[10/ ابريل/2020]
صنعاء – سبأ :
لجأ كثير من الأشخاص في اليمن إلى الطب البديل كوسيلة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، الذي ما يزال يحصد أرواح الآلاف في العالم.
ويرى مهتمون أن لجوء المجتمع في اليمن إلى الطب البديل لحماية أفراده من هذه الجائحة وغيرها من الأوبئة والأمراض التي تفشت في البلاد، بسبب العدوان والحصار يمثل ظاهرة طبيعية وصحية ومألوفة في مجتمع لا يترك سبيلا لحماية نفسه إلا وطرقه خاصة بعد أن نجع بعضها وتوارث استخدامها كنوع من أنواع الطب التقليدي عبر الأجيال.
ووفق الشواهد التاريخية، خاض اليمن الكثير من التجارب المريرة مع الأمراض والأوبئة، غير أن السنوات الخمس الأخيرة التي يتعرض فيها للعدوان والحصار السعودي الأمريكي مثلت الأكثر فتكا باليمنيين نتيجة تدمير البنية التحتية الصحية وإخراجها عن الخدمة.
وما يزال اليمن يصارع وحيداً في حرب مفتوحة مع وباء “الكوليرا” الذي حصد حتى اليوم أرواح ما يقارب من ثلاثة آلاف و200 شخص منذ بداية أول موجة للوباء في العام ٢٠١٧م بالإضافة إلى ما يقارب مليون ونصف حالة إصابة واشتباه، وفقاً لتقارير المنظمات الدولية والجهات المختصة.
ليست الكوليرا وحدها من تحصد أرواح اليمنيين، فإلى جانب الدفتيريا “الخناق” والإنفلوزنا وغيرها، برزت أمراض سوء التغذية، ما جعل من العطارة والأعشاب الطبيعية ملاذاً لليمنيين للوقاية من تلك الأمراض.
كما أن استمرار العدوان والحصار وتخاذل المنظمات الدولية عن القيام بواجبها وتدني الأوضاع المعيشية، بسبب فقدان موظفي الدولة والأسر لمصادر دخلها سيما بعد الالتفاف على البنك المركزي اليمني والإصرار على نقل عملياته إلى محافظة عدن من قبل قوى العدوان ومرتزقتها، جعل نسبة كبيرة من اليمنيين ليس فريسة سهلة للأوبئة والأمراض الفيروسية والموسمية بل وخلق أكبر أزمة إنسانية في العالم.
يقول محمد عبد الرقيب عامل في محل عطارة وبهارات في صنعاء في حديثه لـ (سبأ) إن هناك العديد من “الخلطات” التي تم إعدادها لمواجهة هذه الجائحة من قبل العطارين، إلى جانب الثوم والكركم والعسل والزنجبيل والثوم الذكر والحبة السوداء.
وأفاد أن محلات العطارة شهدت منذ مطلع مارس الماضي، إقبالاً متزايداً على الكثير من الأصناف التي يقرأ عنها الناس في الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مثل “الحلتيت” و”المُرّ” و”خلّ التفاح” و”السمسم”، وبهارات أخرى كالقرفة واليانسون والفلفل والكمون.
من جهته يقر عبد الجبار سعيد – وهو يقف إلى جانب عائلته داخل أحد محلات البهارات الشهيرة في صنعاء -أنه جاء لشراء بعض المواد التي يعتقد أن لها علاقة بمكافحة فيروس كورونا مثل الثوم وبعض البهارات التي اقترحتها عليه زوجته بعد أن قرأتها كمعلومة في إحدى مجموعات “الواتس آب”.
وترى أم باسم الحرازي التي انتهت من التسوق في أحد محلات البهارات في صنعاء أن الثوم الذكر وخل التفاح بالإضافة إلى الزنجبيل والعسل والحبة السوداء والكمون واليانسون وزهرة البابونج، تقي من أمراض كثيرة وهي مواد طبيعية 100 بالمائة وكان لها أثر كبير في وقايتها وأفراد عائلتها من الإصابة بالكثير من الفيروسات والأمراض التي اجتاحت اليمن مؤخراً وخاصة الكوليرا ولهذا لا تستبعد فائدتها في مواجهة جائحة كورونا، حد قولها.
ولا يستبعد المواطن عبد الله المطري الذي كان يتسوق مع طفليه وزوجته في سوق المعطارة بمدينة صنعاء التاريخية، أهمية مواد العطارة في تحقيق الشفاء ومواجهة خطر كورونا، وهو الذي يقر أنه لم يدخل هو وأبنائه مستشفى من قبل ولا يستخدم أية أدوية في حياته.
عصام الناشري – خبير عطارة وأعشاب طبيعية- أكد أن هناك بعض المواد والأعشاب الطبيعية مفيدة لتقوية المناعة وتستخدم في تحضير بعض الأدوية، كما تعمل على المكافحة الوقائية الأولية للجسم من الكثير من الأمراض ولا تحتاج لتزكية وهي معروفة علمياً وصحياً، مثل الثوم الذكر والعسل المذكور في القرآن والتين المجفف وقشر الليمون والرمان واليقطين.
وأشار إلى فاعلية بعض المحاليل والمواد العشبية، في مكافحة الالتهابات التي تصيب البلعوم ومنها مسحوق قشر الليمون والحلتيت والخل الطبيعي، والتي تساعد أيضاً في التغلب على صعوبة التنفس وتصفية الرئتين.
وبغض النظر عن مدى فاعلية ونجاعة مواد العطارة هذه من عدمها في مواجهة فيروس كورونا الذي لم يجد المتخصصون في العالم علاج فعال له حتى اليوم، يبقى من المهم الإشارة إلى ما ذهب إليه بالإجماع الكثير من الزبائن والعمال والخبراء في سوق العطارة من أن استخدام مواد العطارة إن لم تفيد فهي لا تضر.