[02/ نوفمبر/2020]
صنعاء -سبأ: كتب: المحرر السياسي
ردود فعل عمّت أرجاء العالم الإسلامي ضد الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بهجومه على الإسلام والرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، اتسمت بغضب كبير من تصريحاته ، كانت بمثابة ردة فعل طبيعي مست مشاعر جميع المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
اتخذت ردة فعل الشعوب الإسلامية إزاء تصريحات الرئيس الفرنسي السيئة للإسلام، منحاً أكثر حدة من ذي قبل، وهذا ما يمكن ملاحظته في الهّبات الجماهيرية في العديد من مدن دول العالم، منددة بهذه التصريحات التي تمس أبرز المقدسات الدينية.
الأمر المؤكد أنه لا يمكن الحديث عن الهجمة الغربية خاصة الفرنسية الشرسة ضد الإسلام والرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام، بمعزل عن الأطماع الاستعمارية الغربية في منطقة الشرق الأوسط فيما يمكن وصفه بحنين الدول الاستعمارية العودة إلى مستعمراتها السابقة حتى بأسلوب جديد يتناسب مع واقع العصر وما حصل فيه من طفرات علمية و تكنولوجية ومعلوماتية متقدمة.
لقد أنشأت الدول الغربية حضارتها الحالية من نهبها لثروات وخيرات ومقدرات الدول التي وقعت ضحية للاستعمار التي جثّم عليها عقوداً طويلة وحاول وبطريقة ممنهجة تدمير حتى خصوصيات تلك الدول ومسلماتها من لغة وعادات وتقاليد ونمط حياة وتأريخ وعمل بكل ما يستطيع وما يملكه من إمكانيات على تدمير تلك الدول وربطها مباشرة بدول الاستعمار، وفي ذلك أمثلة كثيرة، منها ما حصل للجزائر من تدمير لكل شيء حتى اللغة الوطنية قضى عليها وحاول إحلال اللغة الفرنسية كبديل يسهل عليه ربط الشعب الجزائري مباشرة بفرنسا.
اليوم تسعى الدول الاستعمارية العودة مرة أخرى إلى مستعمراتها بمسميات متعددة وها نحن نسمع المسميات تتردد على أذهاننا بمصطلح العولمة الذي يراد من خلالها تدمير الدول من الداخل وإحلال ثقافة غريبة وشاذة على المجتمعات وتدمير منظومة القيم والعادات والتقاليد ونشر ثقافة الابتذال والانحلال الأخلاقي وتوفير أرضية قانونية لممارسة الشذوذ ومثيلي الجنس، وهذا ما لا يمكن القبول به لأنه يتعارض مع طبائع البشر السوية وواقع المجتمعات الإنسانية.
كان الرد سريعاً على تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون على لسان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى المولد النبوي والذي وصف ماكرون بأنة مجرد دمية تحركها الصهيونية العالمية وأشار إلى أن طاغوت العصر المتمثل بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني ومن يدور في فلكهم ويواليهم امتداد للاعوجاج عن الصراط المستقيم.
إجمالاً فإن الهجمة الغربية الاستعمارية لا يمكن أن تمر مرور الكرام، فالشعوب التي رزحت عقود طويلة تحت نير الاستعمار، اكتسبت خبرة وعبرة في مقاومة ودحر الاستعمار مهما كان الثمن.