صنعاء – سبأ : سميرة قاضي
احتفاءً بنعمة الله وتقديراً لفضله وشكراً على ما منَّ به على البشرية جمعاء وعلى المسلمين حينما بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.
هكذا وصفت المنشدة الدينية أم أحمد احتفاءها بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، وقيمتها في استلهام صفات الرسول الأعظم ومحطة لتذكير أبناء الأمة بسيرته ومواقفه وشمائله .
فقد عزز حب أم أحمد للرسول الأعظم روح المبادرة لديها في الاحتفاء بهذه الذكرى مع جاراتها في الحي بمدينة صنعاء القديمة بعمل أصناف معينة من الطعام وتوزيع الحلوى على الأطفال فرحاً وابتهاجاً بهذه المناسبة العظيمة.
وتحرص أم أحمد على الاحتفاء بالمولد النبوي كل عام، وتتولى بنفسها عملية تنظيم الموالد وجلسات الذكر وما تتضمنه من أناشيد وموشحات في حب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم واستعراض محطات من حياته وسيرته العطرة في أجواء روحانية تعم كل منزل من منازل الحي وعلى مدار شهر ربيع الأول، مؤكدة حرصها أيضاً على مشاركة جميع نساء الحي لتنال كل منهن شرف وأجر الاحتفال بمولد النبي المصطفي محمد صلوات الله وسلامه عليه.
ويأتي احتفال اليمنيين سنوياً بهذه المناسبة العظيمة انطلاقا من ارتباطهم برسول الأمة والسير على نهجه و الاقتداء بأخلاقه كونهم من أوائل من أسلم وناصر الرسول في وجه صلف وإجرام قريش .
ويعبر أبناء اليمن عن محبتهم للرسول بنشر كل مظاهر الفرحة من خلال تزيين الشوارع والمباني بالأضواء واللافتات والصور، إلى جانب تنظيم الأنشطة المختلفة ومنها المحاضرات التوعوية والندوات في المساجد والمدارس والأمسيات والأناشيد والموشحات الدينية للتذكير بسيرته العطرة إلى جانب الفعاليات الاجتماعية وغيرها .
وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) سلطت الضوء على ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد وأهميتها والمعاني السامية لها وما تمثله من دلالات ومبادئ في التأسي بأخلاقه وجهاده والسير على نهجه وتعزيز الهوية الإيمانية.
تعزيز الارتباط وتجديد العودة للرسول الأعظم
وزير الإعلام ضيف الله الشامي، أكد أن إحياء ذكرى المولد النبوي هو تجديد العودة الصادقة إلى الرسول الأعظم في أخلاقه، ومبادئه وقيمه، ومنهجه وتصحيح العلاقة به وتحقيق الحب له صلوات الله عليه وعلى آله وسلم وتعظيم شعائر الله والابتهاج برحمته.
فيما اعتبرت مسئولة الوحدة الثقافية بالهيئة النسائية لأنصار الله حنان العزي، إحياء المولد النبوي الشريف من باب شكر النعم الإلهية ومنها نعمة الهداية والإسلام والانتماء لأمة محمد، وكذلك تجديد العودة الصادقة إلى الرسول الأعظم في أخلاقه وقيمه العظيمة فهو من قال عنه تعالى ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) .
وأوضحت أن الاحتفاء بهذه الذكرى يأتي لتصحيح العلاقة مع رسول الله وتعظيمه وتقديسه وتقديره في زمن تحرك الوجه الآخر للصهيونية تيار الوهابية لنسف تعظيم الرسول وجعل تعظيمه من البدع، مبينة أن إحياء ذكرى المولد النبوي له دلالات عظيمة وكبيرة في أن تجسد الأمة أخلاق وقيم ومبادئ الرسول في واقعها عملياً.
وقالت العزي ” في ظل خضم الصراع الذي تشهده الأمة اليوم يجب أن يكون رسول الله هو الجامع لكل من تفرق من أمته لتجتمع تحت راية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولتتعلم منه كيف يجب أن تكون في واقعها وكيف تتعامل مع أعدائها “.
وأشارت إلى أن الهيئة دشنت فعاليات المولد النبوي الشريف في منتصف شهر صفر مع تحرك في الميدان لإقامة المجالس والندوات والدورات الثقافية والمسابقات القرآنية، والمهرجانات والمعارض ومسيرات الأطفال والعمل الخيري في الإحسان، وكذا التجهيز لتسيير قافلة الرسول الأعظم للمرابطين الأبطال، مبينة أنه تم تنظيم دورات مكثفة للمنشدات اللاتي يحيين هذه المناسبة بالموالد الأصيلة التي تعبر عن الهوية الإيمانية للمرأة اليمنية التي تزداد تمسكاً وارتباطاً برسول الله صلوات الله عليه وآله .
وحيت العزي حرائر اليمن العظيمات المؤمنات الصابرات في كل المواقع من هن في المدارس والجامعات ومراكز تعليم القرآن ثابتات في تعليم الأجيال، وفي المؤسسات يعملن في كل الظروف والأحوال، وربات البيوت وأمهات الأبطال وأسر الشهداء العظماء والجرحى الأزكياء والأسرى الصابرون وأسر المرابطين الثابتين، مؤكدة أنهن اسطورة العصر ومدرسة الأجيال وقبلة الأحرار لمن أراد أن يتعلم الحرية، مجسدات الانتماء الإيماني والارتباط بنبي الرحمة المهداة .
ميلاد نور للبشرية ومحطة تربوية وإيمانية
رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبو طالب، اعتبرت ذكرى المولد النبوي ميلاد النور للبشرية وذكرى إخراج الناس من الظلمات .
وأكدت الحاجة اليوم إلى العودة الصادقة للرسول ورسالته وإحياء شخصيته في وجدان الأمة، ليكون للرسول حضوراً في واقعها بهديه ونوره وأخلاقه وروحيته العالية، حضوراً في القلوب عزماً وإرادة حضوراً كقدوة وقائد وأسوة في السلوك والأعمال والمواقف وتهتدي به وبالهدى الذى أتي به من عند الله.
وقالت “ينبغي على المرأة اليمنية أن تحرص على تقديم شخصية الرسول القائد والمعلم والمربي والهادي للأمة ليكون القدوة والأسوة في زمن اجتمع فيه الضلال والشقاء بسبب بُعدها عن مصادر عزتها وقوتها وفي مقدمتها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وتطرقت إلى دور اللجنة الوطنية للمرأة في التنسيق مع كل إدارات وقطاعات مؤسسات الدولة الخاصة بالمرأة لإقامة الأنشطة والفعاليات الإحتفائية بالمناسبة وأعمال الإحسان، لافتة إلى أنه سيتم تكريم الجهة الأفضل في إحياء هذه المناسبة العزيزة على قلوب نساء اليمن .
وشددت أبو طالب على ضرورة أن يكون لدى المرأة وعياً كاملاً بكل مكائد الأعداء ومخططاتهم التي تستهدفها بكافة الوسائل الإعلامية والتضليلية والثقافية والعسكرية، مؤكدة أن المرأة لن تكون قادرة على تحصين نفسها ضد كل هذا الاستهداف إلا بالعودة الصادقة إلى الرسول ورسالته والسير على نهجه ونهج أوليائه سلام الله عليهم .
من جانبها أوضحت مديرة الإدارة العامة لتوعية المرأة بوزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة إيمان المهدي أن ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام، هي ميلاد الأمة وخروجها من الظلمات إلى النور و ذكرى عظيمة وجليلة تربطها بالنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وتشدها إليه حبا وولاء وعشقاً؛ وإيمانا برسالته الربانية، واقتداء وتأسيا به فهو صاحب الخلق العظيم والسراج المنير وخير معلم للأجيال وأعظم قائد للبشرية .
وقالت “الاحتفاء بذكرى المولد النبوي يشعرنا بالقرب أكثر من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله والنصرة له وكأنه حاضر بيننا ومادامت رسالته التي أرسل بها بين أيدينا بكل كمالها وصفائها وعظمتها فقد مثلها خير تمثيل وهدى وأرشد وأبان وأوضح وقاد البشرية إلى مرافئ الأمان وسفينة النجاة فصلى الله عليه وعلى آله الأطهار”.
واعتبرت المولد النبوي محطة محمدية للتزود بكل القيم والمبادئ العظيمة والأخلاق الكريمة والتوجيهات السليمة التي سار عليها الحبيب المصطفى، وللتزود بكل معاني الصبر والفداء والتضحية والبذل والعطاء في مواجهة أعداء الله ورسوله.
وأشارت إلى أن الإدارة العامة لتوعية المرأة سعت عبر المرشدات والثقافيات ومعلمات القرآن الكريم إلى التهيئة المسبقة للمجتمع عبر التوعية والإرشاد بأهمية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ولفتت إلى إقامة أنشطة متنوعة تضمنت محاضرات ولقاءات وندوات ومهرجانات في كافة المديريات والأحياء في أمانة العاصمة وفروع الإدارة بكافة المحافظات .
ودعت المهدي المرأة اليمنية في هذه الذكرى العظيمة إلى الاستمرار في وعيها وثقافتها القرآنية النيرة التي بفضلها وبفضل معرفتها لها حظيت المرأة المسلمة بمكانة عالية ومنزلة رفيعة بين البشر، فقد كرمها الله تعالى ورفع قدرها وكفل لها حقوقها فجاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم حاملا لها هذا التكريم ومنقذا لها من الوأد والظلم والازدراء والاحتقار والمهانة التي كانت تعيش في ظلها.
وحثت المرأة اليمنية على مواصلة صمودها وثباتها واستبسالها في كل الميادين وأن تظل الهامة الشامخة التي لاتنحني ولا تنكسر لغير الله وأن تظل مستبصرة ومدركة لخطط الأعداء التي تسعى للتقليل من شأنها وتجريدها من أخلاقها وقيمها النبيلة وسلخها من هويتها الإيمانية.
بدوره ذكر مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الإرشاد عبدالرحمن الموشكي، أن الفعاليات التي نفذتها الوزارة وفروعها بالمحافظات خلال الأسابيع المنصرمة وصلت إلى 17 ألفاً و 365 فعالية شملت الندوات العلمية والمحاضرات واللقاءات والزيارات والأمسيات والقوافل الإرشادية .
وأوضح أنه تم تنفيذ القوافل الإرشادية والتوعوية في 206 مساجد و 145 مجلساً إرشادياً للخطباء والمرشدين ألقوا خلالها المحاضرات الإرشادية و التوعوية بأهمية المناسبة و عظمة صاحبها.
كما تم تنظيم 227 أمسية و 343 فعالية احتفائية، وإقامة ندوات علمية ودينية ومحاضرات في المجالس بإجمالي ثلاثة آلاف و 283 ندوة ومحاضرة, بالإضافة إلى توزيع مواد ثقافية وإرشادية بعدد ثمانية الآف و 283 نسخة بين كتيبات وملصقات وصوتيات، فيما بلغ إجمالي الأنشطة الإرشادية والتوعوية والتحشيدية خمسة الآف 445 نشاطاً.
واعتبر الموشكي ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة مهمة لاستلهام الدروس والعبر من حياته في تعظيم القيم الإنسانية التي أسستها الرسالة المحمدية والاقتداء بها قولاً وعملاً، بالتحرك في كافة جوانب الحياة .
فيما بينت مديرة إدارة المرأة بوزارة الإعلام سمية الطايفي أن المولد النبوي الشريف محطة مهمة لترسيخ الولاء لرسول الله ومفهوم الاتباع له والتأسي به .
وقالت “نحن لا نحيي ذكرى المولد النبوي ولكن ذكرى المولد النبوي هي من تحيينا وتعيدنا إلى فطرتنا وروحانيتنا وعزتنا وكرامتنا باعتبار هذه المناسبة المباركة محطة تربوية وإيمانية مهمة وفرصة لنا جميعاً لمراجعة وتقييم أعمالنا وواقعنا الذي نعيشه اليوم وهل نحن بالفعل نقتدي برسولنا الكريم ومن أمرنا الله بتوليهم “.
وأوضحت أن الدين الإسلامي قدم للبشرية أعظم وأرقى قدوة وهو رسول الله صلى الله عليه وآله والذي سعى اليهود منذ القدم لطمس سيرته، مبينة أهمية أن يقيم الجميع مدى ارتباطهم بالرسول من خلال الواقع والأداء العملي وكيفية مواجهتهم اليوم لقوى الطغيان والاستكبار أمريكا وإسرائيل ومن يواليهما.
وتطرقت إلى دور إدارة المرأة في الوزارة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لنقل الصورة الحقيقية والمشرفة إعلامياً لاحتفاء المرأة اليمنية بمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، والمساندة في تغطية كافة فعاليات وأنشطة المولد النبوي النسائية في كافه المحافظات وإبراز جانب الاقتداء بالرسول الأعظم، بالإضافة إلى إقامة نشاط خاص بالإعلاميات اليمنيات بما يتناسب مع عظمة المناسبة.
واختتمت الطايفي قائلة: “علينا اليوم كنساء يمنيات مسلمات قدوتنا سيد البشرية محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى السلام خاصة ونحن مازلنا ولسبع سنوات نعيش تحت وطأة هذا العدوان والحصار، أن نثبت ولائنا لرسولنا وقدوتنا بأفعالنا وتصرفاتنا في كافة الجوانب التي أمرنا بها ديننا الإسلامي الحنيف وعلينا أن نتحرك بهدى وثقافة القرآن ” .
انتصار للضعفاء وزعزعة لعروش الظالمين
مديرة مدرسة البحث العلمي الأستاذة أماني الأمير وصفت المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم بأنه فرحة للبشرية، ومولد لكل فضيلة ومعنى حسن ، وبمولد المصطفى انقشعت سحائب الغمة وعم الخير أرجاء المعمورة، وانتصر الضعفاء والمظلومون وتزعزعت عروش الظالمين.
وأكدت الحرص على الاحتفال بالمناسبة في المدرسة للتعريف بالسيرة النبوية والنهج المحمدي من خلال ترديد الأناشيد وتكثيف دروس الأخلاق المقتبسة من شخص الرسول الكريم.
وحثت على ضرورة تنشئة الأجيال على سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وغرس القيم والأخلاق الحميدة في نفوسهم وصولا إلى تنشئة أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة والأخلاق ومحبة نبيها الكريم والسير على نهجه والمضي على الصراط المستقيم.
وعلى المستوى الشخصي أوضحت الأمير حرصها على حضور الموالد المقامة لدى الأهل والأصدقاء واستشعار الفرحة بالمولد النبوي امتثالاً لأمر الله ( فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) .
وشددت على عدم اختزال المناسبة في الشكليات فقط دون التجسيد الحقيقي لمنهج المصطفى والشريعة السمحاء .
وقالت “ينبغي أن ينطلق الاحتفال بذكرى المولد النبوي من ذواتنا، لنحيي القيم والمبادئ التي نادى بها الرسول صلى الله عليه وآله بإغاثة الملهوف ونصرة المستضعفين وتفقد الفقراء والمحتاجين وإعانتهم، ورفع الظلم عن كل مظلوم” .
من جانبهما أوضحت المعلمتان نادية الزبيدي ونجيبة قاضي أهمية ذكرى المولد النبوي الشريف في قلوب اليمنيين الذين كانوا من أوائل من ارتبطوا بالرسول وناصروه ودافعوا عن دين الإسلام .
وحثتا على إحياء هذه المناسبة العظيمة من خلال جلسات الذكر والإكثار من الصلاة والسلام على الرسول والتعريف بسيرته العطرة وغرس كل القيم و الأخلاق و المبادئ التي جاء بها في نفوس الأجيال الصاعدة وضرورة الاقتداء و السير على نهجه ، معتبرتين المغالاة والمبالغة في الاحتفالات بهذه المناسبة الدينية العظيمة قد يبعدها عن مدلولاتها ومعانيها السامية .
العظيم محمد .. بعيون الغرب
ولم يقتصر حب الرسول وعظمة مكانته في قلوب الملسمين فحسب بل حظي الرسول الأعظم على احترام وتقدير مفكري وعقلاء الغرب الذين تحدثوا عن شخصيته الفريدة وعظمته وحكمته .
الفيلسوف الألماني سانت هيلر قال في كتابه (الشرقيون وعقائدهم) كان محمد رئيساً للدولة وساهراً على حياة الشعب وحريته، وفي شخصيته صفتان هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية، وهما العدالة والرحمة.
فيما أكد الفيلسوف الإنجليزي برنارد شو في كتابه (محمد) أن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير النبي محمد، الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال، واصفاً الدين الإسلامي بأنه أقوى دين بين جميع الديانات خالداً خلود الأبد وأن النبي محمد أعجوبة خارقة، لو تولى أمر العالم اليوم لوفّق في حل المشكلات بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.
وتساءل صاحب موسوعة (قصة الحضارة) المؤلف الأمريكي ول ديورانت: “إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس، قلنا إن محمداً كان من أعظم عظماء التاريخ، فلقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله”.
وقال غاندي عن النبي محمد “أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته”.
في حضرة النبي … زفاف ميمون و أجواء روحانية بمذاق الحلوى
لم تجد أروى توقيتاً مناسباً لعقد زفافها أفضل من يوم المولد النبوي الشريف حيث استثمرت هذه المناسبة في الاحتفاء بزفافها لتحظى بزواج مبارك في يوم مبارك ليس كسائر الأيام .
وعكفت العروس لعدة أسابيع مع صديقاتها في عمل مسابح من اللؤلؤ توزع على المدعوات للزفاف للتسبيح والصلاة على رسول الله خلال الاحتفال ولتبقى تلك المسابح ذكرى عالقة في أذهان الحاضرات عن المولد النبوي والزفاف الميمون .
فيما يعود أحمد (30 عاماً) بذاكرته إلى أيام الطفولة حينما كان يذهب للمسجد لحضور الاحتفال بذكرى المولد النبوي ليعيش أجواء روحانية رائعة معطرة بروائح البخور والطيب ويستمع للأناشيد والتواشيح الدينية وقصائد مدح الرسول الأعظم و قصص من سيرته العطرة وأخلاقه و شمائله العظيمة .
ويقول أحمد إن أكثر ما كان يسعده في ليلة المولد النبوي هو حصوله على قطع من الحلوى كانت حافزاً له في الالتزام بحضور الاحتفاء بذكرى المولد والمشاركة في أجواء تلك الليلة المباركة .
أعمال بر وإحسان وتكافل مجتمعي في حب رسول الله
انطلاقاً من المحبة للنبي العظيم محمد وما حملت رسالته من قيم الإخاء والعدل والتسامح والمساواة والدعوة إلى التآخي والتراحم وتجسيد المبادئ والقيم التي جاء بها فقد نظمت العديد من الفعاليات الإحتفائية بذكرى المولد النبوي على مستوى الأحياء والحارات .
المنشدة الدينية بحارة غول علي في منطقة سعوان إجلال الحسني أشارت إلى أهمية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف للتذكير بسلوك وقيم وأخلاق النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وأوضحت أنه يتم الاحتفاء بهذه المناسبة على مستوى الحارات من خلال تزيين البيوت التي ستقام فيها الموالد ومجالس الذكر، وإعداد وتوزيع أطباق متنوعة ومشروبات لضيوف رسول الله .
وذكرت أن مجالس الذكر تتضمن أيضاً قراءة القرآن وسماع الأناشيد و التواشيح الخاصة بالمولد النبوي ورش البخور والعطور وسرد سيرة الرسول الكريم وتوعية الحاضرات بأهمية إحياء ذكرى المولد النبوي وأهمية الاقتداء بالنهج المحمدي قولا وعملا .
ولفتت إلى أنه من ضمن أعمال الإحسان خلال المولد النبوي على مستوى الحارات يتم تجميع مبالغ مالية أو إعداد أصناف الأطعمة والحلويات لتوزيعها على الفقراء بمعدل 100 بيت داخل الحارة.
ونوهت إلى أن المولد النبوي الذي نظمته حارات عزلة سعوان تضمن إقامة بازار في حديقة سنان حطروم شمل الأطباق الخيرية وألعاب متنوعة ومسابقات حول السيرة النبوية وتقديم جوائز للأطفال وهدايا متنوعة أدخلت السرور إلى نفوسهم .
وفي ظل عدوان غاشم وحصار خانق من قوى الشر و التحالف المقيت المتمثل بأمريكا وإسرائيل وأذنابهما يتحرك أبناء اليمن بكل قوة وصبر وثبات، للتوعية وتبصير المجتمع للعودة الصادقة إلى المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم ويؤكدون تمسكهم بدينهم ونبيهم، وليفشلوا كل مؤامرات الأعداء بوعيهم وارتباطهم برسولهم الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .