أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تميز الشعب اليمني بإحياء فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وقال السيد عبدالملك الحوثي في كلمة ألقاها اليوم أمام قيادات الدولة مدنيين وعسكريين وعلماء وشخصيات اجتماعية وقبلية، بجامع الشعب في صنعاء بمناسبة تدشين فعاليات المولد النبوي الشريف “نبارك للحاضرين ولكل أبناء الشعب اليمني والأمة الإسلامية كافة دخول شهر ربيع الأول، شهر ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم محمد بن عبدالله خاتم النبيين ورحمة الله للعالمين والبشير النذير والسراج المنير”.
وأضاف” ندشن اليوم الفعاليات والأنشطة التحضيرية لهذه المناسبة المهمة وصولاً إلى الفعالية الكبرى في الثاني عشر من ربيع الأول، فشعبنا اليمني العزيز تميز بإحيائه لهذه المناسبة بشكل كبير وبأنشطة وفعاليات متنوعة، وتصدر الشعوب الإسلامية في مدى اهتمامه بهذه المناسبة وابتهاجه بها وطريقة إحيائه لها”.
واعتبر اهتمام الشعب اليمني بهذه المناسبة، من تجليات ومصاديق الحديث النبوي الشريف “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.. مشيراً إلى أن الصلة برسول الله عليه الصلاة والسلام والعلاقة به هي صلة وعلاقة إيمانية منطلقها وأساسها الإيمان به وبرسالته وبعظيم منزلته عند الله تعالى وبمهمته المقدّسة، ودوره العظيم، وأنه صلة للأمة بالله تعالى وهديه ونوره.
وأضاف” حينما اهتم شعبنا اليمني هذا الاهتمام الكبير وتصدر بقية الشعوب وبرز في عنايته بهذه المناسبة فذلك ليس غريبا على هذا الشعب الذي يجسد إيمانه برسول الله والتزامه بالجوانب العملية والاقتداء والتأسي والاهتمام كما يجسد ذلك بالتوقير والتعظيم لرسول الله”.
وأكد قائد الثورة أن ذلك ليس بغريب على أحفاد الأنصار الذين نصروا رسول الله وآووه وهاجروا معه في صدر الإسلام وحملوا رايته، وهم اليوم يتحركون كأنصار كما كان آباؤهم وأجدادهم يحملون راية الإسلام ويسيرون في إطار الاقتداء بالنبي الخاتم.
وتابع” شاهدنا في الآونة الأخيرة والأيام الماضية حضوراً جديداً، لاستعادة هذه المناسبة على الساحة الإسلامية في عدد من البلدان، في شرق آسيا وباكستان، وفي البلدان العربية ولبنان والجمهورية الإسلامية في إيران، ودول المغرب العربي وعدد من بلدان العالم الإسلامي، عادت هذه المناسبة بشكل جيد وعاد الاهتمام بإحيائها بشكل بارز”.
ولفت إلى أن هذه المناسبة كانت تحظى في الماضي باهتمام كبير في العالم الإسلامي وأوساط المسلمين وكانت مناسبة ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوماً مميزاً في العالم الإسلامي في الاهتمام بها وإحيائها في المحاضرات الدينية والندوات والخطابات ومظاهر الابتهاج والسرور وزيارات للأرحام.
وأشار السيد عبدالملك الحوثي إلى أنه تراجع الاهتمام بها خلال عقود زمنية في الآونة الأخيرة، وغابت في كثير من البلدان الإسلامية بفعل النشاط السلبي التكفيري الذي يحارب المناسبات الدينية المهمة، ويصفها بالبدعة، وفي مقدمتها ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ويحارب كل مظاهر التعظيم والتوقير والتعزير لرسول الله.
كما أكد أن الدور التخريبي الهدام على الساحة الإسلامية، إضافة إلى الهجمة الغربية المعادية للإسلام والحرب الشيطانية الناعمة على مبادئه ورموزه ونبيه والقرآن الكريم ومعالم الإسلام البارزة والأساسية والحرب التكفيرية، توأمان ويمثلان توجهاً واحداً في التحرك نحو أهداف واحدة وإن تنوعت الوسائل والأساليب والساحات والميادين.
وقال” لكن بفضل الله سبحانه وتعالى وتوفيقه وهدايته، استعادت هذه المناسبة حضورها بدءا من اليمن الذي كان رائداً في إحيائها، ثم تنامى الاهتمام بها واستعادت قدسيتها والعناية بها في بقية البلدان الإسلامية وإن تفاوت الحال من بلد لآخر”.
وأضاف” هذه المناسبة العظيمة من المناسبات المهمة والمفيدة التي تحتاج إليها الأمة وتزايدت أهميتها بالنظر إلى واقعها كأمة إسلامية، تحتاج للالتفات والعمل الجاد لكل ما يسهم في إعادة انتعاش وإحياء مبادئ الأمة وقيمها المهمة والأساسية الذي بها تحيا وتستعيد حضورها بين الأمم بمبادئها وأخلاقها ورسالتها ودورها الذي أراده الله لها”.
وتابع” هذه الأمة التي شرفها الله بالإسلام وأنعم عليها بالرسول والقرآن الكريم، وصلت إلى ما وصلت إليه من تدن وشتات وفرقة وضعف نتيجة غياب كثير من المبادئ والقيم المهمة، مما أثر عليها تأثيراً بالغاً”.
وأردف قائلاً” عندما تعود الأمة إلى مصادر مجدها وعزتها وإحياء دورها الرائد والمميز الذي شرفها وميزها الله به، ومسؤوليتها المقدسة التي حملّها الله إياها ستحظى بشكل تلقائي بعناية الله ورعايته وتوفيقه، وفي ذلك إنقاذ لها أولاً وإنقاذ للبشرية من حولها”.. مؤكداً أن طريق الفلاح والخير والرشد والسمو الإنساني ومعالجة المشاكل المتفاقمة في واقع البشر لن يكون ولن يتأتى إلا بالعودة إلى الله ومنهجه وهديه وكتبه ورسوله وأنبيائه وإلى كتاب الله المهيمن على كل الكتب وإلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم”.
وذكر السيد عبدالملك الحوثي، :”أن أهم ما نعبر به لإحياء هذه المناسبة والفعاليات التحضيرية الرئيسية لها، هو النظرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنعمة عظيمة من الله، ما يتطلب إظهار التقدير والابتهاج والفرح والتعظيم بها، وهذه مسألة مهمة، لأن الله تعالى ذكرنا بعظمة وأهمية هذه النعمة وكيف تكون نظرتنا على هذا الأساس”.
وقال :” إن أعظم نعمة أنعم الله بها هي نعمة الهداية بالكتاب والرسول، نعمة الهدى هي أعظم النعم المادية وهي المفتاح الذي من خلاله تحظى البشرية بالتمتع ببقية نعم الله، ويتحقق لها الخير في حياتها وتحظى بالحياة الطيبة والعزة والكرامة، فيما أراده الله لها من الخير والنجاح والفلاح في الدنيا والآخرة”.
وأضاف” ما أحوج كل إنسان إلى التزكية التي كانت من المهام الرئيسية للرسول صلى الله عليه وآله، وهو يتحرك ويقدم التعليمات على أساس هدى الله سبحانه وتعالى بكل الوسائل فيما يقدمه من إرشادات وتعليمات من أجل أن يزكي النفس البشرية وهي التي لا يتحقق السمو والكمال الإنساني إلا بها”.
وذكر أنه بدون هذه الرسالة التي حملها رسول الإنسانية صلى الله وآله وسلم، كان مستقبل الأمة في الظلام والتيه وكانت الأباطيل والمفاسد والرذائل ستتنامى في واقع البشر وتشتد وتستمر لأن قوى الطاغوت تحميها وتتحرك بها وتجعل منها منهجاً وسياسة.
وفيما يتعلق بالتربية الإيمانية، تطرق قائد الثورة إلى ضرورة أن تكون المحبة لله سبحانه وتعالى فوق كل شيء، ثم تأتي في المرتبة والمستوى الثاني محبة رسول الله، ليكون ذلك ملموساً في المشاعر والاهتمامات العملية.
وجدد التأكيد على أن من المفردات المهمة في العلاقة الإيمانية برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هو التوقير والتعظيم والتعزير والإجلال والاحترام، ما يتطلب من الأمة أن تجله وتحترم مكانته وتعرف منزلته العظيمة عند الله، ليكون ذلك واضحاً وجلياً في الواقع بالإتباع والتأسي.
وشدد على ضرورة ” السعي إلى أن نكون من أنصار رسول الله، لنكون في عداد من نصروا هذا المنهج والرسالة العظيمة التي تُحارب أشد الحرب في مبادئها وقيمها وتعاليمها”.
وقال “من المفردات والعناوين المهمة هي علاقتنا مع النبي الخاتم، من قوله تعالى (ونصروه) من خلال الانتماء الإسلامي والإيماني، باعتباره جزءاً رئيسياً من العلاقة الإيمانية به”.
وأفاد السيد عبدالملك الحوثي بأن أولياء الشيطان، كل همهم وجهدهم انتهاج الحرب الشرسة بكل الوسائل والأساليب ضد الرسالة المحمدية العظيمة التي أتى بها رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وأكد أن الهجمات والإساءات الغربية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، هي إساءات للإسلام، بهدف تشويهه، ما يتطلب أن يستعد الجميع لأن يكون ضد كل من يسعى إلى فصل الأمة عن قيمها وضربها في أهم أساس يمكن أن يعيدها إلى مجدها وعزتها.
وقال” القرآن الكريم هو النور والحق والحكمة والصواب والرشد وما يخالفه باطل وزائف وضلال، لذلك يجب أن تكون علاقتنا بالقرآن الكريم مبنية على أساس أنه النور، من أجل الفلاح في الدنيا والآخرة، والسلامة من الخسران والضلال والضياع والشقاء والهوان والفوز برضوان الله وجنته”.
وأضاف” الآمال العظيمة التي يطمح إليها كل إنسان سليم الفطرة، تتحقق على أساس، إنقاذ البشرية، وصلاحها واستقامتها مرهون بذلك، فليس هناك أي بديل يمكن أن يصل بالأمة أو البشرية أو أي مجتمع إلى هذه النتيجة أبداً”.
وحث قائد الثورة على ترسيخ المفاهيم العظيمة في الأنشطة والفعاليات المكرسة للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وربطها بواقع ومسيرة الحياة.. معربا عن الأمل في أن يكون هناك نشاط واسع على المستويات التثقيفية والتربوية والإرشادية والندوات والمحاضرات للحديث عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ورسالته وكماله العظيم وما يربط الأمة به ومبدأ التأسي والاقتداء به في المساجد والمجالس وغيرها.
ودعا إلى الاهتمام بالإحسان بشكل دائم وإبرازه خلال هذه الفترة بشكل أكبر ومنظم من خلال رعاية الفقراء والمحتاجين وإنقاذ المكروبين وإغاثة الملهوفين على المستويين الفردي والتعاوني.
وعبر السيد عبدالملك الحوثي عن الأمل في أن يكون التحشيد للفعالية الكبرى لهذا العام بعناية وبشكل أكبر من الأعوام الماضية.. مشيراً إلى أن إحياء هذه المناسبة بشكل واسع من قبل جماهير الشعب اليمني، مظهر من مظاهر التعظيم للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ومصاديق لقوله تعالى “وعزروه”، ويمثل في ذات الوقت رسالة لأعداء الرسول والإسلام والبشرية الذين يقودون حملات مسيئة بالرسومات والهجمات والأساليب الشيطانية المتنوعة ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكد قائد الثورة في ختام كلمته أن الحشود الجماهيرية في هذه المناسبة الدينية الجليلة، رسالة بأن الأمة تتجه أكثر لتعزيز وترسيخ ارتباطها الإيماني برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والذي يؤمل من أبناء يمن الإيمان والحكمة أن يكون الاحتفال بها أكبر من الأعوام الماضية.