[08/ ابريل/2020]
صنعاء – سبأ :
مركز البحوث والمعلومات: زيد المحبشي
إن دول الاستكبار وعلى رأسها أميركا تتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى عن نشر الأوبئة والأمراض والكوارث الموجودة في العالم .. غير بعيد أن يكون هناك توجه أميركي لنشر وباء الكورونا واستغلاله حتى لو أضر بالمجتمع الأميركي نفسه.
هناك وسائل عسكرية لنشر الجراثيم والفيروسات لمجتمع معين لاستهدافه بتلك الأوبئة ونشأ عنها ما يسمى بالحرب البيولوجية .. السيد عبدالملك الحوثي
الحروب متوالية لا متناهية من جحيم الدمار والخراب والعبث والفساد في البر والبحر والجو، لهذا حرم الله القتل والحرب والتدمير منذ أن خلق الأرض وما عليها، لما تسببه من تداعيات قد تبقى آثارها على الإنسان والحيوان والنبات والحياة بمكوناتها المختلفة لعشرات السنين، فقال سبحانه وتعالى: “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”، وعندما خلق الله الانسان، جرى حوار لطيف بينه وبين ملائكته المسبحة بقدسه حول هذا المخلوق الجديد المسمى بالإنسان ومخاوف الملائكة من تملُّك نزعات الشر كيانه وأفعاله: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ”.
وقد أراد الله سبحانه وتعالى من هذه الحوارية تنبيه البشرية من غلبة نزغات الشيطان، وتوجه تفكير العقل البشري الى تدمير جرثومته ومحيطه من تراب وهواء وماء وحياة وكائنات ونبات، ومع ذلك لم تستوعب البشرية التحذير والتنبيه الإلهي، فكانت الحروب المتناسلة من رحم جدلية الصراع بين الحق والباطل السمة الغالبة على التاريخ الإنساني في مراحله المختلفة.
تعددت مسميات الحروب وتنوعت أهدافها واستراتيجياتها وأسلحتها وكوارثها، من بدائية الى نظامية الى بيولوجية الى تكنولوجية، ومن محدودة الى شاملة، وفي جميعها كانت هناك علاقة ارتباط مقدسة بين الحروب والأمراض، وتبقى الحروب البيولوجية الأكثر بشاعة في تاريخ الحروب البشرية، والأكثر تعقيداً وتأثيراً وتدميراً، فهي لا تميز بين الأهداف المدنية والعسكرية، ولا يمكنك رؤية خصمك والاستعداد له وتوقع هجومه، وهي تستخدم أسلحة غير مرئية، لكنها فاتكة وقاتلة للحياة ومدمرة للكون، وتبقى آثارها عشرات السنين.
وتعتمد هذه الحروب بشكل أساسي على تصنيع الأمراض الوبائية واستخدامها في المواجهات العسكرية، في زمن لم تعد فيه الحروب مواجهة بين جيشين، بل يكفي ارسال فيروس قاتل لإثارة الرعب والفزع والهلع والإرهاب، وتدمير دول وأمم، وانجاز ما عجزت عنه الجيوش بجبروتها وهيلمانها، وما نراه اليوم من فيروس كورونا الأميركي الصنع كافٍ للوقوف على كوارث هذه الحروب القذرة، والأكثر قذارة تحكم الدول التي تستخدمها في تصنيع الأدوية المضادة واللقاحات والأمصال الخاصة بها، مما يجعل الأمر يتحول إلى مافيا تتصارع فيها شركات الأدوية المصدرة لتلك اللقاحات، في سباق مفتوح لجني مليارات الدولارات غالباً ما تكون من أقوات الفقراء والمستضعفين.
* مفهوم معوّم:
الحروب البيولوجية Biological Warfare، أو الجرثومية أو الميكروبية أو البكتيرية، مصطلح عسكري يقصد به جميع الوسائل والمسببات التي تستخدم لنشر الأمراض المعدية والفتاكة في صفوف القوات المعادية، من أجل التأثير على كفاءتها القتالية وسهولة إلحاق الهزيمة بها وحسم نتيجة المعركة بأقل كلفة وأقصر وقت.
وتستخدم هذه الحروب مسببات الأمراض أو الكائنات التي تسبب المرض، وتشمل مسببات الأمراض البكتيريا والفيروسات والفطريات والسموم التي تنتجها الماشية أو النباتات، بحسب خدمات المرجعية العلمية في مكتبة الكونغرس، أي الجمع بين جميع العوامل المُسببة للأمراض والأوبئة المختلفة، من خلال الاستزراع والاستخدام لبعض الكائنات الحية الدقيقة وإفرازاتها السامة، لإحداث المرض أو القتل الجماعي للإنسان، أو ما يملكه من ثروة نباتية أو حيوانية، أو تلويث لمصادر المياه والغذاء، أو تدمير للبيئة الطبيعية التي يعيش فيها، والتي قد يمتد دمارها لسنوات طويلة.
ويندرج تحت هذا المصطلح العسكري كل من البكتيريا، والفطريات، والفيروسات، والميكروبات وجميع السموم المُنتَجة بواسطة هذه الكائنات، أو المستخلصة من النباتات والحيوانات.
لذا فهي حرب صامتة باردة، لا تترك شظايا أو رائحة، ولا تملأ الجو دُخاناً أو باروداً، ولا تُخلِّف وراءها آثار تُدمي، ولا ترى فيها فوهة مدفع ولا دانة دبابة ولا صاروخاً موجهاً، ولا تمنعھا حدود ولا تستطيع مقاومتھا جيوش، ولا أي قوة عسكرية، إنها سلاح العصر القاتل والأكثر شراسة وفتكاً بكل الكائنات بمختلف صور حياتها على هذا الكوكب.
وهي من الأسلحة المحرمّة دولياً، وهناك العديد من المعاهدات الدولية المجرِّمة لتصنيعها واستخدامها والإتجار بها، وتصنف ضمن أسلحة الدمار الشامل، ولا تقل شراسة وضراوة عن الحروب النووية والكيميائية، بل هي الأكثر خطراً، لأنها الأقل كلفة والأوسع انتشاراً والأبطئ احتواءً.
* تاريخ أسود:
الحروب البيولوجية ليست وليدة العصر بل هي أقدم أنواع الحروب على الإطلاق، وهي حرب في الخفاء لا يمكن الإعلان عنها، والتاريخ البشري حافل بنماذج كثيرة لهذا النوع من الحروب القذرة، وسنكتفي هنا بالوقوف على أبرزها، لمعرفة مدى فداحة تداعياتها التدميرية على البشرية والحياة بمكوناتها المختلفة.
1 – استعمال رماة الأسكيثيين – من بدو أوربا الشرقية – في الألف قبل الميلاد نشّاب مسمومة، ذُكرت هذه الحادثة في معركة طروادة، وكانت الأعراض الناتجة الإصابة بالغرغرينا والكزاز التي تسببها بكتيريا الكلوستريديوم.
2 – تسميم الآشوريون في العام 500 قبل الميلاد مصادر مياه الشرب للعدو وتلويثها بالبراغيث، وفطر الإرغوت الطفيلي المسبب للهلوسة.
3 – تسميم اليونان في نحو العام 590 قبل الميلاد، مصادر المياه لمدينة كيرا، بوضع الجثث الميتة والحيوانات النافقة والفئران والطيور الميتة في مجرى وآبار مياه الشرب، وجذور نبات الخربق، وهو ما تسبب في إصابة أعدائهم بالإسهال.
4 – قذف البيثينيون في العام ١٨٤ قبل الميلاد بالمنجنيق جِراراً مملوءة بالأفاعي السامة على سفن الأعداء.
5 – قذف التتار في العام 1346 ميلادي بالمنجنيق جثث ضحايا الطاعون على مدينة كافا – فيودوسيا .. حاليا – بشبه جزيرة القرم، وكانت الجثث تحتوي على بكتيريا اليرسينيا، وهو ما تسبب في تحولها إلى مدينة مهجورة.
6 – بيع إسبانيا في العام ١٤٩٥ ميلادي ، أعدائها خمراً مخلوطاً بدم المصابين بمرض الجذام.
7 – إلقاء الصليبيين خلال ما سُمِّي بالحروب الصليبية في العهد الوسيط جثث الموتى المصابين بالطاعون في معسكرات المسلمين.
8 – نشر بريطانيا في العام 1763 فيروس الجدري في أوساط الهنود الحمر، عبر توزيع بطاطين وملابس ملوثة من مستشفى الجدري، وكانت النتيجة انتشار فيروس “فايولا” المسبب للجدري، ما أدى الى مقتل الملايين من الهنود الحُمر، وهو من الأسلحة البيولوجية عالية الخطورة، لقدرته على الفتك بشعوب بأكملها في غضون شهر واحد، وبذلك تمكنوا من احتلال أرضهم وتأسيس ما عرف لاحقاً بالأميركتين.
9 – استخدام ألمانيا في الحرب العالمية الأولى”١٩١٥ – ١٩١٨” الكوليرا والجمرة الخبيثة والجدري والطاعون ومرض الرعام “داء الخيل” في حربها ضد إيطاليا وروسيا.
10 – استخدام بريطانيا جرثومة الجمرة الخبيثة “أحد أنواع الأنثراكس الثلاثة” كسلاح بيولوجي في الحرب العالمية الثانية، في جزيرة “جرونارد الإسكتلاندية” وظلت اسكتلاندا تعاني من آثار هذه الجمرة حتى عام 1987.
11 – استخدام اليابان في الحرب العالمية الثانية “١٩٣٢ – ١٩٤٥” أسرى الحرب في غينيا للتجارب مع الغرغرينا الغازية، والجمرة الخبيثة، والكوليرا، والدوسنتاريا، والطاعون، مما أسفر عن مقتل 3000 شخص على الأقل في الميدان، كما قامت الوحدة اليابانية 731 برش ميكروب الكوليرا والبراغيث الموبوءة بالطاعون على قرى وآبار المياه الصينية، ما تسبب في قتل 10000 صيني، و1700 شخص من قواتھم الخاصة، وتشويه عدد كبير.
12 – تجريب الاتحاد السوفيتي في سبعينيات القرن العشرين الجمرة الخبيثة، والجدري، وماربورغ – وهو فيروس شبيه بفيروس إيبولا يسبب الانهيار الوعائي-، وتصميم طاعون مقاوم للأدوية المتعددة.
13 – اضافة برنامج الأسلحة البيولوجية الذي وضعه الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، البوتولينوم والجمرة الخبيثة والأفلاتوكسين، الى الرؤوس الحربية لقذائف صواريخ اسكود.
14 – تسميم العصابات الصهيونية المسلحة “بالماش وبوم” ما بين ديسمبر 1947 ومايو 1948، آبار القرى الفلسطينية بالتيفوئيد والدوسنتاريا – حالة الاسهال الشديد – بتوجيهات من المجرم “مناحيم بيجن”، وهذا العمل الاجرامي جزء من حملة التطهير العرقي التي أدت إلى قيام دولة الكيان الصهيوني، ولا زال هذا الكيان اللقيط يمارس كل أنواع وأساليب الحروب القذرة بحق الفلسطينيين الى يومنا، كما قام بتزويد السعودية والإمارات بالعديد منها لتجريبها في حربهم الظالمة على اليمن، وتجريب بعضها بواسطة طيار صهيوني وطائرة صهيونية وقذيفة صهيونية، لا زالت آثارها في عطان شاهدة على قبحهم وقبح من استجلبهم من أعراب الجزيرة وعبيد اليمن.
15 – تصدر الولايات المتحدة الأميركية منذ تأسيسها على جماجم الهنود الحمر في القرن الـ 17 الميلادي، هذا النوع البشع من الحروب البيولوجية القذرة، بدءاً بالجمرة الخبيثة ومروراً بفيروس نقص المناعة والكوليرا وحمى الضنك، وقائمة طويلة من الأوبئة التي عصفت بالبشرية ما بعد العالمية الثانية وقتلت مئات الملايين من الأبرياء، وأخرها كورونا، واستخدام هذه الأسلحة التدميرية في حروبها الكونية التي لا تنتهي، كما جرى في فيتنام وكوريا وكوبا وأفغانستان والعراق وسورية وليبيا .. ألخ، وصولاً إلى تزويد تحالف العدوان على اليمن بتلك الاسلحة المحرمة ما تسبب في انتشار العديد من الأوبئة، وهو محور حدثنا في المبحث القادم.
وبدأت أميركا منذ العام 1943، بإجراء سلسلة من التجارب البيولوجية، لصناعة أسلحة كيميائية فتاكة، بتوجيه من الرئيس الأميركي حينها “فرانكلين روزفلت”، وبالفعل نجحت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في إنشاء مخزون ضخم من الاسلحة البيولوجية والكيميائية، وفي 1956 أجرت أول تجربة لها تمثلت بنشر بكتيريا “الجمرة الخبيثة” في مناطق السود، ما أدى إلى مقتل الكثير منهم.
وفي 1981 اعلنت الحكومة الكوبية رسميا أنه تم تشخيص 300 ألف من مواطنيها، مصابين بمرض “حمى الضنك” عقب الهجوم البيولوجي الذي شنه الجيش الأميركي على مناطق متفرقة من كوبا.
وتشير دراسات أجراها البروفيسور بجامعة تكساس “جارث نيكلسون” وزوجته الدكتورة نانسي، أن الولايات المتحدة تخفي استخدامها لميكروبات من نوع الميكوبلازما، الذي يحدث أعراض ما أطلق عليه بأعراض حرب الخليج التي ظهرت عند العديد من الجنود الأميركيين، وبسببها تعرض البروفيسور وزوجته للملاحقة والعديد من العقوبات الأكاديمية.
ومن ذلك تأكيد عالم البيولوجيا الألماني “جالوب سيجال” قيام واشنطن بصناعة فيروس “نقص المناعة المكتسبة” HIV المسبب لمرض الإيدز، في أحد المعامل البيولوجية العسكرية في “فورت ديريك” بمريلاند، عن طريق دمج نوعين من فيروسات HTLV-1 و Visna، كما أكدت ذلك الحائزة على جائزة نوبل للسلام الدكتورة “فاجناري مآثاي”، وذكر الدكتور “آلان كانتويل” أن الذي أشرف على تصنيع الفيروس هو الدكتور “وولف زمنوس”، وأن واشنطن أخفت هذه التجارب عن وسائل الإعلام.
وكشف موقع معهد بيربرايت الأميركي، عن تقديم عدد من الباحثين الأميركيين “إيريكا بيكرتون، سارة سارة، بول بريتون” بحثاً عن فيروس كورونا في 23 يوليو 2015 ، وحصلوا في 20 نوفمبر 2018 على براءة اختراع برقم 10130701، وهو ما بات اليوم يعرف بكوفيد – 19، وظهر الفيروس في مدينة أووهان الصينة بعد عام واحد فقط من حصول واشنطن على براءة الاختراع، لتكون أول المكتوين بناره بعد شهرين فقط من نشره في الصين.
* أسلحة خفية:
تستطيع تصنيع ترسانة كاملة من الأسلحة البيولوجية في زمن قصير، كل ما تحتاج إليه غرفة معمل وبكتيريا معدية، وبمقدور خلية بكتيرية واحدة إنتاج مليار نسخة جديدة خلال عشر ساعات فقط، وبالتالي فزجاجة واحدة من البكتيريا المعدية كافية للقضاء على مدينة بحجم واشنطن الأميركية أو أووهان الصينية، ويقول العلماء أن نسبة واحد على المليون من جرام واحد فقط من بكتيريا الأنثراكس كافٍ لقتل شخص بمجرد استنشاقه.
عملت العديد من الدول بدرجات متفاوتة على تطوير عدد من الأسلحة الجرثومية، بغرض استعمالها كسلاح دمار شامل، مستخدمة في ذلك أنواع فتاكة من الفطريات والبكتريا والفيروسات، والمواد السامة “التو كسينات” التي تنتجها، ويقول العلماء أن جرام واحد منها كافٍ لقتل نحو مليون شخص.
كما عملت بعض الدول على تطوير استخدام الميكروبات كأسلحة جرثومية، ولجأوا الى وسائل بيولوجية جزئية لهندسة هذه الميكروبات وراثياً، وجعلها أكثر قدرة وفعالية في الإضرار بصحة الانسان، بمعنى اخر، التوصل الى فيروسات أو ميكروبات أو جراثيم ذات خصائص مختلفة، يمكنها مقاومة المضادات الحيوية المتاحة، وتنتشر كالوباء عند استخدامها، وأبرز الدولة شهرة في هذا المجال أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني، وتتحدث تقارير دولية عقد هذه الدول صفقات كبيرة وسرية مع السعودية لبيع هذه الاسلحة واستخدمها في اليمن بصورة مباشرة وسورية والعراق من خلال الارهابيين.
وأهم الأسلحة المستخدمة في الحروب البيولوجية: سم البوتولينوم – يمكن لصاروخ SCUD محمل بسم البوتولينوم أن يؤثر على مساحة تبلغ 3700 كيلومتر مربع -، والجمرة الخبيثة (Anthrax)، وفيروس إيبولا، والكوليرا، والدفتيريا، والخناق، وإنفلونزا الخنازير والطيور، والجدري المائي، والطاعون، والملاريا، وحمى الضنك، والسرطانات بأنواعها، والتيفوئيد والسل، والكورونا، والحمِّيات بأنواعها، و سارس SRAS .. ألخ.
منها ما يتم ادخاله في مكونات رؤوس الصواريخ والقذائف والقنابل العنقودية، ومنها ما يتم نشره ورشه بالطائرات والرذاذ الهوائي، ومنها ما يتم توزيعه عبر التبادل التجاري من خلال حقن المساعدات والمواد الغذائية والمواد التكميلية المصنعة وتلويثها بهذه الكائنات حتى ولو بعد تغليفها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك توقيت انتشار فيروس كورونا في الصين بعد اتفاق الصين وأميركا على التبادل التجاري، ووصول البضائع الأميركية للصين وتداولها بين الصينيين.
ومن أهم المكونات المستخدمة في تصنيع هذه الأسلحة:
الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات، والسموم الجرثومية الحيوانية والنباتية، وناقلات العدوى مثل الحيوانات المعضلية كالقمل والبراغيث، والحشرات والنباتات المؤذية، والمركبات الكيماوية المضادة للمزروعات.
1 – الجرثومية: هي كائنات عضويه حيه، ميكروبات وجراثيم صغيره لا ترى بالعين المجردة.
2 – الفطريات: وهي أكبر من الميكروبات والجراثيم حجما وتستخدم ضد النبات ويمكن تكاثرها اصطناعيا مثل البنسلين.
3 – البكتيريا، والخمير: وهي ميكروبات وجراثيم مثل المنتجة للتيفوئيد والسل، تنمو في الطعام وتموت في درجة غليان لمده 15 دقيقه.
4 – الريكستيا: تشبه البكتيريا في الشكل وتسبب حمى التيفوئيد.
5 – الفيروسات: وهو أصغر أنواع الجراثيم، ولها أثر سام على الانسان والحيوان، مثل التي تسبب الجدري والانفلونزا، وتعتبر الجمرة الخبيثة أحد أنواع الاسلحة البيولوجية التي استخدمت قديما وحديثا.
* آثار كارثية:
يكفي رزم كمية قليلة من البكتيريا أو الفيروسات أو الميكروبات أو الجراثيم في قنبلة رخيصة الثمن، لقتل ملايين من البشر، بكبسة زر واحدة، من خلال نشر الجراثيم الخبيثة والأمراض والأوبئة المعدية والفتاكة في صفوف العدو.
وإذا تم تصديرها الى البلدان المستهدفة عبر حقنها في المواد الغذائية، تصبح أسلحة مدمرة للإنسان والبيئة والمناخ والزراعة والتربة ومصادر المياه والحيوانات والنبات، وأخطارها ليست آنية بل طويلة المدى، لأنها تؤثر على الجينات الوراثية ذاتها، ناهيك عما تُحدِثُهُ من إعاقات وعاهات وتشوهات مستديمة واختلالات جينية للبشر تنتقل عبر الأجيال.
وتؤكد الدراسات والأبحاث الغربية أن أغلب الأوبئة والفيروسات والميكروبات التي اجتاحت العالم في السنوات الأخيرة وحصدت أرواح الملايين من البشر، كانت مُصَنعَة ومُستخدَمة في حروب بيولوجية قذرة لا توجد وسائل سهلة للحماية من آثار هجماتها المميتة.
* المراجع:
– رجاء حمود الإرياني، آثار الحروب على البيئة، 10 يونيو 2015
– ريهام أبو عياش، أثر الحروب في تدمير البيئة ، ١٨ يونيو ٢٠١٩
– وليام بوردمان، الحرب البيولوجية لقتل اليمنيين، موقع غلوبال ريسيرش الأميركي للأبحاث Global Research، ديسمبر 2017
– جوردان دوف – جندي سابق بالبحرية الأميركية، “اليمن، الكوليرا، إسرائيل، وأسلحة الدمار الشامل”، مجلة فيترين توداي الأميركية، 18مايو 2017
– ريميل صومو، نظرة شاملة على الأسلحة البيولوجية، 12 مايو 2017
– الدكتور أحتيوش فرج احتيوش، الجديد تحت الشمس – تأثير الإنسان على البيئة 8 آثار الحروب، 10 أبريل 2011، https://www.ehtuish.com/
– محمد مرشد عقابي، الحرب البيولوجية أشد فتكاً بالحياة من الحروب الأخرى، اليوم الثامن، 7 مارس 2020
– الدكتور مهيوب الحسام، الحرب القذرة، 20 فبراير 2020
– النجم الثاقب، ما هي نوعية السلاح البيولوجي الذي استخدمه العدوان في اليمن؟،30 يوليو 2017
– موقع أنصار الله، حرب أميركا البيولوجية على الشعب اليمني، 14 مايو 2018