صنعاء – سبأ : تقرير : جميل القشم
كسر اليمنيون على مدى سبع سنوات رهانات ومخططات العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وواجهوا كل الصعاب بعنفوان منقطع النظير، وسطروا أروع الملاحم في الصمود الأسطوري وكانوا الصخرة التي تحطمت عليها كل مؤامرات الأعداء.
لقد تجلت أسرار صمود الشعب اليمني في أصالته وحضارته وجذوره التاريخية منذ الآف السنين، وعُرف اليمنيون بعشقهم للحرية والشموخ ورفض التبعية والخنوع.
وجسد أبناء محافظة صنعاء، كغيرهم من أبناء المحافظات الذين عانوا من ويلات القصف والحصار وما نتج عنهما من أزمة انسانية لم يسبق لها مثيل، أنموذجاً في البذل والعطاء والعمل على تعزيز الصمود ودعم مسارات المواجهة مع العدو وخلق البدائل لتفويت الفرصة على مخططات الاستسلام لمشاريع العدوان.
أيقونة الصمود التي انتهجتها قبائل محافظة صنعاء في 16 مديرية، تجلت ثمارها في صور متعددة للصبر والثبات والالتفاف وتعزيز وحدة الجبهة الداخلية، وتطويع الحياة والعمل ضمن نهج النضال الوطني الذي سار على دربه أحرار اليمن من شتى المحافظات في التحرك نحو جبهات الكرامة للذود عن تراب الوطن الغالي.
كسر رهان العدو:
عمد التحالف الإجرامي منذ بدء عدوانه العبثي إلى تدمير كل مقدرات الشعب اليمني، بقصف المنازل والمدارس والطرقات والمزارع والمستشفيات ومشاريع المياه والاتصالات وكل ما يتعلق بمقومات الحياو، ظنا منه أن كل ذلك سيخضع أبناء الشعب ويجبرهم على الاستسلام لأطماع ومشاريع احتلال بلدهم.
وعندما فشلت أحلام العدو عسكرياً اتجه نحو الجبهة الداخلية لمحاولة خلخلتها واختراق نسيج المجتمع بالإغراءات المادية والشائعات وزرع المندسين، لإضعاف المعنويات والاستقطاب المضاد، فكانت جبهة الوعي أكبر من أن تصطادها مخططات عدو عُرف على مر التاريخ بحقده على اليمن أرضاً وإنساناً.
وشكّلت محافظة صنعاء حصناً منيعاً في التصدي لكل رهانات العدو وأهدافه بتلاحم مجتمعي وجهود رسمية وشعبية نجحت في إحباط سيناريو مؤامرات ومشاريع الاحتلال، وتعززت معها وحدة الصف لأبناء وقبائل المحافظة والالتفاف للدفاع عن الوطن.
ضحايا وأضرار العدوان :
مثلت محافظة صنعاء، هدفاً استراتيجياً لتحالف العدوان نظراً لموقعها الجغرافي ومديرياتها التي تشكل حصناً منيعاً وسياجاً لا يمكن عبوره، فضلا عن ما تتمتع به من أهمية اجتماعية وقبلية وثقل في مختلف الاتجاهات، إذ نالت نصيبها من القصف والتدمير والغارات التي حصدت مئات الشهداء والجرحى.
حيث استهدف الطيران منذ بدء العدوان في 26 مارس 2015م، أكثر من 270 منزلاً ومدرسة ومعهداً ومنشآة خدمية وحيوية ومصالح عامة في مديريات المحافظة، أدت إلى سقوط ألفين و918 شهيداً وجريحاً.
وبحسب الكتاب السنوي الصادر عن محافظة صنعاء للعام 2022م، فإن طيران العدوان دمر بشكل كلي وجزئي 127 منزلا و14 مدرسة ومعهداً و17 مزرعة وحقلاً وسبعة أسواق و19 سيارة و33 وسيلة نقل وخزان مياه وست شاحنات غذائية وأربع شبكات ومحطات اتصال.
كما دمر طيران العدوان 11 طريقاً وجسراً ومحطة وقود ومخزن أغذية وثلاثة مخيمات وثلاث مزارع دواجن ومواش وثلاثة مساجد ومصنعين وأربع معدات زراعية ومنشأة جامعية ومنشأتين حكوميتين ومنشأة رياضية وثلاث منشآت سياحية وثلاثة مواقع أثرية وأربع نقاط ومنافذ.
وأشار الكتاب الإحصائي إلى أن القصف والغارات التي طالت هذه المنازل والمنشآت المدنية في مختلف المديريات، خلفت ألفاً و196 شهيداً و ألفاً و722 جريحاً.
ومن أبرز جرائم الحرب التي تعرضت لها المحافظة، استهداف العدوان لسوق خلقة في مديرية نهم التي أدت إلى استشهاد 41 مواطناً بينهم تسعة أطفال وجرح العشرات، كما نفذ مجزرة وحشية بقصفه منازل المواطنين في قرية عذر بالمديرية نفسها واستشهد فيها 32 مواطنا وجرح العشرات.
كما استهدف طيران العدوان مدرسة الفلاح في نهم مخلفا ثلاثة شهداء أطفال بينهم الطفلة إشراق المعافى، التي افترشت التراب بزيها المدرسي المضرج بدمها الطاهر، وإلى جوارها حقيبتها المدرسية، إضافة إلى استشهاد ثلاثة مدنيين، وجرح أربعة أطفال آخرين.
وارتكب التحالف مجزرة في قرية الأشرع بمديرية أرحب، باستهدافه المباشر مجلس عزاء لأسرة آل النكعي، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال، كما نفذ مجزرة بحق مسافرين في خولان راح ضحيتها 13 شهيداً بينهم أطفال.
وفي منطقة بني يوسف بمديرية الحيمة الداخلية ارتكب العدوان مجزرتين مروعتين في مارس 2016 ويناير 2017م بغارات استهدفت طلاب مدرسة ومسجداً ومسعفين راح ضحيتهما أكثر من 20 شهيداً و25 جريحا من الطلاب والمارة والمسعفين.
واستشهد 26 مدنياً أغلبهم أطفال ونساء بمجزرة لطيران العدوان في قرية المديد بنهم، كما استشهد 32 مدنياً وجرح أكثر من 70 آخرين بقصف العدوان بئر مياه في بيت سعدان بمديرية أرحب، فيما حصدت مجزرة استهدفت أسرة كاملة في منطقة بيت مران بالمديرية، عشرة شهداء كلهم أطفال ونساء.
ومثلت جريمة تحالف العدوان بحق المدنيين في حصن مسار بمديرية مناخه باستهدافه المباشر لمنازل المواطنين فاجعة أخرى سقط على إثرها عشرات الشهداء والجرحى أغلبهم نساء وأدى القصف إلى تدمير المنازل كليا، واستهدف الطيران سيارة مسافرين في مديرية همدان، ما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين وجرح آخرين.
وفي مديرية أرحب أيضاً ارتكب طيران العدوان في 23 ديسمبر 2017 جريمة أخرى باستهداف مدنيين بأربع غارات بعد تنظيمهم وقفة احتجاجية، كما استهدف في عصر اليوم نفسه أطفال يلعبون كرم القدم في ساحة جامعة أرحب ما أدى إلى سقوط تسعة شهداء بينهم خمسة أطفال و24 جريحاً بينهم أطفال وكبار سن.
لم تكن هذه الجرائم كل ما نفذه طيران العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على مدى سبع سنوات في مديريات محافظة صنعاء، فهناك جرائم أخرى لم تتمكن عدسات الكاميرات من توثيقها والوصول للمناطق والقرى التي طالتها وحشية العدو وطائراته التي أفرغت صواريخها بقصف وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها واستهداف المزارع والمستشفيات وغيرها من المواقع المدنية.
أنموذج في التضحية والمدد :
رسم أبناء محافظة صنعاء خلال سبعة أعوام من الصمود والثبات في مواجهة العدوان، لوحة فخر واعتزاز بما قدموه من تضحيات في تحرك المقاتلين من مختلف المديريات للوقوف إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية وتعزيز انتصاراتهم، وتجلت المواقف المشهودة بأكثر من تسعة آلاف و500 شهيد قدموا أرواحهم الزكية فداء للوطن.
وعكس أبناء المحافظة بالتفافهم ودعم خيارات الصمود والثبات، صورة مشرفة في تقديم قوافل المدد العينية والغذائية ورفد الجبهات بالرجال للمشاركة في معركة الكرامة والسيادة الوطنية.
إذ بلغ إجمالي القوافل المقدمة من أبناء المحافظة خلال العام الماضي 130 قافلة بقيمة 882 مليوناً و18 ألف ريال، توزعت على قوافل نقدية بمبلغ 695 مليوناً و439 ألف ريال، وقوافل عينية بقيمة 222 مليوناً و579 ألف ريال، بالإضافة إلى 93 مليوناً و385 ألف ريال القافلة النقدية لحملة التبرع للقدس.
تلاحم وتصدٍ للمخططات:
مثلت عدالة القضية ومظلومية الشعب اليمني وتواطؤ المجتمع الدولي تجاه ما الانتهاكات والحصار، حافزاً لأبناء محافظة صنعاء للاصطفاف والاتجاه نحو التحشيد والتعبئة العامة وتعزيز الوعي المجتمعي من خلال الفعاليات والوقفات والأمسيات واللقاءات القبلية والبرامج الاجتماعية الهادفة.
وأثمرت برامج التوعية خلال العام 2021م في تنظيم ستة آلاف و 70 فعالية وأمسية و59 وقفة قبلية و18 ألفاً و636 ندوة ومحاضرة، وتسعة آلاف و30 وقفة مسجدية و 524 مجلس هدى، و236 حلقة قرآن و198 ورشة وألف و579 دورة خطابية وثقافية و18 ألفاً و700 وقفة طلابية و497 ورشة عمل تربوية.
لم تقتصر جهود التحشيد على رفد الجبهات، اذ تعددت المسارات الهادفة لتعزيز التماسك الاجتماعي ودعم برامج الصمود وتوحيد الجبهة الداخلية، بحلحلة ثلاثة آلاف و623 قضية نزاع وخلافات متنوعة و450 قضية كبرى بينها قضايا ثأر في مناطق عديدة بالمحافظة استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي.
السباق نحو التحشيد :
وبالتزامن مع مسارات العدوان التصعيدية على مدى سبع سنوات، لم تتوقف جهود النفير وحملات التحشيد لأبناء محافظة صنعاء والتي ساهمت في تعزيز الصمود وشل قدرات العدو ومرتزقته وجرف آماله ورهاناته في النيل من اليمن وأمنه واستقراره.
وتنطلق أبعاد حملات التحشيد والتعبئة العامة التي تتواصل في مختلف المديريات من صوابية رؤية أبناء اليمن للمؤامرات التي تتربص بالوطن، وإيمانهم بالنصر ووعيهم المتنامي بالمظلومية، مستلهمين عوامل النصر من تآزرهم واصطفافهم والتفافهم إلى جانب القيادة والجيش واللجان الشعبية.
وتتعزز جهود الحشد بالروح الجهادية والإيمانية لأبناء المحافظة بالتزامن مع ما يحققه الجيش واللجان الشعبية من انتصارات، وآخرها التفاعل مع دعم حملة “اعصار اليمن” للحشد والاستنفار لمواجهة العدوان.
وينظر مراقبون إلى حملات التحشيد المتواصلة وفعاليات المدد ورفد الجبهات بأنها رسائل واضحة لدول العدوان وأدواته باستمرار صمود اليمنيين والمضي في مواجهة المخططات العدوانية، وانعكاس لثقة الشعب اليمني بأن النصر سيكون حليفه وأن المستقبل سيكون واعداً بالخير لليمنيين.
تأصيل الهوية الإيمانية:
أدرك أبناء محافظة صنعاء حجم المؤامرة الخارجية التي تستهدف الوطن وهوية أبناءه، ما جعلهم أكثر تمسكا بالمبادئ الإيمانية والقيم الدينية، ضمن حرصهم على الحفاظ على التراب الوطني ووحدة الكيان المجتمعي.
ومنذ بدء العدوان ارتبط أبناء المحافظة بالهوية الإيمانية، من خلال المواقف والتضحيات التي سطروها إلى جانب أبناء القبائل من مختلف المحافظات، في صورة تعكس صوابية التحرك للنهوض بالمسئوليات الملقاة على عاتق الجميع في ظل ما يشهده الوطن من مواجهة مصيرية ضد قوى الاستكبار العالمي.
وحرص أبناء المحافظة على تعزيز الهوية الإيمانية بالتلاحم والالتفاف إلى جانب القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وتفويت الفرصة على العدوان للنيل من النسيج المجتمعي، مستندين إلى هوية مكانية وحصيلة ثقافية جامعة ووعي وإصرار لمؤازرة النصر وتعزيز الصمود ضد طغاة الأرض.
وتترسخ الهوية الإيمانية لدى أبناء المحافظة باستمرار الصمود والثبات على تداعيات العدوان والحصار ومواجهة الأفكار والثقافات المغلوطة والتمسك بالهوية والارتباط الإيماني كمنهج وسلوك لتحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني في النصر والتمكين.
ويطغى على مختلف الفعاليات والمهام والأنشطة عناوين ترسيخ الهوية الإيمانية، لتعزيز الوعي المجتمعي بالمخاطر التي تحاك ضد الوطن من قبل الأعداء في محاولة لسلخ الهوية اليمنية والقيم الأصيلة للشعب اليمني.
ومنذ بدء العدوان تشهد مديريات محافظة صنعاء زخماً كبيراً في إقامة الفعاليات الثقافية التي تحمل دلالات الهوية الإيمانية وترسيخ مفاهيمها في وجدان المجتمع وإبراز مضامينها في صد الغزاة وتحصين الشباب ضد الثقافات المغلوطة وسمومها الدخيلة.
دور فاعل للمرآة :
ساهمت المرأة في محافظة صنعاء منذ بداية العدوان بدور فاعل في تعزيز عوامل الصمود ورفد الجبهات بالمال والغذاء، وتقديم التضحيات لتعزيز الانتصارات من خلال الدفع بأبنائهن وأزواجهن وآبائهن وإخوانهن إلى جبهات البطولة والكرامة للذود عن الوطن.
ومثّل تفاعل حرائر المحافظة أنموذجاً في ترسيخ الهوية الإيمانية والانتماء الوطني رغم التحديات وتداعيات الظروف الصعبة نتيجة استمرار العدوان السافر والحصار الجائر.
وأثبتت المرأة مشاركتها إلى جانب الرجل في معركة الدفاع عن الوطن بما تجود به من فلذات كبدها وشريكها في الحياة، حيث لا تخلو قرية أو عزلة في مديريات المحافظة من أم وزوجة وأخت وابنة شهيد.
ولم يقتصر دور النساء على جانب معين بل تتعدد الإسهامات بقوافل الجود والعطاء لإمداد الجبهات بكل غال ونفيس وتنظيم الفعاليات النسائية، لإيصال صوت المرأة برفض الوصاية والتأكيد على استمرار النضال في مواجهة العدوان.
وبموازاة ما تعرضت له المرأة من إرهاب حقيقي بما طالها من قصف وجرائم مروّعة وتدمير للمنازل وتشريد، لكنها عادت من جديد لتتنفس صمودا وعزة وتشارك في مسيرة الأحرار، حيث شهد القطاع النسائي بالمحافظة حراكاً كبيراً في تنفيذ الفعاليات والوقفات التي جسدت الإصرار على مواصلة الصمود والتحدي في مواجهة صلف العدوان.
وسجلت أسر عدد كبير من الشهداء في مختلف المديريات دوراً مشهوداً في رفد الجبهات بقوافل غذائية متنوعة لتقدم بذلك أنموذجاً رائعاً ومتميزاً في التضحية والفداء في سبيل الوطن.
مواجهة التحديات :
يواجه أبناء محافظة صنعاء تحديات جمة جراء تداعيات العدوان والحرب الاقتصادية الممنهجة، من خلال ايجاد البدائل لتعزيز عوامل الصمود والتماسك المجتمعي.
وشكلت المبادرات المجتمعية جزءاً مهماً وملهماً في إطار الخطة الاستراتيجية لإدارة الأزمة الراهنة، وتوفير الخدمات للمجتمع بأيدي أبنائه، وأثمرت الجهود خلال العام الماضي في تنفيذ 785 مبادرة في مختلف المجالات شارك فيها 12 ألفا و391 متطوعاً.
كما أثمرت رؤية قيادة المحافظة خلال العام 2020م في تأسيس أربع جمعيات تعاونية زراعية متعددة الأغراض، وسعت خلال العام 2021م إلى تأسيس 124 جمعية تنموية خيرية على مستوى عزل مديريات المحافظة، ضمن خطة استراتيجية لتعزيز الصمود والمضي في مواجهة التحديات الناتجة عن استمرار العدوان والحصار.
وبدأ أفراد المجتمع العمل في تجارب ملهمة تعزّز من الوعي بأن الأحلام، ستصبح حقيقة في شق الطريق نحو المستقبل، مع اليقين بأن الصعاب تمثل فرصة وحافزاً لإيجاد البدائل والمضي في البناء والعمل التنموي بطرق ووسائل ذاتية متعددة.
وشكل قطاع الزراعة أبرز أولويات قيادة المحافظة نظراً لأهميته في مواجهة مخططات العدوان الرامية لتجويع الشعب اليمني واستهداف لقمة عيشه، ورغم شح الامكانات تم تنفيذ حزمة أنشطة وتدخلات ومشاريع للنهوض بالزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
واتجهت الجهود لإعادة تأهيل المشاتل الزراعية وتشجيع الزراعة التعاقدية وإنشاء عدد من مشاريع المياه والكرفانات وتنفيذ حملات التشجير والسعي للتوسع في زراعة الحبوب والبن لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتشغيل وحدة الحراثة المجتمعية، والتي تمكنت من حراثة ما يزيد عن 15 ألف هكتار في مختلف المديريات.
ملامح الصمود :
ومن ضمن ملامح الصمود وما تحقق للمحافظة خلال العام الماضي في تعزيز الأداء الخدمي والتنموي تم تنفيذ 292 مشروعاً، منها 193 مشروعاً بتكلفة خمسة مليارات و289 مليونا و264 ألف ريال بتمويل محلي، و99 مشروعاً بتكلفة 10 ملايين و510 آلاف و664 دولار بتمويل منظمات محلية وخارجية.
واستهدفت هذه المشاريع مختلف المديريات وتوزعت على 30 مشروعاً في مجال التربية والتعليم و43 في مجال الصحة و34 في مجال مياه الريف و134 مشروعاً في الطرق وثلاثة مشاريع زراعية وأربعة مشاريع مياه وصرف صحي وتسعة مشاريع لصندوق النظافة والتحسين وخمسة مشاريع اتصالات.
كما شملت المشاريع 22 مشروعاً في البناء الاجتماعي وثلاثة في البناء المؤسسي ومشروع واحد في القطاع الخدمي ومشروعي مبادرات ومشروعين في مجالات نوعية وذات دعم خاص، كما تم شراء 104 معدات للوحدة التنفيذية وصندوق النظافة بالمحافظة بتكلفة ثلاثة مليارات و915 مليوناً و592 ألف ريال.
وساهمت برامج التكافل الاجتماعي التي تم تنفيذها في مناطق وقرى المحافظة في التخفيف من معاناة 17 ألفاً و94 حالة من أسر الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين والفقراء، وتضمنت توزيع خمسة آلاف و100 سلة غذائية بتكلفة 73 مليونا و147 ألف ريال.
وحرصاً على لمّ الشمل ووحدة الصف الوطني، تركزت المساعي على تشكيل لجان للتنسيق مع أهالي المتورطين في الخيانة لحثهم على العودة لحضن الوطن بعد أن أصبحت أوراق المحتل مكشوفة وأهدافه الحقيقية مفضوحة أمام العالم أجمع.
ونظم أبناء المحافظة، اللقاءات والبرامج والوقفات الهادفة لإيصال الرسائل لكافة المتورطين بعدم جعل أنفسهم مطية لتحقيق أهداف العدو الذي دمر الشجر والحجر والبشر على مدى سبع سنوات واغتنام فرصة العفو العام.
خطى النصر :
وفيما يشارف العام السابع من الصمود التاريخي على الانتهاء في ظل تواطؤ دولي مكشوف مع تحالف العدوان الذي حول اليمن إلى أرض مستباحة يتعزز يقين الجميع بالنصر وأن الحرب على اليمن لم تعد منسية، مهما استمر المجتمع الدولي في التغييب المتعمّد والصمت والتجاهل لمظلومية الشعب اليمني.
ومع استمرار العدوان والتصعيد وتشديد الحصار تشهد مديريات محافظة صنعاء زخماً واسعاً من الفعاليات استعداداً لتدشين العام الثامن، وتأكيداً على موقف الصمود والثبات، باعتبار ذلك مطلباً أساسياً ضمن خيارات المواجهة التي يخوضها أبناء الشعب اليمني لصد الغزاة المعتدين حتى تحقيق النصر.