[26/ مارس/2020]
صنعاء – سبأ :
مع دخول العدوان السعودي الإماراتي على اليمن عامة السادس بدى من المؤكد أنه وبالرغم من الدعم التسليحي للولايات المتحدة والكيان الصهيوني إلا أنه حمل معه كل الخسائر والإنكسارات لقوى العدوان مقابل الصوت العالي للإنتصار اليمني.
هذا الدعم التسليحي أبرزه تقرير جديد لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام العالمية حين وضع النظام السعودي في المرتبة الأولى عالميا على لائحة أكبر الدول استيرادا للأسلحة بينما كانت الولايات المتحدة أكبر مصدر للأسلحة الي الرياض .
وبحسب التقرير ظل النظام السعودي أكبر مستورد للأسلحة في العالم خلال هذه الفترة، بنسبة 12 بالمئة من إجمالي واردات الأسلحة العالمية.
ويقول بيتر ويزمان، الباحث البارز في برنامج الأسلحة والإنفاق العسكري في معهد سيبري إن الاتجاه العام خلال تلك الفترة يشير إلى أنه بالإضافة إلى النمو المستمر في مبيعات الأسلحة العالمية : نرى بوضوح شديد أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر هيمنة، والمورد الرئيسي للأسلحة في العالم”.
وذهبت نصف مبيعات الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، وحصل النظام السعودي وحده على خمس مبيعات الولايات المتحدة، مما يجعلها السوق الأكثر أهمية لدى الولايات المتحدة.
وصرح ويزمان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن بعض عمليات التسليم الأمريكية الرئيسية خلال فترة الخمس سنوات الماضية تم الاتفاق عليها خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وعلى الرغم من فرض عدة دول مؤخراً قيوداً على مبيعات الأسلحة للنظام السعودي وسط مطالبات واسعة بوقف التعاون العسكري مع التحالف الذي يقوده للعدوان على اليمن وفرض عقوبات عليه بسبب انتهاكه حقوق الإنسان لكن الإدارة الأمريكية ترفض إيقاف المبيعات.
وبجانب الدعم الأمريكي للنظام السعودي فإن مراقبون يرون بأن مشاركة الكيان الصهيوني مع نظام بني سعود في العدوان على اليمن بات مكشوفا للجميع لتقاطع المصالح والأولويات بين الطرفين.
فالعلاقة بين النظام السعودي والكيان الصهيوني قد وصلت إلى ذروتها في الوقت الحالي في ظل التعاون الأمني والعسكري الواسع بين الطرفين بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية والأسلحة المتقدمة والدعم المالي .
هذه العلاقة أكده خبر نشرته زعيمة حزب ميرتس اليساري” الليبرالي الإسرائيلي “زها فاجال أون” عن تواجد122ضابط إسرائيلي وأمريكي في قاعدة الملك فيصل الجوية في (تبوك) منذ بدء العدوان على اليمن.
ويقول الخبر أن تواجد الضباط الإسرائيليين والأمريكيين فى قاعدة الملك فيصل الجوية..جاء بإتفاق سعودي/أمريكي..وأنه تـم بعد عام من بدء الحرب السعودية ضد اليمن..وأن الضباط الإسرائيليين والأمريكيين..هم الذين يـديرون فعليــا عملية القصف الجوى ضد الشعب اليمنى..والمشاركة فى الطلعات الجوية..وتنفيذ الغارات.
ونشرموقع “معك دائمًـا” الإسرائيلى مذكرة التفاهم بين السعودية وأمريكا حول مجال “نصب الأنظمة المتطورة للصوارخ الجوية الاعتراضية..والأنظمة الرادارية الحديثة فى قاعدة الملك فيصل الجوية”..وأنّ هذا الاتفاق حدث عقب زيارة ترامب للسعودية.
وبحسب الخبر فإن أهم شروطه هو”عدم تواجد أى سعودي داخل قاعدة الملك فيصل”.
كما كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية فصلاً جديداً من فصول التطبيع الخفي الذي يقوم به نظام بني سعود مع الكيان الصهيوني والذي يتمثل بنية السعودية شراء أسلحةٍ من شركة “رافائيل” الإسرائيلية المتخصصة في صناعة الوسائل القتالية.
مجلة “إسرائيل ديفنس” العبرية في خبرها الذي نشر في فبراير الماضي إن السعودية أبدت رغبة في شراء عتاد من شركة “رافائيل” التي تشتهر بشكل خاص بإنتاج صواريخ “سبايك” المضادة للدروع، والمضادات الأرضية، وفق موقع “تاكتيكال ريبورت”.
وفي تقريرها أشارت المجلة إلى أنه يمكن في حال حصلت الشركة على الإذن بذلك من الجهات الرسمية، أن تزود السعودية بمنتوجاتها عبر شركة متفرعة عنها تمثلها في أوروبا، تعرف بـ”يورو سبايك”.
ولأن الكيان الإسرائيلي له مطامع كثيرة في المنطقة، فهو على هذه القاعدة ليس بعيداً عن ما يشن من عدوان على اليمن، بل العدوان كان بمباركة ومشاركة إسرائيلية أشارت إليها العديد من المصادر حيث أشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى أن إسرائيل عضو سري ضمن التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن، وسابقاً تحدثت مصادر عن هبوط طائرة إسرائيلية محملة بالأسلحة والصواريخ في قاعدة في خميس مشيط السعودية في منطقة عسير من أجل الإسهام في العدوان السعودي على اليمن.
ويرى مراقبون أن الإهتمام الإسرائيلي باليمن، ينبع من أهمية مضيق باب المندب والبحر الأحمر لكيان الاحتلال لأنه يعد أحد الطرق الرئيسية لربط الكيان الإسرائيلي بالعالم الخارجي بعد البحر الأبيض المتوسط، كما أنه بوابة للكيان من منفذه الوحيد ميناء “إيلات”.
وهنا أوضح تقرير بحثي لمعهد الأمن القومي في تل أبيب أن لإسرائيل مصلحة واضحة في أن يكون للتحالف العربي اليد العليا في اليمن، ويرجع محللون ذلك إلى أن خسارة السعودية يعني خسارة إسرائيل لأن فرض الجيش اليمني لقوتهم وتكريس معادلات الانتصار كجزء من حركات المقاومة يشكل خطراً كبيراً يهدد التجارة البحرية للكيان الإسرائيلي، وبذلك ينقطع مدخل إسرائيل إلى المحيط الهندي والبحر الأحمر وتمنع غواصاتها من الانتشار بسهولة في الخليج العربي .
ومن المؤكد أن استمرار العدوان على اليمن هدف إسرائيلي ملح وضرورية ولاسيما في الوقت الراهن الذي يبحث فيه كيان العدو عن متنفس بديل بعد خسارة مشروعه الإرهابي في سورية، فالكيان يعتاش على الحروب والأزمات ويحرص على تغذيتها وتأجيجها، لذلك دائماً في كل الحروب ابحث عن المصلحة والفائدة الإسرائيلية.
وفي المحصلة يرى مراقبون أن جميع الوقائع والمعطيات تؤكد أن سياسات آل سعود التي حولت السعودية إلى أداة تعمل بإمرة وتوجيهات واشنطن وإسرائيل ترمي إلى ضمان استمرارية عائلة آل سعود في الحكم وبالتالي منع ظهور أي تيارات قومية عروبية رافضة للكيان الصهيوني والسياسات الغربية في المنطقة.
وعليه فإن لا تحالف قوى العدوان ولا الأمريكي والصهيوني سيقفون حائلاً في وجه إرادة اليمنيين في الدفاع والصمود، وكما اختار العدوان استكمال عدوانه، اختار أبناء اليمن استكمال معركة قهر العدوان، فإذا تعنت العدوان وأصر على هذا التعنت فلينتظر الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة ولينتظر المزيد من الخسائر فهو أمام معادلة لا يمكن تغييرها أو محوها.