[20/ يوليو/2020]
صنعاء -سبأ: كتب/ المحرر السياسي
جريمة مروعة بحق اليمن واليمنيين والإنسانية جمعاء ارتكبها مؤخراً تحالف العدوان السعودي الإماراتي في منطقة المساعفة بمديرية الحزم محافظة الجوف، راح ضحيتها أكثر من 31 مدنياً جّلهم نساء وأطفال.
طالت صواريخ الحقد منزلاً لم يكن هدفاً عسكرياً، كما يدّعي تحالف العدوان السعودي الأمريكي، وإنما كان الضحايا يحتفلون في مناسبة اجتماعية “العقيقة”، يمارسون حياتهم الطبيعية بشكل اعتيادي، فتحولت أجسادهم إلى أشلاء في كل مكان.
إنها بحق جريمة حرب تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبها طيران ما يسمى بدول التحالف السعودي وإضافة جديدة إلى سجله الأسود وجرائمه الشنعاء للعام السادس على التوالي، في ظل صمت دولي فاضح وتواطؤ أممي شجّع هذا التحالف على ارتكاب المزيد من الجرائم التي لم يسلم منها أي من مواطني الجمهورية اليمنية.
وباستقراء متأن للجريمة يتضح أن مملكة العدوان السعودي ما كان لها أن تقوم بمثل هكذا جرائم، لولا الدعم الأمريكي البريطاني الأوروبي الذي تتلقاه لشن تلك الغارات بحق اليمنيين، وكأن الدماء اليمنية مباحة لتحالف الشر السعودي الإماراتي بدعم دولي، ما يكشف زيف ادعائهم بالانتماء للإنسانية والإعلاء من شأن الإنسان وحقوقه.
والغريب في الأمر أن المؤسسة الدولية ممثلة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن تواصل صمتهما المعيب إزاء تلك الجرائم والانتهاكات، ما يؤكد للجميع أن مصداقية الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم تعد على المحك بل سقطت في اليمن ولم يعد لها وجود، وتلك الكلمات المقتضبة المعبرة عن قلقهم وقلق مبعوثهم غريفيث لم تعد تجد نفعاً ولا ترفع ضرراً ودماء اليمنيين تنزف على مدار الساعة وهم يتفرجون على ذلك .. فعن أي أمم متحدة يمكن أن نتحدث وهل قامت بالدور المنوط بها الذي تأسست من أجله؟.
بالنظر إلى تاريخ الأمم المتحدة نرى أنها ومنذ تأسيسها لم تقم بدورها المطلوب وبحسب ميثاقها، حيث عملت الدول الاستعمارية أمريكا وبريطانيا وفرنسا وهي من تمتلك حق النقض في مجلس الأمن وكذا بقية الدول الأوروبية الغربية، جاهدة منذ سنوات على إفراغ الأمم المتحدة من محتواها والسيطرة على قرارها وطوّعته لمصالحها الاستعمارية، ما أوجد خللاً في موازين العدالة الدولية وأصبحت الدول الصغيرة رهن رضاء الدول الاستعمارية المسيطرة على الأمم المتحدة وقراراتها.
والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة ولنذّكر من لا يريد أن يتذكر بما عملته الأمم المتحدة في القضية الفلسطينية جراء ذلك، وما حصل في العراق ولعبة أسلحة الدمار الشامل التي مهّدت لإحتلاله وتدمير سوريا وما حصل من لعبة مفضوحة في فنزويلا وغيرها.
شواهد حيّة ما نزال نعيش فصولها في سيطرة أمريكا ومن سار في فلكها على مقدرات الأمم المتحدة ودورها الإنساني الذي قامت من أجله ووقعّت دول العالم على ميثاقها.
يمكن القول إن دولاً اتخذت من القوة وسيلة لفرض سيطرتها على الدول والشعوب ولا تخضع لأي قانون دولي، لا يمكن مجابهتها بالتمنّي والرغبات والاستجداء .. وما على الجيش اليمني إلا إعداد العدة لذلك وحتما سيكون النصر حليفه لا محالة، لأن الحق معه في الدفاع عن وطن يتعرض للتدمير على يد الآلة العسكرية الأمريكية البريطانية السعودية الإماراتية.