في الذكرى الخامسة عشرة للتأسيس ….إذاعة إب..أثير الصمود اليمني.
في لحظة وطنية وإرادة شبابية طموحة، ولدت إذاعة إب وانطلق بثها الإذاعي في السادس عشر من مايو 2007م، ليعانق أثيرها أودية وجبال محافظة إب، ويصل صداها الأنيق إلى كافة مديرياتها وعدد من محافظات الجمهورية، عبر موجتي (اف ام 96.3 و 89.5)، لتمثل بذلك أول إذاعة رسمية بمحافظة إب، ناطقة باسمها ومعبرة عن قضايا وهموم المجتمع، والتي جاء تأسيسها بموجب قرار إنشاء الإذاعات المحلية وتوجهات الدولة نحو تعميم البث الإذاعي ليصل إلى مختلف مناطق الجمهورية اليمنية.
كانت البدايات الأولى لهذه الإذاعة متواضعة ،من حيث التجهيزات الفنية والهندسية أو عدد ساعات البث اليومي والتي كانت تصل إلى ست ساعات يوميا وبفترة برامجية واحدة، أو من خلال محدودية برامجها وقلة إنتاجها، وكذلك البدء بكادر إعلامي محدد، اغلبهم يعملون لأول مرة في المجال الإعلامي ، ليتم تأهيلهم وتدريبهم لاحقا من قبل الفريق الإعلامي من إذاعة صنعاء (البرنامج العام) الذين تم تكليفهم من قبل المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون في تسيير وتنفيذ العمل الإذاعي أثناء الافتتاح وتدريب الكادر الإعلامي في الإذاعة . بدأ العمل البرامجي والإخباري في الإذاعة باستديو واحد، وعدد من الإدارات والأقسام الإدارية، بالإضافة إلى العديد من البرامج الإذاعية، المتنوعة والتي كان يتم تسجيلها وإنتاجها وتنفيذها بطريقة تقليدية وبطيئة وتحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، سواء من حيث الاعتماد على استخدام أشرطة الريل والمسجلات أثناء البث، أو المسجلات كبيرة الحجم في النزول الميداني وتغطية الفعاليات والأنشطة داخل المحافظة.
اليوم ونحن نحتفي بمرور خمسة عشر عاما من عمر هذه الإذاعة نتذكر جميعا العديد من البرامج الإذاعية التي تم تقديمها خلال هذه المرحلة، وتضمنتها أول خارطة برامجية إذاعية، والتي كانت تراعي خصوصية محافظة إب، وتعبر عن هويتها الثقافية والتاريخية والسياحية، وارتبطت بوجدان الناس وحياتهم اليومية، ومن هذه البرامج : يا من سكن إب، وامغرد ، سحول بن ناجي، في ربى الخضراء، قال المعنى ، بالإضافة إلى العديد من البرامج الإذاعية المتنوعة (الدينية والتربوية، والقانونية، والصحية، والاجتماعية، والوطنية، والإخبارية) وغيرها، التي كانت تختلف مضامينها وأفكارها من دورة برامجية إلى أخرى، ومنها : (الفترة المفتوحة (صباح الخير)، العيادة الإذاعية ، مستشارك القانوني، نسائم الليل، المحاولة 100،دنيا الأسرة،تهانينا،على طاولة الحوار، عصافير الجنة) وغيرها من البرامج الإذاعية.
منذ البداية الأولى حرص الكادر الإعلامي في الإذاعة على تطوير الأداء الإعلامي (برامجياً وإخبارياً وهندسياً) وانتهاج مبدأ الخطاب الإعلامي التوعوي الهادف ،وتقديم المضمون البرامجي القريب من المجتمع وقضاياه وأفراحه وهمومه، الأمر الذي جعل الإذاعة تحظى بأكبر نسبة استماع وتفاعل جماهيري كبير، ولاسيما في البرامج الجماهيرية ( المباشرة والميدانية).
ولأن الطموح كان أكبر لدى طاقم العمل الإعلامي، فقد شهدت الإذاعة نقلة نوعية وكمية وحققت تطورا ملحوظا في الأداء المهني والإعلامي ولاسيما خلال السنوات الأخيرة، وذلك من خلال الانتقال من المرحلة التقليدية، إلى المرحلة الرقمية، في مجالات( الإنتاج البرامجي والمونتاج الرقمي والأرشفة الالكترونية.) كما حظي طاقم العمل الإعلامي في الإذاعة، بزيادة فرص التدريب والتأهيل وتلقوا العديد من الدورات التدريبية والتاهيلية (المحلية والخارجية) سواء في مجال الإعداد و الإلقاء أو المونتاج الرقمي أو إعداد التقارير الإخبارية الميدانية وغيرها، بالإضافة إلى تأهيل عدد 20 مراسلا إذاعياً في كافة مديريات محافظة إب ،كمراسلين ميدانين للإذاعة.
وبمرور الأعوام استطاعت إذاعة إب أن تحافظ على مستوى نجاحها وتميزها، لتظل قريبة من المجتمع بمختلف فئاته وقضاياه، على الرغم من المنافسة الشرسة من وسائل التواصل الاجتماعي والمنابر الرقمية الأخرى، إلا أن ذلك لم يحد من دورها ورسالتها، بل تم التوجه نحو الاستفادة من التطورات التكنولوجية الحديثة من خلال إنشاء موقع البث المباشر للإذاعة عبر الانترنت، وكذلك إنشاء صفحة الإذاعة في الفيس بوك والتلجرام والتويتر والانستجرام والجيميل وغيرها، الأمر الذي عزز من دورها الوطني والمجتمعي، وأسهم إلى حد كبير في زيادة حجم الاستماع والمتابعة لبرامج الإذاعة المختلفة .
وفي السنوات الأخيرة وتحديدا مع بداية العدوان الغاشم على بلادنا في ال26 من مارس 2015م، وفي الوقت الذي انزلقت فيه العديد من الوسائل الإعلامية في وحل العمالة والارتزاق، حافظت إذاعة إب ،على نهجها الوطني، وهويتها اليمنية، ومهنيتها الإعلامية، ودورها التنويري والتثقيفي،واستطاعت أن توجد لها بصمة واضحة وحظيت بسمعة إعلامية جيدة في أوساط المجتمع المحلي، ولعبت دورا مهما في صناعة الوعي الوطني وتنوير وتوعية جمهور المستمعين بمختلف المجالات الحياتية ، كما نجحت مع غيرها من وسائل الإعلام الوطنية في كسر التعتيم والتضليل الإعلامي الذي حاول العدوان فرضه بشتى وسائله وأدواته، كما برزت بدور استثنائي في الإسهام الفاعل في تنوير المجتمع وتعزيز قيم الثبات والصمود، وصناعة الرسالة الإعلامية الهادفة لدى جمهورها ومستمعيها، فالتف حولها المستمعون وفتحت أثيرها المباشر وجعلت برامجها منبرا لكل متصل ومستمع للتعبير عن قضاياه وآرائه . كما كان للإذاعة حضورها الايجابي ومشاركتها الفاعلة في تغطية ومواكبة كافة المناسبات الدينية والفعاليات المجتمعية والوقفات الوطنية، التي تقيمها السلطة المحلية وغيرها من الجهات والمؤسسات الحكومية والمجتمعية، والتي تهدف إلى تعزيز قيم الثبات والصمود، لدى أفراد المجتمع والتحشيد والتعبئة العامة لمواجهة العدوان، وكذلك مواكبة فاعلة لكافة الانتصارات النوعية التي يحققها أبطال الجيش واللجان في مختلف جبهات العزة والكرامة.
وخلال هذه المرحلة الصعبة التي فرضتها قلة الإمكانات وانقطاع المرتبات نتيجة العدوان واستمرار الحصار، إلا أن الكادر الإعلامي في الإذاعة عملوا بكل إصرار ومسؤولية وقدموا عبر الأثير الوطني نموذجا فريدا من المهنية والوعي والمسؤولية ، بل استمروا في مواصلة مسيرة التطوير والعطاء الإعلامي، والارتقاء بمستوى أداء الرسالة الإعلامية وبما يتناسب وحجم التحديات والمستجدات الراهنة، واستطاعوا تحقيق الآتي :
زيادة عدد ساعات البث اليومي لتصل إلى 14 ساعة يوميا وعلى فترتين صباحية ومسائية.
زيادة عدد ومساحة البرامج الإذاعية (المباشرة والميدانية) التي ترتبط بالمجتمع وقضاياه.
توسيع مساحة الشراكة المجتمعية، في صناعة الرسالة الإعلامية،وإنتاج البرامج المختلفة، بالتعاون والتنسيق مع عدد من الجهات والمؤسسات الأكاديمية والمجتمعية في المحافظة.
تنفيذ العديد من الدورات التدريبية والتاهيلية للعاملين في الإذاعة وبمختلف وبمختلف المجالات الإعلامية .
البث اليومي لكافة البرامج والأنشطة الإعلامية عبر موقع البث المباشر للإذاعة على الانترنت .
تخصيص مساحة بث لبرامج التبادل البرامجي مع عدد من الإذاعات الوطنية.
مواكبة فاعلة في تغطية ونقل كافة المناسبات والفعاليات الدينية والوطنية والمجتمعية بالمحافظة .
ختاما : تهانينا لكافة الإعلاميين في الإذاعة “رواد الحرف وصناع الكلمة” بهذه المناسبة الهامة من عمر إذاعتنا الفتية، والتي نؤكد من خلالها على دورهم الكبير والوطني في صناعة الرسالة الإعلامية الهادفة والمتميزة، والانتصار لقضايا الوطن وإيصال مظلوميته وصموده وانتصاراته لكل العالم، ونشيد بالجهود المبذولة رغم قلة الإمكانات والظروف الاقتصادية الصعبة .
#اذاعة_إب.
#16_من_مايو.
#الذكرى_15_للتأسيس_وانطلاق_البث_الإذاعي.
#إذاعة_إب_روعة_التواصل_ومتعة_الاستماع.