[21/سبتمبر/2019]
هنأ قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الشعب اليمني بحلول الذكرى الخامسة لانتصار الثورة الشعبية المباركة 21 سبتمبر، والتي كان من أول وأهم وأكبر إنجازاتها تحرر الشعب اليمني من الوصاية الخارجية واستعادة حقه في الاستقلال والسيادة والحرية.
وقال ” مشكلة قوى الاستعمار والاستكبار وعملائها في المنطقة مع شعبنا العزيز ليست سوى هذه؛ فقد استكثروا على بلدنا أن يكون مستقلًا في قراره السياسي، واستكبروا من إصرار شعبنا على حقه المشروع في إدارة شؤونه واتخاذ قراراته بعيدًا عن التدخل الخارجي بعد أن كانت نتيجة ذلك التدخل الخارجي الذي كانت تديره السفارات الأجنبية للدول العشر في صنعاء بقيادة السفير الأمريكي كارثية ومدمرة أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار في كل المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية، وسيطرت على القرار والسياسات في كل مؤسسات الدولة لتحوِّلها إلى إدارة تعمل حصريًا لصالح الخارج بدلًا من خدمة الشعب اليمني”.
وأوضح قائد الثورة في بيان صادر عنه اليوم، أن نتيجة ذلك كان التوجُّه التلقائي نحو الانهيار الشامل وصوملةُ البلاد لولا التحرك الشعبي الواسع في ثورة 21 من سبتمبر الذي أعاد للشعب اليمني الاعتبار وحفظ له الكرامة وأخرجه من وصاية الأعداء المستكبرين.
وأشار إلى أن التحركُ الشعبي كان من كل تيارات وأبناء الشعب اليمني وبمختلف المذاهب والمناطق تحت مظلةٍ وهدفٍ واحد وثورةٍ عظيمة ونقية خالصة لا تشوبُها شوائب الاستغلال الخارجي من أي طرف؛ وبتمويلٍ شعبي معروف وهو تلك القوافل التي كانت تصل من مختلف المناطق إلى مخيمات الاعتصام”.
وأضاف” وبالرغم من أن هذه الثورة المباركة تُوِّجَت باتفاق السلم والشراكة وفتحت المجال واسعًا لكل أبناء هذا البلد وقواه السياسية للتعاون والشراكة في بناء المستقبل الواعد على أساس الحرية والاستقلال، إلّا أن العملاء والخونة الذين لم يتعوَّدوا على الحرية ولا يحملون مبادئها ولا قيمها انقلبوا على هذا الاتفاق بعد أن كان مجلس الأمن قد اعترف به والأمم المتحدة والقوى الإقليمية”.
وبين السيد عبد الملك الحوثي أن الأمريكي سعى ومعه أدواته الإقليمية والمحلية إلى الالتفاف بالاحتيال على هذا الاتفاق وعلى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ومكتسباتها الكبرى في استعادة الاستقلال والقرار السياسي، فوقف الشعب بحزم وأسقط كل المؤامرات، فاتجهوا إلى شن عدوان شاملٍ حمل وِزره وتولَّـى كِبرَه وتقلَّد عارَه النظامُ السعودي ومعه النظامُ الإماراتي ومن تحالف معهم تحت إشراف أمريكا وشراكة مع إسرائيل”.
ولفت إلى أن أمانِـيُّهم كانت حسم المعركة خلال أسبوعين بالحد الأدنى أو شهرين بالحد الأقصـى، واعتمدوا في تكتيكِهم في هذا العدوان على التدمير الشامل والإبادة الجماعية والحصار الخانق، وفعلوا كل ما يستطيعون بهدف كسر إرادة شعبنا والوصول به إلى الانهيار والاستسلام بهدف إخضاعه والسيطرة عليه من جديد.
وقال” إلَّا أن أحرار هذا البلد من مختلف مكوناته الاجتماعية والقبلية والقوى السياسية وقفوا الموقف المشرِّف بالاستعانةِ بالله والتوكلِ عليه للتصدِّي لهذا العدوان، وكانت ثمرةُ الاعتماد على الله تعالى والرهانِ عليه والثقةِ به والتوكلِ عليه هي ما نرى عليه الواقعَ الآن في العام الخامسِ منذ بدايةِ العدوان بتماسك شعبنا وثباته واتجاهه لبناء قدراته والعناية بكل عوامل الصمود وأسباب القوة، وصدق الله تعالى حيث قال {ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُو حَسْبُهُ}”.
وأكد قائد الثورة أن تضحيات الشعب اليمني وصبرُه وصمودُه أثمرت نصرًا وقوة، والعدو اليوم أكثر تراجعًا وضعفًا من أي وقتٍ مضـى، ويتلقى الضربات الموجعة والقوية، وكان منها الضربة الموجهة لأرامكو والمصنّفةُ بأنها الضربة الأكبر التي شهدتها الساحةُ العالمية منذ أربعين عامًا .. مشيرا إلى أن كل ما يقوم به شعبنا في الدفاع عن نفسه وأرضِه واستقلالِه وحريَّته يستند فيه إلى الموقف الحقِّ والقضية العادلة والمظلومية التي لا مثيل لها والمعاناة الإنسانية التي يعترف بها كل العالم.
ودعا الشعب اليمني إلى الاستمرار في تعزيز كلِّ عوامل الصمود والتعاون والحفاظ على وحدة الصف، والحذر من مكائد الأعداء في إثارة المشاكل الداخلية تحت مختلف العناوين.. مؤكدا ضرورة الاستمرار في دعم الجبهات بالمال والسلاح والرجال.
وأشار إلى أن من مصلحة تحالف العدوان الاستفادة من المبادرة التي قدَّمها رئيس المجلس السياسي الأعلى؛ إذ بوقف عدوانهم وقصفهم وحصارهم سيوقف الجيشُ واللجانُ الشعبية الضرباتِ التي يوجهها إلى العمق بالطائرات المسيَّرة والقوة الصاروخية.
وجدد التأكيد على أن استمرار القصف والحصار والعدوان، فإن الضربات الأكثرَ إيلامًا والأشدَّ فتكًا والأكبر تأثيرًا ستصلُ إلى عمق مناطقهم وإلى أهم منشآتهم الاقتصادية والنفطية والحيوية، ولا خطوط حمراء في هذا السياق.. مشيرا إلى أهمية أخذ المواطنين في تلك المناطق الحيطة والحذر والابتعاد عن تلك المنشآت.
كما أكد قائد الثورة موقف اليمن الثابت والمبدئي تجاه قضايا الأمة المصيرية والكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية جنبًا إلى جنبٍ مع أحرار الأمة في محور المقاومة بالتصدِّي للخطر الإسرائيلي ومناهضة الهيمنة الأمريكية والتصدِّي لكل المؤامرات الفتنوية والظالمة التي تستهدف أبناء الأمة الإسلامية.. وقال” تربطنا بهذا المحور الأُخوَّة الإسلامية والقضايا العادلة والمواقف الموحَّدة”.
وتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يرحم الشهداء الأبرار، ويشفي الجرحى ، وأن يفرِّج عن الأسرى وأن ينصرنا بنصره إنه نعم المولى ونعم النصير.