[15/ اغسطس/2020]
عواصم – سبأ: تقرير / عبدالعزيز الحزي
اختطت دولة الإمارات خطا مغايرا للثوابت العربية والإسلامية بإعلانها تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني برعاية أمريكية، وإقامة علاقات ثنائية مباشرة مع هذا الكيان الغاصب، وذلك في خطوة وصفت بالغادرة للأمتين العربية والإسلامية ضمن خطوات سابقة في محاولات مستميتة لتصفية القضية الفلسطينية تحت ما يسمى بـ (صفقة القرن).
وهذا الإعلان الغادر من قبل النظام الإماراتي لم يكن مفاجأ ولا مستغربا لأن المساعي السعودية والإماراتية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني تجرى منذ عقود في محادثات سريّة مع هذا الكيان.
وتمثل الخطوة الإماراتية باتجاه إقامة علاقات مباشرة مع الكيان الصهيوني بنظر الشعوب العربية والإسلامية خيانة بكل المقاييس لكل المناضلين والشهداء ومن ضحوا بدمائهم من اجل فلسطين والأراضي المقدسة وحقوق الشعب الفلسطيني.
ويعتقد حكام الإمارات بأن هذه الخطوة التي أقدموا عليها تساعدهم في كسب ولاء واشنطن والكيان الصهيوني لدعم بسط نفوذهم في اليمن عموما وفي جزيرة سقطرى خصوصا .
وتجمع الحركات والفصائل الفلسطينية على رفض اتفاق تطبيع العلاقات بين النظام الإماراتي والكيان الصهيوني ووصفت الاتفاق بأنه “مكافأة مجانية للاحتلال”.
وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم إن تطبيع الإمارات علاقاتها مع الكيان الصهيوني يشكل طعنة غادرة لنضالات الشعب الفلسطيني وبمثابة مكافأة مجانية للاحتلال الإسرائيلي على جرائمه وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني .
وأكد المتحدث ادانة حركة حماس لكل شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال والذي يعتبر طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية، وكون المستفيد منه العدو الإسرائيلي، وسيشجعه على ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق شعبنا ومقدساته.
وفي السياق نفسه ،قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن الخطوة التي اتخذتها الإمارات مع الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة لن تحقق أي نتائج لصالح الشعب الفلسطيني والقضية.
وأضاف أبو ردينة في مقابلة مع “سبوتنيك”، أن الخطوة لن توقف ضم المزيد من الأراضي في الضفة الغربية.
وأشار إلى أنه لم يكن هناك أي مشاورات أو تواصل سياسي بين الجانب الفلسطيني والإمارات بشأن هذه الخطوة.
وأوضح أن الضم قائم من خلال الاحتلال، مضيفا أن الأراضي الفلسطينية المحتلة بها بعض المناطق لا يمكن الوصول إليها تحت أي ظرف من الظروف، وكل الخطوات التي تقوم بها من ضم واستيطان جميعها تقود لنتيجة واحدة.
وصرح بأن هناك من وقع في فخ “صفقة القرن” و”ورشة البحرين”، وهناك من وقع في فخ الإعلان الأخير.
وشدد على أن الخطوة التي اتخذتها الإمارات مرفوضة ولا لزوم لها، لأنها ستزيد الأمور تعقيدا، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت على لسان نتنياهو تأجيلا مؤقتا للضم.
وأفاد أبو ردينة بأن القيادة الفلسطينية ليست لها أي علاقة بالإمارات منذ سنوات طويلة، وليس هناك أي اتصالات سياسية.
وأكد أن الإمارات قامت بخطوة فردية لمصالح ذاتية، وهذا الموقف غير مقبول فلسطينيا، وغير مقبول على أي مستوى من المستويات.
ويجمع النقاد والمحللون السياسيون على أن ما أقدمت عليه الأمارات من عمل خياني يتماهى مع المخططات الأميركية-الإسرائيلية الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية، والى تقديم يد العون للمرشح الشعبوي الأمريكي دونالد ترمب الذي يعاني من انخفاض شعبيته، ويواجه إمكانية هزيمته في الانتخابات الأميركية المقبلة”، كما تحاول الإمارات حرف الأنظار عن ما يجري في اليمن من جرائم حرب واحتلالها للموانىء والجزر والسواحل اليمنية ومحاولة السيطرة على باب المندب خدمة للكيان الصهيوني .
وقال المؤتمر القومي الإسلامي،” إن ما أقدمت عليه الإمارات عمل خياني، تجاوز كل الحدود والأوصاف، ويتماهى مع المخططات الأميركية – الإسرائيلية الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية”.
وأضاف المؤتمر في بيان له، الليلة الماضية، إن الإمارات بعملها هذا تعلن شراكتها في جرائم الاحتلال ودعمها للإرهاب الإسرائيلي، وهو ما يرتب ملاحقتها ومحاكمتها، مثلها مثل الاحتلال، إضافة إلى جريمة الخيانة العظمى للمقدسات وللقدس ولفلسطين وللأمة، بل وللإنسانية جمعاء.
واعتبر ان ما أقدم عليه حكام الإمارات لا يساوي المداد الذي كتب به، لأنه ليست لهم أية صفة في الاتفاق عليه، ولم يكلفهم أحد بالحديث نيابة عن فلسطين، وليسوا مؤهلين لذلك، ولأن فلسطين والقدس ليست للبيع.
وناشد المؤتمر كل مكونات أمتنا، الرسمية والشعبية، الإعلان عن رفض هذا العـمل الخـياني، والاستمرار في احتضان قضية فلسطين ودعم الشعب الفلسطيني في معركته من أجل التحرير والعودة وبناء دولته المستقلة، على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، واعتبار أي دعم وتأييد لهذا العمل الإجرامي شراكة في الخيانة العظمى.
بدورها، دانت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي، واعتبرته خطوة غدر وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وخيانة معلنة للأقصى الشريف، وخروجا عن الاجماع العربي الذي مازال يعتبر القضية الفلسطينية القضية المركزية.
جاء ذلك خلال اجتماع الهيئة الدوري، والذي عقدته أمس الجمعة، في مقر سفارة دولة فلسطين في العاصمة بيروت.
ودعت الهيئة إلى ضرورة ترجمة وحدة الموقف الفلسطيني بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية فوراً، والتوافق على استراتيجية وطنية لمواجهة جميع المؤامرات والمشاريع التي تستهدف القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها “صفقة القرن”.
وأكدت الهيئة تمسك الشعب الفلسطيني وجميع فصائله وقواه السياسية بالثوابت الوطنية، المتمثلة بالعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وارضهم التي اقتلعوا منها بقوة السلاح والإرهاب والمجازر في العام 1948 على يد العصابات الصهيونية.
وأعربت عن ثقتها في تحرك قوى التحرر العربية لمواجهة موجة الهرولة باتجاه دولة الاحتلال، وبالشعوب العربية لرفض هذا الاتفاق وغيره من الاتفاقات والمحاولات التطبيعية.
وفي واشنطن ،أدانت المنظمات والمؤسسات الفلسطينية والناشطون من أجل الحق الفلسطيني على الساحة الأميركية الإعلان الأمريكي- الإماراتي- الإسرائيلي، وأعلنت رفضها المطلق للاتفاق التطبيعي بين دولة الاحتلال الاسرائيلي ودولة الإمارات برعاية أمريكية.
واعتبرت تلك المنظمات في بيان أن “هذه الخطوة التي جاءت تطبيقا لشروط صفقة القرن، واستسلاما للمشروع الصهيوني التوسعي على أرض فلسطين والوطن العربي بكامله، هي بمثابة طعنة غدر من قبل نظام حكم عربي يدعي أنه فعل ذلك من أجل المصلحة الفلسطينية، علما أن هذه الخطوة هي تتويج لسنوات من التنسيق والتآمر السري”.
واعتبرت أن “هذا التطبيع المرفوض جاء لتقديم يد العون للمرشح الشعبوي الأمريكي دونالد ترمب الذي يعاني من انخفاض شعبيته، ويواجه إمكانية هزيمته في الانتخابات الأميركية المقبلة”.
ورفضت “محاولة نظام الحكم في الامارات تغطية عورة رهاناته وبرامجه التطبيعية بورقة التين الفلسطينية، باعتبار أنه فعل ذلك من منطلق الحرص على المصلحة الوطنية الفلسطينية، ولإيقاف نوايا اسرائيل التوسعية بضم أجزاء من الضفة الغربية، لأن صفقة القرن أسقطها الرفض والصمود الفلسطيني المدعوم بمواقف أنصار الحق المتنامين بأعدادهم حول العالم وفي الوطن العربي بشكل خاص”.
وطالبت أبناء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، وانصار الحق الفلسطيني بمقاطعة فعاليات سفارة دولة الامارات، ومقاطعة أي شخصيات سياسية أو اجتماعية محسوبة على الإمارات.
ووقعت على البيان، جمعية النجدة الفلسطينية في أميركا، والمجلس الفلسطيني في الولايات المتحدة، والمجلس الفلسطيني –الأميركي، وشبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، وهيئة الإغاثة الفلسطينية، ورابطة الشبيبة الفلسطينية الأميركية، والمركز الثقافي الفلسطيني الأميركي– هيوستن، وجمعية المرأة الفلسطينية-الأميركية، والاتحاد الرياضي الفلسطيني-الأميركي، ومركز القدس، وتحالف فلسطين دالاس، وتحالف فلسطين المتروبليكس، وشبكة فلسطين الديمقراطية- الولايات المتحدة، والمجلس الفلسطيني الأميركي/ لويزيانا، والمؤسسة الفلسطينية الأميركية للسلام، والشبكة العربية للثقافة، والرأي والإعلام/ امريكا، ومركز النهضة – شيكاغو، ومركز الجالية الفلسطينية الأميركية اريزونا.
وشدد المؤتمر على أن صفقة ترمب – نتنياهو لن تعود الى الحياة بهذه الاتفاقية الخيانية، وأن هذا العمل الجبان لن يؤثر في المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني الموحد، ولن يكون له الأثر المتوخى منه لفائدة ترمب ونتنياهو.