أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أهمية استمرار التعبئة العامة ليبقى الجميع على أهبة الاستعداد لعودة العدوان في أي لحظة أو في حال ارتكابه أي حماقة أو استمر في مماطلة الشعب اليمني في حقه المشروع في إيقاف العدوان ورفع الحصار وحلحلة الملف الإنساني.
وأشار الرئيس المشاط، خلال لقاء موسع اليوم، لقيادة السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية ووجاهات محافظة صنعاء وأعضاء من مجلسي النواب والشورى، إلى أن في مقدمة الأولويات تحقيق أسلحة الردع.
وقال” نحن نستغل وضعية (اللا حرب واللا سلم)، في تحقيق الردع للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر، وأعدكم وأعد جماهير شعبنا اليمني بأنكم ستسمعون في الأيام القادمة ما يثلج صدوركم، وما يحقق الردع الحقيقي لعدونا حتى يكف مؤامراته على بلدنا، ويتركه ينعم بخيره وينهض بأبنائه دون وصاية ما لم فأسلحة الردع جاهزة -بإذن الله سبحانه وتعالى”.
وجدد الرئيس المشاط، التأكيد على أن أولويات هذه المرحلة ما زالت هي الأولويات الثلاث التي حددها قائد الثورة والتي أضيفت إليها أولويتان في ظل الوضعية القائمة، تتمثل الأولى في التصدي للعدوان والحصار والتي لا ينبغي ولا يجوز أن ينحرف عنها أحد.. وقال” لا يجوز ولا ينبغي أن نفتر من عزائمنا أو نقنع أنفسنا أننا خرجنا من الحرب، فالحرب مستمرة ومتوقع لها أن تعود بين الحين والآخر”.
وأضاف” لذلك يجب أن تبقى الهمة والجهوزية عالية من الجميع جيش وأمن ورجال قبائل، إذ لا زالت الأولوية الأولى التصدي للعدوان ورفع الحصار، وإذا لم نحقق هذا الهدف بالسلم فمن المؤكد أن هناك طرق وخيارات أخرى سيتحقق بها بإذن الله”.
وأشار إلى أن “الحديث عن استمرار العدوان يقتضي التطرق لعناوين وتفاصيل كثيرة خصوصا والجميع يشاهد المارينز في حضرموت وكيف ينزل إلى الشوارع، والمؤامرات التي تحاك على المناطق والمحافظات المحتلة في جنوب الوطن، لكن هيهات لهم ذلك وفي اليمن قبائل همدان الكبرى الوفية التي ناصرت الإسلام من يومه الأول ووقفت سدا منيعاً أمام الغزاة طوال التاريخ”.
وأكد على ضرورة الاستمرار في كشف مؤامرات العدوان وما يقوم به من نهب للثروات واحتلال أجزاء كبيرة من البلد، واستحداث مواقع وقواعد عسكرية في المناطق والمحافظات المحتلة والجز والمياه الإقليمية والاقتصادية اليمنية.. لافتا إلى أن كشف مؤامرات الأعداء يجب أن يندرج تحت أولوية التصدي للعدوان بما في ذلك المؤامرات الاقتصادية التي يشنها العدو بالتزامن مع حربه العسكرية.
وبين أن العدو دخل في حرب تسمى في علم السياسة “الحرب الهجينة” التي تستخدم فيها الحرب الصلبة والناعمة، لكنه سيفشل كما فشل في الحرب العسكرية والصلبة.
ولفت إلى أن الأولوية الثانية هي استقرار الجبهة الداخلية.. حاثا “الإعلاميين والسياسيين على رصف الصفوف ووحدة الكلمة قبل كل موقف، وقبل أي عواطف أو مشاعر من هنا أو هناك، فلدينا عدو، يجب مواجهته”.
وفي حديثه عن الوضع الداخلي أوضح الرئيس المشاط، أن هناك حرب اقتصادية يشنها العدو، ومن الأخطاء الجسيمة والفادحة أن يتوجه كائن من كان إلى تحويل اللوم على القوى الوطنية، فالمعاناة الاقتصادية يقف وراءها العدوان، وهو المسؤول الأول عنها.
ولفت إلى أن المؤامرة الاقتصادية لها نتائج وصعوبات اقتصادية، بما فيها شحة الموارد وعدم القدرة على الإيفاء بالنفقات الواجبة والضرورية، ومنها المرتبات، لكن هذه نتيجة إجراءات وحرب اقتصادية يمارسها العدو.
وذكر الرئيس المشاط أن الأولوية الثالثة تتمثل في إصلاح مؤسسات الدولة والتي لا تعني تغيير فلان أو علان، فهذا جزء بسيط من عملية الإصلاح.. وقال” يجب علينا أن نفلسف هذه الأولوية، فلدينا عوائق ووضعية قائمة ومشاكل، وعليه يجب أن يكون أي تناول لهذا العنوان من جميع الزوايا “.
وأفاد بأن التحدي الأكبر في إصلاح مؤسسات الدولة هو إرث الماضي بغض النظر عن المسميات.. مبينا أن هناك لجان نزلت إلى كل مؤسسات الدولة، وهذا هو التغيير الجذري الذي تحدث عنه السيد القائد، وهذه هي أولوية إصلاح مؤسسات الدولة.
وأشار الرئيس المشاط، إلى أن ما تحقق في الفترة الماضية في سياق تلبية تطلعات أبناء الشعب اليمني، ومقارعة العدو في أكثر من أربعين جبهة كان بفضل الله ونتيجة لإجراءات بسيطة لإصلاح مؤسسات الدولة.
ولفت إلى أن إرث الماضي رتب وضع البلد على أساس الاعتماد على الاستيراد من الخارج، والآن يتم التركيز على الإنتاج والتصنيع المحلي وتوجيه الشعب للعمل من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
وأكد فخامة الرئيس، أن الأولوية الرابعة تتمثل في تحقيق النهضة لليمن بالتوجه للإنتاج الداخلي والاهتمام بالزراعة، كونها من أكبر المقومات التي تمكن البلد من الوقوف في مواجهة الغزاة والمحتلين.
وقال” سنتجه إلى تهيئة بيئة الاستثمار لرجال المال والأعمال، حيث كان بلدنا يصنف بأنه بيئة طاردة للاستثمار المحلي، واتجهت رؤوس الأموال إلى كثير من البلدان الخارجية، للأسف الشديد؛ لأن قانون الاستثمار، وكل القوانين واللوائح المتعلقة بالاستثمار كانت تشكل بيئة طاردة للمستثمرين”.
وأضاف” أعد رجال المال والأعمال بأننا سنهيئ البيئة الاستثمارية بإذن الله، ونتجه جميعا إلى الإنتاج المحلي، فنحن شعب عريق يجب أن يقف على أقدامه، ولا يعتمد على الاستيراد الخارجي كما كان في الماضي”.
وخاطب الرئيس المشاط قبائل محافظة صنعاء قائلا” أنتم همدان الذين تحدث عنكم الإمام علي عليه السلام، وكان يولي وجهه قبلة همدان كلما مر به أمر، وناصر آباؤكم وأجدادكم الرسول صلوات الله عليه وعلى آله والأئمة الأطهار”.
وأضاف” رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أرسل الإمام علي إلى صنعاء فكان آباؤكم وأجدادكم أول من استقبل ورحب وارتبط بالإمام علي منذ ذلك التاريخ إلى اليوم، لذلك نحن عندما نقف بين أبناء هذه القبائل نقف أمام تاريخ عريق يرتبط بكل أعلام الهدى على امتداد التاريخ الإسلامي”.
وأشار إلى الدور المحوري لقبائل المحافظة في مواجهة أعتى عدوان مر على تاريخ اليمن، حيث كان لهذه القبائل الوفية الباع الكبير واليد الطولى في مقارعة هذا العدوان.. لافتا إلى أن أبناء قبائل صنعاء كانوا الركيزة الأولى والمحورية لثورة 21 سبتمبر.
ودعا الرئيس المشاط، إلى الحفاظ على وحدة الصف والنسيج الاجتماعي كون العدو يريد أن يثير الخلافات والنزاعات والمناكفات داخل هذه القبائل لأضعافها لأنه يعرف من هي هذه القبائل.
وحث على وحدة الكلمة وحل الخلافات لتفويت الفرصة على العدو، ومواصلة المشوار حتى الوصول إلى النصر بإذن الله تعالى.. منوها بالدور الريادي لأبناء قبائل همدان الكبرى في مقارعة العدوان الغاشم المستمر على اليمن على مدى تسع سنوات.
وتابع” اليوم نضع حجر الأساس لحزمة من المشاريع تتجاوز قيمتها خمسة مليارات ريال في محافظة صنعاء، وفي غيرها من المحافظات وسنواصل النهوض ببلدنا على الرغم من أننا تولينا المسؤولية ومؤسسات الدولة تحت الصفر”.
وتطرق فخامة الرئيس، إلى الواقع المرير في المناطق الخاضعة للاحتلال، وما تشهده من جرائم وآخرها جريمة سحل وربط أحد المواطنين في شجرة في مديرية صبر الموادم بتعز، وهي ممارسات وحشية تعبر عن أقذر الحركات الاستخباراتية العالمية.
وقال” هذا ما كان يراد أن يكون في مناطقنا لولا الله وحكمة القيادة وهذه الوجوه الوفية التي وثبت وثبة الأسود في مقارعة هذا العدوان الذي كان يريد احتلال هذا البلد إلا أن أمانيه تحطمت على صخرة قوتكم ووعيكم وتماسككم وثباتكم في أحلك الظروف”.
وشدد الرئيس المشاط على ضرورة الاهتمام بترسيخ الهوية الإيمانية لشعب الإيمان والحكمة باعتبارها عنوانا عاما للجميع ويجب المحافظة عليه.
وقال” عندما نرى الأمريكيين يتزعمون قيادة الشذوذ بكل وقاحة، يجب علينا أن نقابل هذه الحرب المستعرة مع أعداء الإسلام بالتمسك بهويتنا الإيمانية، ويأتي تحت هذا العنوان إحياء مولد خير البشر محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- ويجب على جماهير شعبنا اليمني الاهتمام بهذه المناسبة”.
وذكر فخامة الرئيس، أن الاهتمام بمولد خير البشر يأتي في سياق الاهتمام والحفاظ على الهوية الإيمانية للشعب اليمني وأصالته وارتباطه برسالة الإسلام، وبالرسول الكريم وأعلام الهدى.