[19/ سبتمبر/2020]
صنعاء – سبأ :
تتوهج مساء غداً الأحد شعلة العيد السادس لثورة الـ21 من سبتمبر، إيذاناً بدخول العام السابع للثورة التي جاءت كضرورة ملحة للتحرر والاستقلال والخلاص من الوصاية والارتهان والعمالة.
ولعل أهمية الاحتفال بالذكرى السادسة لثورة 21 سبتمبر، تكمن في أنها أتت في تاريخ مفصلي من حياة الشعب اليمني الذي قال كلمته بعد عقود من التبعية والارتهان والفساد، أهدرت فيه فرص بناء الدولة وتحقيق الأمن وبناء الاقتصاد.
ومثلت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر نقطة انطلاق لإيقاف المؤامرات الخطيرة التي كان يتعرض لها اليمن بعد أن وصلت البلاد إلى حالة استلاب القرار السياسي.
وشكلت الثورة محطة تحول مهمة في تاريخ اليمن المعاصر، طوى فيها اليمنيون مرحلة من الهيمنة والتبعية والوصاية الخارجية، فضلاً عن تصحيح الأوضاع جراء الفساد والظلم والإقصاء والتهميش والاستئثار بالثروة.
وتكمن أهمية الثورة الشعبية في أنها نقلت الشعب اليمني من وضع كان فيه مستباحاً من قبل الأعداء، إلى وضع جعل اليمن مؤثراً في مجريات الأحداث وقوة فاعلة بالمنطقة والعالم.
كما أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كرست مفهوم الشراكة الحقيقية، وانتصرت بالتحرك المسئول والفاعل لكافة مكونات الشعب اليمني، رغم التآمر الأمريكي والسعودي والتهديدات التي كان يطلقها مجلس الأمن، لكن أبناء اليمن تمكنوا من الخروج من الوصاية والارتهان وفرض إرادتهم بحكمة القيادة الثورية.
وفي هذا الصدد يقول قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في أحد خطاباته “إن من أول وأهم وأكبر إنجازات الثورة تحرر الشعب اليمني من الوصاية الخارجية واستعادة حقه في الاستقلال والسيادة والحرية”.
وأشار إلى أن مشكلة قوى الاستعمار والاستكبار وعملائها بالمنطقة مع اليمن لا لشيء وإنما لرفضه الخضوع والتبعية، واستكثار هذه القوى على الشعب اليمني أن يكون مستقلًا في قراره السياسي وحقه المشروع في إدارة شؤونه بعيدًا عن التدخل الخارجي.
وأكد قائد الثورة، أن التحرك والزخم الشعبي الكبير، جعل ثورة 21 سبتمبر، ثورة نقيّة وخالصة تحققت بمشاركة شعبية وجماهيرية واسعة من مختلف فئات ومكونات الشعب اليمني.
ولفت إلى أن تضحيات الشعب اليمني وصبره وصموده أثمر نصراً وقوة وتماسكاً في مواجهة التحديات وأبرزها التصدي لقوى العدوان ومرتزقته.
في حين يقول رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط في أحد خطاباته إن “ثورة 21 سبتمبر مثلت الخيار الذي يليق باليمن الكبير وإن كان الثمن باهظاً، لكنها خيار الضرورة، والتصحيح الشجاع ضمن إرادة شعب قرر أن يتحرر من كل صيغ الضعف والارتهان، ويخلع عن كاهله وطأة الهيمنة الخارجية”.
وأشار إلى أن ثورة 21 سبتمبر غلَبت من أول يوم قيم التسامح العفو، و انحازت للغة السلام، لتصبح بحق أول ثورة في التاريخ تحاور خصومها، ولم تنصب المشانق.
وأوضح الرئيس المشاط أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر جاءت لتهيئة مناخ جديد يملأه التسامح والتعايش وإرساء قيم العمل المشترك لبناء يمن جديد خالٍ من الفساد والاستبداد والظلم والإرهاب ومن الهيمنة الخارجية، ويشترك في بنائه وينعم بخيراته كل أبنائه.
وقال ” لكل مرحلة معاييرها ومقاييسها ولذلك يخطئ كثيراً من يقيم مرحلة الحرب الضروس التي نعيشها وفق معايير ومتطلبات الرفاهية والرخاء وغيرها من مقاييس المراحل الطبيعية أو الاعتيادية، وإنما يقاس النجاح فيها بمعايير الصبر والصمود والتضحية والعطاء والفداء والثبات في منازلة الغازي الأجنبي والذود عن الحِمى والحفاظ على المؤسسات “.
ومع المنغصات والتحديات التي تواجه الشعب اليمني خلال المرحلة الراهنة في ظل استمرار العدوان والحصار واستمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية من قبل دول تحالف العدوان، إلا أن ذلك لم يمنع اليمنيون من الاحتفاء بالذكرى السادسة لثورة الـ21 من سبتمبر بالتزامن مع الانتصارات في مختلف الجبهات وآخرها دحر تنظيمي القاعدة وداعش من محافظة البيضاء.
ويمثل الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية بمثابة إحياء لانتصار قيمي وأخلاقي وسياسي وعسكري وأمني ودافعا لمواجهة العدوان والتحرك الفاعل لإفشال مخططاته لمحاولة إعادة اليمن إلى التبعية والوصاية والتحكم في قراره واستعباده.
واعتبر رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، ما يمر به الوطن حالياً لحظات استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى في ظل ما يتعرض له من عدوان وحصار.
وأكد أن ثورة ٢١ سبتمبر جاءت لتطور مسارات ثورة الـ٢٦ من سبتمبر والـ١٤ من أكتوبر، وتحملت مسؤولية كبيرة تجاه الوطن وأبنائه.. لافتا إلى التسامح الذي اتسمت به ثورة 21 سبتمبر منذ بدايتها لأنه من المهم لأي ثورة أن تستوعب الجميع حتى تصمد وتستمر.
ومن هنا ستظل ثورة الـ21 من سبتمبر نقطة مضيئة انطلقت من صوابية الرؤية ووحدة الهدف وحكمة القيادة والتفاف الشعب لتحقيق أهدافها.