أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، على أهمية استشعار المسؤولية والأمانة في خدمة المواطنين، والعناية بإنجاز وتسهيل معاملاتهم، والحرص المستمر على تطوير الأداء والمهارات والجانب الإداري في كافة مؤسسات الدولة.
وعبر قائد الثورة في كلمته اليوم خلال تدشين الحكومة العمل المشترك بين أجهزة الدولة ومكونات المجتمع، عن أمله في أن يكون هذا اللقاء مفيدا ومثمرا في إطار المساعي للارتقاء بالأداء العملي في مؤسسات الدولة وفي مقدمتها السلطة التنفيذية التي تضطلع بدور مهم، وعليها مسؤولية كبيرة بحكم موقعها في علاقتها مع الناس في إدارة شؤون حياتهم وأمورهم المعيشية وظروفهم الأمنية.
وقال :” إن الإنسان في هذه الحياة، مكلف ومنحه الله الإدراك والتمييز، وعليه مسؤوليات والتزامات حددها الله سبحانه وتعالى الذي إليه المصير، والذي سيجازينا ويحاسبنا على ما قدمنا وعملنا”.
وأضاف :” إن القرآن الكريم قد عبر عن أهمية مسؤولية الإنسان التي يتهاون بها الكثير من الناس ولا يدرك مستوى حجمها وعبئها وما ينتج عنها، قال تعالى “إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا”.
وأشار قائد الثورة إلى أن هذه الآية تبين حجم مسؤولية الإنسان وأهم ما يجب أن يتم استيعابه عن المسؤولية من منطق قرآني وهي “الأمانة”.. لافتا إلى أن المسؤولية هي ترجمة عملية لأداء هذه الأمانة التي حملها الله الإنسان في إطار استخلافه له في الأرض.
وأوضح أن حمل المسؤولية كبير جدا ويتطلب أن يحملها الإنسان بوعي ويقظة وإدراك لعواقب التفريط ومخاطر الإهمال والتقصير حتى يتعامل بجدية، إما إذا تعامل باستهتار مع المسؤولية فسيكون في واقعه وممارسته وأسلوبه وطبيعة تعامله مع مسؤولياته كما في الآية المباركة “ظلوما جهولا”.
وقال :”أول ما ينبغي أن ندركه في هذا الجانب هو أن المسؤولية ليست لعبة أو ممارسة لهواية أو عبارة عن موقع للتسلط والاستغلال للجانب المعنوي والصلاحيات ونحو ذلك، أو لأطماع شخصية، فالمسؤولية هي أمام الله سبحانه وتعالى، والإنسان بشكل عام هو في موقع المسؤولية، ولكنه عندما يكون في موقع الإدارة لشؤون الناس تكبر مسؤوليته، ويعظم الوزر عند التفريط أو الخيانة، ما يحتم على الإنسان أن يدرك أن مصيره إلى الله وأنه يخضع لرقابة الله الذي سيحاسبه ويجازيه إن كان صادقا وباذلا لجهوده في أدائه لمسؤولياته”.
ولفت إلى أن الإنسان يجب عليه أن يرجع إلى الله لتلافي التقصير بشكل مستمر، ويسعى إلى ما يساعده في أداء مسؤولياته على نحو أفضل.. مشددا على ضرورة أن يحرص الإنسان في إطار أدائه للمسؤوليات على تطوير أدائه العملي من خلال امتلاك مهارات عملية تساعده على حسن الأداء واكتساب الخبرة الإدارية اللازمة والتغذية الروحية المستمرة التي من خلالها ينطلق باندفاع كبير وإحساس عالي بالمسؤولية بدافع إيماني.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على ضرورة الاهتمام المستمر بتطوير الأداء والمهارات والجانب الإداري والثقافي الذي يحتاجه الإنسان لوعيه وبصيرته من خلال معرفة تعليمات الله التي سيحاسب على الإخلال بها يوم القيامة، وأن يكتسب الدافع الإيماني ليستفيد منه في مواجهة الصعوبات والتحديات التي تؤثر على الإنسان في أدائه العملي.
وأوضح أن المسؤولية هي في الأساس جماعية، في إدارة شؤون المجتمع، والعمل على إقامة القسط وخدمة الأمة، ولذلك يجب أن تكون المسؤولية جماعية وتتكامل فيها الأدوار وتتضافر فيها الجهود، ليأتي المجهود الجماعي فيحقق نتائج كبيرة وعظيمة.. مؤكدا على أهمية التعاون ما بين الجهات المركزية الوزارات والمؤسسات في صنعاء وما بين المحافظات.
وقال “هذا التعاون والتنسيق والتفاهم مسألة ضرورية لابد منها لتحقيق النجاح الكبير، والوصول إلى النتائج المهمة، فبالتعاون والتكامل وتضافر الجهود يحقق الله النتائج الكبيرة وتأتي البركة من الله”.
وتابع :”أما المجهود الفردي، فمهما كان إخلاص الشخص في موقع المسؤولية، ومهما كان اهتمامه، إذا كان يتجه بشكل فردي وشخصي ويريد أن يعمل لوحده، وأن يقتصر على تفكيره، دون أن يستفيد أو يتعاون مع الآخرين أو يشترك معهم في مناقشة الأمور والقضايا، فإنه بلا شك سيخفق ويفشل، وستبقى نتائجه وعطاؤه محدود جدا، لأن المجهود الفردي محدود في مقابل المجهود الجماعي، حتى على مستوى التفكير والخطط والابتكار”.
وشدد على أهمية أن يكون التعاون والتفاهم بين الجهات المركزية والمحافظات، وداخل كل وزارة ومحافظة، وأن يسود بين الجميع.
وأكد على ضرورة تحسين وتطوير الأداء والعناية بالتقييم.. مبينا أن هناك معايير في عملية التقييم للمحافظات من خلال وزارة الإدارة المحلية، يجب الاستفادة منها.
واعتبر قائد الثورة، التقييم مسألة مهمة جدا وتساعد بشكل كبير على تطوير الأداء وتلافي القصور ومعالجة جوانب الخطأ، وما من عمل ناجح إلا وكان للتقييم أثر فيه.
وذكر أن من الجوانب الأساسية فيما يتعلق بأداء المسؤولية الدوام، والحضور، والتواجد والقرب من الناس.. وقال “في المراحل الماضية التي كثف فيها تحالف العدوان للقصف الجوي كان يتم التركيز على استهداف المباني والمؤسسات الحكومية بهدف تعطيل عمل الدولة وإصابة العمل الحكومي بالشلل الكامل، وهذا هو أحد الأهداف الرئيسية لتحالف العدوان، الذي أراد من خلال ذلك أن لا يبقى هناك شكل أو حضور أو عمل رسمي حكومي في البلد، وأن يكون الوضع منفلتا ليتمكن من تحقيق أهدافه الشيطانية”.
وأشار إلى أنه ونتيجة للاستهداف المكثف في تلك المرحلة حصل نقص كبير في الدوام والحضور، لكن في فترات الهدنة والأوقات التي يحصل فيها نسبة لا بأس بها من الأمن أو يقل فيها القصف الجوي يتوجب الحضور بشكل كبير لتعويض المراحل الماضية التي حصل فيها غياب وبعد كبير عن المجتمع، وذلك من خلال الحضور المكثف وتعزيز الروابط والتواصل مع المجتمع ومعالجة هموم الناس وإنجاز معاملاتهم، وهذه من المسؤوليات الأساسية، وهي في نفس الوقت من أبسط المسؤوليات.
وقال :”هناك تقصير في هذا الجانب وتصل إلينا الشكاوى من المحافظات في إنجاز المعاملات”.. مؤكدا على أهمية معالجة هذا الإشكال والحرص على إنجاز معاملات المجتمع، وأن تكون العلاقة مع المجتمع وثيقة وقوية ومبنية على التعاون والشراكة من أجل تحقيق النجاح، باعتبار أن نجاح المسؤول مرتبط بمدى علاقته مع المجتمع.
ولفت قائد الثورة، إلى أهمية الاستفادة من المبادرات المجتمعية في الجانب الخدمي والتنموي نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها البلد جراء العدوان.. موضحا أن المبادرات المجتمعية تمثل حلا مهما لكنها تحتاج إلى التعاون الوثيق بين الجهات الرسمية والمجتمع وحشد الجهود الشعبية والرسمية لإنجاز الكثير من المشاريع الخدمية والتنموية ومعالجة الكثير من مشاكل المجتمع وخدمة المواطنين.
وشدد على ضرورة الاستعداد لموسم زراعة القمح، في ظل التطورات الخطيرة على المستوى الدولي، وتصاعد التوترات التي يمكن أن تصل إلى مآلات خطيرة ويكون لها تأثير على الجانب الاقتصادي والمعيشي.
وقال ” إن الاعتماد على الاستيراد من الخارج لكل الاحتياجات والمتطلبات المعيشية مشكلة كبيرة وخطر استراتيجي وتفريط بالأمن القومي للبلد على مدى العقود الماضية، حيث كان الاعتماد على الاستيراد لكل الضروريات سياسة رسمية، وهذه السياسة خاطئة وفاشلة وتفريط بكل ما تعنيه الكلمة بالأمن القومي للبلد”.
وأكد على أهمية أن يستوعب المسؤولون في الدولة والمواطنون والتجار على وجه الخصوص المخاطر الموجودة في العالم نتيجة ما صنعته أمريكا من مشاكل وأزمات وحروب في أوروبا وأوكرانيا، وما نتج وينتج عنه مع التوتر والتصعيد المتزايد في المنطقة من آثار ونتائج على الجانب المعيشي والاقتصادي.. مشددا على أهمية التوجه على المستوى الداخلي للعناية بالقطاع الزراعي.
واعتبر الزراعة العمود الفقري للاقتصاد الوطني وفي مقدمتها إنتاج القمح، ولذلك ينبغي أن يحظى الموسم الزراعي القادم باهتمام كبير من الجميع، وأن يكون هناك عناية بحسب المستطاع من الجانب الرسمي مع الجانب الشعبي لعمل غير مسبوق في الاهتمام بالزراعة، على مستوى كل المحاصيل التي ينتجها البلد بشكل عام، وفي المقدمة القمح.
وعبر قائد الثورة عن أمله في أن تلقى البرامج والأنشطة المتعلقة برفع مستوى الأداء والتي تقدم للمحافظات برعاية ومتابعة حثيثة من الأخ الرئيس، ومن خلال وزارة الإدارة المحلية والجهات المعنية، الاهتمام والعناية في المحافظات، وأن يكون هناك تعاون من الجميع، وجدية في أداء المسؤولية بما يرضي الله تعالى، ويحقق النتائج المرجوة والمطلوبة على الواقع.