تشهد سواحل محافظة الحديدة إقبالاً غير مسبوق خلال أيام عيد الفطر المبارك (1444هـ)، وسط أجواء فرائحية وإصرار على الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية الجليلة مهما كانت الصعوبات والتحديات.
وتستقبل مدينة الحديدة، منذ ثاني أيام العيد، آلاف الزائرين الوافدين يومياً من أمانة العاصمة ومحافظات أخرى لقضاء إجازة العيد، نظراً لما يمثله ساحل المدينة من قبلة سياحية ومتنفس للأسر الوافدة من مختلف المناطق.
ورغم ما تتميز به مدينة الحديدة من مقومات سياحية وعوامل جذب للزائرين، ما تزال في حاجة إلى الدعم والمشاريع المتصلة بالبنية التحتية والخدمات؛ لتلبية احتياجات مرتاديها، لكنها مقارنة بالأعوام الماضية بدأت هذا العام تحظى باهتمام في تأهيل كورنيش الخط الساحلي للمدينة.
وفي حين تواجه قيادة المحافظة تحديات جمّة في النهوض بقطاع السياحة والاستفادة من موارد السياحة الداخلية، إلا أن ثمة مؤشرات ومساعي لترجمة الرؤى الهادفة إلى تأهيل وتطوير المواقع السياحية، وتوفير احتياجاتها.
وبدأت قيادة المحافظة تنفيذ بعض الخطوات التي تشكل نقطة ضوء لتفعيل قطاع السياحة كمؤشر إيجابي يحتاج إلى المزيد من التعاون والدعم، ضمن خطة مرحلية تتمثل ببدء صيانة الأضرار التي تعرض لها كورنيش الساحل وتأهيل الحدائق والمتنزهات وإعداد دراسات لمشاريع مستقبلية واعدة.
وحسب تقرير أولي لمكتب السياحة في المحافظة، تجاوز إجمالي عدد الزائرين منذ أول أيام عيد الفطر أكثر من 300 ألف زائر، في حين ما تزال مدينة الحديدة ومواقع سياحية عديدة تستقبل الآلاف من الأسر والعوائل.
وأشار نائب مدير مكتب السياحة بالمحافظة، جلال المحويتي، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إلى تزايد الإقبال على المواقع والمناطق السياحية، سيما ساحل مدينة الحديدة خلال أيام العيد للعام 1444هـ رغم الظروف المعيشية والاقتصادية الناتجة عن العدوان والحصار.
وذكر أن شواطئ وحدائق ومتنزهات المحافظة اكتظت بالزائرين الوافدين من المحافظات الأخرى، وكذا من مديريات المحافظة خلال الأيام الماضية من إجازة عيد الفطر، وما يزال الزائرون يتدفقون إلى مدينة الحديدة حتى اليوم.
وأفاد بأن نسبة حجوزات المنشآت الفندقية في مدينة الحديدة البالغة 60 فندقاً سياحياً، وصلت إلى 100 بالمائة، ما أجبر بعض الزوار للمبيت في منازل أقربائهم وأصدقائهم، والبعض الآخر يفترشون الأرض وعلى سياراتهم في سواحل المدينة.
ونوّه بما تزخر به محافظة الحديدة من مميزات ما يتطلب تفعيل النشاط السياحي الذي تأثر سلباً بفعل العدوان والحصار.. مبيناً أن السلطة المحلية ومكتب السياحة بالمحافظة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والأجهزة الأمنية وخفر السواحل، عملت على توفير الخدمات وكذا المتطلبات الأساسية على طول السواحل والحدائق والمنتجعات والمتنزهات السياحية.
وأكد المحويتي ضرورة تأهيل المواقع والمنتجعات السياحية وتزويدها بمشاريع خدمية تلبي احتياج السياحة الداخلية على مدار العام.. داعيا رجال المال والأعمال إلى الاستثمار بالقطاع السياحي في المحافظة التي تعد منطقة جذب سياحي لتحقيق عائد لخدمة الاقتصاد الوطني.
وذكر أن القطاع السياحي في المحافظة تكبّد خسائر مباشرة وغير مباشرة جراء استهداف العدوان الممنهج للمواقع السياحية والأثرية والمدن التاريخية.. مؤكداً أهمية وضع مصفوفة زمنية لمواجهة التحديات وتحقيق الطموحات والنهوض بالقطاع السياحي.
كما أكد نائب مدير مكتب السياحة ضرورة تهيئة البيئة الداخلية، وإيجاد علاقة شراكة بين المحافظة والقطاع الخاص والاستثمارات المحلية؛ لتنشيط السياحة الداخلية الذي سينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني.
وفيما تُعتبر محافظة الحديدة أحد أهم روافد القطاع السياحي، بما تزخر به من شواطئ وسواحل يقصدها آلاف الزوار من مختلف المحافظات، يكافح مكتب السياحة في المحافظة لاستعادة نشاطه وتفعيل وتنمية السياحة الداخلية.