[19/ يوليو/2020]
صنعاء – سبأ : مروان السياغي:
المصارعة ، الرياضة الأكثر شهرة بعد كرة القدم ، حيث يقبل عليها الشباب سواءً لاحترافها أو متابعتها ، وفي اليمن تحظى هذا الرياضة بشعبية كبيرة علاوة على وجود مصارعين ورياضيين حققوا عدد كبير من الانتصارات واحرزوا مراكز متقدمة في مشاركتهم العربية والدولية.
موقع “سبأ نت” ، إلتقى لاعب المنتخب الوطني للمصارعة الحرة والرومانية وبطل الوطن العربي وغرب آسيا أحمد محمد رسام ، وأجرى معه حواراً صحفياً حول رياضة المصارعة في اليمن ، فإلى الحوار:
الحارة هى النادي الفسيح لاستنفاذ طاقتنا
يقول اللاعب رسام ، عن بدايته مع المصارعة :” كنت ألعب كرة القدم في حينا بصنعاء القديمة مع أصدقاء طفولتي بشكل يومي ، وذلك لشغفي الكبير بالرياضة ، وكانت كرة القدم هي اللعبة الوحيدة التي نستطيع كأطفال أن نمارسها ، لم نكن نعرف ألعاب ورياضات أخرى ، الشارع وحواري الحارات هي النادي الفسيح الذي نغوص فيه لاستنفاذ طاقتنا”.
ويتابع:” تصادف أن أحد أصدقائي كان مسجل في نادي الشرطة للمصارعة ، وكان يتابعني ويراقب لعبي اليومي لكرة القدم ، والملاحظ إنه أُعجب بلعبي ولياقتي البدنية ، وفي ذات يوم اندفع نحوي هذا الصديق وهو يبتسم ويربت على كتفي قائلاً “يكفيك لعب في الحارة ، وضرب الكرات على جدران البيوت ، أنت محلك ليس هنا ،جهز نفسك سوف نخرج من حارتنا …”.
ويضيف : بعد هذه المحادثة الصغيرة بيني وبين هذا الصديق العزيز ، كان نادي الشرطة هو المحطة الأولى التي تعرفت فيها على رياضة المصارعة ، وبعد ذلك أحببت وتحمست لممارسة هذه اللعبة ، وشاركت بقوة في التدريبات ، وبالفعل تم قبولي في النادي بعد أن قابلت مدرب النادي الكابتن عبدالله الحكيم الذي أخذ بيدي من أول يوم لي في صالة التدريب “.
المصارعة الحرة والرومانية
وحول فترة التدريب في المصارعة يقول رسام : تدربت لمدة عام كامل قبل دخولي للمواجهات والبطولات المحلية ، وكان التركيز في البداية على المصارعة الحرة والتي تخصصت فيها إلى جانب المصارعة الرومانية ، وقد تدربت في عدد من النوادي والمراكز الرياضية إلى جانب نادي الشرطة حيث تدربت في الاتحاد العام للمصارعة ونادي مستريونفرس و نادي 22 مايو.
ويوضح اللاعب أحمد رسام : المصارعة تنقسم إلى نوعين : الأول المصارعة الحرة التي يستطيع خلالها المصارع استخدام جميع الوسائل للإمساك بخصمه ودفعه ، أما النوع الثاني فهي المصارعة الرومانية ويسمح فيه للمصارعين فقط باستخدام الأجزاء العلوية من الجسم والأذرع.
2006 عام الانطلاق
وعن المشاركة في البطولات والمواجهات المحلية والعربية يقول البطل رسام:” بدأت مشواري في البطولات في عام 2006 ، من خلال مشاركتي في بطولة المصارعة لفئة الأشبال والتي أقيمت في مدينة عدن ، وقد فزت بالمركز الأول لوزن 42 ك، ومشاركتي الثانية كانت في بطولة الناشئين التي أقيمت في الحديدة ، وأحرزت المركز الأول وكأس أفضل لاعب للعام 2007.
ويضيف : تواصلت مشاركتي المحلية وحصلت على الميداليات الذهبية على مستوى البطولات التي عقدت في محافظات الامانة، صنعاء ، تعز ، عدن ، الحديدة ، مأرب ، البيضاء ، عمران ، وكان ذلك بإشراف وقيادة الكابتن عبد الله الحكيم ، مدرب نادي الشرطة للمصارعة ، هذا المدرب الفريد الذي كان ينفق من ماله الخاص لدعمنا حتى لا تنقطع التدريبات ، وحرص على تثبيت مرتب شهري للمصارعين الرياضيين من وزارة الداخلية في حدود 30 الف ريال.
رفعت علم اليمن عالياً
ويردف المصارع رسام : وفي مسيرتي العربية والدولية أتى الكابتن والمدرب العراقي ثابت الأعظمي والذي اختارني ضمن المنتخب الوطني للمصارعة ، ومن خلال تدريباته وتوجيهاته تطورت قدراتي وحققت على يده عدد من الانتصارات ورفعت علم اليمن عالياً ، حيث حصلت على الميدالية البرونزية في بطولة العرب الأولى للناشئين في 2009 بمصر للمصارعة الحرة والرمانية وزن 50 كجم، وبرنزية في بطولة شباب العرب في سوريا للمصارعة الحرة والرمانية وزن 50 كجم 2010 ،وعلى الميدالية الذهبية والفضية في بطولة العرب بالاردن 2011 وعلى الميدالية الذهبية والفضية في بطولة العرب في السعودية للمصارعة الحرة والرمانية وزن 50 كجم 2012، كما حصلت على الميدالية الذهبية والفضية في بطولة غرب آسيا بالاردن 2013 ، وحصلت على الميدالية الذهبية في الحرة والذهبية في الرومانية في بطولة غرب آسيا بلبنان 2013 .
ويشير رسام إلى أنه فاز بثلاثة كؤوس كأفضل لاعب في البطولات العربية ( الاردن والرياض وسوريا) و35 ميدالية 16 منها ذهبية و8 فضية و2 برونزية خارجية و 9 ميداليات ذهبية في المشاركات المحلية .
طعم الإنتصار لا يوصف
وعن انتصاراته يقول البطل رسام : لقد شعرت بطعم الانتصارات ولكن فرحتي لا توصف في بطولة الدوحة التي أقيمت عام 2013 ، والتي انتزعت فيها الميدالية الذهبية ، ومن ثم يأتيني الخبر الأسعد والذي يعادل كل البطولات وهو حصولي على الشهادة الثانوية بمعدل 85 % في القسم العلمي.
لاعب سعودي قدم لي رشوة فقلت له اليمن أغلى
ويذكر المصارع رسام حدث مهم صادفه في مسيرته الرياضية يقول البطل عنه : في إحدى البطولات العربية أتى إليّ بطل السعودية للمصارعة قبل المباراة التي سأتواجه فيها معه ، وفي يده ظرف بداخله 100 ألف ريال سعودي وقال لي: عليك أن تُهزم في هذه البطولة ولك هذه المكافئة إلى جانب تكريمك بالمرتبة الثانية ، فقلت له اليمن أغلى من نقودك ، وما عليك الا أن تواجهني وسط بساط الحلبة ، وفي النهاية رفعت العلم اليمني في نهاية البطولة ، وكان هذا شعور لا يضاهيه أي ثمن ، وحصلت على المركز الاول وكأس أفضل لاعب.
وفي الأخير يقول رسام لـ “سبأ نت” : أوقفتني الاحداث المتتالية على اليمن من حصار وعدوان ، وقطع مرتبي الذي كان يصرف من نادي الشرطة وكان الداعم الرئيسي لمواصلة تدريباتي.
ويتمنى البطل أحمد محمد رسام الحصول على درجة وظيفية في وزارة الشباب والرياضة كي يستطيع مواصلة دراسته الجامعية وكذلك المشاركة في بطولات المصارعة المحلية والعربية والدولية وإحراز الكثير من الميداليات للرياضة اليمنية.