[08/ اكتوبر/2020]
عواصم – سبأ:
سارع أركان النظام السعودي ووسائل إعلامهم الى تبرير تطبيع دول الخليج والتي كان في مقدمتها الأمارات والبحرين مع الكيان الصهيوني وانتقاد المواقف الفلسطينية والعربية الرافضة للتطبيع، وذلك في خطوة يبدو أنها مقدمة لتطبيع النظام السعودي مع الكيان الغاصب.
وفي السياق ، انتقد رئيس الاستخبارات السعودية وأمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق ، بندر بن سلطان، في مقابلة مع قناة “العربية” السعودية مساء الثلاثاء الرفض الفلسطيني لتطبيع الأمارات والبحرين مع الكيان الصهيوني ووصف مواقف القيادات الفلسطينية من التطبيع بأنه “كان مؤلما ومستواه واطٍ، ومرفوض وغير مقبول” /على حد تعبيره/ زاعما في سياق حديثه أن “القضية الفلسطينية هي المحور الرئيسي لأي محادثات سعودية أمريكية”.
يشار الى السعودية سبق وأن سعت إلى التواصل مع شخصيات يهودية من خلال لقاءات إحداها في فبراير الماضي عندما استضاف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الحاخام المقيم في القدس ديفيد روزين، لأول مرة في التاريخ الحديث.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت السعودية عن عرض فيلم عن الهولوكوست لأول مرة في مهرجان سينمائي، قبل أن يتم إلغاء المهرجان بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وفي سياق حديثه زعم بندر بن سلطان في المقابلة أن”السعودية في عهد الملك فهد حصلت على مبادرة من الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان، وعندما علم الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات رقص فرحا وقال تحررت فلسطين، ثم اقترض طائرتي ليطلع باقي القيادات الفلسطينية، واختفى شهرا ذهب خلاله إلى كوريا الشمالية وعاد بعدما سحب الأمريكان عرضهم”.
و بالرغم أن أي مسؤول سعودي لم يتحدث عما كانت تفعله قيادات فلسطين خدمة للشعب الفلسطيني” وللقضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال على مدى “70 عاما” والدفاع عن المقدسات إلا أن سفير المملكة السابق في الولايات المتحدة ذكر ، أن “القضية الفلسطينية ظلت تعاني من إهدار وضياع للفرص من جانب القيادات الفلسطينية”، ،متهما القيادات الفلسطينية بانها لا تعول للقضية الفلسطينية أي اهمية/على حد زعمه / .
واستطرد الأمير السعودي، في حديثه قائلا أن “الملك فهد تدخل لوقف اعتداءات إسرائيل على الفلسطينيين في لبنان، كما أجبر الأمريكان على تغيير خطاب لريغان كان يدعو لمبادرة سلام بين السعودية وإسرائيل”، /حسب مزاعمه/.
وزعم سفير السعودية في الولايات المتحدة سابقا، أن ياسر عرفات كان يرى كامب ديفيد أفضل 10 مرات من اتفاق أوسلو، وطلب تضمين بنود في الاتفاق من كامب ديفيد، إلا أن طلبه رفض ، مشيرا في سياق حديثه الى أن “الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، علم باتفاق أوسلو من رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، وليس من الرئيس الراحل ياسر عرفات” /حسب قوله/.
وفي سياق الظهور بمظهر الحرص على القضية الفلسطينية والفلسطينيين تحدث رئيس الاستخبارات السعودية السابق، وقال في حديثة أن “دعم القضية الفلسطينية يكون بالمواقف والأفعال وليس بالشعارات والمزايدات… وأن أكثر ما يؤلم هو ضياع الفرص وما تسببه من مأساة، وأن المتضرر الأول من ذلك هو الشعب الفلسطيني” /على حد تعبيره/ .
وانضمت البحرين الحليف الوثيق للسعودية مؤخرا ، الى مسلسل الخيانة بالتوقيع على اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني بعد الإمارات.
وكان صهرالرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، كشف في تصريحات له في أبو ظبي في شهر أغسطس الماضي لدى وصوله مع وفد إسرائيلي عن فتح الأجواء السعودية أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية.
وكان بندر بن سلطان قال في وقت سابق، إن الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات قال له إنه “كان يريد الموافقة على كامب ديفيد لولا تهديد حافظ الأسد له”.
كما انتقد أمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق، في حديثه القيادات الفلسطينية بعد تطبيع الإمارات والبحرين العلاقات مع إسرائيل وتوقيع اتفاقي سلام، واصفا إياه بأنه “كان مؤلما ومستواه واطٍ، ومرفوض وغير مقبول”.
وفي السياق نفسه، شن كتاب سعوديون هجوم كبيرا على السلطة والقيادات الفلسطينية لتبرير تطبيع الامارات والبحرين واعتبروا التطبيع خطوة مهمة للسلام في المنطقة /على حد قولهم/.
ونشرت صحيفة عكاظ السعودية مؤخرا مقالا لـ “فهد إبراهيم الدغيثر”، بعنوان “السلام ضرورة وليس خيارا” يقول فيه “المستقبل يحمل بعض الأمل نحو التعايش والتنمية والتنافس الخلاق وتجنب الحرب والمواجهات العسكرية. ..توجه من شأنه عزل الأنظمة والمنظمات المارقة الداعمة للعنف والانتفاع من حالات العداء في منطقتنا”.
ويضيف: “السعودية بالطبع ليست ضد التوجه للسلام ولديها خطط تنموية هائلة للمستقبل يتطلب نجاحها توفر بيئة من الاستقرار وتبادل المنافع مع كل دول العالم. من هنا يحق للمملكة سياديا أن تقرر ما تراه مناسبا وهاما لمصالحها العليا وفي الوقت الذي تختاره دون أي اعتبار لضجيج المزايدين هنا وهناك”.
كما نشرت مقالا آخر لـ “أسامة يماني” يقول فيه “عدونا اليوم إيران وتركيا، اللذان يحتلان أراض عربية باسم القضية الفلسطينية، أما عدو الفلسطينيين في الداخل فهم القيادات الفاسدة والخونة، الذين يرتمون في حضن إيران. إسرائيل عدو عاقل يعرف ما يريد، ويعلم أن بقاءه في السلم مع محيطه. إسرائيل تستطيع أن تصل معها لحلول وأرضية مشتركة”.
الى ذلك، وضعت صحيفة “عرب نيوز” السعودية في شهر أغسطس الماضي على حسابيها في تويتر وفيس بوك لفترة وجيزة تحية باللغة العبرية بمناسبة رأس السنة اليهودية الجديدة.
ونشرت الصحيفة مؤخرا سلسلة طويلة عن يهود لبنان، وتخطط لتغطية مماثلة عن الجالية اليهودية القديمة التي عاشت في أرض السعودية.