[06/ يونيو/2020] عواصم –سبأ: عبدالعزيز الحزي بدأت مرحلة جديدة من إجراءات رفع الحجر المنزلي في عدد من الدول الأوروبية ودول أخرى حول العالم، بعد أن بدأت تلك الدول في شهر مارس الماضي إجراءاتها لرفع الحجر. وبدأت فرنسا ومعها دول أوروبية أخرى الثلاثاء الماضي بتطبيق المرحلة الثانية من خطة رفع الحجر الصحي المفروض على السكان منذ أكثر من شهرين في إطار مواجهة انتشار الفيروس. وتتضمن المرحلة الجديدة رفع القيود على حركة التنقل والسفر الداخلي وافتتاح المطاعم والمسارح والمتاحف وحدائق الحيوانات. وسبق أن اختارت معظم الدول الاوروبية عودة جزء من التلاميذ إلى المدارس في إجراء جزئي لتخفيف الحجر. ويتساءل الكثير من المراقبين والخبراء عن الأسباب التي دفعت تلك الدول الى رفع الحجر المنزلي، فهل بدأ العالم يتنفس الصعداء والحرية فعلا؟ وهل يعني ذلك انتهاء خطر فيروس كورونا حول العالم ؟ أم أن إجراءات رفع الحجر سياسية وتهدف إلى إنقاذ الاقتصاد؟ وتقدر الخسائر الاقتصادية العالمية بسبب تفشي وباء كورونا المستجد كيوفيد 19 بـ نحو 50 مليار دولار، فيما تشير تقديرات أخرى إلى أن الاقتصاد العالمي معرض لخسارة أكثر من 2 ترليون دولار ، كما انعكس تأثير وباء كورونا على النمو الاقتصادي والطلب العالمي على النفط،في حين امتد أثره إلى الأسواق الآسيوية والأمريكية على حد سواء ، وأدى الوباء الى تقييد حركة السفر والتجارة بين البلدان وزيادة الأنفاق على العملية الاحترازية للحد من انتشاره . وقال صانعو السياسة في المصرف المركزي الأمريكي ، إن الأزمة تسببت في “صعوبات إنسانية واقتصادية هائلة في الولايات المتحدة وحول العالم”. ويتوقع أن تكون الضربة الاقتصادية التي تلقاها اقتصاد الولايات المتحدة أكثر إيلاماً بين شهري أبريل و يونيو . لكن الاقتصاديين يقولون أنه من المرجح أن تشهد تقديرات الربع الأول تراجعاً طفيفاً بعد تلقي الحكومة المزيد من البيانات. ومنذ بدء إجراءات الحجر في معظم الدول الأوروبية في مارس الماضي، يعاني الكثير من الشباب في أوروبا وفرنسا مثالا على ذلك “نوبات هذيان حادة” تصل عند البعض إلى حد اعتبار أن المرض متجسد فيهم ،بحسب ما أوردته فرانس 24 ، فمنهم من يقول “أنا كوفيد” أو أنه “الفيروس في حد ذاته” أو يدعي “لقد وجدت علاجا ضد فيروس كورونا” أو يظن أنه “مسؤول عن كل ما يحصل”. وتقول الطبيبة ماري كريستين بوكوزان المسؤولة عن واحد من 18 قسما في مستشفى الطب النفسي فيل-إيفرار في سين-سان-دوني وهي من أكثر المناطق تضررا من الأزمة الراهنة “في طب النفس نصف ذلك بأنه +عاصفة رعدية في سماء صافية+ فهم أشخاص لا يعانون من مشاكل أساسا لكنهم يفقدون التوازن فجأة ويؤكد أقاربهم أنهم لم يعودوا يعرفونهم”. وحاول علماء وضع سيناريوهات لكيفية انتهاء الفيروس وزوال خطره، وفق تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست. ويأمل العلماء بالسيطرة على فيروس كورونا المستجد مثلما حصل مع السارس. السيناريو الأول السيناريو الأول، الذي يتوقعه العلماء، والذي ستكون نتيجته مثالية، بأن تسيطر أجهزة الصحة العامة على الفيروس، باعتبار أن يكون فيروس كورونا المستجد شبيها بانتشار فيروس سارس في آسيا في 2002 حيث بلغ معدل الوفيات نحو 10 في المئة من المصابين، وقد استطاعت مؤسسات الصحة العامة التوصل لطرق وإجراءات للتعامل معه واحتوائه. السارس كانت أعراضه أكثر حدة من فيروس كورونا المستجد، وكانت أعراضه تدفع المصابين به للذهاب للمستشفى في مراحل مبكرة من المرض. عالم الفيروسات في جامعة ميرلاند ستيوارت ويستون، قال إن تتبع والعثور على المصابين بكورنا المستجد أكثر صعوبة خاصة وأن أعراضه تكون خفيفة المصاب، والتي تجعله لا يعلم أنه مصاب أصلا. وأضاف ويستون وهو من ضمن مجموعة باحثين حصلت على عينة من فيروس كورونا المستجد لدراستها، أن تتبع الحالات المصابة هي المهمة الأصعب في المراحل الأولى للمرض. السيناريو الثاني يتعلق هذا السيناريو الثاني باجتياح فيروس كورونا الدول الأقل نموا، وتزداد الأمور للأسوأ ولكنها تتحسن بعد ذلك، وهذا مشابه لما حصل مع تفشي فيروس إيبولا خلال 2014-2016 حيث انتشر الوباء في غرب أفريقيا وتسبب بأكثر من 11 ألف وفاة وأصاب نحو 28 ألف شخص، ولكنه توقف عن الانتشار في مرحلة معينة. ورافق انتشار فيروس إيبولا نقصا في الإمدادات والكوادر الطبية في الدول الأفريقية، إلا أن وتيرة انتشاره كانت أقل عدوى من كورونا المستجد الذي يمكن أن يتنقل عبر رذاذ السعال والعطس للشخص المصاب، والتي قد تكون موجودة على الأسطح المختلفة. وتحث منظمة الصحة العالمية البلدان على ضرورة الاستعداد للأسوأ، ورفع تقييم المخاطر إلى المرتبة الأعلى، وتقول المنظمة “إن هذا اختبار واقعي لكل حكومة على الكوكب”، وأن عدم اكتشاف السلطات لحالات إصابة وعدم جاهزيتها ليست ذريعة لعدم البحث عن علاج للمرض. السيناريو الثالث السيناريو الثالث، يتوقع أن ينتشر فيروس كورونا المستجد ويصبح واقعا نتعايش معه، وهذا مشابه لما حصل عندما تفشى فيروس إنفلونزا الخنازير (H1N1)، إذ أنه أنتشر بين نحو 21 في المئة من سكان العالم، وأعلنته منظمة الصحة العالمية وباء. ولكنه أصبح الآن أحد أنواع الفيروسات الموسمية، والذي يظهر كل عام ويختفي لوحده في جميع أنحاء العالم، ورغم أنم معدل وفيات هذا الفيروس أقل من السارس إلا أنه أكثر فتكا بسبب انتشاره. وتشير الأرقام أن فيروس إنفلونزا الخنازير قتل 1269 شخصا خلال موسم 2009-2010، وأصاب أكثر من 60 مليون شخص وتسبب في إرسال أكثر من 274 ألف شخص إلى المستشفيات. ويتخوف علماء الأوبئة أن تكون الإنفلونزا الإسبانية التي اجتاحت العالم في 1918 الأقرب لكورونا المستجد، والتي كان معدل الوفاة فيها 2.5 بالمئة من الإصابات، إذ أنها كانت الأشد فتكا في تاريخ البشرية وقتلت حوالي 50 مليون شخص حول العالم. ويرى صندوق النقد الدولى – فى تقرير له اصدره مؤخرا حول الوضع المالى النصف السنوى أن تأثيرات وباء كورونا ربما تتطلب المزيد من إجراءات التحفيز الاقتصادى بمجرد انحسار الأزمة لاسيما أنه من المتوقع الآن أن تكون الإيرادات الحكومية أقل بنسبة %2.5 من الناتج المحلى الإجمالى العالمى عنها فى تقديرات شهر أكتوبر الماضي. وحذر صندوق النقد الدولى من أن إجراءات لكبح انتشار الفيروس تسببت فى خروج 16 مليون أمريكى من قوة العمل وكبدت الشركات تريليونات الدولارات من القيمة السوقية لأسواق الأسهم العالمية وقد تؤدى إلى أسوأ انهيار اقتصادى منذ الكساد الكبير فى عقد الثلاثينات من القرن الماضى مع انخفاض أسعار الأصول التى من المتوقع أن تؤدى إلى خسائر فى محافظ البنوك من الأوراق المالية العالية المخاطر غير أن هذا قد تعوضه جزئيا مكاسب فى حيازاتها من الأصول الآمنة . وأوضح صندوق النقد أن التدابير المالية التى تعهد بها زعماء مجموعة العشرين أعلى من برامج التحفيز التى أنفقتها حكومات الدول الكبرى خلال الأزمة المالية العالمية التى بدأت عام 2008 كما أن برامج دعم القطاع العام بالسيولة ومنها قروض وضمانات للشركات فى ألمانيا و فرنسا وإيطاليا وبريطانيا واليابان تعادل أكثر من %10 من ناتجها المحلى الإجمالى. وتواصل جائحة كورونا تفشيها في 213 دولة وإقليم ومنطقة حول العالم ,وتسببت في وفاة أكثر من 397 ألف شخص في العالم منذ ظهوره في كانون الأول من ديسمبر الماضي. وبحسب موقع “وورلد ميتر” المتتبع لضحايا الفيروس حول العالم فإنه تم تسجيل 6826544 إصابة بينما بلغ عدد حالات الوفاة 397422 حالة وتعافى من المرض 3312914 شخصاً. ولا تزال الولايات المتحدة تسجل أعلى حصيلة للوفيات في العالم إذ بلغت حصيلة الوفيات فيها 108708 من بين 1883656 إصابة فيما أعلن تعافي 485 ألفاً وشخصين على الأقل. وجاءت بريطانيا بعد الولايات المتحدة بين الدول الأكثر تضرراً بـ 40261 وفاة من بين 283311 إصابة تليها البرازيل مع 34021 وفاة و641941 إصابة ثم إيطاليا مع 33774 وفاة و 234531 إصابة وفرنسا 29111 وفاة و190052 إصابة. |
AddThis Sharing ButtonsShare to Facebook