[08/ اكتوبر/2020]
صنعاء-سبأ: جميل القشم
في مثل هذا اليوم وتحديداً عصر السبت الثامن من أكتوبر 2016م، كان طيران العدوان السعودي الأمريكي يحلق في سماء العاصمة صنعاء، يرصد الذين كانوا يتقاطرون لعزاء آل الرويشان في الصالة الكبرى.
لحظات حتى شن طيران العدوان غاراته على الصالة وبشكل متتابع ليحول عزاء آل الرويشان إلى عزاء لليمن بأكمله، في واحدة من أكبر جرائم العصر دموية راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى.
تصادف اليوم الذكرى الرابعة لمجزرة الصالة الكبرى التي لم يسبق لها التاريخ مثيلا، وما يزال تحالف العدوان مستمراً في تجاوز كل الخطوط الحمراء وعدم التفريق بين منازل ومراسم عزاء وأعراس، في جرائم حرب مكتملة الأركان.
هذه المجزرة المروعة حٌفرت في ذاكرة أبناء الشعب اليمني، وستبقى شاهداً حياً على السجل الإجرامي لتحالف العدوان السعودي.
مشهد المأساة:
فاجعة لم تخطر على بال ومأساة حكت فصولها سقوط الضمير العالمي ومفاهيم وقوانين ومواثيق حقوق الإنسان، سيدفع ثمنها التحالف السعودي طال الزمان أم قصر.
نفذت آلة العدوان جريمتها عند اكتمال توافد جموع المعزين إلى الصالة الكبرى وجلّهم شخصيات اجتماعية وعسكرية وسياسية وأكاديميين ومثقفين من مختلف مناطق اليمن.
خيّم الحزن ومشاعر الغضب على العاصمة صنعاء التي شهدت أبشع مجزرة بحق المدنيين منذ بداية العدوان، حيث اختلط الحزن بدموع قهر الرجال حول الأنقاض ودموع الأمهات والزوجات على أبواب المشافي بحثاً عن بصيص أمل لحياة ذويهن.
ازدواجية المعايير الدولية:
ورغم التواطؤ الدولي المكشوف مع تحالف العدوان الذي حوّل اليمن إلى أرض مستباحة وساحة للجرائم الوحشية، إلا أن الحرب على اليمن لم تعد منسّية، وإن استمر المجتمع الدولي في التغييب المتعمّد والصمت والتجاهل لمجازر العدوان وعدم قيام المنظمات الدولية الحقوقية بدورها الإنساني تجاه مظلومية الشعب اليمني.
ويمثل إحياء ذكرى هذه الجريمة النكراء رسالة لتحالف العدوان السعودي الأمريكي أن الشعب اليمني وأحرار العالم لن ينسى جريمة قصف المعزين بالصالة الكبرى وغيرها من الجرائم وأن صمود اليمنيين وصبرهم سيثمر عزاً ونصراً.
ثمار الصمود :
ومع تزامن إحياء الذكرى الرابعة لهذه الجريمة وانكشاف الحقائق عن مشروع التحالف في اليمن، تظل ثقافة العمّالة حالة سائدة للقوى المرتمية في أحضان العدوان نكاية بالوطن والمدافعين عنه ومنح السعودية والإمارات المزيد من الفرص لارتكاب المزيد من الجرائم.
ولذا ستبقى ذكرى مجزرة الصالة الكبرى تقض مضاجع القتلة، فالدماء التي سفكت كفيلة بإسقاط عروش المعتدين والظالمين، فمن بين الأطلال وبقايا الركام يتوالى النصر وسيكتب التاريخ النهاية المخزية للقتلة الذين تلطخت أياديهم بدماء أبناء اليمن.