[26/ مارس/2020]
صنعاء – سبأ :
سميرة قاضي
سجلت المرأة اليمنية مواقف مشرفة في الثبات والصمود في وجه العدوان الأمريكي السعودي على مدى خمس سنوات، استشهد وجرح خلالها آلاف الأطفال والنساء والشيوخ.
وجسدت المرأة اليمنية أروع صور التضحية والعطاء بدفع زوجها وابنها وأخيها إلى الجبهات للدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره، ودفع المعتدين الذين استباحوا أراضيه ودماء أبنائه.
وقدّمت أعظم صور الثبات والتماسك حين استقبلت جثامين الشهداء الذين بذلوا أنفسهم رخيصة دفاعاً عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية في جبهات العزة والكرامة.
ولم تكتف المرأة اليمنية بذلك، لكنها واصلت العطاء برفد المرابطين في الجبهات بقوافل المدد بما تملك من حليّ ومجوهرات والمساهمة في تشكيل فرق عمل بالأحياء والتجمعات السكنية لإعداد وتحضير قوافل الغذاء والكساء وجمع المال وإرسالها للأبطال في الجبهات.
وتجلّت عظمة المرأة في تحمل مسؤوليتها كربة بيت تدير شؤون أسرتها وترعى أطفالها وتغرس في نفوسهم معاني الصمود والثبات وحب الوطن وتحيطهم بجوانب الدعم النفسي للتغلب على خوفهم جراء قصف طيران العدوان وما يخلفه من آثار سلبية في نفوسهم.
وكان للمرأة اليمنية حضورها الفاعل في كافة الميادين والجبهات، بمشاركتها في مختلف الفعاليات المناهضة للعدوان وتنظيم المسيرات، فضلاً عن إسهامها في مختلف الأنشطة المنددة بجرائم العدوان وانتهاكاته المستمرة بحق أبناء اليمن ومقدراته ومكتسباته.
وسارعت إلى التنافس في العمل الطوعي بتقديمها خدمات الرعاية لأسر الشهداء والجرحى، ونجحت في تكوين جبهة ثقافية توعوية لمواجهة آلة الحرب الإعلامية للعدوان الهادفة إلى إضعاف الروح المعنوية وتمزيق النسيج الاجتماعي وزعزعة الأمن والسكينة العامة.
واضطلعت المرأة اليمنية بمسؤوليتها في نقل الصورة الحقيقية لمجريات الأحداث وكشف جرائم العدوان ومخططاته الرامية للنيل من الوطن وأمنه وسيادته واستقلاله.
ولم تتوان المرأة اليمنية عن واجبها رغم استمرار العدوان والحصار بل ضاعفت جهودها ومارست مهامها في المجال الطبي والإنساني في المستشفيات والمراكز الصحية بكل إخلاص وتفان رغم شحة الإمكانات جراء استهداف العدوان للقطاع الصحي وتدمير بنيته التحتية.
كما أنها لم تتوان عن تأدية رسالتها في مجال التعليم لإخراج جيل متسلح بالعلم والمعرفة رغم الصعوبات التي فرضها العدوان وقصفه للمدارس والمنشآت التعليمية والتربوية على مدى خمس سنوات.
ونجحت في تجاوز آثار وتحديات العدوان بإصرار وعزيمة لن تلين وبرعت في تسخير إمكاناتها ومهاراتها لتأسيس مشاريع صغيرة في مجالات عدة مثل الخياطة والتطريز والأشغال الحرفية اليدوية وصناعة العطور والبخور عمل المعجنات والحلويات وغيرها من المشاريع التي تكفل لها مردوداً مالياً يسهم في تحسين وضعها المعيشي ويحميها من العوز والحاجة.
وأحرزت المرأة اليمنية على مدى خمس سنوات من العدوان نجاحات عدة في مختلف المجالات خاصة وقوفها إلى جانب أخيها الرجل في معركة الكفاح والنضال لمواجهة قوى الاستكبار، مقدمة بذلك أٌنموذجاً رائعاً في الصمود والثبات والبذل والعطاء والصبر والتضحية، تاركة دروساً قيّمة سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته ويخلدها في ذاكرة الأجيال المستقبلية.
وعلقت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبو طالب على دور المرأة اليمنية وصمودها على مدى خمس سنوات بالقول “ونحن ندشن العام السادس من الصمود في وجه العدوان، أثبتت المرأة اليمنية صمودها وثباتها إلى جانب أخيها الرجل في مختلف الجبهات، بالاستناد إلى الوعد الإلهي وتحركت من منطلق أن الموقف القرآني والربح فيه مضمون”.
وأشارت إلى أن المرأة اليمنية قدّمت زوجها وابنها وأخيها في سبيل الدفاع عن اليمن وذلك لامتلاكها الوعي القرآني الكافي والحصانة التي تؤهلها لمواجهة كافة التحديات والضغوطات التي تلقتها خلال الفترة الماضية من دول العدوان وقوى الاستكبار وأدواتها.
وأشادت الدكتورة أبو طالب بمواقف أمهات الشهداء اللائي يستقبلن جثامين الشهداء وهن في كامل قوتهن ورباطة جأشهن، يستمدين ذلك من قوة إيمانهن وصبرهن وتحملهن للشدائد.
وأضافت “المرأة اليمنية تحدت الحصار وشرعت في إنشاء مشاريع صغيرة مدرة للدخل لتحسين الوضع المعيشي من خلال تعلم الحرف اليدوية والمنتجات المحلية، بما يخفف من وطأة الحرب التي يشنها تحالف العدوان على الشعب اليمني”.
من جانبها أشارت أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أخلاق الشامي، إلى أن المجتمع اليمني برجاله ونسائه تحرك في مواجهة العدوان من منطلق المسئولية والثقافة القرآنية ومعرفة العدو الحقيقي ومخططاته التي تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
وقالت “لا يختلف موقف المرأة اليمنية عن موقف من خرج في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية، باذلاً روحه لإعلاء كلمة الله، فوقفت المرأة بكل ما تملك وتعد الرافد الأول للجبهات بزوجها أو أخيها أو ابنها “.
وتطرقت الشامي إلى دور المرأة اليمنية التي غطت الفراغ الذي أحدثه غياب الرجل في الجبهات، وتمكنت من النهوض بالواقع الاقتصادي بإنشاء مشاريع صغيرة ومدرة للدخل وجعلت من المعاناة التي يمر بها اليمنيون فرصة لإثبات نجاحها والتوجه للتصنيع والارتقاء بأدائها والاكتفاء بذاتها وأسرتها.
وأضافت “دور المرأة اليمنية تمثل في البذل والعطاء وسد الفراغ الذي تركه الرجل بغيابه في الجبهات وكل مهمة تؤكل إليها، خاصة الجانب الثقافي والخروج بالمسيرات والمظاهرات “.
ستظل المرأة اليمنية بثباتها صخرة عتية لن تنالها غطرسة العدوان ومخططاته التآمرية التي تستهدف غزوها فكرياً وثقافياً، كونها سباقة في تأصيل الهوية الإيمانية اليمانية في صورة تعبيرية، تحمل أيقونة العزة والثبات والكرامة وتختلف عن غيرها من نساء العالم.