مركز البحوث والمعلومات: زيد المحبشي
البهائية واحدة من صنائع الاستعمار الصليبي بمختلف مسمياته ومراحله التاريخية، وأحد السهام المسمومة للصهيونية والماسونية العالمية، وإحدى أدوات الغزو الفكري القذرة لمحاربة وتشويه الإسلام، وطمس معالم المسلمين، وإضعافهم، وبث الفُرقة والانقسام والبلبلة في أوساطهم، وسلخهم وإبعادهم عن عقيدتهم.
وهي ديانة وضعية مُختلقة تدعي أن لها نبيها وطقوسها ومُعتقداتها الخاصة بها، والمُتأمل في تلك المعتقدات والطقوس يجد أنها مجرد استنساخ شائه لما حفلت به اليهودية الصهيونية والماسونية من هرطقات وسموم استعمارية تضليلية إفسادية، وكلها تندرج تحت مظلة ما يُسمّى بـ “الحرب الناعمة”، وهذه الحرب من أكثر أنواع الحروب قذارة وبشاعة وتدميراً وإفساداً، لأن أسلحتها عادةً ما تكون خفية ومُتسترة بشعارات إنسانية وحقوقية خادعة، وهو ما نحاول الوقوف عليه في هذه القراءة، لتعريف أجيالنا بمدى خطورة هكذا نوع من الجماعات التي باعت نفسها ودينها وأوطانها للشيطان والمستعمرين.
محافل سرية خُنفشارية:
تنتظم البهائية في الدول التي تنتشر فيها تحت مُسمّيات وهيئات ومحافل سرية، وتتخفّى وراء قائمة طويلة من المنظمات التي غالباً ما تُمارس أعمالها تحت عناوين إنسانية وحقوقية براقة، بينما هي مجرد غطاء للتبشير والتجسّس خدمةً للصهيونية والماسونية وقوى الاستعمار الإمبريالي.
بعد هلاك قادتها المُؤسسين، قررت الصهيونية العالمية في العام 1963 تشكيل مجلس إداري أعلى يقودها على مستوى العالم، ويُنظم شؤونها، أسموه “بيت العدل الأعظم” يقع مقره الرئيسي على سفح جبل “الكرمل” في ميناء “حيفا” بفلسطين المُحتلة، يضم 9 أعضاء، يتم انتخابهم كل 5 سنوات، تتبعه مجالس مُنتخبة على المستويات المحلية والوطنية والدولية تُسمى “محافل”، وهذه المجالس تنتخب “بيت العدل”، وهو أعلى سلطة إدارية وروحية ومرجعية عالمية لهذه الفرقة الضالة، ويعتبره أنعام الأتباع هيئة معصومة ومُؤيدة من قبل الله، أُذِن لها بالتّشريع فيما ليس مذكوراً في كتب المدعو الدعيّ “بهاء الله” وألواحه أو في كتابات ولده الدعي “عبدالبهاء”، وتشريعاته نصوص مُقدسة بحسب زعمهم.
فِرية الألوهية والحلولية:
انفردت البهائية عن غيرها من الأديان الوضعية المنحرفة بادعاء ألوهية الفرد ووحدة الوجود والحلول، وعدم الفصل بين اللاهوت والناسوت، وادعى شيطانها الماسوني النجس “بهاء الله”، حلول الله في بعض خلقه، وتجمُّع الله والرُسل والأنبياء في شخصه، وأنه وسيطٌ بين الناس والخالق، وتجلِّي الله للخلق في هيكله المرئي، وحلوله فيه، وتكلُّمه معهم بلغة بشرية.
وذهب الشيطان البهائي إلى أن الناس عرفت الله من خلاله لأول مرة، وليس من خلال آيات الله المبثوثة في الكون، وأنه من يتولى مهمة محاكمة الخلق يوم التناصف، وأن له كل صفات وأفعال وأسماء الله، وليس لله ذلك، مُتذرِّعاً بأنه لكي يُعرف الله ويراه ويشاهده الناس لا بد من هيكل وجسم يحِلّ ويتجسّد فيه، وبعد التجسُّد تستطيع الحقيقة الإلهية منح هذا الجسد كل صفات الكمال من القدرة والهيمنة ليمارس عمليات الخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، وبالتالي فظهوره هو ظهور الله، ووجهه وجه الله، ومشيئته مشيئة الله، وإرادته إرادة الله، وجميع صفاته وأسمائه هي بعينها صفات وأسماء الله، ومعرفته هي معرفة الله، وتكذيبه تكذيب لله ذاته، لذا فهو يستحق العبادة دون سواه والعياذ بالله.
وادعى بوضوح لا لبس فيه كما هو مدونٌ في كُتبه بأنه “الله”، وأنه خالق السماوات والأرض، وأن المُهمة الكُبرى لرُسل الله كموسى وعيسى ومحمد هي التبشير بظهور الله في جسده، تماماً كما زعم النصارى في ادعائهم بأن مُهمة الرُسل السابقين لعيسى عليه السلام التبشير بحلول الله في جسد عيسى، ولذلك سمّى البهائي الدجال نفسه “مظهر الله”، واستدل أتباعه على ألوهيته بنفس استدلالات النصارى على ألوهية عيسى، وأدعو أنه ابن الله.
وأنكر حقيقة الملائكة والجن والجنة والنار والبعث والنشور والعذاب والثواب ويوم القيامة والحياة الآخرة بعد الموت، وقال بتناسخ الكائنات، ورأى أن الثواب والعقاب يقع على الأرواح فقط، وفسّر القيامة بظهوره، وادعى أن الحياة الآخرة هي المدة بين نبي الله “محمد” صلى الله عليه وآله وسلم والمسيخ الشيرازي “الباب”.
ومن خزعبلات هذه الفرقة المارقة أن الحساب يوم القيامة يكون بالفصل بين المؤمنين بالبهاء الدجال والرافضين له، وعدوا الرافضين له كافرين ومطرودين من رحمته، و”الجنة” هي الحياة الروحية البهائية والإيمان بأن “البهاء” رب السموات والأرض.
وذهبوا إلى أن عجلهم الوحيد القادر على فهم ومعرفة رموز الكتب الإلهية، لعجز أنبياء الله ورُسله عن ذلك، وأي فرية أعظم من هذه، و”أبواب الجنة” هي كِبار أتباع “الباب” الشيرازي، والنار الموت الروحاني، ورؤية الله هي رؤية الجسد الذي حلت فيه روح الله كما أسلفنا، ولقاء الله هو لقاء البهاء، والملائكة هي أئمة البهائية، وملائكة النار المشار اليهم في الآية 30 من سورة المدثر: “عليها تسعة عشر”، هم الـ 19 رجلاً الذين كفروا بالبهاء واتبعوا أخيه غير الشقيق “يحيى صُبح الأزل”، و”الدجال” هو أخيه “يحيى”، وعش رجباً ترى عجباً.
والرد على أكاذيب هذه الفرقة المارقة وتفنيدها مبسوطٌ في كتب علماء المسلمين من سنة وشيعة، وغرضنا هنا هو توضيح أكاذيب هذه الفرقة الشيطانية لا الرد عليها، لكي يعرف الناس مدى خطورتها، ومن يُنكر الله ويُنصِّب نفسه إلهاً للناس من دون الله، ويدّعي رؤية الله ويُجسِّمه ويُشبهه بخلقه ويجعله مجرد موظف عنده والعياذ بالله، فكل أكاذيبه باطلة وساقطة ولا تستحق الرد، لأن في ذلك إعلاءٌ لها ورفع لشان دعِّيِها.
أكذوبة النبوة المفتوحة:
لم تكتفِ البهائية بادعاء الربوبية لعجلها النجس، بل ووصل بها الفجور للادعاء بأن رسول الله “محمد بن عبدالله” صلى الله عليه وآله وسلم، ليس خاتم الأنبياء والمرسلين، والإسلام ليس الدين الخاتم، وأنه لا بُد من استمرار ظهورُ الرُسل الإلهيين كل ألف سنة لتعليم البشرية كيفية الاستمرار فيما أسموه “حضارة دائمة التقدم”، ومن يدّعِ النبوة قبل تمام الألف عام بعد ظهور “البهاء” فهو كذّابٌ مُفترٍ، متجاهلين أن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، كما بشّر الأنبياء والمرسلين من قبله، ونصّ الله على ذلك في كتابه، وأنه لا نبي بعده، وأن الإسلام الدين الخاتم لكل الأديان الإلهية، ولا دين بعده.
ومن هرطقاتهم، إنكار المُعجزات التي أيّد الله بها الأنبياء والمُرسلين، وتخصيصهم نبيهم الكذاب وعجلهم البهائي بها، واعتبروا ذلك مزية تكريمية، وادعوا بأنه يُوحى إليه، وأصبغوا عليه صفة القداسة والعصمة، وذهبوا إلى أن ظهور شيخه الخنزبي “الباب” الشيرازي في العام 1844 كان بداية لعصر جديد نضج فيه الجنس البشري روحياً.
وادعى “بهاء الله” أنه المسيح المُخلِّص الثالث الذي ادعت اليهود ظهوره في أخر الزمان من أولاد داوود عليه السلام، ووافق النصارى في الإيمان بصلب المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وقال بنبوة “بوذا” و”كونفوشيوس” و”براهما” و”زرادشت” وغيرهم من حكماء الهند والصين والفرس.
ومن المضحكات أيضاً ادعاء “الباب” أنه حاجب المهدي المُنتظر والمُوصل إليه، ثم تراجعه وادعائه المهدوية، ثم النبوة وأطلق على نفسه لقب “باب الدين”، وزعم أن الوصول إلى الله لا يكون إلا من باب النبوة، وبعدها بفترة وجيزة زيّن له شيطانه الماسوني ادعاء مكانة أرفع من مكانة الأنبياء هي “الألوهية”، وأطلق على نفسه لقب “النُقطة”، وتعني انبثاق الحق، ورأى أتباعه أنه أعظم وأجلّ مقاماً من جميع الرُسل، وأن ما يُوحى إليه من دين أتمّ وأكمل من كل وحي ودين سابق.
ومن أكاذيبهم الممجوجة ادعاء استمرارية الوحي بعد وفاة رسول الله “محمد بن عبدالله” صلى الله عليه وآله وسلم، وإنكار ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وذهبوا إلى أن المقصود بـ “خاتم النبيين”، هو “زينة وخير الأنبياء”، كالخاتم يُزِّين الإصبع، وليس أخر الأنبياء.
إلغاء الشريعة الإسلامية:
ادعى الدجال “بهاء الله” أن ظهوره ألغى الإسلام والشريعة الإسلامية، وأن كتابه “الأقدس” ناسخ لجميع الكتب السماوية، وأن الكتب السماوية “التوراة، الإنجيل، القرآن” لم يفهم الأنبياء معانيها لضعف عقولهم، وأنه الوحيد الذي فسّرها بصورة صحيحة، وأن الأنبياء اُختصوا بالتنزيل، وهو مُختصٌ بالتأويل، وزعم أن تفاسير العلماء للكتب الإلهية بما فيها القرآن تافهة، باردة، عقيمة، جامدة، بل مُضلة مُبعدة مُفسدة.
وكتابه “الأقدس” مزيجٌ من عقائد ومذاهب ديانات الهند القديمة، والصين، وفارس، واعتقادات الفلاسفة، والماسونية، والصهيونية.
ووصف الدجال “البهائي” المسلمين بـ “الهمج الرعاع”، وادعى أنه وجماعته الموحدون الوحيدون بين الأمم، ومن لم يؤمن بما يؤمنون به فهو مشركٌ، مطرودٌ من رحمته.
واختلقوا عبادات خاصة بهم، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1 – الصلاة:
تُؤدى صلاتهم بصورة فردية في البيوت، وقبلتهم ليس مكة المكرمة بل قبر عجلهم “بهاء الله” في “عكا”، يسبقها وضوءٌ بـ “ماء الورد”، وهذا الماء عند المسلمين لا يجوز الوضوء به، لأنه طاهرٌ في نفسه غير مُطهرٍ لغيره، ومن لم يجده فعليه الترديد خمساً “بسم الله الأطهر الأطهر”.
وألغوا صلاة الجمعة، وأجازوا الجماعة في صلاة الميت فقط، وغايتهم من إبطال صلاة الجماعة تفريق وتشتيت المسلمين، وهذه واحدة من أهم أهداف الصهيونية العالمية إلى جانب إبعاد المسلمين عن القرآن الكريم وإبطال صلاة الجمعة.
2 – الصوم:
استنوا لهم صياماً خاصاً، ودعوا أتباعهم لصيام 19 يوماً في الشهر الأخير من السنة البهائية، وتحديداً خلال الفترة “2 – 20 مارس”، واختتامه بما أسموه “عيد النوروز”، وهو “العيد الأعلى” لديهم.
والصيام لديهم محصورٌ في الامتناع عن الأكل والشرب فقط من الصباح إلى المغرب، وأباحوا نكاح الزوجات أثناء الصيام.
ويبدأ تقويمهم من عام ظهور “الباب” 1844، وبداية سنتهم الجديدة 21 مارس، وهي مكونة من 19 شهراً، كل منها 19 يوماً.
في اليوم الأول من كل شهر يحتفلون بما يُسمى “عيد التاسع عشر”، ورقم 19 من الأرقام المُقدسة عندهم، وفي الفترة “21 أبريل – 2 مايو” يحتفلون بـ” عيد الرضوان”، وينتخبون خلاله قيادتهم المركزية العالمية “بيت العدل الأعظم”، ولهم 9 أيام مُقدسة، ترتبط بحياة “الباب” و”بهاء الله” و”عبدالبهاء”، يتوقفون فيها عن العمل.
3 – الحج:
حرّموا الحج إلى “مكة” المكرمة، وأوصوا بهدم بيت الله الحرام عند ظهور “المقتدر” من أتباعهم، وأوجبوا الحج إلى المركز العالمي لهم في مدينتي “عكا” و”حيفا” بفلسطين المحتلة، تضم الأولى ضريح “بهاء الله” والثانية ضريح ” الباب”، إلى جانب الدار التي وُلد فيها “الباب” بشيراز، والتي نزل بها “البهاء” في العراق، والحج عندهم لمن استطاع، ومتى أراد من أيام السنة.
هدم الأسرة:
لم يُغفل فكرهم الماسوني الشيطاني الأسرة، لأنها أهم لبنة في بناء المجتمعات، وحفظها من منزلقات الرذائل يعني خلق مجتمع فاضل قوي، وهذا لا يتماشَ مع أهداف قوى الاستعمار “الصهيو – ماسوني”، لذا حرص كلبهم الماسوني البهائي على وضع التعليمات الكفيلة بتدمير وتحطيم الأسرة، فأفتى بحرمة زواج الرجل بزوجة الأب، وأباح له ما دون ذلك من أخوات وخالات وعمات، ووصلت به الوقاحة لإجازة زواج الرجل بأم الأم وابنة الأُخت والأخ.
وحرّموا لبس المرأة الحجاب تحت مُبررات ما أنزل الله بها من سلطان، ودعوا للسفور والفجور، وشيوعية النساء والأموال، وإطلاق العلاقات الكاملة بين الجنسين من دون حدودٍ ولا قيود، بما في ذلك إجازة المثلية، واعتبارها تحضُّراً ورُقياً، في مسعى شيطاني لهدم كل القيم والأخلاق والنواميس، ونقل البشرية لحياة الإباحية البهيمية.
وادعت هذه الطائفة القميئة أن كل شيئٍ طاهرٌ بما في ذلك “ماء النطفة” رحمة من بهائهم الدجال على البرية، ولذا فالاغتسال من الجنابة، والتطهُر من النجاسة المُغلّظة والمُخففة بكل أنواعهما رجس من عمل الشيطان، فمن آمن بالبهائية فقد طهُر حد زعمهم أعماهم الله.
وأجازوا الاستماع للأغاني بأنواعها، وعدّوا ذلك عبادة، واستخدام الذهب كأواني للأكل.
وأباحوا الخمور وأكل لحم الخنزير، وأمروا بإلغاء أصول الذبح الإسلامية.
إلغاء الأديان:
يرى الدجال البهائي أن التمسك بالأديان وعدم تبديل الشرائع مرضٌ عام، ووباء، وأن الاعتقاد بأبدية الشرائع والأديان من المصائب الكُبرى التي اُبتليت بها الأمم الماضية، داعياً لوحدة الأديان والشرائع والإنسانية تحت راية ديانته المزعومة، وهذه واحدةٌ من أبرز أفكار الماسونية العالمية، واليهودية القديمة.
وبعد رحيله نادى ابنه الدجال “عبدالبهاء” بجمع كل الأديان السماوية على أصول نواميس موسى عليه السلام، واتهم المسلمين باضطهاد اليهود وقتل الكثير منهم وإحراق منازلهم ونهب أموالهم وأسر أطفالهم، وادعى أن أباه “بهاء الله” هو المُجدد لدعوة بني إسرائيل والمسيح.
وبالمجمل فالغاية من هكذا تقولات تهيئة الساحة العربية والإسلامية لمخططات استبدال الشريعة الإسلامية بالعلمانية، وجعل الأخيرة ديناً عالمياً.
وقد سمعنا خلال العام 2004 وما صاحبه من تباشير إنجيلية “صهيو – أميركية” بولادة “شرق أوسط جديد” تحت الراية الصهيونية، سُرعان ما تحطمت أحلامهم الشيطانية على صخرة المقاومة اللبنانية، والخطير في تلك المحاولة العبثية ظهور ما أسمته الماسونية العالمية “الفرقان الحق”، وعدّته كتاباً مُقدساً عالمياً تجمع نصوصه “القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل”، مصحوباً بادعاءات كذاب البهائية الأشر بأن التوراة والإنجيل غير محرّفة، وكتبنا عن خطورة ذلك المنحى الشيطاني يومها مقالاً مطولاً في صحيفة “الأمة” المحلية تحت عنوان “الإسلام في قفص الاتهام”، وضحنا فيه كيف انخدع العديد من أبناء الإسلام في المشرق العربي بذلك الكتاب، وخصوصاً في أوساط الطبقات التي تدعي الانفتاح المنفلت، ولم تتورّع يومها بعض صحف دول الخليج العربي عن نشر نصوص ذلك الكتاب المسخ، ولا زال العمل جاري، لجعله واقعاً عالمياً انطلاقاً من المشرق العربي.
هدم الأوطان واللغات القومية:
من أفكارهم المسمومة أيضاً إلغاء فكرة “الأوطان” تحت دعوى فكرة “الوطن العام”، والدعوة إلى وحدة “اللغة”، واستخدام لغة عالمية مُوحدة، تكون “لغة الأمم”، أسموها “النوراء”: “يا قلمي الأعلى، بدِّل الفُصحى باللغة النوراء”.
وغايتهم من ذلك ترك الناس لغة القرآن الكريم “العربية”، من أجل إضعاف الصلة بين المسلمين و”الأممية”، وهذه واحدة من أهم أهداف ومُخططات الماسونية الخادعة لفصل الأمم عن تراثها وتاريخها وحضارتها، وإلغاء شخصيتها وكينونتها، والقضاء على مقوماتها، وبخاصة الأمة الإسلامية حتى يسهُل على المستعمرين إخضاعها والسيطرة عليها، وصولاً إلى شرعنة الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة، وتقبُّل العرب التعامل معهم كواقع، وتطبيع العلاقات معهم، وجعلهم جُزءاً من المنظومة العربية، وواسطة العقد فيها، ومركز قرارها.
ولهذه الغاية الشيطانية حرص أدعياء البهائية ومُهرطقيها على تحريم الجهاد وإلغاء هذه الفريضة المقدسة، واعتبر كذابها الأعظم “بهاء الله” محو الجهاد من القرآن بشارته الأولى للأمة، وادعى أن العذاب هو اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة والصوم والحج والجهاد: “لأن تُقتَلوا خيرٌ من أن تَقتُلوا”.
وهدفهم من ذلك تحريم حمل السلاح ضد الكيان الصهيوني الغاصب، والعربدة الأميركية في المشرق العربي، والغزاة والمحتلين والمستعمرين بمختلف ألوانهم ومسمياتهم، والتسليم والطاعة والانقياد للحُكام الظلمة وتحريم الخروج عليهم، وتشويه صورة الإسلام الحنيف، وبلبلة أفكار المسلمين، وزعزعة عقائدهم، وبث السموم لتوهين الثوابت في نفوسهم.
وفي هذا تأكيدٌ واضحٌ وجليٌ على صلتهم بالصهيونية والماسونية العالمية، وعملهم على تهيئة العالم الإسلامي ليقع تحت سيطرة الاستعمار والاحتلال، وإحلال العلمانية محل الإسلام، والخضوع لكل حاكم ولو كان ظالماً أو مستعمراً أجنبياً، ويلتقون في ذلك مع أقتام القاديانية والوهابية.
لهذا لا عجب من إجماع الأحرار من علماء ومفكري السنة والشيعة على وجوب التصدّي لهذه الفرقة المارقة، والرد عليها، وتفنيد أباطيلها، واعتبارها مُرتدة وخارجة عن رقبة الإسلام، والحكم بنجاستها وضلالها.
المراجع:
1 – أحمد عامر متولي عامر، النِحل الوضعية المعاصرة وعلاقتها بالصهيونية “البهائية نموذجاً”، ملف بي دي إف.
2 – أسامة شحادة، البهائية حصان طروادة لإسرائيل، موقع عمون، 14 أبريل 2012.
3 – د. خالد السيوطي، البهائية وعلاقتها بالصهيونية وقيام دولة إسرائيل، مركز القائمية للبحوث والتحريات الكمبيوترية، أصفهان، طبعة 2007.
4 – عبدالرحمن الوكيل، البهائية تاريخها وعقيدتها وصلتها بالباطنية والصهيونية، دار المدني للطباعة والنشر والتوزيع – مصر، الطبعة الثانية 1986.
5 – فراس خطيب، البهائية دين بلا سياسة، الأخبار اللبنانية، 26 يوليو 2007.
6 – وليد بدران، ما هي الديانة البهائية ومن هم البهائيون؟، بي بي سي البريطانية، 3 مارس 2018.
7 – المكتبة الشاملة، البابية والبهائية ليسوا مسلمين.
8 – الموسوعة العريقة.