عواصم- سبأ: فاطمة هاشم
في إطار سياسته الرسمية وبهدف تهويد القدس والمقدسات الإسلامية.. يواصل كيان الاحتلال الصهيوني مشاريعه التهويدية لتعميق الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية وتطويرها وتوسيعها لتشمل أحياء جديدة لمستوطنات قائمة في مختلف مناطق الضفة الغربية والتركيز أكثر على مدينة القدس المحتلة.
وبحسب وسائل الإعلام الفلسطينية فقد حذرت منظمة التحرير الفلسطينية، من مخططات الكيان الصهيوني الشيطانية الهادفة إلى شرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة عبر تزويدها بالكهرباء ومدها بالبنى التحتية الضرورية لتطورها المستقبلي كمستوطنات جديدة.
كما حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من استغلال حكومة الاحتلال للانشغالات الدولية بما يجري في أوكرانيا بهدف “سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية وتعميق الاستيطان في الضفة الغربية وشرق القدس المحتلة.
ووفقاً لما أورده تقرير الإستيطان الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان والذي وثق الانتهاكات الصهيونية خلال الفترة (13-25 فبراير 2022م)، فمن المتوقع أن يصادق وزير جيش الاحتلال بيني غانتس على صيغة “أمر عام” يسمح بتوصيل عشرات البؤر الاستيطانية بالبنية التحتية للكهرباء، وتنظيم أوضاعها بشكل كامل.
وبالتزامن مع تعميق الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية وتزويدها بالكهرباء ومدها بالبنى التحتية الضرورية لتطورها المستقبلي كمستوطنات جديدة أو أحياء جديدة لمستوطنات قائمة في مختلف المحافظات في الضفة الغربية يجري التركيز على مدينة القدس المحتلة باعتبارها في بؤرة تركيز مشاريع التهويد الصهيونية.
وأشار التقرير إلى أن حكومة الاحتلال أقرت مؤخرا موازنة بقيمة 250 مليون شيكل لتعزيز مخططات ومشاريع التهويد الجارية في المدينة المحتلة وخاصة في المجالين الاجتماعي والاقتصادي، حيث تمت الموافقة على أطر عمل موازنة هيئة تنمية القدس لعام 2022.
في الإطار نفسه تعمل حكومة الاحتلال حاليًا على خطة أخرى لتنفيذها وتطلق عليها اسم (لافي)، بعد عرضها على الحكومة للمصادقة عليها في مستقبل قريب، حيث تروج ما تسمى بـ(سلطة تطوير القدس) لعدد كبير من المشاريع الاستيطانية التي وصفتها بالمهمة للمدينة خلال العام الحالي.
وبحسب الخطة الرامية لتعميق سياسة التهويد في المدينة المحتلة سوف تستمر ما تسمى بوزارة السياحة والتراث وهيئة تنمية القدس في الترويج للمدينة كمدينة يهودية مفتوحة للقادمين من جميع أنحاء العالم، وتنظيم المؤتمرات والمهرجانات الدولية التي ستوفر لسكان المدينة وزوارها خيارات ترفيهية متنوعة، خلال الأعوام القادمة بمشروعات هامة في مجمع حضري عند بوابة القدس ومحيط البلدة القديمة.
وفي القدس أيضاً تم الكشف عن نفق جديد وأعمال حفر تُجريها سلطة الآثار الصهيونية والجمعيات الاستيطانية بالتعاون مع بلدية الاحتلال في المدينة أسفل باب الخليل من الجهة الغربية للبلدة القديمة، وصولًا إلى حائط البراق غربي المسجد الأقصى المبارك.
ولمزيد من تعزيز الاستيطان والترويج لمشاريعه التهويدية في الضفة الغربية المحتلة عُقد الأسبوع الماضي مؤتمر اُطلق عليه اسم (يهودا والسامرة) شارك فيه أكثر من 200 قيادي من الجالية اليهودية الأمريكية.. وأكد فيه رئيس المجلس الاستيطاني في الضفة أن المستوطنين في ذروة حرب هادئة للحفاظ على حدود كيانهم المحتل بما يؤكد أن موضوع ضم الضفة لازال قائمًا ولن تتنازل عنه حكومة الاحتلال الصهيونية.. بحسب زعمه.
على صعيد آخر أثمرت جهود رؤساء الكنائس الكبرى في القدس المحتلة عن لجم مخطط “سلطة الطبيعة والحدائق” بتوسيع ما يسمى بـ”الحديقة الوطنية حول أسوار القدس، التي تسيطر جمعية “إلعاد” الاستيطانية على قسم كبير منها.. ويشمل المخطط مساحات واسعة من سفوح جبل الزيتون، الذي توجد فيها أملاك للكنائس، التي تخشى من استيلاء الجمعية الاستيطانية عليها.
وكانت حكومة الاحتلال قد أقامت هذه “الحديقة” في العام 1968م، بعد احتلال القدس، وهي تمتد على مساحة 1085 دونما.. وتسيطر جمعية “إلعاد” الاستيطانية على القسم المركزي فيها، ويقع في حي سلوان المحاذي للبلدة القديمة.. ووسعت الجمعية سيطرتها إلى أماكن أخرى في “الحديقة”، وتعمل ما تسمى بـ”سلطة الطبيعة والحدائق” على توسيعها بـ275 دونما، معظمها في جبل الزيتون، حيث تقع كنائس وأماكن مقدسة هامة للكنائس المسيحية.
وهدمت قوات الاحتلال 8 مساكن وشردت نحو 70 مواطناً غالبيتهم أطفال في قريتَي شعب البطم ولصيفر في محافظة الخليل.
واقتحمت قوات الاحتلال منطقة الرفاعية شرق يطا، وقامت بتصوير عدد من منازل المواطنين تعود لعائلة العمور وسط مخاوف من قيامها بهدمها في وقت لاحق.. واستكملت قبل أيام أعمال الحفريات التي بدأتها منذ عدة أشهر في الساحات الخارجية للمسجد الإبراهيمي لفائدة مشاريع استيطانية وتهويدية.
وفي بيت لحم اقتحمت مجموعة من المستوطنين الخربة الأثرية في بلدة تقوع إلى الشرق من بيت لحم وليومين متتاليين، وتوغل المستوطنون في قلب الخربة الأثرية تحت حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال، ومارس المستوطنون المسلحين بأسلحة رشاشة طقوسًا تلمودية في المكان، مدعين أنه مقدس لديهم.
أما في نابلس فقد شرع مستوطنون بأعمال توسع استيطاني على اراضي بلدة عصيرة القبلية جنوب نابلس.. ولا تبعد سوى عشرات الامتار عن البيوت في المنطقة الشرقية التي تشهد هجمات متكررة من المستوطنين.
وفي سلفيت أخطرت قوات الاحتلال بهدم 5 غرف زراعية في كفر الديك تقع في منطقة باط الأرز شمال البلدة.. وأقدم مستوطنون على اقتلاع وتكسير عدد من أشجار الزيتون في بلدة ياسوف وهاجموا رعاة أغنام في بلدة قراوة بني حسان في منطقة “النويطف” المحاذية للبؤرة الاستيطانية “خفات يائير” وأطلقوا النار وقنابل الغاز المسيل للدموع صوبهم.
أما في جنين فقد صادقت المحكمة العليا التابعة لسلطات الاحتلال على هدم منزل الأسير الشيخ محمد يوسف جرادات (61 عاماً) المكون من طابقين من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين وأخطرت بهدم منزل الأسير عمر أحمد ياسين جرادات واستولت قوات الاحتلال على جرافة أثناء وجودها داخل أراض زراعية في قرية أم الريحان الواقعة داخل جدار الضم العنصري شمال غرب يعبد.
الجدير ذكره أن المشروع الصهيوني يهدف إلى تعميق الاستيطان في القدس المحتلة، وفصلها عن بقية الأراضي الفلسطينية، في الوقت الذي اقتحمت فيه قوات الاحتلال، أمس، مخيم قلنديا، شمالاً، ومنطقة كفر عقب المجاورة، مما قاد لاندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين، التي اعتقلت عدداً منهم وداهمت المنازل وعاثت فيها تخريباً.
وتستمر محاولات المستوطنين لتنغيص حياة المواطنين في مدينة الخليل، بحماية جيش الاحتلال الصهيوني، لاخلائها وإحكام السيطرة عليها، والاستيلاء على الحرم الإبراهيمي الذي يعد معلماً دينياً وتراثياً.
وتؤكد المعطيات على الأرض أن انتهاكات المستوطنين مدعومة سياسياً سواء بالتغطية عليها أو بدعمها بالمال وبنشر السلاح بين المستوطنين، وهو ما يؤكده الأهالي الذين لم تنصفهم المحاكم في أي من القضايا التي رُفعت لوقف الاعتداءات.
وتستغل حكومة الاحتلال استفحال الأزمة الأوكرانية والغزو الروسي، وأعلنت عن “خطة طوارئ” من أجل استقدام اليهود من هناك.. وبدأ تنفيذ هذه الخطة بوصول 87 يهوديا من كييف إلى “تل أبيب” قبل الغزو الروسي بأيام.. ويُقدّر تعداد الجالية اليهودية هناك بقرابة 200 ألف نسمة.