في قلب البلدة القديمة بالقدس، حيث يختلط التاريخ بالإيمان، يواصل العدو الإسرائيلي حفر نفق جديد يمتد من ساحة البراق حتى باب الخليل، مارًّا بأسفل حارتي المغاربة والشرف. نفقٌ يفتح الطريق لمزيد من الطمس والتشويه، ويهدد ما تبقى من ملامح المدينة المقدسة.
وفي تقرير نشرته وكالة “صفا” الفلسطينية يرى الباحث المقدسي فخري أبو دياب في هذا النفق حلقة خطيرة ضمن مشروع تهويدي متكامل، مؤكّدًا أنه يمتد لمسافة تتجاوز نصف كيلومتر، ويضم مسارات تلمودية ومراكز سياحية تهدف لإعادة رسم وعي الزوار وتقديم رواية مزورة عن تاريخ القدس.
لكن الأخطر – بحسب قوله – أن الحفريات بدأت تترك شقوقًا وتصدعات واضحة في أبنية المسجد الأقصى، ما يهدد بنيانه ويعرضه لخطر الانهيار على المدى القريب.
ويحذر أبو دياب من أن الكيان الصهيوني يستغل انشغال العالم بعدوانه على غزة، ليواصل حربه الصامتة على القدس تحت الأرض وفوقها، بميزانيات هائلة ودعم حكومي مباشر. ويرى أن النفق ليس مجرد مشروع بنية تحتية، بل معركة على الهوية، تستهدف سلخ القدس من روحها العربية والإسلامية.
اليوم، لم تعد الحفريات مجرد خبر عابر، بل جرس إنذار يقرع في ضمير الأمة والعالم. فكل نفق جديد هو طعنة في ذاكرة القدس، وكل حجر يُزاح يفتح الطريق نحو تدمير تاريخٍ عريق وإرثٍ إنساني مشترك. ومع ذلك، لا تزال الأصوات المقدسية تنادي وتستغيث، مطالبة بوقفة عربية وإسلامية ودولية توقف هذا العبث قبل أن يُمحى وجه المدينة المقدسة من الوجود.









