أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن من واجب العلماء والمثقفين والمرشدين، خلال المرحلة، ترسيخ الانتماء الإيماني ومبدأ الاقتداء والتأسي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
جاء ذلك في كلمة له في مؤتمر علماء اليمن الذي نظمته رابطة علماء اليمن ووزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة وهيئتا الأوقاف والزكاة بصنعاء اليوم بعنوان ” قضايا الأمة الإسلامية .. الهموم والتطلعات”.
وشدد قائد الثورة على ضرورة ترسيخ عظمة القرآن الكريم والرسول عليه الصلاة والسلام والاعتزاز بالانتماء للإسلام، بما يحصّن الأمة ويحمي شبابها من حالة الانفلات والفوضى في التلقي والتأثر بالآخرين.
كما أكد أن تعزيز الارتباط بالانتماء الإيماني شيء مهم .. وقال” من أكثر ما يعاني منه الشباب خاصة مع وسائل الإعلام ومواقع التواصل والفضاء الالكتروني والانترنت، هو فوضى التأثر بما يأتي من الآخرين، بما يمثله من حالة ارتباك، فليس هناك ارتباط وثيق بالرسول الأكرم والقرآن كقنوات للهداية الإلهية والوعي والبصيرة”.
ودعا إلى العمل المكثف والعناية القصوى بالوعي لفضح الأعداء وكشف مؤامراتهم على الأمة والتصدي لسعيهم الدؤوب لإفساد المجتمع المسلم وضرب زكاء نفوس أبناء المجتمع وتشجيع الشباب على الانحراف ومحاولاتهم لحماية هذا الانحراف بعد تحويلهم إلى ظاهرة في المجتمعات الإسلامية وإدخالهم له تحت عناوين الحقوق.
واعتبر السيد عبدالملك الحوثي، ذلك مسألة خطيرة، فالأعداء من خلال ذلك يستهدفون الأمة وشبابها بشكل عدائي باستخدام أسلوب الشيطان، وتقديم العناوين الخداعة وإثارة الغرائز البشرية بغية الإيقاع بالمسلمين والسيطرة عليهم بدافع عدائي.
وقال” كلما كانت هجمة الأعداء أكبر ومخاطر الضلال على الأمة أكثر كلما تعاظمت مسؤولية التبيين من قبل حملة العلم وهي مسألة مهمة، ينبغي تركيز الجهد وملاحظة الواقع وملامسة مشاكل المجتمع والتنبيه من مكائد الأعداء بشكل واضح”.
وأضاف” علينا مهما كانت هجمات الأعداء، أن ننطلق ونتحمل المسؤولية ونتحرك في التصدي لمساعي الأعداء في الإفساد بنشر حقائق الإسلام كما هي بشكل صحيح من منطلق الثقة بنصر الله تعالى وتأييده ووعده الحق الذي لا يتخلف”.
ولفت إلى أنه من المهم، السعي لتقديم الهدى بشكل صافٍ وبحقيقته الجذابة المعبرة وتقديمه كحل للأمة ومشاكلها في كافة المجالات مع العناية بحسن التبيين الذي يفيد الحق في أصله ويزهق الباطل باعتبار الباطل بطبيعته زاهق والأمة تحتاج لحسن التبيين وملامسة همومها ومشاكلها والإيضاح لها على ضوء القرآن الكريم والاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام.
وبارك قائد الثورة للعلماء الأجلاء والحاضرين في مؤتمر العلماء والشعب اليمني والأمة الإسلامية حلول شهر ربيع الأول ذكرى مولد خاتم أنبياء الله وسيد رسله رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال” جدير بالعلماء الربانيين وبحملة العلم الصالحين أن يكونوا في طليعة الأمة للاستفادة من هذه المناسبة المباركة والعمل على الارتقاء بأمة الإسلام على المستوى الإيماني روحيا وتربوياً وثقافياً وأخلاقياً وكذا الارتقاء بوعيها وبصيرتها في مواجهة أعدائها والتصدي للتحديات والمخاطر التي تستهدفها، وتذكير الأمة بعظيم نعمة الله تعالى عليها بالقرآن والرسول عليه الصلاة والسلام وبما بعثه الله به من الهدى والنور”.
وأضاف” الفضل العظيم والرحمة الواسعة والشرف الكبير هي العناوين بما مّن الله به من نعمة الهداية بالرسول والقرآن الكريم على هذه الأمة كما ذكرها القرآن الكريم”.
وتابع” ما تحتاج إليه الأمة أن تعي عظمة هذه النعمة وأهميتها وتقدرها وتعرف بوضوح كيفية الشكر لله عليها وأن تحذر من استبدالها” .. مبيناً أن الخطر على الأمة والغفلة الكبيرة التي هي فيها تتمثل في عدم استيعاب أهمية وعظمة الرسالة لصلاح وضعها واستقامة شؤونها وحل مشاكلها والنهوض والارتقاء بها.
وأردف قائلاً” ما يتحقق للأمة من عزة وكرامة وفلاح في الدنيا والآخرة ومن خير عظيم ورعاية إلهية شاملة ورحمة واسعة تتجه في أثُرها للنفوس والأعمال وبالتالي إلى واقع الحياة”.
واعتبر السيد عبدالملك الحوثي، ذكرى المولد النبوي الشريف، فرصة للتذكير بهذه النعمة لعلاقتها برسول الله والحديث عنه وسيرته ورسالته وتعليماته وهديه الذي هو مجمع لكل المبادئ والتعليمات الإلهية ومكارم الأخلاق والقيم الإسلامية.
وذكر أن هذه المناسبة الدينية، مدرسة متكاملة تقدّم ما تحتاجه الأمة وما يساعدها على الارتقاء الإيماني والأخلاقي والإنساني من جهة، كما أن من أهم ما تحتاجه الأمة ما في الإسلام والرسالة الإلهية من عطاء وما قدمه الرسول للأمة والتصدي لمؤامرات أعدائها من جهة أخرى وكذا ما قدمه الرسول والقرآن لمعالجة مشاكل الأمة الاجتماعية والسياسية وكافة مشاكلها من جهة ثالثة إلى جانب ما يتعلق بالنهوض الحضاري للأمة من جهة رابعة.
وأفاد بأن تلك العناوين والتفاصيل، يمكن الاستفادة منها في هذه المناسبة والحديث عنها، لأن الأمة في هذه المرحلة تواجه مخاطر كبرى نتيجة استهدافها من قبل الأعداء وسعيهم لطمس معالم الإسلام وتشويهه ومسخ الهوية الثقافية للمسلمين بهدف تسهيل السيطرة التامة.
وقال” هذا أهم ما ينبغي التذكير به للجميع وترسيخ الوعي في أوساط أبناء الأمة، فالأعداء يركّزون في البداية على الأسس والمبادئ التي تُحيي الأمة وتنهض بها لكي يصلوا فيما بعد ذلك إلى غيرها، فهم يعادون الإسلام جملة وتفصيلاً”.