[07/ يوليو/2020]
صنعاء- سبأ: كتب/ المحرر السياسي
حدث في العالم ما يمكن تسميته بالوحدة والتآلف والتآزر لمواجهة عدو يهدد الحياة على سطح الأرض، بفرض إجراءات استثنائية على الدول والأفراد من حصار وعزلة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث والمعاصر، وأصاب الإقتصاد العالمي في مقتل وشل حركة التنقل الدولية وعملية التبادل التجاري العالمي، ما حتم على دول العالم مؤازرة بعضها لمواجهة هذه الجائحة في ظل عدم وجود دواء فعّال لهذا الوباء الذي اجتاح العالم.
ـ الجمهورية اليمنية أحد دول العالم التي اتخذت جملة من الإجراءات الاستباقية والاستثنائية لمواجهة هذا الوباء، يمكن القول إجمالا إن اليمن أحد أقل دول العالم تأثراً بهذا الوباء لاتخاذ جملة من الإجراءات الإحترازية الصارمة التي اتبعتها اللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة في عدم التهويل والتهوين وإشرافها المباشر على تنفيذها وبقوة، ما جنب البلاد ويلات الوقوع فريسة لهذا الوباء القاتل.
ـ بالصبر وتنفيذ الإجراءات الإستثنائية التي أقرتها اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة تم الوصول إلى هذه النتيجة المرّضية لمكافحة هذا الوباء، وهو ما أشارت إليه اللجنة في اجتماعها الأخير لإمكانية التطبيع التدريجي لعودة الحياة إلى طبيعتها بعد النتائج الايجابية المحققة بهذا الشأن.
ـ انتصار كبير يسجله اليمن في مكافحة هذه الجائحة، في ظل استمرار العدوان والحصار البري والبحري والجوي من قبل تحالف العدوان، وتنصل المجتمع الدولي في مد يد العون والمساعدة لليمن بالوسائل والمستلزمات الطبية المكافحة لهذا الفيروس.
ـ لقد أحبط اليمن رغبات دول تحالف العدوان التي كانت تتمنى تفشي الوباء في البلاد، وحصد الكثير من الضحايا ضمن حربها البيولوجية على البلاد، فضلاً عن تشديد الحصار على الموانئ وكافة المنافذ البرية والجوية والضغط على دول العالم بعدم تقديم أي مساعدة وعون لمكافحة فيروس كورونا، ما جعل اليمن وحيداً يصارع هذه الجائحة بعيداً عن العالم.
ـ والأدهى والأمر من ذلك، تزامن تفشي الوباء مع احتجاز تحالف العدوان لسفن المشتقات النفطية والغذائية والدوائية، ومنع دخولها لتفريغ حمولتها من المواد النفطية والطاقة وغيرها إلى ميناء الحديدة، لما لها من أهمية وارتباط بمقومات الحياة وتوفير الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية التي تٌعد خط الدفاع الأول لمواجهة كورونا.
ـ تعمّد تحالف العدوان في فرض الحصار واحتجاز السفن النفطية والغذائية والدوائية على اليمن، مؤامرة مدروسة وممنهجة لقتل الشعب اليمني سواء بالتجويع والحصار أو بوباء كورونا، لكن هذه المؤامرة ستفشل بصمود أبناء اليمن، كما فشلت مخططات التحالف الإجرامي منذ خمس سنوات في إخضاع اليمنيين وتركيعهم.
ـ إن الشيء المؤسف، إزاء الجرائم والإنتهاكات التي ترتكبها دول تحالف العدوان في اليمن، وما تفرضه من حصار سافر بمنع دخول المشتقات النفطية، التي تٌعد عصب الحياة للبشرية، هو الصمت الدولي والأممي المريب، الأمر الذي يمكن القول “إن الأمم المتحدة ودول العالم مشاركة في حصار وقتل وتجويع الشعب اليمني”.