[21/ ديسمبر/2020]
عواصم – سبأ: محفوظ الفلاحي
في البداية لا بد من طرح هذا التساؤل الهام: أين هي منظمة الصحة العالمية من ثورة إنتاج لقاح فيروس كورونا؟.
على مدى فترة جائحة كورونا طالعتنا وما زالت تطالعنا منظمة الصحة العالمية بأرقام وإحصائيات يومية وأسبوعية وشهرية لعدد الإصابات والوفيات بجائحة كورونا في جميع أنحاء العالم، ولكن دورها تلاشى ولا يكاد يبين في موضوع إنتاج اللقاحات والصراع المحتدم بين الشركات الطبية العالمية للحصول على تصاريح لطرح اللقاحات المعتمدة للاستخدام الآدمي بعد التأكد من نجاعتها في التجارب المخبرية.
وبينما نرى الدول الكبرى تتسابق في إنتاج اللقاح الموعود كأمور لوجستية وتوزيعية وتخزينية بها، تمسك عصا الغلبة من الوسط فتوافق حينا على لقاح معين وتشكك أو تتحفظ حينا آخر ، متذرعة بأن فيروس كوفيد-19 فيروس ليس سهلا وأنه مرض معقد جداً أو بأن الفاعلية التي ينبغي أن يكون عليها اللقاح ينبغي أن تزيد على 90 في المئة.
تفاؤل حذر
على مدار التسعة الأشهر الماضية ظل العالم في مخاض عسير وظل يحبس أنفاسه انتظاراً لبارقة ضوء في نهاية النفق المظلم ومولوداً منتظراً يحمل في يده مفتاحا للخروج من أزمة كورونا، وسط فترات عصيبة من الإغلاق والقيود المشددة والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية.
ومؤخراً بدأ العالم يتطلع ويتنفس الصعداء مع ظهور لقاحات تعد بالأمل في عودة الحياة لطبيعتها، لكن هل باستطاعة هذه اللقاحات إعادة الحياة بالفعل لتُطوى بذلك تلك الصفحة القاتمة من تاريخ البشرية؟.
فبينما يبدي البعض تفاؤلا يشوبه الحذر حيال فاعلية اللقاحات، هناك آخرون يحذرون من اعتبارها فرصة للربح ومحاولة دول كبرى بسط هيمنتها من خلال السيطرة على اللقاحات.
مظاهر دعائية
من الواضح جلياً أن الدول الكبرى لا تفكر بمن هو أضعف منها وأفقر وأن كل هذه الأنباء حول اللقاح والتي تتظاهر فيها الدول الكبرى بأنها تبحث عن خير الإنسانية هي مجرد مظاهر دعائية تداري بها على حقيقة الرأسمالية الجشعة والتي تبحث عن ربح تجاري يحقق لها مصالحها المادية لا أكثر وفي سبيل ترسيخ هيمنتها، ولهذا تحتكر العلم الذي يعني بالنسبة لها المال الذي به تضمن تفوقها الحضاري والتكنولوجي.
صراع اللقاحات
في ظل تنافس أمريكي- روسي – صيني ، على إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا المميت، ينتظر العالم بشغف ما ستؤول إليه نتائج تلك اللقاحات والتي أعلن عنها قبل أيام.
وفي خضم هذا السباق العالمي لإنتاج لقاح مضاد لفيروس كوفيد-19، يبدو أن الصين قد قطعت أشواطاً كبيرة، إذ تشق لقاحات تنتجها شركتا سينوفاك وسينوفارم طريقها نحو الخارج، حيث يعمل اللقاح باستخدام جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي للجسم للفيروس دون المخاطرة بحدوث رد فعل عنيف.
ونظرياً تكمن إحدى مزايا لقاح سينوفاك الصيني الرئيسية في إمكانية تخزينه في ثلاجة عادية في درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، مثل لقاح أكسفورد، المصنوع من فيروس تم تعديله وراثيا ويسبب نزلات البرد الشائعة لدى قرود الشمبانزي.
أما لقاح موديرنا ولقاح فايزر الأمريكي، فينتمي إلى نوع آخر يعتمد على الحمض النووي الريبوزي (mRNA) – ويعني ذلك أن جزءاً من الشفرة الجينية لفيروس كورونا يتم حقنه في الجسم، الأمر الذي يحفز الجسم على البدء في إنتاج البروتينات الفيروسية، وهذا المقدار كاف لتدريب النظام المناعي.
ويشير البروفيسور المساعد لويو داهي من جامعة نانيانغ التكنولوجية إلى أن لقاح كورونافاك الصيني يعتبر طريقة أكثر تقليدية يتم استخدامها بنجاح في عدة لقاحات مشهورة، بينما لقاحات الحمض النووي الريبوزي تعتبر نوعاً جديداً من اللقاحات وليس هناك (حاليا) مثال ناجح على استخدام هذه اللقاحات بين البشر.
ويشهد العالم أكثر من 150 مشروع بحث علمي لاحتواء فيروس كورونا، وفق منظمة الصحة العالمية في تقرير لها نهاية سبتمبر الماضي.
وبين هذا العدد الكبير هناك تجارب محدودة واعدة فقط، وهي التجارب أو المحاولات التي قطعت شوطا وحققت نجاحا وقد تمر إلى مرحلة تلقيح الشعوب بداية السنة المقبلة وهي ست وتعود إلى الصين وروسيا وبريطانيا وألمانيا – الولايات المتحدة وبلجيكا وهذه المشاريع التي انتقلت إلى المرحلة السريرية الثالثة وتجري على عشرات الآلاف من الأشخاص هي:
بلجيكا: شركة جانسن للصيدلة التي تجري التجارب السريرية على 90 ألف شخص من الولايات المتحدة والأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وبلجيكا.
بريطانيا: جامعة أكسفورد وشركة أسترازينيكا التي تجري تجاربها على 60 ألف شخص من الولايات المتحدة والشيلي والبيرو وبريطانيا.
الصين: شركة سينوفارم التي تنسق مع معهد بكين ووهان والتي تجري تجاربها السريرية في كل من المغرب والصين والبحرين ومصر والأرجنتين والبيرو والإمارات. ومن الصين، شركة كانسينو التي تجري تجارب سريرية بدورها خاصة في الصين وباكستان. علاوة على سينوفاك التي تجري تجاربها في الصين وتركيا وأندونيسيا.
المانيا – الولايات المتحدة: ويجري التنسيق بين شركة بيونتيك الألمانية وفايزر الأمريكية، وأجرت تجاربها السريرية في الولايات المتحدة والأرجنتين والبرازيل ضمن دول أخرى.
الولايات المتحدة: شركة موديرنا التي يشرف عليها المغربي منصف السلاوي وتحظى بدعم قوي من طرف السلطات الأمريكية، وأجرت تجارب على أكثر من 40 ألف.
روسيا: شركة غاميلا التي تجري تجاربها أساسا في روسيا وبعض الجمهوريات السوفييتية السابقة، وتتجاوز التجارب السريرية 40 ألفا، وقد أطلقت على اللقاح اسم “سبوتنيك V”.
من المهم هنا الإشارة إلى أن صراع اللقاحات قد لا يكون وصل إلى نهايته تماما، حتى بعد بدء التطعيم بتلك اللقاحات التي ثبتت فاعليتها وتم ترخيصها.
فاللقاح في النهاية هو وسيلة وقاية ليس من الإصابة بالفيروس وإنما من قدرته على الإضرار بالجسم بعد التقاط الفيروس وبالتالي فكافة التدابير التي كان علينا الالتزام بها في الشهور الماضية تظل مطلوبة أيضا، خصوصا تدابير الصحة العامة وتفادي الاختلاط الواسع وارتداء الأقنعة في الأماكن المزدحمة وغيرها.
صحيح أن بدء التطعيم باللقاح سيعني تخفيف إجراءات الحظر الحالية إلى حد كبير وعودة النشاط البشري إلى أقرب ما يكون من الطبيعي، لكن التهاون في إجراءات الصحة العامة لن يساعد على احتواء وباء كورونا بسرعة حتى مع التطعيم باللقاح فحتى لو بدأ التطعيم مع بداية العام القادم على نطاق واسع في كل بلاد العالم فإن تحول وباء كورونا إلى فيروس موسمي عادي مثل فيروسات الإنفلونزا والبرد العادي قد يحتاج إلى سنوات.
صراعات محتملة
لو عدنا إلى بدايات ظهور الفيروس في بداية العام الحالي وما حدث من صراع محموم وغير أخلاقي، في بعض الأحيان للحصول على مواد التعقيم والملابس الواقية والتجهيزات الطبية مثل : غرف الإنعاش وأجهزة التنفس وغيرها يخشى أن يسبب التسابق للحصول على اللقاحات والذي يتم في معظمه بشكل سري إلى حرمان الدول والشعوب الفقيرة التي لا تمتلك الموارد المالية والأمنية والسياسية للحصول عليه واحتكار كامل للقاح.
وفي مقالة استشرافية للعام 2021، تنبأت صحيفة (الإيكومنست) بأن الصراع للحصول على اللقاح الخاص بكوفيد-19 سيكون أحد مجالات التنافس والصراع الحاد بين الدول ومع تفشي الوباء في العالم والزيادة الهائلة في عدد المصابين وعدد الوفيات (المصابين تجاوزت 77 مليونا و185 ألف إصابة، تعافى منهم نحو 54 مليونا و102 ألف مريض، فيما تجاوز عدد الوفيات جراء الفيروس نحو مليون و700 ألف وفاة.)، بحسب أحدث الإحصائيات المعلنة، إضافةً إلى الشلل الذي سببه الوباء للاقتصاد العالمي وعدم قدرة الاقتصاديات، حتى المتطورة منها من تحمل تداعيات ذلك.
ومع توارد الأخبار المؤكدة عن مصادقة مختبرات الصحة في الدول المتطورة على صلاحية اللقاحات التي تم تطويرها سريعا في المختبرات (9 لقاحات مصادق عليها حاليا وهنالك 9 لقاحات أخرى تحت التجارب)، بدأت بعض الدول سباقها المحموم للحصول على اللقاحات المطلوبة أولا وبكميات مناسبة لها.
مخاوف غربية
على ضوء ذلك فإن المخاوف الغربية من الميزات التنافسية واقعية في حال نجاح روسيا أو دول أخرى خارج منظومة الاحتكار الغربية في إيجاد لقاح لفيروس كورونا.
ذلك لأن المنتج الروسي أرخص من نظيره الغربي، فمثل هذا النجاح لن يدفع فقط الدول الفقيرة ومن ضمنها معظم الدول العربية بل أيضا الكثير من الدول المتوسطة والغنية لشرائه ومنها الدول التي لديها تجربة طويلة بشراء منتجات ومواد أولية روسية بأسعار تفضيلية ومناسبة كالصين وإيران وكوبا وفنزويلا والهند وتركيا.
الأمر الذي من شأنه أن يفقد الشركات العابرة للقارات وهي معظمها غربية أسواقاً مهمة لمبيعاتها ويمكن تقدير حجم خسائرها بمليارات الدولارات إذا علمنا أن بعضها خطط لبيع اللقاح الواحد لفيروس كورونا بنحو 100 دولار، بالمقابل فإن دول عديدة كالمكسيك والهند تسعى لتوفيره لمواطنيها بنحو 4 دولارات أو أقل من ذلك.
برنامج (كوفاكس)
بادر برنامج أو مشروع التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع (غافي أو جافي) تأسس عام 2000 للمساعدة في توفير اللقاحات والتطعيمات المطلوبة للأطفال في الدول الفقيرة ومناطق النزاع إلى تشكيل تحالف (كوفاكس) بالتعاون مع المنظمات الدولية وبعض الشركات الكبيرة التي لها صناديق للمسؤولية الاجتماعية.
ويشارك في برنامج (كوفاكس) 172 دولة منها 80 دولة أبدت استعدادها للمساهمة المالية و92 دولة فقيرة بحاجة للمساعدة من برنامج (كوفاكس) ومن الدول العربية التي أبدت استعدادها للمساعدة بالتمويل هي: الإمارات والسعودية وقطر والأردن والكويت والعراق كما تم تصنيف الدول التي ستستفيد من هذا البرنامج إلى ثلاث أصناف هي:
– البلدان المنخفضة الدخل.
– البلدان والأقاليم متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا.
– البلدان الأخرى المؤهلة للحصول على الدعم من المؤسسة الدولية للتنمية.
وحسب التحالف الدولي (غافي) فإن اللقاحات التي تقترب من المصادقة عليها وإن كانت في مراحل تجريب مختلفة هي:
– لقاح إينوفيو(الولايات المتحدة الأمريكية)
– لقاح موديرنا (الولايات المتحدة الأمريكية)
– لقاح كيورفاك (ألمانيا)
– اللقاح المشترك بين معهد باستور/ ميرك/ ثيميس، فرنسا/ الولايات المتحدة الأمريكية/ النمسا)
– لقاح أسترازينيكا (جامعة أكسفورد)
– لقاح جامعة (هونغ كونغ)
– لقاح نوفافاكس (الولايات المتحدة الأمريكية)
– لقاح كلوفر بيوفارماسيوتيكلز(الصين)
– لقاح جامعة كوينزلاند (أستراليا).
تحذيرات من القرصنة
أشار التحالف الشعبي للقاحات الذي يضم منظمات من بينها العفو الدولية وأوكسفام (كوفاكس)، إلى أن ما يقرب من 70 دولة من ذوات الدخل المنخفض ستكون قادرة فقط على تطعيم شخص واحد من بين كل 10 أشخاص.
وحذر التحالف من مغبة استحواذ الدول الغنية على نسبة كبيرة من الجرعات المتوقع إنتاجها من لقاحات فيروس كورونا، وإن ذلك سيحرم ملايين البشر ممَن يعيشون في البلدان الفقيرة من فرصة الحصول عليها.
وخلص تحليل أجراه التحالف الشعبي للقاحات إلى أن الدول الغنية اشترت جرعات من اللقاحات كافية لتطعيم جميع سكانها ثلاث مرات إذا اعتُمدت جميعها للاستخدام، حيث طلبت كندا على سبيل المثال لقاحات كافية لتطعيم كل كندي خمس مرات، كما يقول التحالف، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر أمراً تنفيذياً يعطي أولوية لحصول الأمريكيين على أي لقاح ينتج في الولايات المتحدة.
يذكر أنه وفي عز موجة فيروس كورونا الأولى، لم يتردد مسؤولون أوروبيون في اتهام واشنطن بـ”القرصنة” للحصول على الكمامات الضرورية للوقاية من العدوى وتأكيد أن الأمريكيين يرابطون في المطارات الصينية ويدفعون أضعافا ونقداً ثمن الكمامات المخصصة للأوروبيين للحصول عليها.
وبالمقابل فإن الأوروبيين أدركوا حقيقة أنهم فاقدون للسيادة في المسائل الصحية لأن شركاتهم المنتجة للأدوية نقلت إنتاجها إلى الصين والهند أي إلى الأسواق حيث اليد العاملة بخسة الثمن من هنا تتابع الدعوات لإعادة توطين الصناعات المتخصصة في البلدان الأوروبية باعتبار أن هذا الوباء لن يكون الأخير وبالتالي يتعين التحضر للمستقبل.
التنافس وتقاطع المصالح
هكذا يدور التنافس بين الشركات والدول فالأولى تسعى للأرباح، والثانية لإثبات الحضور والقيادة، لكن التوقعات الأكثر تفاؤلا لا ترى أن اللقاح الناجع يمكن أن يرى النور قبل العديد من الأشهر لأن المسار طويل والتحقق من النتائج يحتاج لكثير من الوقت، لكن البحث عن اللقاح هو السبيل الوحيد إن طال أمده أو قصر.
وتتفوق الصين واقعياً بأنها تمتلك ميزة أساسية مقارنة بأوروبا وأمريكا، وهي أنها تمكَّنت بحسب ما يرد منها من بيانات من السيطرة على الفيروس بشكل شبه تام ويعني ذلك أنها ليست – مثل أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي – محمومة فقط بهدف واحد وهو الحصول على اللقاح لسكانها كي يعود الاقتصاد إلى أوضاع ما قبل ديسمبر2019، لهذا السبب تتبع الصين إستراتيجية غاية في الذكاء لصنع تحالفات جديدة أكثر عُمقا.
فمن جانب، ستجد أنها تُجرِّب لقاحاتها الأربعة في نحو 15 دولة حول العالم أحد أسباب ذلك هو أن الفيروس لم يعد يتفشى بالصين لكنها كذلك تهدف لإقامة علاقات اقتصادية وسياسية وطيدة مع هذه الدول، أضف إلى ذلك أنها ألقت بنفسها في عدة تحالفات مهمة منها مثلا التحالف الدولي للقاحات “كوفاكس”، ومن خلاله ستتمكّن من توريد لقاحاتها للدول النامية.
وفي كل الأحوال، فإن مساعي الصين تتقاطع كما يبدو مع مصالح الدول العربية التي ستُقرِّر استخدام اللقاح لأن ذلك يعني أنها تهتم حقا بنتائج اللقاحات وتعمل على إخراجها في أكثر الصور أماناً وفاعلية، كي تكتسب ثقة بالحجم نفسه خاصة أنها لا تجد الكثير من الثقة لدى المواطن العربي، الذي يضعها دائما في منطقة “المقلّد” أو “المزوّر”، ولربما حانت الفرصة الذهبية للصين لتغيير تلك الفكرة فهل تتمكّن من ذلك؟!.
ختاماً
لا يوجد لقاح آمن بنسبة 100%، وهناك دائما فرصة لظهور أعراض جانبية نادرة وخطيرة مع ارتفاع أعداد مستخدميه من البشر، لكن في المجمل فإن اللقاح الصيني يبدو آمنا كفاية إلى الآن لكن لا يمكن بالطبع أن نتأكد من ذلك بشكل نهائي إلا بعد نشر الأبحاث عن تجارب المرحلة الأخيرة ومع الاستخدام خلال الفترة القادمة ستتضح فاعليته بشكل أكبر.
وتبقى الدول الفقيرة أو الغارقة في الديون مثل المتفرج العاجز ولم تصدر عن الغرب مبادرات رسمية لمساعدة الدول الفقيرة رغم إلحاح منظمة الصحة العالمية، وتوجد استثناءات مثل موقف الملياردير بيل غيتس الذي يلح على مساعدة الدول الأفريقية.
وتراهن أفريقيا على الصين بالدرجة الأولى ثم روسيا بالدرجة الثانية، وهذا الرهان يعود إلى إدراكها برغبة بكين مساعدة القارة السمراء لأهداف استراتيجية، أي تعزيز الصين لنفوذها المتعاظم في القارة، وكما ساعدت بكين القارة السمراء بالمساعدات الطبية عندما تخلى عنها الغرب في بداية الجائحة، ستطبق السياسة نفسها في حالة اللقاح وسيكون اللقاح أداة جديدة للصين للتمركز في القارة السمراء.