[13/ نوفمبر/2020]
صنعاء -سبأ:
تواجه مناطق السهل التهامي انتشاراً كثيفاً لأسراب جراد تجتاح المزارع ما دفع مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي إلى مواصلة أعمال المكافحة الميدانية في مناطق الإصابة بهذه الآفة.
ويسعى المركز إلى حماية المزارع والتقليل من الخسائر التي يتكبدها المزارعون بسبب انتشار هذه الآفة التي دمرت المحاصيل الزراعية في العديد من الحقول والأودية.
آفة تهدد الأمن الغذائي:
وكشف مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي في تقرير له عن الوضع الراهن لآفة الجراد تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، عن استمرار وضع الخطر للجراد الصحراوي وزيادة تهديداته لمصادر الأمن الغذائي وسبل العيش في اليمن نتيجة انتشار الجراد وتشكل أسرابه في مناطق التكاثر الصيفية كالجوف ومأرب وحضرموت وشبوة وتحركها إلى مناطق التكاثر الشتوية في مناطق السهل التهامي بمحافظتي حجة والحديدة والتي شهدت أمطاراً غزيرة مؤخراً عملت على تهيئة ظروف بيئية مناسبة للتكاثر.
وبحسب التقرير فإن خطورة الوضع تكمن في حالة التكاثر والنشاط غير المسبوق للجراد وظهوره بأطوار مختلفة في مناطق السهل التهامي التي تمثل سلة الغذاء للبلاد، فهناك الدباء وأطوار أخرى في مرحلة التجنح وجراد طائر وناضج وحالة تكاثر وغرس وفقس البيوض، إضافة إلى وصول الأسراب من المناطق الصيفية والتي ستعمل على تفاقم الوضع خلال الموسم الشتوي الحالي.
مكافحة مجدية نسبياً:
وأشار التقرير إلى أن الفرق الميدانية التابعة للمركز تمكنت خلال أكتوبر الماضي من مكافحة الجراد على مساحات زراعية قدرت بحوالي ثلاثة آلاف و351 هكتاراً في العديد من مناطق السهل وتركزت بشكل أساسي في الجزء الشمالي منه، كما نفذت عمليات مكافحة بمحافظتي الجوف ومأرب خلال الشهر نفسه، وقدرت المساحة التي تمت مكافحتها بحوالي ألف و120 هكتاراً .
وذكر التقرير أن تدخلات وأعمال المكافحة الميدانية للجراد أسهمت في التقليل من الخسائر الاقتصادية والأضرار على المحاصيل والنباتات، لكن عدم تمكن الفرق من الوصول إلى بعض المناطق لأسباب أمنية جعلها مصدراً لتشكل الأسراب.
تواجد النحالين:
كما أن الفرق الميدانية لم تتمكن من تنفيذ أعمال المكافحة في العديد من المناطق الواقعة في شمال السهل التهامي بسبب انتشار خلايا النحل ما أسهم في تشكل بعض الأسراب في تلك المناطق وأخذت في الانتقال بين مزارع وأودية السهل التهامي وأحدثت خسائر وأضراراً اقتصادية في حقول المزارعين.
ووفقا للتقرير فإن تلك الإشكاليات حالت دون السيطرة على آفة الجراد التي وجدت أرضاً خصبة وظروفاً بيئية مناسبة للتكاثر من أمطار ورطوبة وغطاء نباتي.
الجرادة تأكل حجم وزنها:
وأوضح مدير وقاية النباتات المهندس وجيه المتوكل أن الجراد من الآفات الخطيرة على الأمن الغذائي وتسببت في تدمير العديد من المحاصيل الزراعية في كثير من المحافظات خلال الموسم الزراعي الماضي ما زاد من معاناة المزارعين وتفاقم الظروف المعيشية المتردية أصلا جراء استمرار العدوان والحصار.
وبيّن أن آفة الجراد تستهدف المحاصيل والنباتات التي تستخدم غذاء للماشية حيث تأكل الجرادة الواحدة حجم وزنها في اليوم الواحد ما يعادل اثنين جرام رغم أن بعض الأسراب تتكون من 40 إلى 80 مليون جرادة في الكيلومتر المربع الواحد.
الجراد جائحة عالمية:
ويعد انتشار أسراب الجراد بكثافة عالية جائحة خطيرة تهدد مصادر الأمن الغذائي وتشكل مصدر إقلاق للبلدان الزراعية التي تعتمد بدرجة رئيسية على النشاط الزراعي في توفير احتياجات مواطنيها، كما يُصنف الجراد من الآفات العابرة للحدود والقارات .
جهود مكافحة مشتركة:
وأشار وجيه المتوكل إلى أن الجميع يدرك خطورة الجراد وأنها أكثر الآفات خطورة في العالم ما دفع بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) للتعاون مع وزارة الزراعة والري في دعم جهود مكافحة الجراد .
وأشاد بدور (الفاو) وإسهامها في دعم جهود وزارة الزراعة والري ممثلة بالإدارة العامة لوقاية النباتات في مجال مكافحة الجراد في مختلف مناطق التكاثر الصيفية والشتوية والمناطق الداخلية والمرتفعات الجبلية والمناطق الساحلية .
وذكر المتوكل أن حملات المكافحة الميدانية أسهمت بشكل كبير في حماية المحاصيل الزراعية في معظم المزارع والأودية وكان لها دوراً إيجابياً في تجنيب المزارعين خسائر اقتصادية نتيجة انتشار الجراد وظهوره بأعداد مهولة خاصة في ظل الظروف البيئية الملائمة .
توقعات باستمرار انتشار الجراد:
من جانبه توقع مدير مركز مراقبة ومكافحة الجراد المهندس عادل الشيباني استمرار تكاثر الجراد الصحراوي في مناطق السهل التهامي الساحلي وذلك بعد أن تصل مجموعات وأسراب الجراد إلى النضج وعودتها إلى تلك المناطق الملائمة للتكاثر.
كما توقع ظهور تكاثر للجراد على نطاق صغير في المناطق المطلة على خليج عدن واستمرار انتشارها في الفترة القادمة وربما الاستمرار في الانتشار والتكاثر في دورات متتالية في المواسم القادمة لتبدأ هذه الآفة نشاطها والظهور في دورة جديدة والانتقال إلى مناطق أخرى وهو ما قد يشكل تهديدا وخطورة على الزراعة في البلاد.
وطالب الشيباني المنظمات والجهات المعنية بالأمن الغذائي إلى دعم ومساندة جهود مركز المكافحة والمراقبة وتعزيز دوره في التصدي لهذه الآفة التي تدمر المحاصيل وتسبب خسائر اقتصادية فادحة وقد تحرم المزارعين من موسم زراعي خصيب.