[30/ ديسمبر/2020]
صنعاء – سبأ : تقرير/ محمد ناجي
يعقد الفلسطينيون آمال كبيرة على تحقيق المصالحة فيما بينهم خلال العام المقبل، بعد أن تهاوت في 2020م، على الرغم من التفاؤل الكبير خلال الفترة الماضية، فيما تبادل طرفا المصالحة فتح وحماس الاتهامات بفشلها بسبب عودة الأولى للتعاون مع الكيان الصهيوني وعدم استعداد الأخيرة لإتمامها.
وأرجعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فشل جهود المصالحة إلى إعلان السلطة الوطنية الفلسطينية عودة العلاقات مع الكيان الصهيوني من خلال التعاون مجدداً خاصة في مجالي التنسيق الأمني، وملف أموال المقاصة.
وأكدت حماس أكثر من مرة على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، أنها دفعت بكل قوة نحو نجاح مسار المصالحة مع حركة فتح وأن عودة السلطة للتعاون مع الاحتلال شكل عائقاً كبيراً أمام تحقيق هذه المصالحة.
ورأت أن المصالحة والشراكة ووحدة الشعب الفلسطيني ضرورة لإعادة بناء المرجعيات الفلسطينية بدءً من منظمة التحرير الفلسطينية.
من جهتها ترى منظمة التحرير الفلسطينية وعلى لسان عضوها وزير الشئون الاجتماعية الدكتور أحمد مجدلاني وأمين عام جبهة النضال الشعبي، أن الحوار بين حركتي فتح وحماس لعقد مصالحة فلسطينية ما زال مستمراً.
إلا أنه اتهم حركة حماس وقيادتها بعدم النضج والاستعداد للمضي قدماً في إتمام القضايا الجوهرية التي يتضمنها ملف المصالحة.
وقال إن “السبب في ذلك يعود إلى أن حركة حماس تنتظر الترتيبات الإقليمية خاصة أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن تميل لحد كبير للتعامل مع الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين، ومن هناك قطر وتركيا باعتبارهما راعيين لجماعة الإخوان، من الممكن أن يكون لهما دور، ما يعزز من وجودهم الإقليمي”.
وأضاف إنه “بالإضافة إلى ذلك تنتظر حركة حماس انتخابات داخل مكتبها السياسي في مطلع العام القادم، وتأتي الانتخابات في إطار المتغيرات الدولية والإقليمية حيث ترغب الأطراف الفاعلة في حركة حماس والمؤثرة في قرارها في شخصية بديلة عن إسماعيل هنية”.
هذا ويرى عدد من المراقبين الفلسطينيين ومن بينهم المستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية الدكتور أسامة شعث أن “الخطاب الذي ألقاه إسماعيل هنية يتسم بالصيغة الشعبوية، بحيث يغازل من خلاله أبناء حماس بالدرجة الأولى والحلفاء في الإقليم بالدرجة الثانية”.
ويقول إن حركة “حماس بما لها وما عليها جزء من التاريخ الحديث للنضال الفلسطيني ولا يمكن تجاهل هذه الحقيقة، وحديث الشيخ هنية حول تجديد الهيئات الوطنية والقيادية والسياسية لشعبنا الفلسطيني، أمر ضروري ومهم ولا مفر منه”.
إلا أنه يرى أن القول بإن “حركة حماس منذ انطلاقتها حتى الآن تتمسك بالوحدة والمصالحة والشراكة يعد منافياً للحقيقة على أرض الواقع”.
ويضيف “إن شعبنا شاهد على كل الأحداث والأزمات الداخلية الفلسطينية وأسبابها، منذ نشأة حماس وحتى الآن”.
ويتابع ناصحاً “إن كانت حماس جادة في المصالحة والوحدة ومواجهة التطبيع فأنصحها بأن تسارع نحو تحقيق المصالحة والوحدة بدلاً من تعطيلها وتجميدها بذريعة أن السلطة أعادت الاتصالات مع الاحتلال، وقد تكون الضرورة السياسية استوجبت التعامل مع المستجدات على أرض الواقع بهذه الصيغة”.
ويعتبر أنها “ذريعة غير منطقية وغير مقبولة من حماس في وقت تتلقى فيه الأموال القطرية رهنا بموافقة الاحتلال الإسرائيلي وبتصريح منه للمرور بالحقائب إلى غزة، ولهذا لا يجوز لحماس أن تحلل لنفسها ما تحرمه على غيرها، فالعودة للمصالحة الوطنية على قاعدة الشراكة الوطنية الكاملة بدءا بعقد الانتخابات سيشكل نقطة الارتكاز الأساسية وانطلاقة مهمة للمشروع الوطني الفلسطيني”.
ويحذر الدكتور المجدلاني من أن تعثر جهود المصالحة بعدما وصلت إلى مراحلها النهائية سيكون انتكاسة جديدة على القضية الفلسطينية في ظل التهافت العربي نحو التطبيع مع الاحتلال.
فيما يرى المحلل السياسي الفلسطيني في قطاع غزة مصطفى صواف أن “المصالحة لم تتقدم رغم الحوارات القائمة بين الرجوب والعاروري، حيث لا تريد حركة فتح شراكة سياسية ومصالح وطنية”.
ويتهم حركة فتح بالذهاب للحوار من أجل انتخابات تشريعية وفق رؤيتها، وأنها لا تريد ترتيب البيت الفلسطيني أو إصلاح المنظومة ودخول حماس والجهاد.
ويقول إن “حركة فتح جاءت للحوار مع حماس تحت ضغط أوروبي مشروط، كي تمنح السلطة أموالاً ومساعدات، والشرط الأوروبي يتمثل في الانتخابات التشريعية فقط لتجديد الشرعيات”.
إلا ان المحلل السياسي مصطفى صواف يرى ضرورة ان يقدم طرفا المصالحة تنازلات تمهد لإعادة بناء أسس المصالحة الوطنية الفلسطينية وتستجيب لتطلعات كل طرف ويعيد للشارع الفلسطيني الامل في استعادة حقوقه المشروعة والحفاظ على مقدساته وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.