[21/يوليو/2018]
وعبر الرئيس المشاط في الرسالة عن تطلع الجمهورية اليمنية لإعادة فتح سفارة جمهورية فرنسا في صنعاء لتكثيف وتسهيل عملية التواصل وتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين لا سيما في الجوانب الاقتصادية.
وأشار إلى أن دول تحالف العدوان مستمرة في عدوانها وتصعيدها العسكري، وترفض كل مبادرات ودعوات السلام والتحركات الأممية الأخيرة التي يقودها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث.. لافتا إلى أن ما يشجعها على هذا التعنت، هو تخاذل وصمت المجتمع الدولي إزاء العدوان وجرائمه البشعة بحق الشعب اليمني.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، دعم جهود السلام والحرص على حقن دماء الشعب اليمني والاستعداد في هذا الإطار لدعم كافة الجهود والتحركات الدولية لتعزيز فرص السلام في اليمن.
وعبر الرئيس المشاط في الرسالة عن أمله من فرنسا والرئيس الفرنسي التدخل لوضع حد لهذا العدوان، وأن تضطلع فرنسا بدور سياسي هام وبارز في إحلال السلام.
كما أكد الجاهزية لدعم وتسهيل أية مساعي فرنسية من شأنها دعم المسار السياسي والتفاوضي لتحقيق تسوية سياسية شاملة وعادلة، تحفظ لليمن سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه، وتحقق مصالح وتطلعات الشعب اليمني والحفاظ على أمن واستقرار اليمن والدول والشعوب العربية المجاورة.
وجرى خلال اللقاء مناقشة التطورات على الساحة اليمنية في ظل استمرار العدوان والحصار وما خلفه من أسوأ كارثة إنسانية على مستوى العالم في العصر الحديث.
وتطرق اللقاء الذي حضره رئيس المكتب الإنساني في الخارجية الفرنسية بيير فورنييه، إلى الجهود والمساعي الدولية والأممية المبذولة حاليا لإحلال السلام في اليمن، والدور الذي يمكن أن تضطلع به فرنسا في إيقاف العدوان ورفع الحصار.
وفي بداية اللقاء رحب رئيس المجلس السياسي الأعلى بزيارة الوفد الفرنسي إلى اليمن.. وقال” نرحب بزيارتكم هذه التي نتمنى أن تكون بداية تغير في الموقف الفرنسي الذي بدأ ينحو منحى إيجابي وبداية أيضا لتجلي الغموض في السياسة الخارجية تجاه اليمن”.
وعبر عن أمله من الحكومة الفرنسية أن تراجع حساباتها بشكل كامل وأن لا تتورط في الإشتراك في جرائم الإبادة بحق الشعب اليمني.. وقال” هذا لا يشرفكم وأنتم مطلعون على القوانين والمعاهدات الدولية والمواثيق الأممية التي تحرم هذه الجرائم وكذا التي تتعلق بقوانين الحرب والجانب الإنساني والتي تتنافى مع أفعال العدوان وأهدافه في احتلال اليمن واستبعاد شعبه ومصادرة قراره وسيادته وعندما تسود شرعة الغاب في السياسة والعلاقات الدولية فعليكم أن تعلموا أنكم يوما ما ستتضررون منها”.
وأضاف” ربما اتضحت لكم الصورة أكثر من خلال لقاءاتكم المكثفة في الأيام الماضية عن الوحشية والآثار الكارثية التي خلفها العدوان ومعاناة اليمنيين وهذا يجعلنا ندعو فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى أن يرفعوا أصواتهم أكثر لكبح جماح المتهورين في الخليج وأن ترفعوا صوت الحق والمنطق”.
وأكد الرئيس المشاط أن مبررات العدوان وادعاءاته في تصعيده الأخير في الساحل والهجوم على الحديدة غير صحيحة .. لافتا إلى أنه تم التوصل مع المبعوث الأممي إلى اليمن إلى نقاط تبدد وتعري ذرائع العدوان وتكشف للجميع نواياه الخبيثة الهادفة إلى احتلال اليمن وجزر وموانئه.
وأشار إلى أن الشعب اليمني شعب عزيز يرفض أن يمد يده إلى الآخرين لكن هذا لا يعني أن المأساة بسيطة فهي كبيرة جدا وبشكل لا يتصور ويتحمل المسؤولية في ذلك الأمم المتحدة والدول الكبرى صاحبة التأثير الأكبر في السياسة الدولية.
وأضاف” لدى اليمنيين آلم كبير ومتراكم من الصمت الدولي غير المبرر تجاه الجرائم البشعة غير المسبوقة بحق اليمنيين والتحركات الأخيرة داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن وداخل الاتحاد الأوروبي لا تكفي ولدى اليمنيين مآخذ كثيرة فيما يخص دور الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن”.
وأعرب الرئيس المشاط عن أمله في أن تكون القيم الإنسانية فوق المصالح وأن تتغير السياسات بعد المؤشرات الإيجابية الأخيرة لدى الرأي العام العالمي وعند بعض النخب الحاكمة في أكثر من بلد في أوروبا وغيرها وأن يترجم هذا التغيير إلى في مواقف الاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى أن المؤتمر الذي عقد مؤخرا في باريس حول دعم الجانب الإنساني في اليمن خطوة جيدة .. وقال” كنا سنرحب به ونشارك فيه لولا الحضور الطاغي للدور السعودي والدول التي تقتل اليمنيين يوميا وترتكب الجرائم بحقهم وتعمل على احتلال اليمن وهذا ما أفقده قيمته عند اليمنيين وأفقده أيضا أثره في الواقع لأنه لا يمكن أن يساعد الشعب اليمني من يتمظهر بترأسه لمؤتمر إنساني لمساعدته وهو يقتله بلا رحمه بين كل ساعة وأخرى.
ورحب رئيس المجلس السياسي الأعلى بالتصريحات الأخيرة لوزارة الخارجية الفرنسية .. لافتا إلى أن هذا تطور إيجابي لكن تظل المواقف في الميدان هي الحكم.
من جانبه عبر السفير الفرنسي عن الشكر للرئيس المشاط على إتاحة هذه الفرصة واللقاء .. منوها بحفاوة الاستقبال من قبل كل من التقاهم خلال اليومين الماضيين.
وأكد أن حكومة بلاده تدعم بشكل كبير جهود المبعوث الأممي .. وقال” نحن مستعدون للإستماع لكل ما تطرحونه ونؤكد أننا لعبنا دورا مهما في البيان الأوروبي الأخير وفي بيان مجلس الأمن وتم عقد مؤتمر إنساني لدعم اليمن وكانت أهدافه ومخرجاته تهم الشعب اليمني بشكل عام ومجيئنا هو لهذا الغرض”.
وأضاف” نحن نعمل مع المنظمات الإنسانية هذه الأيام على دعم اليمن بشكل كبير وتوسيع أنشطتها في جميع مناطق اليمن ونطلب دعمكم لنا في هذا المجال وبلدي فرنسا تقدر لكم دعمكم السابق في هذا المجال خصوصا وأن هناك منظمات فرنسية تعمل في اليمن وهي أيضا تقدر اهتمامكم بالجانب الإنساني بشكل عام”.
وأشار السفير كريستيان تيستو، إلى أن فرنسا لم تكن مستفيدة من الحرب على اليمن . لافتا إلى أن فرنسا تتأذى من الحرب لأن إحدى عواقب ونتائج هذه الحرب هي توسع نفوذ القاعدة وداعش.
وأضاف” صحيح لدينا علاقات كبيرة مع السعودية لكن أيضا لدينا علاقات مع اليمن ولدينا مركز دراسات يهتم بالتراث في اليمن ولدينا أيضا استثمارات عبر عدد من الشركات الفرنسية ومن المؤسف أننا لم نستطع أن نجمع الطرفين على طاولة واحدة وهذه هي أحد العوائق أمام الجانب الإنساني”.
وقال” ناقشنا مع السعوديين والإماراتيين في مؤتمر باريس ضرورة السماح بإيصال المساعدات الإنسانية وضرورة الالتزام بالقوانين الدولية والإنسانية فيما يخص الحرب وقد أخبرناهم بأن الحديدة خط أحمر وموقفنا واضح في هذا الشأن”.
سبأ