل المستويات”، وأضاف إن “إيصال صواريخ كورنيت إلى المقاومة الفلسطينية في غزة يقف خلفه الشهيد سليماني”.
مشيراً إلى أن القدرة المادية لدى محور المقاومة اليوم أكبر أضعاف مما كانت عليه قبل سنوات، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني عزيمته وتصميمه على المواجهة عالي جداً ولم يتأثر بالتطبيع الذي حصل .
وفي نفس الصدد، قال المتحدّث باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب “إنّ مناورة الرّكن الشديد هي رسالة واضحة لوحدة وتماسك بِنية المقاومة، ودليل على أنّ جبهة المقاومة الفلسطينية جبهة موحّدة متماسكة جاهزة ومستعدّة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي قادم ضدّ قطاع غزّة”.
وأضاف أنّ “هذه المناورة تأتي في ظلّ تصاعُد التهديدات الإسرائيلية بشنّ عدوان على الشّعب الفلسطيني، وأرادت المقاومة من خلال هذه المناورة أن ترسل رسالة واضحة بأنّ أي محاولة من قبل إسرائيل لتوسيع العدوان واستمرار الحصار على القطاع هذه المحاولات ستواجه برد فعل فلسطيني قوى من خلال الغرفة المشتركة لعمليات المقاومة الفلسطينية”.
وأشار إلى أنّ المقاومة اليوم أكثر قوّة وأكثر تماسكاً ولديها أدوات قتالية عالية المستوى تستطيع من خلالها تكريس حالة الرّدع وقواعد الإشتباك في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي
ومن جهته، أكد مسؤول ساحة غزّة في حركة المجاهدين نائل أبو عودة إلى أن المناورة العسكرية تأتي في إطار تعزيز العمل المشترك ورفع القدرة والكفاءة لدى عناصر المقاومة.
وأوضح المناورة العسكرية رسمت لوحة وطنية مشرّفة للعالم أجمع فوحدة المقاومة تُشكّل حالة من الرّعب لدى الإحتلال الإسرائيلي، بينما تبثّ الطّمأنينة للحاضنة الجماهيرية التي تحتضن المقاومة منذُ زمن الإحتلال.
وأكد أن المناورة تحمل رسالة للمهرولين والمطبعين والباحثين عن تجميل صورة الإحتلال الإسرائيلي، مشددا أنّ الإحتلال لن يستطيع حماية نفسه ولن يُحمى عروض الأنظمة الخائنة للقضية الفلسطينية كونها قضية إسلامية مركزية في الصراع بين الحق والباطل .
وعليه فإن الدلالة الأهم من هذه المناورة أنها رسمت ملامح الطريق نحو القدس والأقصى، وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية من جديد، ولتقول للشعوب العربية والإسلامية إننا اليوم في محور المقاومة و الممتد من ايران الى سوريا و لبنان والعراق وفلسطين واليمن نواجه عدونا موحدين كالبنيان المرصوص .