أعلن الامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله، عن التضامن الكامل مع اليمن شعبا وجيشا أمام العدوان الأمريكي البريطاني الذي تعرض له.. سائلا الله أن يتقبل الشهداء في عليين.
جاء ذلك في كلمة له مساء اليوم الجمعة، خلال الاحتفال التأبيني الذي نظمه حزب الله تكريمًا للعلامة الشيخ علي كوراني في مجمع المجتبى (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأشار السيد نصر الله إلى إعلان السيد عبدالملك الحوثي أنه أيا كان العدوان فهذا لن يؤثر على الدعم اليمني لفلسطين وغزة.
وتساءل.. هل المجتمع الدولي موجود كي يردع “إسرائيل” ويحمي الشعب الفلسطيني؟”.
وتوجّه السيد نصر الله خلال كلمته بالتعزية والتبريك بالشهداء اليمنيين الذين قضوا في العدوان الأمريكي البريطاني الليلة الماضية، والذي أدّى إلى ارتقاء 16 شهيداً و41 جريحاً.
ولفت إلى أنّ الموقف اليمني واضح منذ البداية، وهو أنّ “أي عدوان أمريكي لن يؤثر في الدعم اليمني وإسناده فلسطين وقطاع غزة”.
وأكد السيد نصر الله أنه كان لدى الشيخ علي كوراني اهتماما مميزا باليمن.
وفي البداية توجه بالتعزية”لكل رفاق ومحبي الشيخ علي كوراني وخصّ بالتعزية عائلته الكريمة فردا فردا”.
وقال السيد نصر الله: “نستذكر معه الاخ الكبير الفقيد الراحل المجاهد الشيخ حسين كوراني ومعه أيضا ولده الشهيد الشيخ ياسر علي كوراني، نحن في تكريم هذا العالم المجاهد الكبير هو علامة محقق مفكر استاذ كاتب وشاعر وهو ايضا مقاوم وثائر وجريح وابو شهيد”.
وأضاف: “الراحل كان من تلامذة السيد عبد الحسين شرف الدين بكل ما تعنيه هذه المدرسة على المستوى الفكري والمقاومة والاهتمام بقضية فلسطين”.
وتابع قائلا: “بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران كان موقف الشيخ علي كوراني من الثورة ومن قائدها ومن الامام الخامنئي معروف وثابت الى حين الوفاة”.
وأردف: “الشيخ علي كوراني شيد الكثير من المراكز الثقافية والدينية في كثير من البلدان بينها لبنان:.
وأشار السيد نصر الله إلى أن “انجازات الشيخ علي كوراني ضخمة وعلى رأسها إدخاله التقنيات الحديثة الى الحوزة العلمية والمكتبة الاسلامية ومن بينها مكتبة أهل البيت، كما ألّف أكثر من ستين كتابا في السيرة والعقائد وغيرها من المواضيع، والانجاز الثاني الخاص للشيخ علي كوراني هو الاهتمام بالقضية المهدوية حيث ألف العديد من الكتب وشارك بالمؤتمرات وكان لديه برامج اذاعية وتلفزيونية، وأهم إنجاز بالقضية المهدوية هو العمل الموسوعي عبر الموسوعة التي جمع فيها الاحاديث المرتبطة بالامام المهدي(عج)”.
وقال السيد نصرالله: “في السيرة الجهادية للشيخ علي كوراني كانت الانطلاقة عبر تتلمذه في مدرسة السيد عبد الحسين شرف الدين ، وعلماؤنا عبر التاريخ طالما كانوا يهتمون بقضايا الامة ومن هنا نجد هذه الميزة بالشيخ علي كوراني حتى وفاته لم يكن نفسه معنيا فقط بملف او بحدود جغرافية معينة، كان من المؤسسين في العمل الاسلامي الحركي بداية من العراق وصولا الى لبنان، ومن آواخر السبعينات كان من مؤسسي العمل الجهادي ضد العدو الصهيوني وأيضا يركز العمل ضد نظام صدام الذي يقتل الشعب العراقي وهو ما أدى لتعرضه لمحاولة اغتيال”.
وأضاف: “في العام 1982 كان الشيخ علي كوراني من الدافعين والعاملين لتوحيد الاطر الاسلامية العاملة في لبنان والتي أدت الى هذا الوجود المبارك لحزب الله وانطلاق المقاومة الاسلامية”.
كما أشار إلى أن “دعم الشيخ علي كوراني للقضية الفلسطينية كان مطلقا بكل السبل المتاحة وصولا لتقديم فلذة كبدهه الشيخ ياسر في هذا الطريق، ونحن أمام عالم مجاهد جريح وأب لشهيد، وكان التزام الشيخ علي كوراني مطلقا بفلسطين من البحر الى النهر وكان يؤمن بشدة بانتصار المقاومة وزوال الكيان الصهيوني وكان يستعجل ذلك، ومن موقع الالتزام العقائدي الشرعي والفقهي والاخلاقي والانساني مسؤوليتنا ان نبذل كل جهد لاستئصال هذه الغدة السرطانية اي إسرائيل من هذه المنطقة”.
وتابع قائلا: “لأول مرة نشعر أن جبهة المقاومة تتسع إلى هذا الحد عبر تحرك الطلاب في الجامعات الأمريكية والغربية كجزء من الموقف الشريف الإنساني الأخلاقي ضد الجرائم الاسرائيلية في غزة”.
وحول وضع العدو قال السيد نصر الله: إن “ايزينكوت صاحب عقيدة (حرب الضاحية) يقول إن فرقة صهيونية كاملة تخوض معارك ضد كتيبة سبق أن أعلنا عن تفكيكها في جباليا، أما رئيس البنك المركزي الصهيوني تحدث عن كارثة وقادة الجيش ومسؤولين كبار في الشأن العسكري في الكيان تحدثوا عن الأزمات والكوارث”.
واضاف: إن “نتنياهو في إصراره على حربه من الواضح أنه يأخذ الأمور الى الأسوأ على الكيان وهو يستمر في حرب الابادة في فلسطين وغزة أمام صمت الدول والحكام لكن هذه الدماء المظلومة توقظ العالم”.
وأكد السيد نصرالله أن “معركة غزة هي معركة وجود وبالتالي فإن هزيمة “اسرائيل” في هذه المعركة سيكون لها الكثير من الآثار العظيمة في مختلف المجالات على كل المنطقة، ومن يستطيع أن يكون جزءا من معركة غزة يجب أن يكون جزءا منها”.
وشدد على أن جبهة لبنان هي جبهة قوية وضاغطة على العدو الصهيوني وخلال الأيام الأخيرة اضطر نتنياهو ووزير الحرب ورئيس الأركان للحضور إلى الشمال للقول للمستوطنين إنه يبعد المقاومين لعدة كيلومترات ردت عليه سريعا لتقول إن المقاومين ما زالوا على الحدود.
وقال: “بيئة المقاومة مازات حاضرة وصابرة وصادقة وببركة وعيها وثقافتها وإيمانها وإخلاصها كان الانتصار في 25 مايو 2000 وكان هذا الإسناد في الجبهة الجنوبية اليوم”.
واضاف: “هذه المعركة كما تعني فلسطين تعني كذلك مستقبل لبنان وثرواته المائية والنفطية، هذه الجبهة هي جبهة اسناد وجزء من المعركة التي تصنع مصير فلسطين ولبنان والمنطقة على المستوى الاستراتيجي والأمني والقومي بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة وهي تواصل عملها”.
وتابع قائلا: “ما تم تسريبه عن عروض وإغراءات بشأن التنقيب في مقابل وقف الجبهة يكشف شراكة الأمريكي في صنع معاناة اللبنانيين”.
وحول عملية راميا للمقاومة الإسلامية قال السيد نصر الله: “لو أراد المجاهدون أن يذهبوا إلى الموقع لذهبوا ولو أرادوا أن يدخلوا إلى الموقع لدخلوا”.
وأضاف: “هناك مغالطة، فعلى مدى أسابيع سمعنا البعض يقول إن هذه المعركة لا يريدها كل الشعب اللبناني ولم يوافق عليها الشعب اللبناني وهذا غير صحيح فالشهداء الذين سقطوا جميعا اليسوا من الشعب اللبناني؟ هذا يكشف عن نظرة خاطئة وكأن الشعب اللبناني هو فئة خاصة في لبنان، علما أن من يؤيد جبهة لبنان في اسناد فلسطين هم من كل الطوائف وليسوا من الشيعة فقط، وعلى الجميع أن يعرف حجمه ومن يمثل فليس صحيحا ان رفض جبهة الاسناد لغزة ترفضه اغلبية الشعب اللبناني”.
وفي موضوع الاستحقاق الرئاسي قال السيد نصر الله: “من اليوم الأول لم نربط بين الملف الرئاسي وجبهة الاسناد لغزة، منذ بدء الفراغ الرئاسي في لبنان وحتى بدء طوفان الاقصى ما يقارب السنة فلماذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية؟”.
واضاف: “من يعطل الانتخابات مدة سنة هو الخلافات الداخلية والفيتوات الخارجية على الأسماء وهذه الفيتوات معطلة، فبعد طوفان الاقصى ما زال الخلاف الداخلي موجودا والفيتوات كذلك، ولذلك اقول لا علاقة بين الملف الرئاسي وبين الجبهة الجنوبية، ونحن لا نقوم بتوظيف ما يجري في الجنوب في الشأن الداخلي”.
واردف قائلا: “نحن حريصون في لبنان أن تصل الملفات الداخلية إلى نهايتها الجيدة والمطلوبة وندعو للحوار ونحن في جبهتنا المساندة لغزة نتحمل المسؤولية”.
وختم الأمين العام لحزب الله اللبناني كلمته بالقول :”الشيخ علي كوراني كان على يقين أن المقاومة ستنتصر وأن فلسطين ستتحرر وأننا سنصل الى وقت لا وجود لـ”إسرائيل” النازية، وجبهة المقاومة أفقها مشرق ومنتصر وواضح وهي أقوى من أي وقت مضى بينما جبهة العدو في أسوأ حال منذ 75 عاما والمسألة مسألة وقت وثبات”.