[10/ ابريل/2020]
حجة – سبأ : جميل القشم
سجلت القبيلة اليمنية على مدى خمسة أعوام مواقف مشهودة في الصمود والثبات ودعم الجبهات لمواجهة الغزاة والمحتلين.
وتسامى رجال القبائل خلال الأعوام الماضية عن الجراح وترك الخلافات والنزاعات والتفرغ لمواجهة العدو السعودي الأمريكي الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
وأثبتت القبيلة اليمنية عنفوانها في كسر رهانات العدوان وإفشال محاولاته وتكبيده مرارة الهزيمة رغم امتلاكه للترسانة الكبيرة من الأسلحة والماكينة الإعلامية.
وتبقى القبيلة اليمنية عبر التاريخ عصًية على الانكسار واستحالة اختراقها لما تمتلكه من قيّم ومبادئ وأعراف، يتوارثها أبناء القبائل جيلاً بعد جيل، رغم سعي دول العدوان لبث سمومها وتثبيط عزيمة روح التضحية والفداء في أوساط القبائل.
مساعي قبلية:
أسهمت جهود واسعة بمحافظة حجة خلال العام الماضي والربع الأول من العام الجاري في حل النزاعات القبلية وقضايا الثأر تجسيداً لرؤية القيادة الثورية في معالجة القضايا المجتمعية والمساهمة في تعزيز التلاحم والاصطفاف لمواجهة العدوان وإفشال مخططاته.
وأثمرت مساعي التوجهات التي قادها محافظ حجة بتعاون مشائخ وشخصيات اجتماعية في إنهاء أكثر من 56 نزاع وقضايا قتل بين أطراف قبلية في عدة مناطق، بعضها قضايا معقدة وشائكة منذ سنوات طويلة انتهت بالعفو والتسامح والتنازل ولم الشمل.
وساهم انحسار الخلافات وتراجع القطاعات القبلية وأعمال الحرابة إلى حد كبير في تعزيز الصمود والتلاحم والسباق للتحشيد ورفد الجبهات والوقوف إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية في صد الغزاة والمحتلين وتفويت الفرصة على مشاريع التدمير والوصاية.
دلالات التوجيهات:
توجّت توجهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في إنجاح مساعي الصلح القبلي ومعالجة الخلافات بين رجال القبائل وتوحيد الجهود والتفرغ لمواجهة العدوان.
وأكد محافظ حجة هلال الصوفي الحرص على تنفيذ توجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى من خلال تعزيز المساعي لتأسيس صلح عام وإنهاء قضايا الثأر وحل النزاعات القبلية وتعزيز جبهة مواجهة العدوان.
ولفت إلى أنه تم حلحلة القضايا العالقة التي أرهقت المجتمع لعقود مضت، خاصة قضايا القتل والثارات بين أبناء القبائل سواء بين أبناء المحافظة أو بين أبناء المحافظة ومحافظات أخرى .. مؤكدا ًاستمرار الجهود بتعاون الشخصيات الاجتماعية لمعالجة وحل المزيد من القضايا.
واعتبر المحافظ الصوفي حل القضايا المجتمعية، مسئولية تقع على عاتق الجميع لحقن دماء أبناء اليمن .. وقال “فخورون أننا الشعب الوحيد الذي ما يزال يتمسك بتقاليد قبلية وأعراف وأسلاف مجتمعية تتوافق مع المنهجية والنص القرآني “.
ولفت إلى أن تماسك الجبهة الداخلية من أبرز عوامل الصمود والثبات في مواجهة العدوان، .. وأضاف” إن السيد عبدالملك الحوثي يولي هذه القضية أولوية ويؤكد عليها في خطاباته للحفاظ على وحدة وتماسك الصف الداخلي، ما يستلزم العمل لحل كافة المشاكل “.
وتطرق إلى أن قضايا الثأر ظلت لسنوات وعقود طويلة شائكة .. لافتاً إلى أنه بموازاة ما يحرص العدوان لتنفيذ مخططاته وتمزيق النسيج المجتمعي، تترجم فعلياً عمليات المصالحة بين أبناء القبائل من خلال الصلح القبلي وتعزيز اواصر الإخاء والتسامح واصلاح ذات البين وإحلال قيّم السلام والطمأنينة، بما يوحد الجهود لمواجهة العدوان.
ودعا محافظ حجة الجميع إلى التسامي عن الجراح والخلافات الضيقة وتوجيه البوصلة باتجاه العدو الذي لم يستثن أحد .. مشيراً إلى أن الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان وإفشال مخططاته، ستظل تحتل أولوية لدى كافة أبناء الوطن.
وأكد المضي في معالجة وإنهاء قضايا القتل والثأر وتعزيز وحدة الصف والحفاظ على النسيج المجتمعي .. لافتا إلى تواصل المساعي الخيرة في هذا الجانب لمعالجة كافة القضايا التي تؤثر سلباً على الأمن والسكينة العامة.
ودعا الجميع إلى الاضطلاع بدور فاعل خلال المرحلة الراهنة في حل الخلافات وإنهاء قضايا الثأر وتكثيف الجهود لرأب الصدع ووأد الفتنة والإستنفار لمواجهة العدوان والذود عن حياض الوطن وأمنه واستقراره.
لم الشمل وترسيخ الهوية:
جسد رجال القبائل بمحافظة حجة الانتماء والارتباط بالهوية الإيمانية بمواقفهم وتضحياتهم التي تعكس صوابية التوجه والتحرك لمواجهة التحديات، إنطلاقاً من المسئولية الملقاة على عاتق الجميع، في ظل المواجهة المصيرية للدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
وحرص أبناء قبائل حجة استشعاراً لعظم المسئولية في الحفاظ على الهوية الإيمانية وتأصيلها على التلاحم وتفويت الفرصة على قوى العدوان النيل من النسيج المجتمعي بوعي وإصرار لتعزيز الصمود في مواجهة قوى الطغيان بروح إيمانية عالية.
وتترسخ الهوية الإيمانية، باستمرار الصمود والثبات والصبر على تداعيات استمرار العدوان والحصار ومواجهة الأفكار المضللة وتعزيز الإرتباط بالهوية الإيمانية كمنهج وسلوك لمضي الشعب اليمني في النصر والعزة والتمكين.
وأكد محافظ حجة أن قبائل اليمن مشهود لها بأصالة التجاوب مع المواقف وتجسيد العفو خاصة والوطن يمر بمرحلة حساسة تستدعي ترك الخلافات والمبادرة لتعزيز وحدة الصف وتحقيق الانتصارات في مواجهة جحافل العدوان.
ونوه بتجاوب رجال القبائل في ترجمة توجيهات القيادة الثورية لإنهاء الخلافات وحل قضايا الثأر العالقة منذ سنوات، والذي ساهم في لم الشمل وتعزيز دور القبيلة وتفعيل حضورها والإسهام في دعم برامج التكافل الاجتماعي وإسناد الجبهات بالمزيد من الرجال وقوافل العطاء والمدد.
واعتبر المحافظ الصوفي النجاح الذي تحقق في حل قضايا الثأر مكسباً وطنياً يضاف إلى مكاسب الصمود الشعبي وتآزر أبناء القبائل ومستوى الوعي المتنامي تجاه ما يٌحاك بالوطن من مؤامرات خارجية تستهدف أمنه واستقراره ونسيجه الاجتماعي.
وتبقى المساعي والجهود لحل وإنهاء قضايا الثأر والنزاعات القبلية تحتل أولوية لدى الجميع، في رسالة واضحة لقوى العدوان وأدواته باستحالة استهداف القبيلة اليمنية التي تواجه التحديات الراهنة بثبات وعزيمة لن تلين إنطلاقاً من دورها الكبير عبر التاريخ.