عواصم – سبأ:
تواجه العديد من دول العالم مخاطر زيادة أعداد الإصابات بمتحور أوميكرون لفيروس كورونا، مع تواصل الاستعدادات للاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية، وفرض المزيد من التدابير الوقائية للحيلولة دون تفشي الوباء والذي انتشر في بعض الدول كالنار في الهشيم .
وقد أدى التزايد الكبير في أعداد الإصابات بفيروس كورونا وللعام الثاني على التوالي، إلى تعقيد المخططات للاحتفال بعيد الميلاد في جميع أنحاء العالم، فيما عطل متحور أوميكرون حركة السفر مع إلغاء أكثر من 2,300 رحلة جوية بحلول الساعة 20,15 بتوقيت غرينتيش.
وتبقى الولايات المتحدة وأوروبا أكثر مناطق العالم تفشياً لفيروس كورونا وجميع متحوراته، مع جعل حكوماتها تزيد من فرض تدابير الوقاية من الفيروس التي وصلت في بعض دوله الى فرض السلطات على المواطنين وضع الكمامات في الأماكن المفتوحة والتلقيح اجبارياً.
وقد القى الفيروس بظله للسنة الثانية على التوالي، مع تسارع تفشي متحورة أوميكرون وانعكس ذلك في طفرة الإصابات على احتفالات عيد الميلاد عبر العالم من شرقه إلى غربه.
وفيما كان الناس يأملون في استعادة حرياتهم بفضل اللقاحات، الا ان تفشي المتحور أوميكرون الشديدة العدوى القى بظله على أجواء الاحتفالات برأس السنة الميلادية، واصبح العائق الابرز لاعداد اي فعالية احتفالية .
وفي هذا السياق، تدرس العديد من البلدان فرض المزيد من القيود لإضافتها إلى خليط عمليات الإغلاق وغيرها من التدابير المعمول بها بالفعل في جميع أنحاء أوروبا.
وجاء هذا التوجه مع تحذير كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الدكتور أنتوني فاوتشي الاثنين الماضي من أن متحور أوميكرون شديد العدوى، “سوف يزيد الأمر سوءً قبل أن يتحسن”.
واكد فاوتشي في تصريحات تلفزيونية بأنه لا يتوقع أن تتغير الأمور في غضون أيام قليلة إلى أسبوع، وان من المحتمل أن يستغرق الأمر وقتاً أطول بكثير من ذلك، لكن هذا لا يمكن التنبؤ به”.
وقد جعلت مسألة عدم القدرة على التنبؤ الحكومات تتردد في التكهن وتنتقي استراتيجيات متنوعة على نطاق واسع للتغلب على تفشي الجائحة.
وقد بدأت الحكومتان الفرنسية والبريطانية في العمل على تقييم أحدث البيانات ومواجهة الأرقام القياسية لإصابات كوفيد-19 بمزيد من الإجراءات من خلال إبعاد الناس عن بعضهم البعض، في وقت يريدون فيه بشدة أن يكونوا معاً.
إلا أن بعض الخبراء يرون انه مع وجود مؤشرات على أن أوميكرون قد يكون نوعاً أكثر اعتدالاً، على الرغم من قدرته الاستثنائية على إصابة الناس، الا ان السياسيين وقعوا في مأزق حول ما إذا كانوا سيفسدون حفلة أخرى أو يلعبون بأمان للتأكد من عدم انهيار أنظمة الرعاية الصحية.
ومما زاد الأمور تعقيداً الافتقار إلى البيانات الكاملة خلال عطلة رأس السنة في نهاية الأسبوع، والذي قد يجعل من الصعب تحديد مسار أوميكرون، خاصة في الدول التي تشهد تفشياً واسعاً للمتحور .
ففي بلجيكا، واجه السكان أول اختبار حقيقي لهم، مع تطبيق مجموعة جديدة من التدابير، من بينها حظر التسوق في مجموعات كبيرة، واغلاق دور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية في وقت تقضي فيه عائلات لا حصر لها إجازة في نفس الوقت.
وقد واجهت الدعوات لإغلاق المسارح ومراكز الفنون انتقادات شديدة بشكل خاص، فيما ظلت بعض دور السينما تفتح أبوابها في إطار عصيان مدني، قالت الشرطة انها تقف عاجزة امامه خاصة مع عدم قدرتها على اجبار الجميع على الإغلاق.
وسجل عدد الإصابات اليومية في بريطانيا ارتفاعاً جديداً، وبلغت 122186 إصابة يوم الجمعة، فيما لم تكن هناك أرقام خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في رأس السنة الميلادية .
وسجلت فرنسا أكثر من 100 ألف إصابة في يوم واحد لأول مرة منذ بدء الجائحة، وتضاعفت أعداد المصابين بكورونا الذين دخلوا المستشفيات على مدار الشهر الماضي.
وتأمل الحكومة أن تكون عملية تكثيف التطعيمات كافية. وتدفع بمشروع قانون يطالب بتطعيم السكان حتى يتمكنوا من دخول كافة المطاعم والعديد من الأماكن العامة بدلا من نظام المرور الصحي الحالي الذي يسمح للأفراد بتقديم اختبار سلبي أو دليل على التعافي إذا لم يكونوا ملقحين.
ويُشاهد هذا النهج التدريجي المتردد غالباً في الكثير من أنحاء أوروبا، ففي بولندا، ذات الـ 38 مليون نسمة تجاوز عدد الوفيات اليومي في أغلب الأحيان حالياً 500 حالة.
وفي إيطاليا، لم تفرض الحكومة أي قيود على التجمعات الخاصة ولكنها حظرت إقامة الفعاليات في الهواء الطلق في ليلة رأس السنة وأغلقت النوادي الليلية حتى نهاية يناير.
وذهبت هولندا إلى ما هو أبعد من باقي الدول الأوروبية، بإغلاق كافة المتاجر والمطاعم والحانات غير الضرورية ومددت العطلات المدرسية ضمن إغلاق جزئي جديد.
وتأتي زيادة هذه التدابير في وقت يطمح فيه الملايين حول العالم للاحتفال برأس السنة الميلادية والتخلص من كافة الضغوطات التي تفرضها الحكومات، خاصة بعدما اطل متحور أوميكرون برأسه والقى مزيداً من الكآبة على العالم.