[03/ نوفمبر/2020]
صنعاء – سبأ : استطلاع: إبراهيم فتحي
شكلت جريمة اغتيال وزير الشباب والرياضة حسن محمد زيد، في صنعاء الأسبوع الماضي، صدمة مؤلمة للشارع اليمني على كافة المستويات.
واعتبر الشارع اليمني استهداف عصابة الغدر والإجرام والخيانة للشهيد حسن زيد، استهداف للوطن ومنابر السياسة والفكر واغتيال ذوي العقول النيرة، والثراء المعرفي والثقافي، والعقلاء الذين تضاعفت الحاجة إليهم في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
وشكل رحيل الشهيد حسن زيد خسارة كبرى في توقيت يحتاج إليه الوطن وإلى أمثاله في الفترة العصيبة التي يمر بها لما عُرف عنه من ثقافة دينية وشخصية سياسية بارعة واسع الثقافة عميق الإدراك بعيد الرؤية، تميز بشخصيته وحضوره الطاغي، وما يتمتع به من مرونة في الرأي.
وقد قٌبول العمل الإجرامي الغادر المتمثل في اغتيال وزير الشباب والرياضة حسن زيد بإدانات واستنكار واسع من المكونات الشبابية والرياضية والسياسية، التي حملّت قوى العدوان مسؤولية هذه الجريمة الآثمة التي طالت شخصية بارزة تحمل مشروعاً وطنياً وخطاً مقاوماً ضد قوى الاستكبار العالمي في أيام عظيمة حقق فيها الوطن انتصارات كبيرة في مختلف الجبهات.
وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) رصدت آراء عدد من القيادات الشبابية والرياضية الذين أبدوا استنكارهم لهذا العمل الإجرامي الغادر الذي استهدف شخصية مدنية مسالمة ورجلاً متواضعاً كان يدرك أنه مشروع شهيد.
حيث يؤكد وكيل أول وزارة الشباب والرياضة عبدالحكيم الضحياني أن اغتيال الوزير الشهيد حسن زيد لم يستهدف شخصه ولا أسرته، لكنه استهدف اليمن بأكمله.
وأشار إلى أن العدوان ومرتزقته يخشون الشخصيات الوطنية الحرة الصُلبة المؤثرة في محيطها الاجتماعي والسياسي والثقافي ويسعون لاستهدافها والتخلص منها ومن كل القوى الوطنية الحيّة الرافضة لمشاريع الهيمنة والاستعمار والتبعية.
وأشاد الوكيل الضحياني بما اتسم به الشهيد زيد من شجاعة وصلابة ومقارعة الظلم والصدح بكلمة الحق، كما عُرف بوطنيته، ووفائه مع الآخرين وبساطته وتواضعه وهي صفات تؤهله لأن يحظى بتقدير الناس ومحبتهم.
فيما قال وكيل الوزارة لقطاع الشباب محمد الصرمي “إن الشهيد كان يمتاز بحنكة سياسية وقوة طرح خاصة في مواجهة العدوان ومخططاته، إضافة إلى حرصه على حضور الفعاليات والأنشطة الشبابية والرياضية متحدياً كل المخاوف الأمنية”.
ونوه بما تميز به الشهيد زيد من التزام بالدوام في كل الظروف وفتح مكتبه ومقابلة الرياضيين والشباب ومساندتهم في تحقيق آمالهم وطموحاتهم.
وأوضح الوكيل الصرمي أن الوزير حسن زيد كان يقدم الدعم لإنجاح أنشطة وبرامج قطاع الشباب، ومنها مشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد وسعيه لتوحيد الحكومات الشبابية وغيرها من البرامج والفعاليات التي نفذها القطاع لخدمة الشباب في مختلف المجالات .
وأكد أن الشهيد كان يتقبل النقد ويحاور الشباب بصدر رحب ويتفاعل مع أطروحاتهم و يسعى لمعالجة المشاكل والتغلب عليها.
من جانبها أكدت وكيلة قطاع المرأة بوزارة الشباب والرياضة هناء العلوي أن العمل الإجرامي الغادر الذي استهدف وزير الشباب والرياضة حسن زيد وهو في طريقه لأداء مهامه الوظيفية برفقة ابنته “سلمى” التي أصيبت في الحادث، عملٌ حاقد وجبان ومتجرد من كل القيم الإنسانية ووصمة خزي وعار وسابقة خطيرة تجرّمها الأديان والأعراف ويشجبها كل الأحرار.
وأشارت إلى أن هذه الهامة الوطنية والسياسية جادت بالإنجازات التي يفخر بها كل يمني، حين كان شعلة تتوقد في درب الحركة الشبابية والرياضية والتي أمدها بالعون والتشجيع كقائد للوزارة .. لافتة إلى أن الشهيد كان يولي اهتمامه بكل القطاعات ومنها قطاع المرأة الذي حظي برعايته ودعمه بما مكنه من إعداد الخطط وتنفيذ المشاريع والأنشطة.
ونوهت العلوي بحرص الوزير الشهيد على حضور كل الفعاليات والأنشطة الخاصة بالمرأة ومساندة قيادة وكادر القطاع ودعم خطواتهن للارتقاء بالعمل النسوي الشبابي والرياضي.
بدوره أفاد وكيل وزارة الشباب لقطاع الرياضة عباس المدومي بأن الشهيد كان من أبرز القيادات الوطنية، ستظل بصمته العميقة والمؤثرة وسام شرف لكل منتسبي الوزارة.
من جهته أكد أمين عام جائزة الدولة للشباب عزيز الماوري أن رحيل الشخصية الوطنية حسن زيد مثل خسارة للوطن وليس على الوسط الشبابي والرياضي فحسب.
وأثنى على مناقب الشهيد وكفاءته الإدارية وتميِّز عطائه الوطني وتأثيره الكبير في محيطه الاجتماعي والسياسي والإداري .. موضحاً أن كل من عرف الشهيد أو اقترب منه سيجد نفسه أمام شخصية استثنائية ذات كفاءة عالية مشبّعة بالتعامل الإنساني فاعلة في المجال السياسي والخدمات الاجتماعية.
وذكر الماوري أن انتهاج الشهيد حسن زيد لقيم الحق والصدق وتسامحه وسعة صدره وتعامله بصدق وشفافية أهّله ليكون قائداً إدارياً متميزاً وناشطاً سياسياً يحظى بالتقدير وهو ما لم يرق للحاقدين المارقين أعداء الحرية والسلام، فخططوا لاغتياله والخلاص من هذا الصوت النابض بالحرية.
مديرة الإدارة العامة للإعلام بوزارة الشباب والرياضة أحلام عبدالكافي، أوضحت أن الشهيد حسن زيد من الشخصيات التي تميزت باستقلالية الرأي وصلابة الموقف، ما جعله رائداً وحراً، يتمتع بقوة الطرح ووضوح الحجة وغزارة الرأي وصوابيته، ولم يتباه يوماً في حواره مع أصغر موظف ولم يتكبر في محاججته مع أي فكرة أو طرح.
وقالت “إن الشهيد الوزير لم يكن يقبل أن تحيط به تلك “الشلة” التي تعودنا وجودها حول بعض القيادات والتي ربما كانت سبباً لوقوع بعض الاضطهاد وحصول بعض التظلمات فقد كان يرى الجميع بنظرة واحدة وكان مقياس الإشادة في الوزارة هو العطاء والكفاءة “.
في حين أشار المفوض العام لجمعية الكشافة عبدالله عبيد إلى مواقف الشهيد الوطنية في جميع المراحل المفصلية التي مرَّ بها الوطن، والتي لا يمكن أن تُنسى أو تُمحى من الذاكرة وقد دفع حياته ثمناً لها.
وأكد أن الشهيد كان صاحب رؤية وطنية وشخصية معروفة ويدرك أنه مشروع شهيد وربما تأتي تلك اللحظة في أي وقت وقد أتت حين كرَّمه الإجرام اللعين من حيث لا يدري بأن جعله شهيد مولد النبي صلوات الله عليه وآله وسلم وذلك شرف ومزية استحقها من الله عز وجل.
واعتبر مدير مكتب وزير الشباب، أنيس عامر، عمله مع الوزير حسن زيد، وسام شرف يعتز به .. مشيراً إلى ما اتسم به الشهيد من صفات قلما تجد لها نظير في غيره.
ولفت إلى أن اغتيال الشهيد زيد عملاً إجرامياً غادراً .. موضحاً أن الشهيد كان يتمنى الشهادة فكانت له حسن خاتمة .. مؤكدا أن الدرب الذي سار عليه الشهيد هو درب الأبطال المدافعين عن الوطن وسيادته واستقلاله.