[17/ يونيو/2021]
صنعاء – سبأ : تقرير مهدي البحري
لا يزال الموت يترصد حياة آلاف اليمنيين نتيجة الحصار واستمرار أعمال القرصنة البحرية على سفن المشتقات النفطية من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي ما ينذر بكارثة إنسانية جراء عجز المستشفيات والمرافق الصحية عن توفير المشتقات اللازمة لتقديم خدماتها.
وتتوالى البيانات التحذيرية الصادرة عن وزارة الصحة العامة والسكان من مخاطر توقف المرافق الصحية نتيجة انعدام المشتقات النفطية .
إذ أكدت وزارة الصحة في بيانها الأخير تعنت دول تحالف العدوان، واستمرارها في أعمال القرصنة البحرية ومنع دخول السفن رغم حصولها على تصاريح من قبل الأمم المتحدة .. مشيرة إلى أنه لا يوجد ما يبرر هذا الأعمال إلا الرغبة الشيطانية لقيادات دول العدوان في قتل الإنسان اليمني.
ولفتت إلى أن انعدام المشتقات النفطية يعرض حياة آلاف المرضى للموت.. موضحة أن المستشفيات والمراكز الصحية تعتمد بدرجة أساسية على الوقود في تقديم خدماتها الطبية والعلاجية وتشغيل الأجهزة الطبية والتشخيصية وتحريك سيارات الإسعاف والطوارئ ونقل الأطباء والمسعفين والعاملين الصحيين.
واعتبرت الوزارة منع وصول المشتقات النفطية، كارثة حقيقية لمرضى الغسيل الكلوي، بتوقف أجهزة الغسيل في أمانة العاصمة والمحافظات ما يعني الموت المحتوم لهم .
وأشارت إلى أن الصمت المعيب للأمم المتحدة وحالة الجمود والانحياز المشين لتحالف العدوان رغم اعترافها الصريح بتفاقم المعاناة الإنسانية الناجمة عن النقص الحاد في إمدادات الوقود وتشديدها على ضمان تدفق السلع الأساسية، يتناقض مع المواثيق التي أنشئت من أجلها الأمم المتحدة ويتعارض مع المبادئ الأساسية للحماية والإغاثة الإنسانية.
وذكر ناطق وزارة الصحة الدكتور نجيب القباطي أن القصف المتواصل خلال سنوات العدوان أدى إلى تدمير 527 مرفقاً صحياً بشكل كلي وجزئي وخروج 50% من المرافق عن العمل.
وأكد أن استمرار العدوان والحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي ومنع دخول سفن المشتقات النفطية، تسبب في إنهاك القطاع الصحي، مشيرا إلى أنه في كل خمس دقائق يموت طفل ، وما يربو عن ثمانية آلاف امرأة تموت سنوياً، فيما يعاني مليونين و 600 ألف طفل من سوء التغذية الحاد والوخيم الذي يهدد حياتهم.
وأفاد بأن 1.1 مليون امرأة تعاني من سوء التغذية في حين تعاني مليون امرأة من مضاعفات المرض، لافتاً إلى أن هناك خمسة آلاف مريض فشل كلوي يحتاجون إلى السفر لزراعة كلى وحياتهم مهددة بالوفاة نتيجة إغلاق مطار صنعاء الدولي، كما أن هناك 1.5 مليون يعانون من أمراض مزمنة منهم 32 ألف مريض بحاجة ماسة إلى السفر للخارج لتلقي العلاج.
ونوه الدكتور القباطي إلى زيادة عدد المواليد الذي يولدون بتشوهات خلقية خاصة في المحافظات والمناطق التي استهدفها العدوان بشكل كبير بالأسلحة المحرمة دولياً، مبيناً أن هناك ثلاثة آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية خلقية ويحتاجون للسفر لتلقي العلاج في مراكز تخصصية.
وأوضح أن هناك 500 حالة فشل كبدي بحاجة لزراعة كبد وألفي حالة تستدعي زراعة القرنية وهؤلاء تم تسجيلهم في الجسر الجوي.
وحسب الناطق باسم الوزارة فإن هناك زيادة كبيرة في مرضى الأورام، حيث وصل عدد المسجلين بالمركز الوطني للأورام إلى أكثر من 72 ألف مريض، لافتا إلى ما يعانيه المركز من نقص في الأدوية والتجهيزات الحديثة مثل المعجل الحراري وجهاز العلاج الإشعاعي الذي منع العدوان دخوله لليمن .
وبين أن العدوان واستمرار الحصار ساهم بشكل كبير في انتشار الأوبئة والأمراض خاصة الكوليرا والملاريا والحصبة والدفتيريا وحمى الضنك والتهابات الجهاز التنفسي الموسمية والتي تشكل عبئاً كبيراً على القطاع الصحي وأدت إلى الوفيات في ظل منع الأدوية والمشتقات النفطية وتقليص الدعم من المنظمات .
وأشار الدكتور القباطي إلى أنه ترتب على الحصار انعدام 120 صنفا من الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة وانقطاع 263 اسما تجاريا من الاحتياجات الدوائية والطبية، وانعدام 50% من الأدوية المطلوبة لمرضى الأورام ، بالإضافة إلى تسبب الحصار في منع وصول شحنات الأدوية وتلف العديد منها وارتفاع أسعارها جراء العراقيل المتعمدة والتعسفية، بالإضافة إلى منع دخول الأجهزة الطبية التشخيصية والعلاجية لحالات الأمراض المزمنة والأورام وأمراض القلب وأجهزة الغسيل الكلوي .
ولفت إلى أن نسبة تقليص دعم المنظمات وصلت إلى 57% وتسببت في توقف الإمداد بالمشتقات النفطية عن 75% من المرافق الصحية وتوقف 78% من الحوافز والنفقات التشغيلية للعاملين في القطاع الصحي وتوقف 47% من كمية المياه التي كانت تزود بها المرافق الصحية .
فيما استنكر عدد من المرضى ممن يعانون الفشل الكلوي وأمراض مزمنة ، تمادي تحالف العدوان في احتجاز سفن الوقود ومنعها من الدخول إلى ميناء الحديدة، الأمر الذي يفاقم من معاناتهم كون حياتهم ترتكز على استمرار الغسيل الكلوي.
وحملوا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولية حدوث الكارثة الإنسانية الوشيكة والناجمة عن توقف أجهزة الغسيل الكلوي نتيجة نفاد مخزون الوقود وكذا منع الأدوية الأخرى الخاصة بمرضى الأمراض المزمنة.