[29/ اكتوبر/2020]
صنعاء – سبأ :
شهدت العاصمة صنعاء حشداً جماهيرياً غير مسبوق في تاريخ اليمن والمنطقة للاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف.
واكتظ ميدان السبعين والساحات المحيطة بالحشود الجماهيرية التي رفعت الأعلام واللوحات والشعارات المعبرة عن الابتهاج والفرح بذكرى مولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وتعددت وسائل التعبير عن الفرحة والبهجة بهذه المناسبة الدينية، حيث توسط اسم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم المحتشدين بميدان السبعين في صورة تجسد ارتباط وحب اليمنيين وتمسكهم بالرسول الأعظم والمكانة التي يحتلها في قلوبهم ووجدانهم واحتفائهم بذكرى مولده.
وفي الاحتفال الذي بُدئ بآي من الذكر الحكيم، وجه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي خطاباً للجماهير المحتشدة بالعاصمة صنعاء والساحات في المحافظات، بارك فيها للشعب اليمني والأمة الإسلامية حلول ذكرى المولد النبوي الشريف.
وحيا الحضور الجماهيري الكبير في ساحات الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف.. مرحبا بالحاضرين من الجاليات العربية والإسلامية.
وقال “إن شعبنا اليمني المسلم وانطلاقاً من هويته الإيمانية ووعيه بأهمية الاستفادة من هذه المناسبة المباركة كمحطة تربوية وتوعوية وتعبوية لترسيخ الولاء لرسول الله صلوات عليه وآله وسلم والاعتراف بعظيم نعمة الله وفضله يحتفي بهذه المناسبة على نحو متميز بدءً من الفعاليات الكثيرة التي تضمنت محاضرات وأنشطة تثقيفية متنوعة، إضافة إلى الأنشطة الخيرية”.
وأشار قائد الثورة إلى أن الأمة الإسلامية اليوم مشحونة بالمشاكل والأزمات، ما يجب أن تكون مناسبة المولد النبوي محطة لمواجهة هذه التحديات.
واعتبر هذه الذكرى المباركة فرصة ثمينة ومحطة مهمة للتذكير بالمسؤولية وبرحمة الله وفضله والحقيقة التي ينبغي على الأمة الإسلامية أن تعود إليها لتستفيد بما يصلح واقعها.
وقال” منشأ كل المشاكل والمفاسد والمظالم التي تعاني منها أمتنا الإسلامية والمجتمع البشري هو الانحراف عن رسالة الله تعالى وتعاليمه وهديه ونوره وعدم الاقتداء والتأسي برسله وأنبيائه “.. مؤكدا أن الظلاميين عملوا على إزاحة حقائق مهمة أبرزها الإيمان بالله بالشكل الصحيح الذي بلّغه الأنبياء والرسل.
وأوضح قائد الثورة، أن التجاهل لواقع الأمة بما فيه من مشاكل وتحديات بقدر ما هو تنصل عن المسؤولية هو أيضا حماقة ونتائجه كارثية.. لافتا إلى أن الإيمان الذي ثمرته طاعة الله تعالى ونظم شؤون الحياة وتحرر الإنسان من عبودية الطاغوت والاستعباد، هو أهم الحلول لمشاكلنا.
وأضاف” إن الإيمان بالله أساس لمنظومة من المبادئ والقيم والتعليمات التي أمرنا الله بها لتستقي بها حياتنا ويصلح بها واقعنا، كما أن أي مخالفة لمنظومة التعليمات الإلهية لها آثار سلبية على واقع الإنسان ومحيطه”.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الخيارات تجاه أعداء الرسالة والنبوة تنحصر بين القوة والشدة أو الخنوع والاستكانة والتراجع .. لافتاً إلى أن الشدة في وجه أعداء الإسلام تتجلى ثباتاً وتمسكاً وجهاداً وتضحية مهما امتلك الطاغوت من إمكانات.
وذكر أن الشدة ليست نزعة إجرامية بل هي حيث يجب أن تكون نابعة من قوة أتباع المبادئ الإيمانية .. معتبراً طاغوت العصر المتمثل بأمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم هو امتداد للاعوجاج عن الصراط المستقيم.
واعتبر الرئيس الفرنسي ماكرون، دمية من دمى الصهاينة، يدفعونه للإساءة للإسلام والرسول.. مشيرًا إلى أن نظام الغرب الذي يستبيح الإساءة لله ولأنبيائه ويمنع كشف مؤامرات اليهود الصهاينة شاهد على سيطرة اللوبي الصهيوني الكافر على الأنظمة الغربية والإعلام في الغرب.
وقال” إعلان الموالين لأمريكا وإسرائيل هو الخيانة والاشتراك مع الأعداء لاستهداف الأمة في كل المجالات “.. مؤكداً أن النظام السعودي فتح أجواء بلاد الحرمين الشريفين لليهود ويحاصر الشعب اليمني ويعتدي عليه.
وبين السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن النظام السعودي يسجن أحرار الشعب الفلسطيني فقط لموقفهم الحق ضد العدو الإسرائيلي، كما أن النظامين السعودي والإماراتي وآل خليفة وعسكر السودان شركاء لأمريكا وإسرائيل في مؤامراتهم.
وشدد على أهمية الاستفادة من هذه المناسبة لتكون منطلقا لترسيخ المبادئ الإلهية والهوية الإيمانية وما يعنيه الانتماء للإسلام في التزاماتنا العملية والسلوكية ونهضتنا الحضارية وفي موقفنا من أعداء الرسالة الإلهية في ترسيخ الولاء لرسول الله والإتباع والتأسي به.
ولفت إلى أهمية أن يكون ذلك ضمن الأولويات على المستويات التعليمية والتثقيفية والتوعوية في التصدي للهجمة الشيطانية الخطيرة التي تسمى بالحرب الناعمة وتستهدف أبناء الأمة الإسلامية وشبابها فكرياً وأخلاقياً بهدف السيطرة عليهم وبلدانهم ومقدراتهم.
وأكد قائد الثورة موقف اليمن المبدئي الديني في مناصرة الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة وحقه في الحرية والاستقلال واستعادة المقدسات وعلى رأسها الأقصى الشريف وتحرير فلسطين كل فلسطين وسائر الأراضي العربية المحتلة وطرد العدو الإسرائيلي الغاصب الذي يشكل تهديداً للأمة الإسلامية وللاستقرار والسلم على المستويين الإقليمي والدولي.
وأَضاف “نؤكد ثباتنا على موقفنا ضد الطغيان الأمريكي والسياسات الأمريكية الاستعمارية المعادية لأمتنا والمتآمرة على شعوبنا”.
كما أكد قائد الثورة الوقوف مع أحرار الأمة في محور المقاومة للتصدي للخطر الأمريكي والإسرائيلي والتمسك بمبدأ الأخوة الإسلامية ورفض كل مساعي التفرقة بين المسلمين وإثارة الكراهية والبغضاء تحت عناوين طائفية وعرقية ومناطقية ورفض كل أشكال التطبيع والولاء لإسرائيل.
وجدد التأكيد على الاستمرار في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن كواجب ديني وإنساني ووطني، حتى تحقيق النصر في دحر تحالف العدوان وتحرير ما احتله وتحقيق الاستقلال التام للشعب اليمني باعتبار ذلك حق مشروع.
ودعا السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الشعب اليمني إلى مواصلة رفد الجبهات بالمال والرجال والعناية بكل ما من شأنه الإسهام في قوة وتماسك الجبهة الداخلية والعناية بالزراعة باعتبارها العمود الفقري للاقتصاد الوطني، والتعاون بين الجانبين الرسمي والشعبي في كل ما يساعد على الصمود والتماسك الاقتصادي والعناية بالتكافل الاجتماعي والاهتمام بالفقراء.
وحث رواد رجال الجبهة التوعوية من العلماء والمثقفين والخطباء والمعلمين إلى مواصلة جهودهم في التصدي لكل مساعي الأعداء التضليلية والمثبطة وحربهم الناعمة والعناية المستمرة بالأنشطة التوعوية والتعبوية والتعليمية.
ووجه قائد الثورة رجال الجبهة الأمنية، في الأمن والمخابرات ووزارة الداخلية الذين حققوا الإنجازات المهمة بتوفيق من الله، بتكثيف الجهود وتطوير أدائهم في التصدي لكل مساعي الأعداء الإجرامية والتخريبية التي تستهدف الشعب اليمني في أمنه واستقرار والتي كان من آخر مستجداتها استهداف تحالف العدوان بعملية اغتيال وحشية غادرة لشهيد الوطن وزير الشباب والرياضية حسن زيد.