[29/ نوفمبر/2020]
عواصم- سبأ : تقرير: فاطمة هاشم
جاء اغتيال كبير العلماء النوويين الإيرانيين محسن فخري زاده يوم الجمعة الفائت قرب العاصمة طهران ليعيد إلى الأذهان مسلسل اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين خلال العقد الماضي ، وليثير الكثير من التساؤلات حول من هم أبرز ضحاياه ،والجهات التي تشير إليها أصابع الاتهام .
ورغم وصف بعض الأوساط المهتمة لزاده بأنه احد اكبر العلماء النوويين الإيرانيين وقائد برنامجها النووي السري لتطوير القنبلة النووية إلا أن ثمة الكثير من العلماء الإيرانيين التي تم استهدافهم ضمن هذا المسلسل بهدف إعاقة الملف النووي الإيراني والمجال العلمي لإيران والتطور التسليحي لديها .
ويرجع بداية هذا المسلسل حسب المعلومات وحوادث الاغتيالات المشهودة إلى يناير 2010 عندما تم اغتيال مسعود محمدي ، أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران، خلال انفجار دراجة نارية مفخخة في شمالي العاصمة طهران حيث وضعت الدراجة بالقرب من سيارته وتم تفجيرها بالتحكم عن بعد حين مروره بالقرب منها .
تلا ذلك استهداف العالم محيد شهرياري العالم النووي الإيراني في 12 نوفمبر 2010 بواسطة قنبلة مغناطيسية لُصقت على سيارته في شمال طهران.
وقتل داريوش رضايي نجاد بيد مسلحين يستقلون دراجة ناريه في 23 يوليو 2011 حيث أطلق عليه خمسة رصاصات أمام منزله في طهران.
كما اغتيل في 11 يناير 2012 مصطفى أحمدي روشن ،الأستاذ المختص بالفيزياء النووية، في انفجار قنبلة مغناطيسية لُصقت على سيارته في طهران .
وكانت السلطات الإيرانية في 3 يناير 2015 قد أعلنت عن إحباط محاولة لاغتيال عالم نووي إيراني .
و أعلنت الحكومة الإيرانية بأنها ألقت القبض على جميع الإرهابيين وراء الاغتيالات وتتهم طهران كلا من إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء هذه العمليات.
ورغم رفض إسرائيل التعليق على هذه الاتهامات إلا ان مراقبين دوليين اعتبروا إعلان موشيه يعلون وزير الدفاع الإسرائيلي بأن “إسرائيل لا يمكن أن تقبل تحت أي ظرف من الظروف أن تمتلك إيران سلاحا نوويا”، يمثل أعترافا ضمنيا على وقوف الكيان الصهيوني وراء هذه الاغتيالات .
وفي مقابلة لوزير الدفاع الإسرائيلي مع صحيفة “دير شبيغل” الألمانية صرح فيها أن “إسرائيل ستستخدم كامل طاقتها لمنع إيران من إنتاج الأسلحة النووية” .
وقال جنرال يواف مردخاي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:”ليس لدي فکرة عن منفذی اغتیال العالم النووی الایرانی لکنني لا أذرف أی دمعة علیه.”
ووفقا لتحليلات بعض المحللين السياسيين كـمايكل بيرلي، ومايكل روبن ومارك هيبس، إنّ منظمة ( مجاهدي خلق ) هم وراء هذه الاغتيالات بدعم وتدريب من قبل الموساد الإسرائيلي.
وحسب الكاتب والمؤرخ البريطاني مايكل بيرلي إن عمليات الاغتيال يمكن أن تُنسب إلى إسرائيل بناء على مشاريعها السابقة كعمليات اغتيال العلماء النازيين، و قتل جيرالد بول ، وعمليات اغتيال عناصر من حزب الله وحماس، مثل عماد مغنية ويحيى عياش من قبل الشاباك .
ووفقا لتقرير دان رفيف في صحيفة “هآرتس” العبرية فإن الموساد الإسرائيلي بدأ حملة اغتيالات ضد علماء إيرانيين كبار منذ سنوات بهدف عرقلة برنامج إيران النووي على الرغم من إنكار إسرائيل لذلك .
وحسب التقرير الذي بثته شبكة “إن بي سي” الأميركية فإن عمليات الاغتيال لعلماء الذرة الإيرانيين نفذتها منظمة مجاهدي خلق المعارضة في المنفى.
و أتهم مسؤولان في حينه إدارة أوباما السابقة منظمة مجاهدي خلق على تنفيذ عملية الاغتيالات في حين تنفي منظمة مجاهدي خلق أي تورط مع إسرائيل، لكن أكد المحللون الإسرائيليون كثيراً على العلاقة بين المنظمة وإسرائيل.
وإلى جانب إسرائيل أيضا تتهم إيران الولايات المتحدة باغتيال علمائها النوويين رغم نفي الإدارة الأمريكية المتكرر لأي دور أمريكي في ذلك.
واللافت ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رئيس وزراء الكيان الصهيوني المحتل بنيامين نتنياهو الجمعة الفائتة والذي مثل إقرار صريح بضلوع إسرائيل في اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده ومن سبقه من العلماء.”
وكان نتنياهو قد قال “قمت بالكثير من الأمور هذا الأسبوع ولا أستطيع التكلم عنها جميعها”، بينما أشار المدير العام السابق لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية يوسي كوبرفسر، إلى أن “فخري زادة هو سليماني البرنامج النووي”.
وفي المقابل ،وصف وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف اغتيال فخري زاده بـ”العمل الجبان” مشيراً إلى أنه “يحمل مؤشرات جدية إلى دور “إسرائيل.
ويبدو بناء على المواقف الأمريكية والإسرائيلية أن اتهامات إيران لهما بالوقوف وراء عمليات الاغتيالات سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة قد باتت في حكم الاتهامات المؤكدة في نظر المراقبين مهما تم إنكارها من قبلهما ما حمل إيران على التوعد بالرد الصارم في الوقت المناسب.