[12/سبتمبر/2019]
وكما توقعه كل المتابعين والمحللين السياسيين في الداخل والخارج فقد وصل الحوار بينما يسمى بالشرعية والمجلس الانتقالي في مدينة جدة إلى طريق مسدود لأنه لا أساس لإقامة حوار بين نقيضين مرتهنين لقوى خارجية .
من دعا إلى هكذا حوار هي المملكة العربية السعودية وايديتها في ذلك دولة الإمارات العربية وهما دولتا احتلال .
لكن يحق لنا إن نسأل حوار على ماذا ؟
هل له أهداف وإبعاد إستراتيجية تضع استقلال وسيادة اليمن في مقدمة اولوياتة أم انه حوار مدفوع من قبل دولتين هما من اوجدا مايسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي ومليشياته العسكرية وهما أيضاء من يحتضن مايسمى بمسئولي الشرعية ويمدهم بالمال والسلاح .. فالمسالة إذن هي بمثابة لعبه تعلبها بإتقان كل من السعودية والإمارات على أنواع من البشر يفترض أنهم قاده سياسيين وعسكريين لكن اتضح أنهم ليسو كذاك أو أنهم يدفنون رواسهم في الرمال كالنعامة للحفاظ على مصالح شخصية مادية بعد إن ضحوا بمصالح الوطن وسيادته واستقلاله .
كيف يمكن إن نصدق دعوات ونوايا من له إطماع استعمارية في بلادنا ..لم تعد خفية الإطماع الإماراتية والسعودية في اليمن .. منذ اليوم الأول لدخول قواتهم المسلحة إلى الأراضي اليمنية تحت مسمى إعادة الشرعية وعينيهما مفتوحة على نوايا وأهداف خفية تعمل على تحقيقها تحت مسمى إعادة الشرعية .. السعودية وجدت ضالتها في هذا المسمى لتحقيق حلم قديم طالما راودها ويتمثل في السيطرة على محافظتين حضرموت والمهرة ومد أنابيب النفط السعودية عبرهما إلى البحر العربي .. الإمارات وجدت ضالتها أيضاء بما يسمى دعم وإعادة الشرعية بالسيطرة على ميناء عدن وجزيرة سقطرى لتحافظ بذلك على حيوية موانئها وجاهرت باحتلالها لسقطري ومدنية عدن وبقية مدن الجنوب إمام العالم كله وانشئات لذلك الغرض الأحزمة الأمنية والمليشيات المسلحة وما يسمى بقوات النخب العسكرية بل إن ضرر الإمارات امتد إلى النسيج الاجتماعي اليمني ووحده البلاد وسلامة أرضيها دون وزع من ضمير أو شعور بالانتماء العربي والإسلامي .
مايحصل ألان من تمزق وتشرذم واقتتال وبروز نزعات الانفصال والكراهية بين أبناء الوطن الواحد سببه واحد لا ثاني له وهو دولتي الاحتلال السعودية والإمارات اللتان وجدتا في هذا الوضع الضعيف ضالتها للإجهاز على البلاد وتحقيق رغباتهما القديمة بالسيطرة عليه وتمزيقه وتطويعه لخدمة مصالحهما الاستعمارية .
دعت مايسمى بالشرعية مجلس الأمن لعقد اجتماع لمناقشة ماتقوم به دولة الإمارات وجناحه العسكري في اليمن المجلس الانتقالي ودعت المجلس أيضاء على الضغط على الإمارات ومجلسها الانتقالي إلى التراجع إلى الوضع السابق وإخلاء مدينة عدن وتسليمها إلى مايسمى بقوات الشرعية لكن تلك الدعوة فشلة وولدت ميتة فمجلس الأمن بيد من يحرك السعودية والإمارات وهي الولايات المتحدة الأمريكية .. إذن اللعبة هي لعبة دولية كبيرة بمصالح استعمارتية في السيطرة والهيمنة على اليمن وموقعها الجغرافي الهام والفريد واستغلال ثرواتها الطبيعية المتعددة .
نخلص من القول إن مائلات الحوار هو الفشل الذر يع لأنه بين طرفين مرتهنين لقوى خارجية وتعمل على تحقيق مصالحهما على حساب مصلحة اليمن وأمنها واستقلالها وسيادتها .
المحرر السياسي