حوّلت دويلة الإمارات أرخبيل سقطرى إلى موقع عسكر كبير وأحدثت فيه أضراراً جسيمة في بيئته وسمعته كمحمية طبيعية؛ الشيء المريب والمقلق أن العالم كله يتابع ما تقوم به الإمارات في الأرخبيل بنوع من اللامبالاة وصمت مريب.
منذ اليوم الأول لاحتلالها، سعت الإمارات إلى فصل الأرخبيل عن الوطن الأم اليمن، بسلسلة من الأعمال التي تقوم بها هناك، ومنها إحداث تغييرات ديمغرافية واستقدام سكان من خارج الأرخبيل في محاولة يائسة منها لإخراجه عن السيادة اليمنية.
ما يحدث حالياً في سقطرى هو احتلال إماراتي تقاسمته مع العدو الصهيوني من خلال مشروع استعماري مشترك بينهما للسيطرة على الأرخبيل المدرج على قائمة التراث العالمي لليونيسكو.
بات أرخبيل سقطرى مستباحاً من قبل الإمارات التي خططت لاحتلاله منذ سنين.. شجعها المال على ذلك وأصبحت تعتقد أنها وبوفرتها المالية تستطيع أن تفرض وجودها أينما تريد، لكنها تناست أن أرخبيل سقطرى أرض يمنية منذ خلق الله الأرض ومن عليها، جذوره مرتبط بجذور الحضارة اليمنية وتحكمها آلاف السنين حضارة مجيدة فيما الإمارات دويلة لا يتعدى عمرها الـ 70 عاماً.
يمكن أن نفهم سبب هذه الأعمال الطائشة التي تقوم بها الإمارات في أكثر من مكان، ويعود إلى شعور هذه الدويلة بالنقص، إذ لا وجود لها في أي مرحلة تاريخية لا في العصر الجاهلي ولا الإسلامي وما بعده، إنما هي عبارة عن دولة لقيطة وجودها مرتبط بوجود النفط الذي تم اكتشافه فيها أوائل سبعينيات القرن الماضي.
حقيقة تناستها دويلة الإمارات مفادها أن كل شيء يمكن شراؤه بالمال إلا التاريخ، فلجأت إلى عملية تزييف التاريخ وهذا ما تقوم به حالياً، لكنها مسألة مفضوحة ومعيبة ويصبح من يقوم بها مثار سخرية على المستوى الدولي.
الشيء المؤكد أن التهافت الإماراتي على أرخبيل سقطرى يأتي نظراً لموقعه الاستراتيجي المهم، وهذا الأمر جاء بتوجيهات من أسياد الإماراتيين “الأمريكان والبريطانيين” .. فالأرخبيل يقع في دائرة السيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن وخطوط تدفق نفط الخليج العربي وطرق الملاحة الدولية بشكل عام، ما جعل موقعه المهم محط أطماع دولية استعمارية.
وما هو معروف أنه لا يمكن للإمارات أن تستقر في سقطري، فالأرخبيل كان ومازال وسيظل في قلب وعقل 35 مليون يمني، هم سكان الجمهورية اليمنية.